أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - انتفاضة الجنوب . . ارادة التغيير














المزيد.....

انتفاضة الجنوب . . ارادة التغيير


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 5941 - 2018 / 7 / 22 - 15:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ان مانشاهده الان من تظاهرات واسعة في جنوب العراق ماهو الا
احتجاج شعبي ثوري انطلق من مدينة البصرة وامتد الى مدن الناصرية والعمارة والسماوة ثم النجف وكربلاء وبغداد وديالى. وهي بهذا الوصف يمكن اعتباها انتفاضة شعبية ضد النظام الحاكم في المنطقة الخضراء لكونها لاتتعلق مطالب مهنية ضيقة بل بمطالب شعبية تخص كل الشعب العراقي من الشمال الى الجنوب . وهذه ليست الانتفاضة الشعبية الاولى ، فقد سبقتها انتفاضات عديدة جرى القضاء عليها ايضا بالقوة المفرطة وبالوعود الكاذبة بتحقيق مطالب المنتفضين . ويلاحظ ان السلطة الحاكمة في العراق التي تدعي الديموقراطية تتخذ نفس الاساليب القسرية المتبعة في الانظمة الدكتاتورية . وهم عندما ينتقدون النظام السابق ووصفه بالقمعي فهم يمارسون نفس هذا الدور المنافي لابسط المظاهر الديموقراطية او التعبير الحضاري عن الرأي من اعتقالات واستخدام الرصاص الحي . اضافة الى نعتها بمسميات تسهل تشويهها واعطائها صبغة عدائية مثل اندساس البعثيين فيها او هدفها تخريب المنشآت العامة وسرقة المصارف وغيرها من التهم . وفي انتفاضة الشعب الاخيرة وصف احد النواب السابقين المتظاهرين بالرعاع . . مما يدل على ان طبيعة الاستبداد واحدة في كل زمان ومكان وما ادعاء الحكام الجهلة الجدد بفضاء الحرية الواسع الا استغفال البسطاء والتاثير عليهم من خلال ممارسة الطقوس الدينية بحرية مقابل حرمانهم من ابسط الخدمات الانسانية من ماء وكهرباء وتعليم ومنشآت صحية ووظائف سواء بالقطاع العام ام الخاص . وعلى هذا الاساس انتفض شعبنا بالجنوب مطالبين بحقوقهم الانسانية ولعموم العراق

ان هذه الانتفاضة الجديدة تختلف عن سابقاتها بعدة معايير . . لعل اهمها ادراكهم بان الاحزاب الاسلامية هي اساس الفساد والبلاء وحرمان ابناء الشعب من فرص العمل من خلال استأثارهم بالسلطة والثروة وحرمان الشعب كل الشعب منها ومن الخدمات الاساسية ، ولذلك نرى المنتفضين قد احرقوا مقرات الاحزاب الحاكمة في المدن المنتفضة . كما ان المنتفضين قد شككوا في كل وعود رئيس الوزراء بمنحهم مبالغ كبيرة لتوفير الخدمات كذبا ورياء ولا احد يسأل اين كانت هذه الترليونات التي وعد بصرفها ومتى سيقوم بصرفها ولمصلحة من ؟ والسيد العبادي بمسلكه هذا قد كشف عن حقيقته من انه واحدا من نفس طينة حزب الدعوة او الاحزاب الدينية الحاكمة الذين لاعهد لهم ولا انصاف تجاه شعبهم الذي يدعون انتمائهم له زلفا . اضافة الى ان المتظاهرين قد رفضوا وساطة المعممين وشيوخ العشائر . وهم اساسا كانوا قد رفضوا كل الادعاءات الطائفية المخدرة التي كان حكام الجهل يسوقونها لتخدير الشعب بالدين وهو براء منهم ومن اعمالهم المنافية لكل مبادئ العدالة والانصاف والشرف

اننا نعلم ان هذه الانتفاضة لايمكن وصفها بالثورة رغم انها تعتبر من مقدماتها
حيث تنقصها القيادة والتنظيم . وان الايام القادمة ستشهد تطورات نوعية من الاحتجاجات الشعبية حتى تتبلور الى افكار رصينة وتنظيم وقيادة واعية

