أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - رسالة مفتوحة إلىَ رئيسٍ مَيّتٍ!














المزيد.....

رسالة مفتوحة إلىَ رئيسٍ مَيّتٍ!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 5940 - 2018 / 7 / 21 - 22:30
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


رسالة مفتوحة إلىَ رئيسٍ مَيّــتٍ!

السيد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة،
مبروك مقدما للولاية الخامسة وربما الثامنة والعاشرة نكاية في دود الأرض الذي ينتظرك بصبر أيوبي.
أنا أعرف وأنت كذلك تعرف أنك ميتٌ نصفه حياة، ومدفون فوق الأرض على كرسي متحرك، وأن حواسك الخمس تراجعت إلى نقطة الالتقاء بين الثعبان الأقرع وملك الموت، لكن الذين خدعوك لم يتقوا الله في شعب الجزائر العظيم، شعب المليون ونصف المليون فارس الذين أصبحوا شهداء من أجل الجزائر جزائرية، فإذا بعسكرك يتركون لك بعض النبضات ليظن الجزائريون أن روحك لم تصعد بعد.
كنتَ تلميذا لهواري بومدين، المناضل العنيد، وعندما غادر الدنيا ظننا أنك تعلمت منه أصول الحُكم وأنت على قيد الحياة، فإذا بأعداء الشعب يُعلــّــموك أصول الموت على كرسي متحرك تستقبل خيالات زعماء، ولا تستطيع أن تذهب للحمّام بمفردك أو تمسك قلما، أو تحلق شعر ذقنك إلا بمساعدة مساعدي العسكر.
أهانوك، سيدي الرئيس، وكذبوا علينا بحكايات مفبركة عن قدرتك على التفكير والكتابة والتذكر، فإذا أنت تقع سجينا لمرؤسيك، يتحدثون باسمك، ويوقـّـعون على الأوراق بقلمك، ويصدرون أوامر الاعتقال باسم الثورة المباركة.
شعبك، وأنت لا تدري ماذا أقول لك، يستطيع أن يمدّ العالم العربي بأكفأ القيادات والإداريين والعلماء والخبرات والسياسيين دونما حاجة لرُتَب عسكرية أو نياشين أو دبابير، لكن من يحكمون شعبنا العظيم يدوسون على كل القيم والمباديء والأخلاق، ولا يشفقون على صحتك التي لا تنهض بعضو من جسدك خليةٌ واحدة منه، فبعضُ الموتي أكثر حياة منك.
هل تستطيع أن ترفض أو يرفض شعبك أو أهلك أو عائلتك أو بقايا مناضلي ثورة التحرير الاستمرار في هذه اللعبة السخيفة والمؤلمة والحزينة، فتنتقل إلى بيتك قبل أن يقوم حفّار القبور بزيارتك وأنت كريم، لا أن يبتعد عنك وأنت عاجز؟
كل عربي فيه من الجزائر شطر، وكل مناضل يأخذ شهداء الجزائر مثله الأعلى في المقاومة، وإذا عبــّـرنا عن حبنا للجزائر ففي صلابة بومدين، وفي فكر مالك بن نبي، وفي إيمان بن باديس، وفي روح جميلة بوحيرد، وفي كنوز قسنطينة الفكرية، لكننا نقف عاجزين عن إنقاذِ رجل عاجز إذا هبت نسمة رقيقة اقتلعته من القصر.
سيدي الرئيس،
لماذا فعلوا بك ما لو جاء الاستعمار بقسوته لرفض محاكاة أبناء الشهداء وهو يصمتون صمت الموت على رجل ميّت.
مشهدك أسوأ وأحزن من مشهد محنط في تابوت يحركونه يمينا ويسارًا لتأكيد أن النزع الأخير لم يستأذن مالك المُلك بعد.
ما الذي أصاب الجزائريين فلاذوا بالصمت على أن يكون وليُّ الأمر يحكم أو لا يحكم مع دود الأرض؟
أحب الجزائر حبـَّـا جما، وأراها الأمل في مستقبل مشرق، لكن الفساد فيها أضعاف ما في باكستان ونيجيريا والعراق، وخيراتها في جيوب الزاعمين بالوطنية، ومشاكلها مصطنعة محليا، وفي المقدمة فبركة الاكاذيب مع المغرب ليظل البلدان في ذيل ركب شمال أفريقيا، رغم أن المملكة المغربية قدّمت للجزائر فُرصا عظيمة للقاءات وحدوية، وفتح الحدود، وتحالف بلدين عظيمين، وتعاون صناعي وزراعي وتجاري يزيل كل المصاعب التي عرقلت تطور وتنمية البلدين.
سيدي الرئيس بوتفليقة،
أعاتب الجبناء الذين يشاهدونك في حالة مزرية، ومرضٍ عضالٍ، وموتٍ حيٍّ، وعجزٍ تام، ثم يوافقون رغم أنفهم على جعل أحذية العسكر تحكم فوق رفات مليون ونصف المليون شهيد.
قطعا لن أطلب منك أن لا تترشح للمرة الخامسة فأنت لا تدري ماذا يحدث حولك، وتَرَشُحك إهانة شديدة لشعبنا الجزائري ولتاريخ النضال الطاهر؛ والحُكم باسمك ليس أكثر من ضرب أبناء شعبنا الجزائري العظيم على أقفيتهم أمام قبر الجندي المجهول.
ترشحك للمرة الخامسة إهانة للعقل والوجدان والتاريخ والدين والإيمان، وأعتذر أنك لن تقرأ أو تسمع أو تعقل ما أكتب.
عزائي لشعبنا العظيم في نعي الكرامة، فقد تعلــّـمنا في طفولتنا أن الجزائري يثأر لكرامته وهو في بطن أمه، وانتهينا إلىَ أن الكرامة تبكي حسرة علىَ تفريط الصمت الجزائري في تراب الوطن تحت الحُكم الوطني .
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 21 يوليو 2018



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صديقي القبطي؛ ألم يأن الوقت الذي فيه تتحرر؟
- مصر تريد!
- التنوير كما أراه!
- مبروك لأردوغان رغم أنفي!
- قراءة أولية في أداء الحكومة القَسَم أمام الرئيس السيسي!
- مديحة يُسري .. تاريخ الشاشة الفضية!
- دعاء الكروان .. رؤية جديدة!
- نصف قرن على الجريمة! لماذا فرحنا بقتل روبرت كنيدي؟
- أحفادي و .. ذكرىَ النكبة!
- مغالطة مخزية .. حرب فلسطين!
- لكنها ليست حربًا ضد بشار الأسد!
- أنا لا أستبدل بعصري كل عصور الماضي!
- رسالة مفتوحة للأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي .. هذا ...
- لهذا يكرهني الإعلاميون المصريون!
- عيد الأم، ست الحبايب .. ألا تخجلون؟
- قراءة في شتائم الغوغاء!
- البابا تواضروس في حديث إلى السعوديين!
- الملائكة تهاجر من مصر في الولاية الثانية!
- كل شعوب الدنيا إلا في مصر!
- سيناويات طلسمية؛ ومع ذلك فشعبُنا جيشُنا!


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - رسالة مفتوحة إلىَ رئيسٍ مَيّتٍ!