أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ابو ماجن - أكاذيب عارية















المزيد.....

أكاذيب عارية


احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب

(Ahmed Abo Magen)


الحوار المتمدن-العدد: 5942 - 2018 / 7 / 23 - 21:21
المحور: الادب والفن
    


العمر 

أكذوبة عارية
تغدق علي تعبدي
كل ماتحمله من عهر
ولأن حظي مشدود من الطرفين
ماكان بوسع امتعاضي
الا أن يتخذ لهدايتي البليدة
نبي من صبار
فليس في هذا المحفل أحد
قادر على النمو
دون أن يربت على كتفيه بعض الماء
أو تلهيه بعض العلاقات الإجتماعية
أو يناغيه وتر من أوتار الحب
أو يشتكي من ملوحة الوحدة
مثلما يتحمل الصبار
كم أحبك أيها النبي
فلم أر في حياتي أحد كأنت
تقتص منك قذارة الحياة
ولم تهمس لنفسك بوعود الشكاية
أو تتأوه شاكيا بعد منتصف الليل
أو تفضفض عن جراحك ببعض الشعر
أرجوك اهدني ...
اهدني جيدا
حتى أكون صبار مثلك
لأتمكن من أن أموت عراقيا
وفي جبين قلبي وخزة واحدة..

_________________________

لطالما فرقتنا شريعة الأديان
وجمعتنا شريعة الموسيقى
يكفي أن ادندن لك
بأوتار عيوني الناعسة
وأترك لك وترا واحد
تنفذين إلى جوفي من خلاله
أعتقد بأن ذلك يكفي
لتعرفي من أنا
ولكي أعرفك من أنت
في المرة القادمة
تخلي عن العدسات الملونة
رأفة بقلبي الرمادي
لئلا يصاب بعمى الألوان

_________________________

الليل كائن معتوه
يجيد دور المختلس
عرفت ذلك بعدما مضوا
فكم من مرة رشوت هطوله
بكل ما أملك من دموع
لأنال رخصة يسيرة من نوم هانئ
تمكنني من السباحة في حوض الهرب
قبل أن تطالني ببشاعة
أسنان الفجر
رباه قد ابيضت عيناي
ولم يأتني الليل بقميص وعوده
ولم ينفس عن خاطري المشلول
بعصا ذهابه
حتى صرت أدور على نفسي
مثل حكاية قديمة
اعتصرها صنبور أصم في بيت متروك
ما إن فتحه القدر
حتى سقطت على وجهي
في مجرى النسيان....

__________________________

عقيمة عن الحب
عقيمة عن الإحترام
عقيمة عن التواضع
لكنك تنجبين الرسائل مثل القطط
وتثرثرين كما تثرثر السماء بالمطر
وتتفلسفين كمن يسعى لبناء مقبرة
كفي عن ذلك أرجوك
واعلمي أني كومة قش
ورسائلك الداكنة ماهي إلا نار حمقاء

____________________________

اتركيني بمفردي
أدفع قارب الأيام إلى شاطي العزلة
وأخلو بنفسي عند أقرب موجة
والهو بشيء من مرارة الانتظار
وأرشق كل ما حولي بالسباب
وأعود نادما استغفر الحائط
عن كل ما اقترفه الناس من مسامير
من أجل أن يعلقوا عليه
لوحات غيابهم
هم لايعلمون أن للحائط روحا
تشعر بما لاتشعر به المطرقة
وهي تضاجع المسامير بصورة علنية
لم أسمع يوما
إن المسامير انجبت من قبل
لكنني سمعت أنها ثقبت قلب حبيب
يأكله الصمت في دهاليز انتظاره
وليس بقربه إلا خوف من عسل
يزيد من شهوة المطرقة...

___________________________


حلما يبتل الصدق
بلعاب الشعارات
يضمحل بداخلنا حب الوطن
وما تبقى منه
يفرزه الناس عن طريق تعرق الجبين
وهم يصارعون اليوم
لتحصيل لقمة واحدة
لاتسمن جيوبهم الرطبة
ولاتغني عن روع
وكلما عرضنا ما يجهشنا بالنداء
يضطر السامعون الى مساعدتنا
كأن يطحنون لنا قمح الأفكار
فيصنعوا رغيفا واحدا
يكفي لتغص به العقول
فحيرتي الآن
أسوأ من حيرة معلم عراقي
يحاول إفهام تلاميذه الجدد:
(بأن الولاء للوطن من الإيمان)
فينتهي به الحال
برطم رأسه في جدار المدرسة
ثلاثة رطمات متتالية
حتى ينفتح بوجهه باب اليأس !!

