أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الكاتبة رامونا يحيى، وصراعات الزمن ..!














المزيد.....

الكاتبة رامونا يحيى، وصراعات الزمن ..!


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5946 - 2018 / 7 / 28 - 20:16
المحور: الادب والفن
    


كان الفيس ذلك العالم الافتراضي، الذي يغرينا في غرابته وطروحات مستخدميه، اصبح نافذة اخرى للتعرف على شخصيات ثقافية حقيقية، تحمل بصمتها الثقافية الجميلة في عالم الكلمة، فكانت الشاعرة رامونا يحيى، التي تحمل هموما انسانية تجادل زمنيتها، محاولة الهروب من الواقع وتعويضه بافتراضات الاحلام الجميلة، وباعتبار الزمن احد عناصر تكوين العقل الثقافي، فكان تمسك الشاعرة بالزمن واضحا، كونه يساهم مساهمة فاعلة جذرية في صوغ نُظُم هذا العقل والإحاطة بطبيعته، وتشكيل رؤيته وقدرته على التفاعل مع المحيط الذاتيّ من جهة والمحيط الآخر من جهة ثانية، ولا بدّ لهذا العقل من إدراك حقيقيّ وتمثّل نوعي واستيعاب كلّي لشكل الزمن وفعله وحركيته وتاريخه، من أجل إتقان الصورة المثلى المناسبة، التي عليه أن يتعامل معه على وفقها، والزمن أزمان بحكم طبيعة توجيه الفكر الزمنيّ والتقاط حساسيته وسبل تسييره على خطّ السيرورة، تقول رامونا يحيى :

(يمضي الزمان
والأرض نفس الأرض
لاشيء يحدث أو سيحدث
كلّ ثانية تمرّ بنا كما مرّت
وتتركنا ... وتنظر في ازدراء
ماذا بوسع النائمين
وليلهم يحلو مع الأحلام والهمسات
وهل لاحظت ...
أنّ مسافراً لم يستطع صبراً
على الذكرى
يفارقها
ويُمعن في البكاء؟)

هذا الجدل في مسيرة الزمن ودواران الامكنة معه، يجعل الشاعرة تتوقف عند الاحلام والهمسات، لكنها تتصاعد مع حركة الزمن بقولها : (وتظل أمير عشقي الذي يرجع الفرح للقلب/والضوء للعين/تملأ روحي غناءً/إذا لفها حزن هذا الزمان الأليم/وطيفاً يلازم عمري
يراقص ذاكرة الحلم في القلب/يأتي فيملؤني بالمسرة/بين مرايا سنيني التي قد علاها الوجوم/تظل في الروح نهراً من الحلم/رقرق تياره في الحنايا/وطيف نهارٍ بعيد/يطالعني من وراء الغيوم/يضيء حياتي ويمضي/ليتركني وردة في الهشيم.).. اذن هي تفترض وجود الاخر، الذي بمجيئه تمتليء بالفرح والسعادة، وهذا همّ اغلب الكاتبات في عصرنا الحديث، وهن يعشن تفاصيل الحلم خارج سياقات الزمن بتفاصيله كالايام والساعات والدقائق، اي انها تعلن مغادرة الزمن الحقيقي، لتعيش زمنا حلميا لحظويا، والعلة في هذا قد تكون الهروب من الواقع، فالواقع مهما كان جميلا يحمل ضغوطات معينة يجعل الكاتب يحمل نزوعا للهرب من ضغوطاته .. فالزمن في منحاه وسياقه العام، يأخذ أبعاده ويؤسس منطقه استناداً إلى طبيعة الميدان الذي يفعل فيه ويتمظهر من خلاله. ثمة أزمان مختلفة ومتعددة ومتنوعة تأخذ أشكالها وألوانها من خواص الميدان وكيفياته. فثمّة زمن فلسفيّ، وزمن تاريخيّ، وزمن نفسيّ، وزمن أدبيّ (شعريّ وسرديّ)، وأزمان أخرى تتشكّل على وفق التوصيف الذي يتعامل به مستخدم الزمن على صعيد الرؤية والتحليل والتوجيه، فرامونا تعيش زمن نفسي ادبي، بمعنى انها تعاني ضغوطات الحياة، فتلجأ للكلمات الادبية التي تحمل زمنا ادبيا، فهي تعيش صراع الزمن النفسي والزمن الادبي، لكن لها موقف وهدف معينين .. وبقولها هذا :