ان الحكام القابعين في المنطقة الخضراء لم يدركوا بعد حجم الغضب الشعبي تجاههم ، وهم بهذا المسلك لايختلفون عن كل حكام السوء في التاريخ ولايتخذون منهم عبرة ، حيث ان نسبة مقاطعة الانتخابات العالية تدل بما لايقبل الشك رفض الشارع العراقي لما يسمى بالعملية السياسية المشبوهة والمحتضنة من امريكا وايران ، وكلتا الدولتين لاتريدان للعراق النهوض من جديد ليعود كقوة فاعلة في المنطقة والوقوف امام الاطماع الاقليمية التوسعية او الامبريالية

لقد وصلت الامور الى طريق اللاعودة بين الشعب والسلطة الحاكمة ولم يعد من السهل استغفال المواطن العراقي باي دعوى دينية او حمائية

وقد كنا نطمح بانقلاب عسكري يصحح الاوضاع ويزيح هذه الطغمة الحاكمة لنبدأ بداية جديدة وفق اسس ديموقراطية صحيحة . الا ان الوجود الامريكي المكثف يحول دون ذلك مالم تؤخذ موافقة الامريكان المسبقة ، اضافة الى ان وجود المستشارين الايرانيين والميليشيات الموالية لايران باسلحة ثقيلة تحول دون الاقدام على هذا الانقلاب رغم علمنا جيدا ببسالة الجيش العراقي وحرصه على سلامة الوطن . وما رفض القادة العسكريين النجباء الانصياع لاوامر ضرب المتظاهرين الا مظهرا من مظاهر الشرف العسكري المجيد الذي يتمتع به الجيش العراقي الباسل
ان الطغمة الحاكمة في العراق تهدد المتظاهرين بانهم سيكونون عرضة للتهجير والخراب على غرار ماجرى في سوريا اذا ما استمروا بالتظاهر والاحتجاج باسلوب ابتزازي رخيص . اي ان المواطن امامه طريقين ، اما السكوت على فساد وضيم السلطة الحاكمة الفاسدة ومن وراءها الاحزاب الدينية . او يقع تحت طائلة الاتهام بالارهاب . وهذا ماتم تجربته في مناطق الغربية والموصل

ان قوى الامن الداخلي قد وضت خطة لحماية مقرات الاحزاب الحاكمة في بغداد وفي نفس الوقت يواجهون المنتفضين بالرصاص الحي . لقد بان النظام الفاسد على حقيقته المعادية للشعب كل الشعب بمختلف طوائفه واثنياته
اننا نعلم جيدا ان القابعين في المنطقة الخضراء لا يتمتعون باي قوة ذاتية رغم ميليشياتهم الحزبية واموالهم المسروقة من دم الشعب . وان بقاءهم واستمرارهم بالسلطة يستند بالدرجة الاساس على توازن القوى بين واشنطن وطهران على الارض العراقية . . ومتى ما اختل هذا التوزن سقطت العملية السياسية ومن وراءها الاحزاب والميليشيات المشبوهة والطفيلية . حيث انها لاتملك اي مقومات للبقاء ، ناهيك عن سخط الشعب ونقمته بكل طوائفه واثنياته . وما هذه المظاهرات وقبلها العزوف عن الانتخاب الا دليلا قاطعا على انعدام الثقة والترابط بين السلطة الحاكمة والشعب
اننا نطالب كل ابناء الشعب للاستمرار بالتظاهر حتى نسمع صوتنا المدوي لكل العالم بان هذا الشعب من الشعوب الحية وانه لايبيت على ضيم . ونقول لحكام المنطقة الخضراء قد اعذر من انذر فارحلوا عن العراق حيث لم تقدموا له سوى الفساد والالام والاف الشهداء . ومازالت المسيرة مستمرة
ادهم ابراهيم



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلمون يخربون بيوتهم بايديهم
- ثورات الربيع العربي . . وارتداداتها
- فوضى لانتخابات . . وحتمية التغيير
- تحالف الصدر العامري . . الى اين؟
- ايران . . هل هي بديل العدو الاسرائيلي
- مقاطعون وفاشلون . . وحكومة قادمة
- ازمة وطن ام ازمة مثقف
- خطاب الكراهية سلاح ذو حدين
- مؤشرات انتخابية
- الطبقة المتوسطة في العراق
- ايران واسرائيل . . احتمالات الصدام
- نحن الشعب وهم السلطة
- نهج التخلف
- التواجد الامريكي في سوريا
- تهافت الاغلبية السياسية
- البيئة الملوثة اجتماعيا
- النخبة السياسية
- معطلات الانتفاضة في العراق
- الموقف من الانتخابات .
- فرض سلطة الدولة


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - انتفاضة الجنوب . . ارادة التغيير