أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مهند طلال الاخرس - قمرٌ وضّاء














المزيد.....

قمرٌ وضّاء


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 5938 - 2018 / 7 / 19 - 10:00
المحور: سيرة ذاتية
    


لم يخيّب الله املي واملها بأن تطأ اقدامي الجامعة، كان تنتظرني كل صباح لتمطرني بالدعاء بالنجاح والتوفيق وتغدق علي حنانها ومالها وآمالها كي تراني "أحسن الناس" .
ادمنت عيني رؤيتها وانصتت اذاني دائما لدعوتها الابدية "الله يعلي مراتبك".
ورغم ضيق ساعات الصباح إلا انها كانت تحمل كل اوقات الصفا. ذلك الصباح كعادته بدأ على امل بأن يتجدد اللقاء في صباح اليوم التالي، وان تبدأ سمفونية الدعوات والامنيات على اعتبار اننا في متلازمة ابدية لا تنتهي...
لكن في ذلك الصباح وما ان بدات أعد خطواتي بالابتعاد عنها، شيئا ما في داخلي لم يرضى بألقاء السلام والسلام.
عُدت خطواتي القليلة التي قطعتها حضنتها قبلت راسها ووجنتيها، عُدت وامسكت بيديها وطبعت عليهما قبلة أخرى، حدقت في عينيها، لم اجد ذلك البريق الذي يغازل الشمس ولم اجد تلك اللمعة التي تعانق الحياة والتي كنت قد اعتدتها في كل صباح، وكأن الصباح في ذلك اليوم لم يكن على موعد مع يومها.
حَدقتْ هي في عينيّ وابتسمت، لعلها رأت فيهما ديمومتها على هذه الارض، أسبلت جفونها على عيونها لبرهة وأغمضتها لفترة علّها رأت قادم الايام وإطمأنت ان غراسها في الارض باقيه لم تمت وان حياة الواحد منا فانية وحياة الحَرثِ والهوية هي الباقية.
تعاقبت عليها كل الاجيال والفصول والسنوات وعاشت كل النكبات والنكسات وبقيت تنتظر الفرح.
لم يأتي الفرح ؛ لكنها كانت تتقن فن الانتظار،
كانت تعشق الصبر وتعلمنا إياه...
كان حنينها يوجع، وانينها مولع...
كان لسانها لا يمل من تذّكر ايام البلاد،
وكانت حسرتها الدائمة تختزلها في مقولة واحدة "ساق الله على ايام البلاد".

في يوم تموزي جميل في كل شيء إلا من رحيلها،
صَبّحتُ عليها شربت من يديها شاي الصباح،
ووجدتها كعادتها استفاقت مع اول خيط الفجر تُحمص خبز الصباح وتوزع الرضا لمن صَبّح عليها وتلهج بالدعاء لمن غاب عن عينيها،
كانت دائما تنصف البعيد والمريض ولا تبخل بحبها على القريب.

اخبرني جدي فيما بعد انها "شطفت الحوش وعزّلت الدار" واستراحت هناك تحت الدالية...
جلستْ هناك تنتظر السفر وبقينا نحن هنا نَرقبُ الوداع...
قلت: ماذا بعد؟
قال: لا شيء ، هذا ما حصل!
إنها الايام تأخذ أجمل ما فينا وتذهب...
انه الموت يجيء إلينا حينما يريد، ويأخذ كل ما يريد، ثم يذهب.

جدتي هيجر؛ قمر وضاء تحمل كل اوجاع السنين وتجرع كل آلام النكبة، لم تيأس ولم تستسلم لكن هزمها الحنين الى فلسطين.



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنة تحت اقدام الامهات
- عندما ينصفك التاريخ
- عندما يتكلم الشعراء!
- حتى أنت يا بروتس!
- النسيان
- يوميات حصار بيروت، جميل هلال
- مصطفى ذيب خليل -ابو طعان-
- خالد وابو خالد؛ الخطأ والخطيئة
- خليل الجمل، اول فدائي لبناني في الثورة الفلسطينية
- رسالة تشبه الوصية
- هوية تحت راية الحرية
- المجموعة 778 رواية للكاتب توفيق فياض
- مرافىء الذاكرة، حوار مع بهجت ابو غربية..سليم النجار
- دير ياسين؛ المجزرة التي انجبت ذاكرة وجامعة
- مدينة الله .. رواية لحسن حميد
- عندما يعود الشهداء!!
- المَثل الشعبي الفلسطيني
- إقرأ
- آذار
- لماذا نحب الجزائر أكثر؟!


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مهند طلال الاخرس - قمرٌ وضّاء