أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - لننتصؤ بحماس لا عليها















المزيد.....

لننتصؤ بحماس لا عليها


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 1501 - 2006 / 3 / 26 - 09:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


في حياة الأمم فرص تاريخية تأتي مرة واحدة وفقط الأمم والشعوب الحية هي التي تتقن جيدا فن الاستفادة من تلك الفرصة إلى أقصى حد ممكن والا فإن الفرص التاريخية لا تتكرر إلا بعد عقود وعقود، على هذه القاعدة تأتي نتائج انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني فهي فرصة تاريخية بكل ما للقول من مضمون حقيقي على الصعيدين الداخلي والخارجي وهي تأكيد على أن الشعب الفلسطيني مارس حقه في العقاب والثواب وهو إذن شعب حي بكل ما للكلمة من معنى والانتخابات التشريعية إثبات على قوة الشعب الفلسطيني وانه اكبر من أن تحتويه حركة أو حزب أو تيار أيا كانت قوته وايا كانت مبرراته التاريخية وان ليس بامكان احد أن يركن إلى التاريخ والإنجازات السابقه بل عليه أن يستمر أبدا بتبرير ثقة الشعب به والا فانه سيدفع الثمن غاليا وهذا ينطبق على حماس تماما كما انطبق على فتح.

على الصعيد الداخلي يمكن قراءة النتائج على أنها استفاقة شعبية حقيقية رغب البعض بذلك أم كرهوا ففي صناديق الاقتراع تمكن المواطن الفلسطيني من أن يمارس حقه بمعاقبة قيادته على أخطائها طوال العقود السابقة، فالناخب الفلسطيني قال للحزب الحاكم علنا انه يعاقب شخوصه لا برنامجه فهو أعطى نسبة معقولة لقائمة فتح الرسمية بعكس مرشحي الدوائر عن فتح وهذا يعني انبرنامج فتح لم يواجه نفس الهزيمة التي واجهها الشخوص رغم ما رافق تشكيل قائمة فتح على مستوى الوطن من إشكالات في التشكيل والاختيار ولكنه حجب إلى حد العقوبة عن مرشحي فتح في الدوائر لدرجة الحرمان المطلق في بعض المناطق، والذي يراقب جيدا يجد أن المدن والبلدات التي فازت حماس ببلدياتها حصلت فتح على نسب أعلى من تلك التي لا زالت فتح تدير بلدياتها حتى الآن هذا يعني أن على حماس أيضا أن لا يلهيها حجم الانتصار عن رؤية الحقيقة والتي قد تكون تبينت في انتخابات مجالس الطلبة في كل من الجامعة العربية الأمريكية في جنين وخضوري في طولكرم, على نفس القاعدة عوقبت قوى اليسار وبين لها المواطن الفلسطيني حقيقة حجمها الكارثي ومع ذلك فيبدو أن الجميع لم يتعظ أبدا مما حصل, فحماس بدأت فورا بتكرار تجربة فتح بالتفرد ومحاولة إلغاء الآخر وجاء الحديث عن حكومة الائتلاف الوطني على قاعدة الإلحاق وان هذا هو برنامجنا من شاء فليوافق ومن لم يشاء فليذهب ورغم مبرراتها حول منظمة التحرير وحالهاٍ إلا انه كان بامكانها أن تعلن دور منظمة التحرير ولو بالعموميات، ولو مع ذكر الاشتراطات مع إعلانها، فهناك ارتباط تاريخي وعاطفي للشعب الفلسطيني مع منظمة التحرير والاهم من ذلك أن منظمة التحرير ولو اسما لا زالت تعتبر رمزا وحيدا لوحدة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وهي إلى جانب ذلك الكيان المعنوي الذي يعترف به العالم اجمع كممثل للشعب الفلسطيني فليس من المنطق أن تأتي حماس وتتنكر لذلك مهما كانت صحة الحجج التي تسوقها فالانقلاب على البنية السياسية التي حققت الانتخابات الديمقراطية التي أتت بحماس إلى السلطة كان من المفترض أن لا يكون خطوة المنتصر بل العكس فالمفروض أن تكون حماس الاحرص من الآخرين على هذه البنية والساعية قبل الآخرين لتحقيق إصلاح بنيتها الديمقراطية خصوصا وأنها تتسلح الآن بهذه القاعدة الجماهيرية العظيمة, إذن فالمطلوب داخليا من

