أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق سعيد أحمد - ما القيمة؟














المزيد.....

ما القيمة؟


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5944 - 2018 / 7 / 25 - 12:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حضور متوحش قابع في الوراء، ينتظر صامتا، انتهاء المعركة التي غالبا ما تبدأ حينما يقرر أحدهم تمزيق الصورة الخارجية "الغلاف"، تلك اللحظة الثورية يتغير بعدها شئ ما، لا بالضرورة في الواقع، حيث التغيير الأوضح يقع في دواخلنا مستهدفا الذات لتصبح بيتا له ومقرا دائما لمقابلة الأفكار القديمة، فإما أن يقرر استضافتها لوقت محدد لتثبت فيه حسن نواياها، وإما أن يطردها شر طردة كما نفعل مع فئران المنازل

ورغم هذا التوتر الذي يشبه بندول ساعة كلاسيكية يدق كلما تحرك يمينا ويسارا داخلنا، إلا أنه المستفذ الوحيد لانتخاب فكرة تشترك في صفاتها مع المتغير ـ الطازج ـ لتحدث طفرة أو نقلة ما نوعية

فالظاهر من كونه ظاهر ومتكشف أمام المستبصرات الخارجية والحسيات الداخلية يحمل صفة المزيف، فلا معنى أن الاتفاق على وجوده في العالم يمنحه صفة التحقق، فما أكثر التفاهات التي وصفت بالحقيقة لمجرد أننا اتفقنا على ملاحظتها أو الشعور بها في العالم!

خصوصا تلك الأفكار الواهية التي يطلقها الحُكام والساسه ليل نهار دون انقطاع يذكر، فبمجرد أن يتناولها أحدهم بالبحث والتحليل ويلقي بها على الشبكة العنكبوتية يمنحها الحياة!، ولا يمكن أن نغفل عن ما يصنعه (رجال الدين) في هذا الموضع من سخف فكري يلاحقنا اليوم وسوف يلاحق بعد أن نفارق العالم عقول أخرى

لا مبالغة حين أصف القيمة بالحضور المتوحش، ولم أقصد في وصفي الوحشية بمعناها المتداول والمشهور بينما أشير إلى القوة والرسوخ والتجذر، إلى الصفات والخصائص التي تميزها وتمنع الوقوع في شرك التشابه بينها وبين الصور الهشة المخادعة والمضللة التي يحملها على الأعناق ـ غالبا ـ الرعاع والغواني من قصور الحُكام المستبدون إلى شوارع المدينة، كما يفعل المتمنهجون مع أصحاب المذاهب الدينية الماضوية المتصخرة

أشك أحيانا أن العلوم السياسية وضعت لتحل محل الدين، لا لتنظم المجتمعات بما يتفق مع تنوعها، ربما أكون قد وقعت في خطأ ما، وانصهرت المفاهيم والأهداف أمامي، لكن ما أظن أنه واقع نحياه بتفاصيل ثقيلة هو أن السياسة والدين افسدوا الأبنية الاجتماعية، حينما ضلوا طريقهم وتخلوا عن البحث في العالم عن العالم

أم أن فكرة الإنسان الاجتماعي تسقط الآن بهدوء ولا يلتفت إلى سقوطها أحد؟ّ!، تلك الفكرة تأسس على ظهرها كل الأفكار الكبرى التي حاولت أن تجمع حولها أكبر عدد ممكن من البشر، وبالتالي حالت بين الإنسان وبينه أن يكتشف من هو أو بالأحرى العالم، حتى علق وجوده بنجاح أو فشل فكرة تبناها مع الآخر!

أظن إنني إن وجدت قبل ملايين السنين سأكون من هؤلاء الذين اندهشوا من رحابة الأرض وضخامة الأشجار والطيور المحلقة وظلمة الليل حتى نقشوا على جدران الكهوف بطولاتهم ومواجهاتهم دون أن يدركوا أن هذا النقش مجرد استدعاء لقيمة ما تكمن وراء وجودهم غير المبرر وقتذاك، واعتقد أنهم في هذا السياق كانوا يشعرون بأنهم متهضون بلا سبب مقنع!

لم يتزحزح هذا الشعور عن الإنسان ــ خصوصا من حدفه قدره على دول العالم الثالث ـ رغم اختلاف المشهد الكلي أو العالمي ورغم الحروب والانتصارات والتكنولوجي وتعاقب الأديان والفلسفات وانبثاق الفنون، كل ما تغير هو الظاهر أو الواقع الذي نتكاتف لتزييفه بوضع سياسات عالمية تحافظ على الفروق الطبقية قدر ما استطاعت لتعزز الرأسمالية وتقهر من هم دون ذلك، رغم محاولات الأدب والفنون المستميتة لكشف القيمة والجوهر عن العالم، وللأسف لم تنجح في هزم هذا الفيروس الذي استوطن الإنسانية!

ولا استثني الفنون والأدب فكلاهما منتج انساني، فما يُزيف به الواقع ينسحب عليهما بالضرورة، بل ويزيد خطورة فسادهما على الإنسانية من الإنحطاط الأخلاقي وتطور الأسلحة النووية

خصوصا حينما يُستغلوا من قبل السُلطة أو التنظيمات غير الشرعية التي تحارب بالوكالة لصالح دول كبرى لسحق المنظومة الثقافية لأعداءها، وضمن أهم المؤشرات الكاشفة لهذه الحروب القذرة هو تحول الفن والأدب إلى آداة تلتوي كثعبان يبحث عن فريسة حمقاء

والشاهد على ذلك واقعنا البائس، وعلى من يتهم وجهة النظر تلك ويرميها بأنها تتبنى نظرية المؤامرة أن يجيب على السؤال الذي يلقي بنفسه على الأرض ألا وهو.. كيف لدولة عظيمة وعريقة بدأ التاريخ ونشأت الحضارات على أرضها أن يكون هذا هو حالها الثقافي؟ فأين نظرياتنا النقدية؟ هل بيننا فليسوفا واحدا؟ هل اقتنص أحدهم أوسكار؟.

هذا ليس تشاؤما بالتأكيد حيث أن التشاؤم هو توقع السئ مع وجود احتمالات وعناصر النجاح والإنجاز، هنا فقط إشارة ـ من بُعد ـ على أكوام العفن التي منعت دون أدنى أنواع الشك عقولا عبقرية من عملها الإنساني.. بحثا عن القيمة.




#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -منتدى الشعر المصري الجديد-.. لقاء البقاء
- خرافات -البغوي- في تفسير القرآن
- -خروشه- ن
- -نور مُظلم- قصيدة جديدة للشاعر طارق سعيد أحمد
- مقال عمار علي حسن الممنوع من النشر
- عصام حسين يكتب: زيف الوجود وتأزم الحاضر في-تسياليزم.. إخناتو ...
- د.مصطفى الضبع يكتب: المجال الحيوي للقصيدة في ديوان -تسيالزم، ...
- بيان المثقفين العرب بخصوص القدس ..
- في البدء كانت الدولة ج2
- في البدء كانت الدولة ج1
- خبيئة العارف.. لماذا؟
- كيف تصنع جاهلا؟ ج10
- كيف تصنع جاهلا؟ ج9
- كيف تصنع جاهلا؟ ج8
- كيف تصنع جاهلا؟ ج7
- كيف تصنع جاهلا؟ ج6
- كيف تصنع جاهلا؟ ج5
- النمل مازال يلدغ والسكين لا تقتل
- كيف تصنع جاهلا؟ ج4
- كيف تصنع جاهلا؟ ج3


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق سعيد أحمد - ما القيمة؟