أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - -السلفية الجهادية- بليبيا.. والدعم البريطاني














المزيد.....

-السلفية الجهادية- بليبيا.. والدعم البريطاني


السيد شبل

الحوار المتمدن-العدد: 5937 - 2018 / 7 / 18 - 14:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع كل عمل إرهابي يقع في بلد غربي تتجه أصابع الاتهام إلى نواحي عديدة، دون أن تشير إلى الجاني الرئيسي الممثل في تلك الأنظمة الغربية التي دعمت الأفكار "السلفية الجهادية"، واستثمرت فيها عبر تأطير حامليها، وسعت نحو تحطيم أي محاولة عربية حملت طابع تقدّمي بدرجة أو أخرى، لكي تبقى بالنهاية الساحة خالية لمجموعة من الأنظمة الرجعية الملكيّة التي تعتاش على الانقسام العربي، والتبعية السياسية والاقتصادية للأجنبي.

في هذا السياق يأتي تناول الدعم البريطاني للجماعة الليبية المقاتلة، والتي تعتبر بمثابة الخيمة للعصابات المتطرفة في ليبيا.

سيرتها تقول أنها جماعة مسلحة ظهرت في التسعينيات، وشكلتها عناصر سلفية جهادية (وهابية / قُطبية) قاتلت في أفغانستان ضد السوفيت برعاية من السي آي إيه، وهذه العناصر أيضًا تعتبر امتداد لحركة سلفية شكلها عوض الزواوي في الثمانينيات، واكتشفها الأمن الليبي، وقبض على أعضائها. وقد تلقت هذه النشاطات دعم من أنصار الملكية السنوسية في ليبيا، التي انتهت بفضل ثورة الفاتح من سبتمبر 1969.

رؤوس تلك الجماعة السلفية، المقربة من قطر، وبعد ادعاءات بـ"الكمون والتصالح والمراجعات" أواخر العقد الماضي، برزت من جديد في فبراير 2011، لتشكل قيادة الميليشيات السلفية التي مثّلت جيش الناتو الاستعماري البري، وتكون جزء من مؤامرة تخريبية صريحة بزعامة "برنار هنري ليفي"، لم تقتصر آثارها السلبية على حدود ليبيا بل توزّعت على الوطن العربي كله. وكان من هؤلاء القادة السلفيين عبد الحكيم بلحاج، رئيس ما عرف بـ"المجلس العسكري لطرابلس".

لا ينسى الأشقاء الليبيون جرائم تلك الجماعة في التسعينيات، حيث نفذت هجمات على أجهزة الأمن في بنغازي عام 1995، وسلبت أسلحة، كما قتلت في درنة بيونيو 1996 ثماني أفراد من الأمن، وقامت بأعمال تخريبية متعددة، بالإضافة لذلك حاولت اغتيال الرئيس الليبي معمر القذافي أكثر من مرة في فبراير ونوفمبر 1996، وفي نوفمبر 1998، كما مدت الجماعة أياديها للتعاون مع تنظميات آخرى تنتمي لشبكة القاعدة بالمغرب العربي.

بحسب دراسة أكاديمية أعدتها جامعة ستانفورد الأمريكية (*)، فإن الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة حصلت على تمويل رئيسي من بريطانيا، وجاء ذلك في عدة أشكال منها:

أ- ١٦٠ ألف دولار، كدعم مادي مباشر، لتنفيذ عملية اغتيال معمر القذافي. وذلك نقلا عن الضابط السابق في "الإم آي 6"، ديفيد شايلر، والذي حوكم بسبب افشاء معلومات أمنية، ب- أغمضت بريطانيا عيونها عن شبكة من الدعم اللوجستي المساندة للجماعة، والتي تكونت على أراضيها، ومثلت ظهيرا لهذه العصابة، ج- فتحت بريطانيا أراضيها لاستقبال عناصر الجماعة الفارين، وذلك بعد عملية مباغتة للأمن الليبي، حين اكتشف مركزين لتدريب تلك الجماعة في السودان، ونجح في تصفية أحد قادتها ، د- كانت الجماعة الليبية المقاتلة في نهايات التسعينيات جزء من القاعدة تتلقى المال من الملياردير السعودي أسامة بن لادن، وفي الوقت ذاته متشابكة في العلاقة مع لندن، وتعتمد عليها.