1- حماس: أن لا يعميها الانتصار عن حقيقة أن الشعب الفلسطيني كره الهيمنة والتفرد وعاقبهما اشد عقوبة وهو مستعد لتكرار العقوبة مرة أخرى بعد أربع سوات إن لم تتنبه حماس جيدا لأهمية كون نجاحها جاء بصندوق الانتخابات الديمقراطية، فهي عليها إذن قبل غيرها أن تحمي هذه الديمقراطية وترسي أسسا أقوى لتقاليدها وتسعى لإشاعتها في كل مناحي الحياة، وان تسعى لبناء اقتصاد منتج وتعمل إلى محاربة ثقافة اقتصاد الشحاذين الذي انتشر في أوساطنا حتى نكاد ننسى أن هناك شيء اسمه إنتاج في الدنيا فالشعوب التي تقاوم هي شعوب منتجه ومبدعة لا شعوب تنتظر ثمن كفاحها من الآخرين وان تحويل سلطتنا إلى نموذج فريد في العالم بحيث لم يعد لنا سوى مهمة واحدة وهي كيف نوفر رواتب الموظفين في كل شهر ومثل هذا النموذج لا يمكن له أن يصنع شعب قادر على الحياة وتحقيق الانتصار خصوصا إذا عرفنا أن مصدر الرواتب الشهري هو من أمريكا وأوروبا وهم المعروفين يتاييدهم شبه التام لإسرائيل ضد حقوقنا الوطنية.

2- فتح: لقد حصلت فتح على فرصة تاريخية لن تتكرر فمن الواضح من حجمها في المجلس التشريعي والشارع أنها لا زالت بقوتها وان الناخبين قسوا عليها على أمل أن تسعى لإصلاح نفسها وهي إذن مدعوة للبدء فورا بإصلاح بيتها الداخلي وصرف النظر كليا عن فكرة الإمساك بالسلطة بهذه الجزئية أو تلك وهي مطالبة بحماية الإنجاز الديمقراطي واحترامه قبل غيرها فان هي انقلبت عليه اليوم فلن تجد الفرصة الشرعية والديمقراطية التي ستعيدها إلى السلطة - إن كانت ترغب في ذلك وتسعى إليه - فمن المفروض أن تعطي لحماس كل الدعم لبقائها وكل السلطة الممكنة لممارسة كل حقوقها التي أعطاها إياها الناخب ولنرى ما سيكون بعد أربع سنوات.

3- اليسار التاريخي: واقصد هنا الجبهتين الديمقراطية والشعبية وحزب الشعب وفدا والنضال الشعبي، أو ما سمي بالقوى الخمسة فهم على ما يبدو لا يرغبوا من الاستفاقة أو أنهم كانوا يعرفون الحقيقة وأن نتائج الانتخابات لم تفاجئهم أبدا ولذا فهم بدل أن يعودوا إلى بيوتهم وبرامجهم ليفتحوا شبابيكهم للريح وليجددوا بيوتهم ويفحصوا عتادهم انخرطوا في مماحكات تشكيلة الحكومة وعلى ما يبدو أنهم نسوا أن لا معنى لوجودهم في هذه الحكومة دون قيمة مهما كانت برامج الحكومة المعلنة سوى القيام بدور شاهد الزور، إن فرصتهم أنهم موجودون في المجلس فليستفيدوا من الفرصة التي يبدوا أنها الأخيرة التي منحها إياهم الناخب وليقوموا بدور معارضة نشطة قوية صادقة ملتصقة بقضايا جماهيرها فعلا، وعليهم قبل كل شيء أن يلملموا أوراقهم جيدا فهم يعرفون أكثر من غيرهم أن لا خلافات سياسية ولا فكرية بينهم ولذا فان تكتلهم أولا في كتلة برلمانية واحدة أمر في غاية الأهمية وضروري للتحضير الجاد منذ اليوم للانتخابات القادمة ومن المفيد البدء فورا بحوارات جادة في سبيل تشكيل جسم يساري ديمقراطي موحد.

4- التيار الليبرالي: واقصد هنا المبادرة الوطنية والطريق الثالث فرغم النتائج المتواضعة التي أحرزوها مقعدان لكل منهم إلا أن هذا يعني أن بامكانهم تثبيت أنفسهم أكثر فأكثر إن أداروا معركة وجودهم في المجلس بشكل جيد رغم أن لا شيء يبشر بالخير فالمبادرة الوطنية افتتحت معركتها بخلاف حاد بين قطبيها، والطريق الثالث يبدوا أنهم اكتفوا بوجود قطبيهم في المجلس وكفى الله المؤمنين شر القتال، وان هم استمروا على هذا الحال سيجدوا أنفسهم خارج أية معادلة سياسية أو غيرها في المستقبل القريب.

