أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مصطفى انصالي - إن الدين عند الله الانسان














المزيد.....

إن الدين عند الله الانسان


مصطفى انصالي
(Inssali Mustapha)


الحوار المتمدن-العدد: 5946 - 2018 / 7 / 28 - 18:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




أن يكون الدين انسانيا معناه أنه دين يستمد مشروعيته من الأرض، إنه قصة أرض لا قصة سماء، قصة إنسان لا قصة إله. الله لم يرسل أنبياءه ورسله كي يثبت وجوده هو؛ بل أرسلهم كي يوجد روحه في الأرض، نفخ فينا من روحه وأرادنا أن نكون تحققا لهذه الروح في أرضه، جعلنا خلفاء له في الأرض فاستصغرتنا الملائكة بقولهم " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء..." فعظمنا بقوله ردا عليهم : " إني أعلم ما لا تعلمون" إنه يعلم إذن، لكن المصيبة أننا صرنا لا نعلم! أراد الله أن يكون الدين انسانا ونحن أردنا أن يكون الانسان دينا، الله لا يهمه تكبيرنا باسمه خمس مرات في اليوم المهم بالنسة له أن نكبر نحن، لا يهمه تعظيمنا له المهم ان تصير أنت عظيما، إن قيام نخلة عند الله أهم من قيام الصلاة داخل المعبد، هذه بداهة دينية من لم يستطع فهمها ووعيها فهو لم يعلم عن الله شيئا. أليس هو القائل عز وجل " أينما تولوا فثم وجه الله" . نبحث عن الله في القبلة والانسان قبلته، هو يطوف حولنا ونحن نطوف الكعبة، مشكلتنا هو أننا صرنا لا نتوقع إلها خارج أسوار المعبد، فكيف له أن يوجد في المعابد وقد تفرق خلقه بها! بسببها صار المسلم كافرا لدى اليهودي واليهودي ضال لدى المسيحي والبوذي وثني في عيونهم جميعا... لقد حار جبريل في الفصل بينهم وهو رسول الله إليهم جميعا.
الله يكتب في قرآنه " وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفو " وهم يكتبون : وجعلناكم أديانا ومذاهب لتتحاربوا وتتقاتلوا. هذه مصيبة؛ أما الكارثة فهو أنهم جميعا يعودون إلى صلاتهم بعد القتل ! فهل يصح دين بدون حب ؟ لا أعتقد . وهل يصح دين بقتل ؟ لا يمكن .
إن الدين عند الله الانسان معناه أن الله ليس عربيا ولا عبريا ولا هنديا، الله هو الله. إنه لا يختار شعبا ضد آخر لقد ظلمناه بجعله إلها عرقيا، الدين عنده صفة أخلاقية لا صفة قومية عرقية، دين لا يخص جماعة بحد ذاتها بقدر ما يخص جماعة الانسان، ما أسهل أن نصف أتباع دين آخر بأنهم كفار؛ لكن ما أصعب علينا أن نكون نحن مؤمنين، فأن تؤمن بالله معناه أن تؤمن بالخير والعدل والجمال والحب، إن لم تكن كذلك فأنت لم تؤمن به حتى ولو صليت ملايين الركعات، فكفر العادلين إيمان وظلم المؤمنين كفر، كفر الأخيار إيمان وإيمان الأشرار كفر، الحزب الذي يحمل للناس خبزا أفضل بكثير لدى الله من الحزب الذي يحمل لهم مصاحفا. إيمان الإنسان هذا يكون على قدر مبادئه لا على قدر معابده، ما يهم الله في دينه هذا هو نظافة قلبك لا نظافة معبدك. لم يفهموا دينه جيدا لكنهم بالتأكيد زوروه جيدا.
دين الإنسان نزل من أجل رفع أحجار العبودية عن العبيد فقزمناه في مجرد رفع أحجار الأصنام عن الكعبة، تأملوا في قصة عمار بن ياسر، أتدرون لماذا آمن ؟ لقد آمن بدين محمد عليه السلام لأنه وجد فيه إلها يقف مع محمد الطيب والخير ضد أبا لهب الظالم والشرير، لم يؤمن بالدين لأنه يقول بالتوحيد مقابل الوثنية بل آمن به لأنه دين إله يصطف بجانب الفقراء ضد اقطاعية قريش، أنظروا إلى بلال أيضا والذي عندما أراد الإيمان بدين محمد كان سؤاله الأول موجها لرفيقه في العبودية عمار بن ياسر : هل إلهه يقبل العبودية ؟ فأجابه عمار: إن الناس لدى محمد سواسية في اللون والدم "لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى " . تأكد بلال قبل إيمانه بأنه أمام إله عادل طيب لن يحتقره كما احتقره أبا لهب لذا وفقط آمن به. نحن نؤمن بالنبي لوحيه وهم آمنوا به لنبله وعدله وانسانيته حتى قبل أن ينزل عليه الوحي، مشكلتنا أننا ننظر لمحمد بعد قصة غار حراء في حين أن الاسلام الأوضح هو محمد قبل الغار. لقد كان وكما وصفته زوجته قرءانا يمشي بين الناس أي أخلاقا ومبادئ تمشي في الأرض ومن أجل الأرض.
وحدهم كهنة المعبد من خذلونا وسرقوا منا ديننا ونبينا بل وإلهنا والهدف هو اغتيال كل انسان فينا، لقد أعلن الفيلسوف الألماني نيتشه عن موت الاله. فعلا لقد مات الاله لكن موته ليس موتا بيولوجيا إنه موت قيمي، اغتيال لكل القيم الجميلة التي زرعها فينا ونفخها فينا من روحه، لقد صدق دوستويفسكي عندما أعلن على لسان إحدى شخصياته أنه: " إذا لم يعد الله موجودا فإن كل شيء سيصير مباحا " إن الله هو الضمير الذي يحكمنا ، فأن تريد الله في سلوكك وأخلاقك معناه أنك تريد الانسان، بمنطق فيلسوف الأخلاق كانط جعلت من الانسان غاية لا وسيلة... فبالأمس كان هناك إله واحد بكل تلك الروح واليوم فينا ألف إله لكن وللأسف بدون روح. فإلى كهنة المعبد أقول : لا نريد دينا مقلوبا نريد دينا يقلبنا، لا نريد صلاة مأجورة نريد صلاة تصلنا بربنا، لا نريد صياما عن الأكل والشرب نريد صياما عن العبودية والظلم ...
إلا أن يتحقق هذا الدين أقول لكم ولمغيبيكم : لكم دينكم ولي دين.



#مصطفى_انصالي (هاشتاغ)       Inssali_Mustapha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام كما أراه
- الصورة : ديكتاتورية ناعمة(1)
- من سرق صلاة الجمعة


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مصطفى انصالي - إن الدين عند الله الانسان