(أخبروني متى تستيقظ عيونكم
سماءً من عسلٍ
ويفرك المغيب بين أيديكم نرجسه ؟
ما هي المواعيد
متى نتعانق؟
متى تتزاوج الفصول مع حصادي ؟
في أيّ صيف يا أصدقائي ؟
أريد أن أحدثكم عن طفولتي
عن ذبولها
وعن الفرح الذي لا أعرف إلى أين يذهب
كنت أعتقد أن الفرح إسم أجنبي .)

تظهر تجليات امنياتها في الالتقاء والتخلص من هموم الغياب، ومحاولة صناعة زمن ملائم للفرح بعيدا عن زمنها الماضي في عالم الطفولة الذي ولى، فلابد من اجتراح لحظاتنا الحالية، ومن ثم صناعة الفرح الملائم لها .. وهنا تثبت انسانيتها، فرغم كل هذه العلاقة الطويلة مع الزمن تقف على الطرق ولا تهتدي إلى عناوين مشاويرها في مجرى الزمن. فأن طباعها الإنسانية ومواقفها الواضحة لا تزال متماسكة ومنسجمة مع ذاتها تماما كانسجام العلاقة بين القفل والمفتاح . بل أكثر انسجاما مع ذاتها من تلك الحالة إلى حالة تعكس تماهيا أكبر عمقا في علاقة اليدين وما بينهما من كيمياء وتوافق .

ملاحظة : الكاتبة رامونا يحيى / تجيد اللغات الثلاث: العربيّة والفرنسيّة والإنجليزيّة.



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر ناجح ناجي من حساء العافية الى طبق الحنين !!
- الشاعر احمد الشطري/الحب والشعر عنده تجربة والتزام ..
- الكاتبة ميرنا دقور وتأملاتها الوجودية في الكون والحياة !!
- الشاعرة ليلى غبرا، مختبر لانتاج طاقة الحب .. !!
- سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقصيدته (عراق...... يا منار ...
- الكاتب أياد خضير وايحاءات الرمزية ، قصة (ثوب الثعبان) أنموذج ...
- الفواز والحقيقة البيضاء ، يكسران خاطر الحرب !! اهداء للزميلي ...
- الرقص الدرامي: الحركة لغة..!
- ديوان (جسر من طين) للشاعر المغفور له رحيم الغالبي لفتات احتج ...
- الكاتب حسن عبدالرزاق، والواقع المعقد في روايته (تل الذهب) .. ...
- الفنان -ابو عهد الشطري- شَكّلَ جَوادَ الحُسين كرمزٍ للشجاعة ...
- الشاعرة واجدة العلي، تحاول التمرين على لعبة التخفي .. !
- الشاعرة جنان الصائغ، رؤية ذاتية بانفعال التوقيعة الشعرية ..!
- الشاعر الدكتور حازم هاشم، بين التصور الذهني والتصور البصري . ...
- الكاتب علي لفتة، يعيش صراع الازمنة ..! رواية (الصورة الثالثة ...
- الشاعرعبد جبر الشنان.. نصوصه تعلن حالة التخفي!!
- الكاتب الباقري، وأشاراته الخفية في المعالجة ..!
- الشاعرة اسماء الحميداوي ، بين تجربة الشعر والنزعة الانسانية ...
- التجريد افتراق ولقاء لتأصيل الوعي الفني .. لوحات الفنان اسعد ...
- التشكيلي مظفر لامي، وحالة البحث الموجع عن الجمال ..!


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الكاتبة رامونا يحيى، وصراعات الزمن ..!