أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - حكومة مفترق الطرق















المزيد.....

حكومة مفترق الطرق


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1502 - 2006 / 3 / 27 - 12:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


تنحو تحولات المنطقة باتجاه ابعاد اكثر دراماتيكية مع وصول محاولات جمع راسي السلطة الفلسطينية في قبعة واحدة الى حافة الياس ، وتراجع فرص تشكيل حكومة اسرائيلية قادرة على صناعة السلام ، وسقوط بعض الاوهام التي تحول دون رؤية المشهد السياسي بالوضوح الذي يتيح الوصول الى نتائج .
ففي السجال الدائر بين حماس وخصومها ما يكفي لاظهار تباين الرؤى الذي يحول دون التوفيق بين رؤيتين ، تستند احداهما الى حقائق الواقع ، وتجدف الاخرى في متاهات الميثولوجيا .
ويتيح الاقتراب من التفاصيل المتداولة مزيدا من الوضوح الذي تتجاهله اطراف اللعبة المنشغلة حتي النخاع في البحث عن مبررات تشعر بحاجة اليها في اسناد مواقفها والتغطية على حالة الارتباك التي تعيشها مختلف مكونات المعادلة السياسية الفلسطينية .
فقد تمترست اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في بيان النقاط الاربع خلف مرجعية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني مشيرة الى ظروف تشكيل السلطة الوطنية التي جاءت بقرار من هيئات المنظمة لتكون ذراعها في الاراضي الفلسطينية .
وبناء على ذلك رات اللجنة ضرورة استناد الممارسة السياسية لاية حكومة فلسطينية الى برنامج منظمة التحرير واعلان الاستقلال وقرارات المنظمة والتزاماتها العربية والدولية .
وتضمنت النقاط الاربعة تحذيرا واضحا من الخطر الذي يلحقه الخروج عن نهج المنظمة بالمنجزات الوطنية .
وحددت الخطر المقبل بمشروع الحل احادي الجانب الذي يسعى اتباع المدرسة الشارونية الى تنفيذه هربا من متطلبات التفاوض .
ولكن حماس اظهرت استخفافا ببرنامج النقاط الاربعة حين اخرجت الموافقة على الحكومة وبرنامجها السياسي من دائرة صلاحيات منظمة التحرير على اعتبار ان المجلس التشريعي الجهة المخولة بالبت في هذه المسالة .
ومن الناحية القانونية الضيقة استطاعت حماس بطرح هذا المبرر وضع حد لتدخل تنفيذية منظمة التحرير في برنامج حكومة اسماعيل هنية الا انها ابقت في المقابل على مساحة عازلة بين الحكومة والمرجعية السياسية الامر الذي يكشف عن خلل في معمار البيت الفلسطيني .
ولمثل هذا الخلل نتائج وخيمة من بينها ارباك الاداء السياسي الفلسطيني ، وتكريس كذبة " غياب الشريك " التي صدقها اتباع المدرسة الشارونية من كثرة ترديدها ، وتتسع اوساط مصدقيها في مراكز صنع القرار منذ فوز حركة حماس في انتخابات المجلس التشريعي .
ورغم خصوصية سمات التطورات الراهنة وطابعها الاستثنائي يصعب التعامل معها باعتبارها خارج سياق تجربة العقود الاربعة الماضية التي اثبتت ان العمل المؤسسي الذي تمليه تعقيدات القضية الفلسطينية ذات التماس المباشر مع التوازنات الكونية ، والاقليمية لا يحتمل انقسام المؤسسة الى خطين متوازيين ، وازدواجيات السلطة .
ولقطع الطريق على الخطين المتوازيين اللذين ظهرا في نهاية الستينات اضطر الرئيس الراحل ياسر عرفات الى خوض معركة سياسية تمخض عنها امساك فصائل المقاومة بزمام منظمة التحرير.
ولم يخل التاريخ الفلسطيني الحديث من معارك دامية لمنع انقسام المنظمة التي تحولت الى وطن معنوي لفلسطينيي الشتات .
وعلى مدى العقود الماضية كانت الحالات الانشقاقية مشاريع اوراق ابتزاز تستخدمها الانظمة بعض الوقت وتلقيها على قارعة الطريق ،وتعاود استخدامها حين تقتضي الضرورة .
ولا شك في ان هذه التجربة كانت ماثلة في ذهن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو يوجه رسالته الى رئيس الحكومة المكلف اسماعيل هنية قبل عرض تشكيلته على المجلس التشريعي .
فالعمق الاقليمي لحركة حماس يتجه نحو عواصم دابت منذ عقود على البحث عن اوراق فلسطينية ، واستخدامها لتحسين مواقفها ، وتقوية ادوارها.
