أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كهلان القيسي - الأطفال العراقيين ضحايا الإحتلال الأمريكي














المزيد.....

الأطفال العراقيين ضحايا الإحتلال الأمريكي


كهلان القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1502 - 2006 / 3 / 27 - 10:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الأطفال العراقيين ضحايا الإحتلال الأمريكي
ترجمة: كهلان القيسي

إحدى أكثر النتائج المأساوية لحرب العراق هي مدى تأثيرها على الأطفال العراقيين. ان استمرا الحرب جعلهم من بين ضحاياه الرئيسيين، بنفس الوقت تتدهور صحة غالبية السكان هناك. العراق كبلد في الثمانينات كان لديه احد أفضل أنظمة الرعاية الصحية في المنطقة. وبعد الغزو في عام 2003 من قبل قوّات التحالف، واستمرار دورة العنف والتمرّد وهجمات قوّات الإحتلال المضادّة أضرّا ببنية الصحة التحتية الأساسية بشكل كبير في البلاد. ، والان النظام الصحي في العراق لا يمكنه تلبية الحاجات الصحية الاساسية للسكان.
في عام 1991، كان في العراق 1,800 مركز رعاية صحية. وبعد عقد ونصف تقلص ذلك العدد الى النصف او الثلث تقريبا ، مما يتطلّب الان إعادة تأهيل رئيسية لهذا المراكز حسب برنامج الأمم المتحدة للإنماء (UNDP) دليل التطوير الإنساني انخفض مستوى العراق من المرتبة 96 إلى المرتبة 127، وهذا أحد أكثر مؤشرات الإنحطاط المثير في الرفاهية الإنسانية في التاريخ الحديث.
طبقا لتقرير جين زيجلير، خبير لجنة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة الخاصّه عن (الحقّ في غذاء) ، فان نسبة سوء التغذية بين الأطفال العراقيين تضاعفت تقريبا منذ إزاحة صدام حسين في أبريل/نيسان عام 2003. واليوم تشكل نسبة الاطفال العراقين المصابين بسوء التغذية الحادّة والبالغة7.7 % وهي مساوية بشكل تقريبي إلى تلك التي في بوروندي، وهي أمّة أفريقية دمّرتها عقدود من الحرب. وهي نسبة أعلى جدا من النسب في اوغندا وهايتي، البلدين اللتان دمرتا بالحرب ايضا.
إنّ المشاكل الصحية للسكان الان مختلفة بشكل مثير عن تلك التي كان يواجهها العراقيين واطفالهم قبل جيل مضى، حيث كانت السمنة إحدى مخاوف الصحة العامّة ذات العلاقة الاساسية بالتغذية. النسب العالية لسوء التغذية بدأت في التسعينيات نتيجة لعقوبات الأمم المتّحدة المفروضة على العراق لمعاقبة نظام صدام حسين لغزوه الكويت في 1990.
قلة الكهرباء ونقص الماء الصالح للشرب في كافة أنحاء البلاد أدّيا إلى تدهور صحة السكان، وبالتالي اديا إلى حالات تفشّي حمّى التيفوئيد، بشكل خاص في جنوب العراق. حيث إنّ إنهيارت أنظمة مياه المجاري والماء ومن المحتمل سببتا حالات تفشّي إلتهاب الكبد الفايروسي القاتل بشكل خاص بين النساء الحوامل. طبقا لمسح عن ظروف المعيشة في العراق شمل اكثر من 22,000 عائلة، وهو جهد مشترك بين حكومة العراق وبرناج الأمم المتحدة للإنماء (UNDP حيث تبين ان 47 % من العوائل الحضرية وفقط 3 % من العوائل الريفية تتوفر لها نظام تصريف مياه المجاري.

