أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - السيد حميد الموسوي - بندقية العرب














المزيد.....

بندقية العرب


السيد حميد الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 5944 - 2018 / 7 / 25 - 23:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مع انها سلة العراق من الرز والحنطة والشعير ومعظم الحبوب والفواكه والثمار والتمور ؛مع انها ثغر العراق واطلالته وبوابته البحرية الوحيدة على العالم ؛مع انها منبع الثروة الوطنية من النفط والمعادن ؛مع انها بركان الثورات والانتفاضات بوجه المحتلين والطواغيت ؛ومع انها ام الشهداء الابرار..مع كل ذلك وغيره فقد كانت ضحية كل ظلم وطغيان وجور واستبداد جميع حكام العراق منذ تأسسيه .البصرة التي سميت بندقية العرب لكثرة ما فيها من السواقي والجداول والانهار تعاني العطش والظلم والظلام والبطالة وانعدام ابسط مقومات العيش الكريم. وليست البصرة وحدها بل هذا واقع كل محافظات الجنوب العراقي : الناصرية؛السماوة؛ميسان؛واسط.ومعها محافظات الفرات الاوسط :الديوانية؛النجف؛كربلاء؛بابل .
وحتى لانذهب بعيدا فلنكتفي بحكومات العراق الحديث الذي تأسس بدخول القوات البريطانية عام 1917حيث دفعت محافظات الجنوب ثمنا باهضا كونها الوحيدة التي تصدت للاحتلال البريطاني وحالت دون وصوله الى بغداد من 1914 الى 1917 .اذ اهملتها الحكومة الملكية التي نصبها الانكليز باشراف المندوب السامي البريطاني فحرمت من التعليم ومن الخدمات الصحية والعمرانية والحضارية وابعد سكانها عن ابسط الوظائف الحكومية المدنية والعسكرية ،وسلط على رقاب ابنائها نظام اقطاعي فظ متعجرف بغيظ استحوذ على مجمل الاراضي الزراعية واحال سكانها الى فلاحين رقيق لايملكون قوت يومهم ؛وعمد الى نشر التخلف والعادات البالية وبث الفرقة بين عشائرهم وشجع على التناحر والتباغظ والثأر. استمرت هذه الاحوال البائسة النكدة اكثر من اربعين عاما حتى عام 1958حيث استبشر العراقيون جميعا بانبثاق عهد جمهوري جديد يطلق الحريات وينصف المظلومين ويستثمر الثروات بشكل عادل .وللمرة الاولى شعرت محافظات الجنوب بشيئ من الانصاف وخاصة حين اصدرت حكومة الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم قانون الاصلاح الزراعي الذي قضى بسحب يد الاقطاعيين عن الاراضي وتوزيعها بشكل منصف على الفلاحين ؛ وتم انشاء مدارس ابتدائية وثانوية ومعاهد.وبنيت العديد من المستشفيات والمستوصفات والعيادات الطبية المتنقلة. واقيمت عشرات المصانع والمعامل والورش الانتاجية .. وتم قبول ابناء الجنوب في الكليات المدنية والعسكرية وفي جميع الوظائف اسوة باقرانهم من المحافظات الاخرى . الا ان هذه الحال لم تدم طويلا ؛فبعد اربع سنوات ونصف فقط انقلب البعثيون على الحكم الجمهوري سنة 1963وقتلوا الزعيم الوطني الشهيد عبد الكريم قاسم وجميع الضباط الاحرار واشاعوا الفوضى والخراب والدمار وسفكوا الدماء على الشبهة والتهمة والظن حتى انقلب عليهم عبد السلام عارف سنة 1964والذي قتل هو الاخر بعد سنتين من حكمه الطائفي الذي اهمل تلك المحافظات وناصب اهلها العداء ليتسلم الحكومة اخوه عبد الرحمن عارف سنة 1966 والذي سلم الحكم للبعثيين من جديد سنة 1968 لتبدأ اسوئ مرحلة في تاريخ العراق الحديث دفعت محافظات الجنوب الحصة الاكبر اهمالا وحرمانا من ابسط الحقوق؛ وتخلفا وخرابا وضحايا ؛ ضحايا حروب عبثية مستمرة..