وهناك الكثيرين ممن حاولوا الوصول إلى المجلس فمن المفترض أن تكون التجربة قد علمت جميع التيارات الليبرالية واليسارية والقومية أن الانقسام تلو الانقسام لن يحقق سوى الهزائم تلو الزائم، والى جانب هؤلاء وهؤلاء هناك محاولات كثيرة لإنشاء أجسام جديدة وهي تأتي للأسف الشديد كتكرار ممل لتجارب الآخرين الفاشلة علمان بأن أية تجربة أو محاولة جديدة لا تأخذ بعين الاعتبار الإتيان بجديد حقيقي وواقعي قادر على الحياة بأدوات وممارسة حية وقادرة على العيش على ارض الواقع فلن تجد إلا الفشل.

أما على صعيد المواجهة الخارجية فبدل أن نستفيد من صعود حماس إلى السلطة باستخدام خطاب سياسي يقول للجميع وفي المقدمة الاحتلال الإسرائيلي أن سبب ذلك هو سياساتهم التي أوصلت الشعب الفلسطيني إلى قناعة مطلقة بأنهم كاذبون ولا يريدون السلام وبدل ان ندعم حماس ببرامجها القائلة أن على المحتلين أن يعترفوا أولا بحق الشعب الفلسطيني في الحياة وان من غير المعقول مطالبة الضحية بالاعتراف بالقاتل بينما هو مستمر في جريمته، بدل خطاب وطني وقومي متوازن رحنا نحن والعرب نتناغم في الضغط على حماس لتتنازل عن برنامجها، ولم يتذكر احد منا كيف استفادت إسرائيل من صعود اليمين التاريخي إلى الحكم بعد حرب أكتوبر وكيف تمكن المتطرف بيغن وحكومته من الإتيان بالسادات إلى كامب ديفيد واخرج أهم دولة عربية من الصراع العربي الإسرائيلي ثم كيف أعادنا نتنياهو باتفاقية الخليل إلى الوراء وجمد كل العملية السلمية وكيف فعل شارون بجعل اوسلو من الماضي ودفعنا للامساك بخرافة ليس لها وجود اسمها كامب ديفيد، والجمع يذكر كيف ذهبت حكومة باراك إلى الانتخابات التي أتت يشارون مع علمها بالنتيجة مسبقا ومنذ اوسلو وحتى اليوم أتقن الإسرائيليين فن استخدام الانتخابات لابتزازنا أكثر وأكثر وبدل أن نستخدم نحن نتائج انتخاباتنا لدفعهم لتقديم تنازلات عدنا نمارس الضغط على أنفسنا وكالعادة دون أن نعرف أن هناك مقابل حقيقي، فلقد عودتنا إسرائيل ومعها أمريكيا والعالم الصامت والمتفرج أن علينا أن نثبت كل صباح لقاتلينا أننا لا نحتج على القتل أبدا وأننا ننتظر رحمتهم التي لن تأتي.

مرة أخرى علينا أن ننتصر بحماس ومعها لا عليها وان نستفيد جميعا داخليا وخارجيا من وجودها في السلطة بدل أن نضع نحن العصي في دواليبها، دعوها تكمل سنواتها الأربع ونسعى جميعا لإدارة دفة الصراع بما يكفل دفع إسرائيل وحاميتها إلى تقديم التنازلات، ولنرد على كل اتهاماتهم بشعار واحد واضح وشفاف أن هناك شب ديمقراطي جديد في الشرق الأوسط وان على العالم الذي يتغنى بالديمقراطية وفي المقدمة الولايات المتحدة أن يحترم إرادة هذا الشعب لا ان يحاربها وان أية عقوبات موجهة ضد حماس والشعب الفلسطيني ستكون حربا على الديمقراطية وكشفا لزيف ادعاءات أمريكا برغبتها بإشاعة الديمقراطية في العالم فالديمقراطية يجب أن تحترم نتائجها فلسطينيا تماما كما تحترم في إسرائيل وفرنسا وتشيلي فقد كان الأجدر بكونداليزا رايس أن تحضر تسلم إسماعيل هنية مقاليد السلطة من رئيس الوزراء السابق كما فعلت باحتفالات تنصيب الرئيسة التشيلية بدل أن تجوب العالم لحشد المقاطعة والعقوبات ضد شعبنا وحكومته المنتخبة



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب بين شخصنة المسائل ومسألة الشخوص
- عملمة القوة
- خلافا لأمنياتهم
- ثورة في الثورة
- شكوى
- حتى الاكاذيب توحد
- انهم يعرفون ما يريدون
- يعالون على حق...ولكن
- الشرعية المنتقاة
- الوطنية سلاح الديمقراطيين
- الأقصى والنصرة الموسمية
- كفاح اللاعنف
- فلسطين ارض لا تحتمل الحدود
- بين الحقائق فوق الأرض
- قديسات وعاهرين
- في مواجهة الصلف الاسرائيلي
- صواريخ غاندي
- قوة الضعف الواعي
- المرأة والحريات المنقوصة
- خارج الأولويات


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - لننتصؤ بحماس لا عليها