أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مظهر محمد صالح - نساء في مشاغل العمل














المزيد.....

نساء في مشاغل العمل


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5941 - 2018 / 7 / 22 - 16:26
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نساء في مشاغل العمل
د.مظهر محمد صالح
وجدتُ نفسي وانا اتطلع عالياَ في تلك الحديقة المشرقة بالبهجة وكيف تبدو من خلال الاغصان الصيفية كانها ملهاة صادقة لايجدر بنا ان نهجرها ونحن من قضينا شهور طويلة متدثرين في ثلوج شتاء القارة الامريكية الشمالية. ولم يفاجئنِ شيء سوى تلك التحية الهادئة التي تلقيتها وانا مسترخي على مقعدي من سيدة ممشوقة القامة ذات شكيمة وقوة دون ان تدفن اساريرها ما جعلت ظهيرة ذلك اليوم خلة مشرقة يخالها المرء مايشاء. اتخذت موقف الدفاع منها حتى استرد انفاسي واجمع شمل عزيمتي دون تردد كي ارد التحية و ابادرها السؤال: من انت ؟توقفت السيدة امامي وقد حمل ثغرها ابتسامة هادئة مشبعة بالود قائلة هل استطيع الجلوس الى جانبك على هذه الاريكة التي ازدان بها المكان؟اجبتها بنعم ...ثم واصلت هي الكلام ان ابنتي (مارتا) ذات الثمان سنوات هي تلك التي تلعب مع ابنتك جنباً الى جنب في هذا الفضاء كونهما في مدرسة واحدة ...هنا اقتربت دوائر معرفتنا وبادرتني مباشرة بالسؤال ماذا تعمل في هذه البلاد الباردة ايها الرجل الشرقي؟اجبتها بحرارة بأني اواصل دراستي العالية في علم الاقتصاد.سكتت الامرأة هنيهة قائلةَ :ماهي معرفتك بالاشتراكية في جيكيا وهي بلادي التي هاجرتها قبل سنوات كي استقرفي هذه البقعة من العالم ؟هنا تبسمتُ ولم اجد امامي سوى جملة واحدة كانت ترددها المدرسة الاشتراكية الجيكية وغيرها وهي:من كل حسب طاقته ولكل حسب عمله...!! سكتت السيدة قليلاً لتجيبني بنعم انها الاشتراكية .... انه النظام القائم على نزع الملكية الخاصة وتحويلها الى ملكية عامة.ثم استطردت قائلةً:للاسف اديت خدمات ناجحة في بلادي ولكن الازمة العامة للاشتراكية التي بلغت اشدها في التطبيق جعلتني ان آثر عواطفي الشخصية على المصلحة العامة بعد ان تمسك نفر من قادة البلاد لانفسهم بشعار: لكل حسب عمله ولكل حسب حاجته و لوحدهم ...!!فتخليت عن بلادي في زمن لم تنته فيه نذر الصراع داخل المعسكر الجيكي للاشتراكية على تقسيم رغيف الخبز.ووجدت امامي مهمة ثقيلة ومتشعبة خلفها صراع الاقوياء،ولم تعوزنى القوة او العزيمة كي اخمد انفاسي لاحمي ضعف نفسي من الاقوياء الا الهزيمة او الهجرة عبر الاطلسي.وها انا اليوم في واحة الراسمالية .... ثم غطت ام مارتا في سكوت عميق وتوقفت عن مواصلة الكلام ولكن ظل شيء حزين يصرخ من نوافذ صمتها واستدركت قائلة :ان هذه الواحة الثلجية هي كالنارتحرق بلا رحمة حتى تذوب قسوتها. قلت لها عن ماذا تتحدثين سيدتي؟.اجابت انا اتحدث عن لهيب اخر محاط بالثلج ولكن حفرت على جدرانه :لقد انتهت حياتك على بوابات جحيم اسمه الراسمالية...!! حزنتُ على هذه السيدة التي ارادت ان تقول ان ارباب راس المال في مشاغل العمل يريدون منها ان ترمي بجسدها تحت اقدامهم وان تستغفرهم قبل ان تمسك بفرصة عيشها وتحصيل رزقها.وانها في بطالة مستمرة طالما لم يكف اصحاب العمل عن مكائدهم الحيوانية لبلوغ نزواتهم وتحقيق شهواتهم وهي تردد انهم يريدون تشغيلي ولكن بشرط خلع مبادئي الكاثوليكية....التي تركت جيكيا الاشتراكية من اجلها!!
نظرتُ الى تلك السيدة الكاثوليكية المشرقة اللامعة وبشفقة وهي من سلالة شمس اوروبا لاجد ان مشاغل العمل في شمال القارة الامريكية امست تتصيد النساء لتغتال العلاقات الزوجية والمباديء الانسانية بعلاقات عمل حافلة بالخيانة بعد ان تحاك مكائدها على ارغفة العيش دون حذر يذكر.قلت للسيدة ام مارتا: ماهي الحكمة التي خرجت بها وانت تقارنين الحياة بين نظامين اقتصاديين مختلفين؟اجابت : لقد سلط علينا سوء الحظ عدواً اسمه الافكار فغزانا من الداخل وعبث بمستقبلنا ايما عبث بعد ان ولدنا احراراً .....واننا لم نُخلق عقاراً او تراثاً ليحكم علينا في مشاغل العمل الراسمالية بالنفي المؤبد مالم تصادر اجسادنا....!!
بين صيف العام 1983 وصيف العام 2018ادهشني خبرٌ قبل ايام مفاده ان ثمة 16 الف عاملة مغربية ممن يعملن موسمياً باجور يومية في مزارع اسبانيا لجني محصول( الفراولا) يتعرضن احياناً للاغتصاب او التحرش الجنسي ولا حيلة لضعيف في هذه الفرص غير المتكافئة .و طالما لم تسلم النساء الضعاف من الجور والاعتداء في مشاغل العمل فان سُحباً قد انعقدت في السماء وستظل حزينة طالما يتخللها دخان اسود . ختاماً،يقول الكاتب والصحفي الاسباني دييغو كاناميرو من حزب بوديموس (اليسار المتطرف) انه ليس من الممكن في اوروبا في القرن الحادي والعشرين ان نبيع (الفراولا) على هذا النحو وهي تحمل طعم الاستغلال والاهانة والانتهاكات للنساء في مشاغل العمل.



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ركود الاجور في العصر الرقمي/الجزء(٣)
- ركود الاجور في العصر الرقمي /الجزء(٢)
- ركود الاجور في العصر الرقمي/الجزء(١)
- عصر الماركنتالية المالية
- الانسان والآلة
- الآلة وأجر العمل
- بيوتات المتاجرة لاتنام
- عصر اللامساواة
- العراق الرأسمالي: من الحرب الى الديمقراطية الجزء / 5
- العراق الرأسمالي: من الحرب الى الديمقراطية الجزء / 4
- العراق الرأسمالي: من الحرب الى الديمقراطية الجزء/ 3
- العراق الرأسمالي: من الحرب الى الديمقراطية الجزء/ 2
- العراق الرأسمالي: من الحرب الى الديمقراطية الجزء/١
- المذهب الفردي ومعادلة الصراع العلمي
- السوق:كفاءة ام خداع
- العباءة السوداء
- الفساد في آطار علم الاقتصاد السلوكي (3)
- المرابي الجديد...!
- النظرية الاقتصادية المفسرة للفساد...الى أين هي؟
- الفساد في آطار علم الاقتصاد السلوكي (2)


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مظهر محمد صالح - نساء في مشاغل العمل