بالألفينيات، وبعد نجاح الأمن في التصدي لهذه الجماعة وشل فاعليتها، ومع إشهار واشنطن لشعار "مكافحة الإرهاب" كذريعة للتوسع الاستعماري، قامت عدد من المؤسسات الدولية والغربية بتصنيف الجماعة الليبية المقاتلة كمنظمة إرهابية، بدأتها الأمم المتحدة في أكتوبر 2001، ثم وزارة الخارجية الأمريكية، حتى المملكة المتحدة حظرت نشاطها على أراضيها في 2006. وتزامن هذا مع رهان النظام الليبي على إمكانية التصالح مع القوى الغربية، والدخول في مسار التسويات، وإعلان التخلي عن البرنامج النووي. وفي هذه الفترة برز سيف الإسلام القذافي، وبالتحالف مع الإخواني علي الصلابي الناشط الإسلامي المقرب من قطر وعضو اتحاد "علماء المسلمين"، بدأ مسار المصالحات والمراجعات، وخروج أعضاء الجماعة المقاتلة من السجن، علمًا بأن شقيق علي الصلابي هو إسماعيل الصلابي أحد أخطر زعماء السلفية الحهادية وقائد ميليشيا راف الله السحاتي فيما بعد 2011.

في الحقيقة لم تكن مرحلة الألفينات سوى وقت مستقطع قبل أن تعيد القوى الغربية تمويل واستخدام تلك العصابات السلفية لتنفيذ مهمة تخريبية لهدم ليبيا وتحطيمها، ولإسقاط نظامها الجمهوري الذي احتفظ بقدر معتبر من مناطحة الإمبريالية والأفكار الوحدوية ومشاريع التنمية المستقلة.

وقد استضافت بريطانيا عدد من هؤلاء المقاتلين السلفيين المصابين جراء المعارك بعد 2011، ووفرت لهم العلاج والمأوى، وتم تعويم بعض الإرهابيين السابقين كدبلوماسيين، ثم ثبت ارتباطهم أنفسهم بشبكات لتنظيم "داعش" الذي هدد أمن الجميع في الغرب والشرق والشمال والجنوب، لكن بقي ضرره ضدنا نحن بالأساس، وبما لا يقارن بغيرنا، فلم تحتشد العصابات السلفية وتنتظم في تشكيلات وتتسلح وتتموّل إلا على أرضنا العربية أو بالفضاء الإسلامي ولتسدد رصاصاها إلى صدورنا، كما حضرت في أي منطقة بالعالم يوجد بها مصالح سياسية أو مالية غربية، حتى الأعمال التخريبية في بلدان أوروبية والتي يسقط فيها ضحايا ومصابين، يتم تجيير دمائهم وآلامهم لصالح إنتاج خطابات عنصرية فوقيّة صراعية، توفر الذرائع لاستمرار التدخلات الاستعمارية!!.

---
رابط دراسة جامعة ستانفورد
http://web.stanford.edu/group/mappingmilitants/cgi-bin/groups/view/675#cite70



#السيد_شبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالح السياسية خلف حملات تلميع الرئيسة الكرواتية
- المصالح السياسية خلف حملات تلميع كرواتيا ورئيستها
- من شينجيانغ إلى إدلب.. كيف اجتمع العرب والصينيون بمعركة واحد ...
- جيش تحرير كوسوفو، ما هو ؟
- جون فوستر دالاس.. وتوظيف -الدين- لخدمة مصالح واشنطن
- تفكيك الدولة المصرية.. بيد النظام ؟
- عن اقتصاد القوات المسلحة: عارضوا النظام حتى لا يبيع ما تبقى. ...
- مهاتير والصين (2)
- مهاتير.. والصين (1)
- بيريزوفسكي.. ذلك الملعون
- مصر.. وتسويق النماذج الخطأ (كوريا الجنوبية وسنغافورة..)
- استهداف نيكاراجوا - أورتيجا: عصابات كونترا أمريكية جديدة ؟
- الدعم الأمريكي لتايوان ومناكفة الصين
- مؤامرة على فنزويلا.. وليس شيئًا آخر
- -مفهوم الحريّة- يتبع مصالح البيت الأبيض!
- شينجيانغ مخلب القط الأمريكي لإزعاج الصين: تمويلات غربية وحمل ...
- تفكيك الاتحاد اليوغوسلافي: مخطط غربي، ودور للفاتيكان وللسلفي ...
- يناير.. وواشنطن.. وروبرت جيتس.. (الموقف المركب والبحث عن الم ...
- انتخابات روسيا 1996.. حين شارك البيت الأبيض في دعم -بوريس يل ...
- علييف.. -شيعي- يرضى عنه البيت البيض وآل سعود


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - -السلفية الجهادية- بليبيا.. والدعم البريطاني