ونتيجة لتطورات الاوضاع في المنطقة يغري وجود حماس في السلطة عواصم اقليمية مثل طهران ودمشق للبحث عن خط دفاع متقدم في الخارطة السياسية الفلسطينية ، لا سيما وان خط الدفاع العراقي بات مكشوفا ، ومرشحا للتحول الى مادة للتفاوض ، وربما يتم التوصل الى صفقة حوله تؤدي الى نوع من التقاسم الوظيفي بين واشنطن وطهران باعتبارها الطرف الاقليمي الاقدر على عقد الصفقات في هذه المرحلة .
وحكومة هنية التي تتسم بالتشدد ويغيب عنها التكنوقراط تعزز الاندفاع نحو المنزلق الذي من شانه ان يقود الى التصفية السياسية لو لم تتوفر الضوابط التي تحول دون فلتان زمام الامور .
ولا تظهر حركة حماس وهي تشارك في السلطة ادنى استعداد لاعادة النظر في الخطاب الذي كانت تستخدمه وهي في المعارضة .
ويوحي تمسكها بخطابها المعارض برغبة في ممارسة السلطة دون تحمل التبعات السياسية لهذه الممارسة .
وبهذه الطريقة يمكن تصور قيام محمد نزال بتوجيه الانتقادات والاتهامات للرئيس عباس في الوقت الذي يتراس هنية حكومة السلطة الوطنية .
ومع الوصول الى هذا المستوى العالي من ازدواجية الخطاب تواجه حركة حماس ازمة في اعادة ترتيب اوراقها .
ففي رده على الرسالة التي تلقاها من محمود عباس حاول اسماعيل هنية التقليل من اهمية حدة الصيغة المستخدمة مؤكدا على امكانية التفاهم مع راس الهرم الفلسطيني .
وفي المقابل يجاهر القادة الاكثر نفوذا في حركة حماس بالرغبة في ترشيح رئيس للسلطة ، والامساك بزمام منظمة التحرير من خلال اعادة هيكلتها ، الامر الذي يترك انطباعا بان تشكيل الحكومة خطوة على طريق ينتهي بتحويل منظمة التحرير الى واحدة من اذرع التنظيم الدولي للاخوان المسلمين .
واللافت للنظر ان القوى الوطنية الفلسطينية كانت واعية لهذه المسالة وهي ترفض المشاركة في الحكومة .
ورغم السلوك الانتهازي الذي اظهرته بعض الاطراف وهي تساوم هنية حتى اللحظة الاخيرة قبيل اعلان التشكيل وجدت صعوبة في استيعاب ائتلاف تهيمن عليه حماس.
وبهذا الفهم تجد القوى المؤتلفة في منظمة التحرير نفسها معنية بالحفاظ على الروح الائتلافية التي بقيت ابرز سمات العلاقات الداخلية .
ويترافق اتخاذ السجال والجدل الفلسطيني طابع الازمة مع امكانية قراءة المشهد الاسرائيلي ببعض الوضوح .
فالحزب المرشح لتشكيل الائتلاف الحكومي الاسرائيلي المقبل لا يخفي رغبته في الاستمرار بتجاهل الطرف الفلسطيني .
وسقف الحل الاحادي الجانب الذي يعتبره الاسلام السياسي الفلسطيني ـ ممثلا بحماس ـ انتصارا على اسرائيل لا يتجاوز تقسيم الضفة الغربية الى جيوب وابقاء سكانها اقرب الى الرهائن .
وتنفيذ هذا الحل بات ممكنا اكثر من اي وقت مضى بتغييب الشريك ، وتحجيم دور الوسطاء ، وتجاهل قرارات الشرعية الدولية .
ومالم تحدث معجزة ترسم هذه المعطيات صورة قاتمة للمرحلة المقبلة من مستقبل القضية الفلسطينية .
فمن غير الممكن ان يؤدي تلازم ازمة البنية السياسية الفلسطينية مع حل من هذا النوع الى نتائج بعيدة عن طمس قضية الشعب الفلسطيني لعقود مقبلة وربما شطبها والبحث عن تخريجات لافرازاتها .
ومن غير المستبعد ان تتمثل هذه الافرازات في كيفية ادارة الحياة اليومية للمواطنين الفلسطينيين في الضفة والقطاع مع انقطاع المعونات الاقتصادية وذوبان هيكلية السلطة .
فالمؤشرات التي ينطوي عليها قطع المساعدات عن السلطة اخطر بكثير مما يحاول ان يوحي به اصحاب الحلول الالتفافية لتغطية عجز برامجهم عن التعاطي مع قساوة الواقع المعيشي ، والبقاء في عزلة عن العالم يعني افقاد القضية الفلسطينية بعدها الدولي ، والشعارات الكبيرة تخفي في احسن احوالها افكارا جوفاء .
وقد تكون دعوة عباس الى فتح قناة سرية مع شخصية سياسية ضعيفة مثل شمعون بيريز محاولة الربع ساعة الاخيرة لاجتراح المعجزة .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متاهة الحوار
- ماراثون البؤر الملتهبة
- ربيع بيروت
- مبادرة اللحظة الحرجة
- مأزق الفوز .....
- درس كويتي
- ماراثون حافة الهاوية
- صدمة اليمين الاسرائيلي
- رسائل خدام الثلاث
- زلزال البيت الفتحاوي
- اغتيال تويني ...خلط جديد لاوراق قديمة
- تشوهات التحول الديمقراطي
- شهوة القتل
- التقرير الذي هز المنطقة
- الانتحار اللغز
- حوار الدائرة المغلقة
- تراكمات العجز
- قواعد جديدة للعبة قديمة
- جدران الوهم
- تفسير احادي....لخطوة احاديه


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - حكومة مفترق الطرق