في الوقت الحاضر، لم يتلقى آلاف الأطفال الذين ولدوا بعد الحرب أي من التطعيمات الضرورية ، وتعرقل كافة خدمات التلقيح الروتينية في المناطق الرئيسية من البلاد. بالإضافة، الى دمار نظام التبريد لخزن اللقاحات جعل لقاحا المجهّز عديم الفائدة عمليا.
حتى المضادات الحيوية الأقل الكلفة شحيحة جدا وهذا يزيد من المخاطر على الموت السكان من الإصابات المشتركة. حيث ان المستشفيات إزدحمت بالمرضى والعديد من المستشفيات لاتوفر فيها الكهرباء ولا حتى ابسط المستلزمات . وكما افاد وزير الصحة العراقي بأنّ الـ100 % من المستشفيات في العراق تحتاج إعادة تأهيل. وكنتيجة لكلّ هذه الحالات تبين فشل الصحة العامّة في العراق البلاد التي كان لها أقلّ نسبة في وفيات الطفل منذ التسعينيات.
كذلك هناك إزدياد عدد الأيتام، حيث أصبح العديد منم مشرّدين مما يدفعهم باللجوء إلى الدعارة للبقاء على قيد الحياة. ولو أنّ وزارة العمل العراقية لديها برامج لمعالجة هذه المشكلة، لكن جهودها لم تكن ناجحة.
أثّرت الحرب على الحالة النفسية للبالغين والأطفال على حدّ سواء، والعديد منهم يعانون اعراض جدّية من الإضطراب النفسي الناجم عن الصدمة. من المخمّن أنّ أقل من مائة طبيب نفساني يبقون في العراق (تقريبا واحد لكلّ 300,000 عراقي) ولا أحد منهم متخصّص في أمراض الطفل العقلية.

ان الأطفال يواصلون تحمّل العواقب الفظيعة للحرب ويجب ايجاد طرق جديدة لحمايتهم ويتطلب ذلك من مفوضيّة طبية دولية مستقلة يجب أن تحقّق في صحة الأطفال، وتقترح الإجراءات لتحسينها. ويجب تجهيز الأطفال العراقيون بسرعة عاجلة بالتغذية الأساسية، تلقيح وبالعناية النفسية لتخفيف الضرر الكبير الذي نتج عن الحرب التي يتزايد عدد خسائرها بشكل وحشي اثر على صحتهم ونوعية حياتهم.
كاتب المقال:
الدّكتور César Chelala ، مستشار صحة عامّة دولي، فائز بجائزة نادي الصحافة الأجنبي في أمريكا لمقالاته عن حقوق الإنسان.
http://www.informationclearinghouse.info/article12467.htm



#كهلان_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقارير الخاصّة: ما هو دور الولايات المتحدة في حرب العراق ا ...
- لا تنخدع: بوش لم يفشل في العراق، المهمّة الحقيقية أنجزت
- من بغداد التي تحترق: الله يستر من الرابعة- قصة السنافر والشن ...
- البرفسور هاوارد زين اشهر مؤرخ امريكي: دروس حرب العراق تبدأ م ...
- أفضل الشركات البريطانية العشرة الرابحة من العراق
- من بغداد التي تحترق: جوائز الاوسكار العراقية -جوائز السيد-
- دور الولايات المتحدة في عنف العراق الطائفي
- امريكا ترفض منح تأشيرات لسيدتين عراقيتين قتل الامريكان ازواج ...
- روبرت فيسك: شخص ما يحاول إثارة حرب أهلية في العراق.ج-2
- روبرت فيسك: شخص ما يحاول إثارة حرب أهلية في العراق.ج1
- جون زغبي : رسالة من الجنود – اخر استطلاع للرأي
- روبرت فيسك: الهزيمة نصر و الموت حياة
- التايمز البريطانية: أرخص شيء في العراق حياة الإنسان
- الاندبندنت: فرق موت العراق: تدفعه الى حافة الحرب الأهلية
- روبرت دريفوس: على شفير الهاوية في العراق
- مايك ويتني: قنابل من كانت هذه ؟
- من بين البرجين والقبة يخرج دخان احمر من الدهاليز
- تأريخ الاستجواب في أل(C. I. A) منذ الحرب الباردة إلى الحرب ع ...
- تأريخ الاستجواب في وكالة المخابرات الأمريكية، منذ الحرب البا ...
- أغنياء الحرب وإثراء السفارة في بغداد- عقود سرية كويتية


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كهلان القيسي - الأطفال العراقيين ضحايا الإحتلال الأمريكي