ضحايا مقابر جماعية ..ضحايا سجون وزنازين ومعتقلات ؛ ضحايا تهجير وتشريد وملاحقة مدة خمسة وثلاثين عاما .وطيلة تلك السنين كانت المحافظات الجنوبية المنكوبة تدار من قبل حاكم عسكري يسمى محافظا ،هذا المحافظ وكل طاقمه الاداري الى ابسط موظف لم يكونوا من اهلها بل يختارون من بغداد ومن المحافظات الغربية وليس بينهم من سكان المحافظة الا عامل الخدمات وبعض الشرطة!!.حتى اذا اسقط صنم التسلط الصدامي عام 2003 واعيد تصحيح المعادلة الظالمة عاد الامل كبيرا في نظر سكان الجنوب المحروم كون المحافظ ومجلس المحافظة والمجلس البلدي والموظفون هم من سكان المحافظة نفسها ؛اكثر من ذلك ان رئاسة الوزراء وعددا من الوزارات السيادية وغير السيادية تعود لهم .لكن حالهم صارت اسوئ واتعس كحال اهل البيت عليهم السلام مع الامويين والعباسيين !!!.
وظلم ذوي القربى اشدُّ مضاضةًً على المرئ من وقع الحسام المهندِ
خمسة عشر عاما من عمر التغيير مرت ..تعاقب على حكم محافظات الجنوب حزب الدعوة والتيار الصدري والمجلس الاعلى وحزب الفضيلة ..محافظون ومجالس محافظات ومجالس بلدية ..خمسة عشر عاما لم تعالج معاناة المحرومين الازلية المتمثلة بسوء الخدمات وشحة المياه وقلة المستشفيات والمدارس وسوء محطات تجهيز الكهرباء؛ وتفشي البطالة والعوز والفاقة . انشغل الحاكمون الجدد بترتيب اوضاعهم العائلية وتضخيم ثرواتهم ..انشغلوا بمصالح احزابهم الفئوية .. فسد اكثرهم ..خان معظمهم الامانة واساؤوا الاداء الوظيفي . لم يكتفوا.. لم يعتذروا ..لم يتراجعوا .. لم يصلحوا ما افسدوا ؛وكل لاحق يلقي اللوم على السابق .وكلما دخلت امة لعنت اختها ..تنافس محموم بين الاحزاب الاربعة .. تسقيط مستمر متناوب متبادل .. تخريب من قبل الاحزاب لكل مشروع يقدم على انشائه الحزب الاخر حتى لايسجل المشروع كسبا سياسيا للحزب الذي انجزه ..والضحية هم سكان تلك المحافظات التي اوصلتهم للبرلمان والحكومة وجربتهم تباعا فحصدت الخيبة والخذلان والخسران .وستبقى الحال كما هي عليه – ومهما تبدلت الوجوه وتغيرت العناوين والشعارات - مادام الحكم يسير وفق النظام البرلماني .



#السيد_حميد_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة مع مختَطفي كربلاء
- ماذا لو لم نصوت
- المشروع الوطني العراقي تجاوز مرحلة التأسيس
- واطلَّ وجهك باهيا حلو الطلوع
- مصر مصدومة ...وتترقب
- صدام كيف كان يعقد قران بناته ؟
- أذعن قسرا .. وأضمر شرا
- أما آن للعرب أن ...؟.
- العراقيون متطرفون ... واي تطرف ؟!.
- المونو دراما وقرّاء الممحي
- صحافة العراق السريانية الام
- تسابيح على شفة الغدير
- لجان غير معذورة واخطاء غيرمغفورة
- سومري الجنوب يغسل عار الفلوجة
- ما الذي جنته هذه الجموع المكدودة المرهوقة ؟
- اكيتو قرين الشمس
- طاحونة اسقاط الدول العربية
- أما من ناصرٍ ينصرنا
- عالجوا التقشف بالصناعة الوطنية
- صناع التأريخ ومختلسوه


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - السيد حميد الموسوي - بندقية العرب