____________________________

لطالما
شعرت بتفرد تام
وأنا أحمل أعباء أجيال باهتة
وكأني في هذه الحياة
مجرد حمال يأكل كاهله
ثقل اليأس
وتشرب مدامعه بلادة الخسران
لم يجتاحني عصف الموت
وأنا أحمل لافتة ضعفي المقيت
فقط لأنني أمسك عصا الحلم
من خصرها الرقيق
قبل أن أفكر بابتلاع لساني
فاليوم عرفت أنني بطل
متفرد بشجاعتي التي
لايرقى لأهدابها الوجود
لأنني قرأت على قبر أحدهم:
(لايكلف الله نفسا الا وسعها)

____________________________

لَستُ بِحَاجةٍ
إلى تَكميمِ أفواه الجُروح
فَأنا إنسانٌ مُتصوفٌ
أجيدُ الرَّقصَ على ثَرثرتِها

___________________________

بسهولة تامة
استطيع التملص من رحى الموت
وأعود إليها مرة أخرى
لكني لا استطيع التملص أبدا
من سماعة الطبيب
وهي تتفحص جيبي !!

_________________________

بعدما يتنهي كل شيء
ويفنى جبروت العالم
سيجلس العراق بمفرده
متكأ على جراحه الأزلية
وبين يديه طفل مبتسم
يحبو بهدوء، يدعى: آدم

_______________________

القانتون هنا
يأكلون أجساد المرضى
بأنياب من دعاء مقيت
ويصلون بعد ذلك
على سجادة من حرير
فيذرفون دمعتين على التوالي
ويثملون بمسكر ثمين
وإذا استفاقوا صباحا، قالوا :
هذا من فضل ربي !!

___________________________

أرضي خصبة جدا
للدرجة التي تجعلنا
نجهد في زراعة حبات القمح
في فتوق أهوائنا الجائعة
فلا تنبت بعد ذلك إلا خوذ عسكرية
تمهيدا لأشتعال حرب أخرى !!
الغريب في ذلك
كلما هممنا بطحن ماتبقى من القمح
تصرخ بعض الأمهات !!

____________________________

عندما تكون العلاقات مع الآخرين
ليس سوى مرحاض متسخ
يكون شرفا لي أن اتبول واقفا

_____________________________

سألت جدي
هل هنالك ماهو أشد من الرصاص؟
أجاب بحسرة  : نعم
قلت له وما هو ؟
قال: الأصابع الشاحبة
التي تمسح وجوهنا قبل أن ترحل...

______________________________

إلهي
لم لم تخلقني صبارا
لأتمتع بجنسيتي العراقية
بدلا من أن افضفض عن جراحي
ببعض الشعر !!

_____________________________

العزلة
تقضمني ببشاعة مفرطة
كسجين محكم البراءة
يترقب قرار المحكمة
وليس بيده حيلة
إلا أن يصب قلقه الحار
على أظافره الباردة

__________________________


العوز في وطني
رجل عجوز
لايجيد السير على رؤوسنا
إلا ويلوي أعناق المعيشة
حتى تنزف كل أحلامها
على دكة القهر
فليس بوسع نفوسنا الخجلة
إلا أن تنتفض بوجه المعصية
وتخرج كما يخرج بركان الدم
من قمة جرح جديد
لا أعلم كيف يتهموننا بالخيانة
ونحن باقات ورد
خرجت بوجهها المتيبس
تطالبهم ببعض رذاذ الماء
لئلا يأكل عمرها العطش !!
لا أعلم كيف أبى سيدهم ذلك
فسقانا من لدنه نقمة
على شكل مناجل من نار
حتى اقتلعنا من صلب الوطن
ثم نفض عن نفسه تراب المجزرة
وتنحنح قائلا:
(حان الآن موعد آذان الفقر)



#احمد_ابو_ماجن (هاشتاغ)       Ahmed_Abo_Magen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا العراق
- مساعي
- إغلاق باب القيح
- لابد من الطوفان
- حديث صبرائيل
- سفر التكوير
- قارعة الثراء
- وليمة السهر
- ملامة الحرير
- ما لايفضحه النطق
- أفواه مقبورة
- أضواء مهشمة
- أسلاك شامخة
- لوازم الهرب
- أنهار من يباس
- أشلاء الغمام
- حالي
- يانفسي
- تحت جب الرفض
- مزاولة النحيب


المزيد.....




- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ابو ماجن - أكاذيب عارية