أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الصغير - ذهنية السلطة في العالم العربي واطرها التقليدية














المزيد.....

ذهنية السلطة في العالم العربي واطرها التقليدية


جاسم الصغير

الحوار المتمدن-العدد: 1501 - 2006 / 3 / 26 - 09:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من مظاهر إشاعة وانتشار الديمقراطية والتغير الايجابي في المجتمع ما يصاحبه من تغيير في ذهنية السلطات والمجتمع وانفتاحهم على مفاهيم العصر في تعاطيهم مع الظواهر السياسية والاجتماعية وادراك المتغيرات التي تطرأ على الصعيد الدولي وتلاشي المفاهيم القديمة والتي تؤبن القيم التقليدية وتمارس آلية شد المجتمع إلى الوراء وتنشر قيم الجهل والعبودية ان الكثير من القيم والعادات غير الديمقراطية ما زالت تعيش في أذهان الكثيرين من النخب السياسية العربية ومن هذه العادات والمفاهيم علاقة أو صلة الحاكم بالمحكوم أي الحكومة بالشعب فالملاحظ في السلطات والحكومات في العالم العربي ما زالت تعشعش في أذهانها في علاقة السلطة بالشعب ملامح صلة فوقية كصيغة المبايعة والولاء المطلق وكأن الحاكم ليس من صنف البشر وهو أنصاف إلهة مفارقة للبشر وهذا يبدو جلياجدا في العالم العربي في حالة حصول تغييرات في رأس هرم السلطة في دولة عربية وطبعا هذا لايتم الا بصيغة الاغتصاب إلا ونرى حالة إعلان الولاء الكامل من أصحاب النفوذ من عائلات أو مراكز قوى للحاكم الجديد وبالطبع هو نسخة طبق الاصل في سمات الحكم السابق وهو امتداد للتقليد المتبع في الدول العربية وهو صورة مصغرة للعلاقات ذا المنحى العشائري في المجتمع الاقطاعي المتخلف ويكاد ينطبق عليهم المثل القائل ذهب الملك جاء الملك ولايتغير في الامر شيئا وهو في الحقيقة لا يحمل أي ولاء أو ايمان بالتغيير بالشكل الجديد الذي حصل في رأس هرم السلطة. إن هذه الأساليب والمفاهيم البالية لم تعد تلائم الواقع المعاصر الذي يتميز بالانتقال من سمة الدويلة الى الدولة المعاصرة الذي هو حقيقة جلية وينبغي التأقلم معها حتى يمكن أن تكون فاعلة على الصعيد العالمي وهذا يتطلب التواصل مع المتغيرات الدولية والعالمية ، وتحضرني هنا حكاية عن الرئيس الفرنسي جاك شيراك كان يتحاور مع أحد الزعماء العرب الذن ينتمون إلى المنظومة التقليدية في توجهاته الفكرية والاجتماعية ولا يفهم من علاقته بشعبه سوى الولاء المطلق والتقيد بتعاليمه فقال هذا الزعيم للرئيس الفرنسي :
- سيادة الرئيس هل الشعب الفرنسي يحبك ويدين بالولاء لك ؟
فأجابه الرئيس جاك شيراك :
- أنا لا افهم سؤالك فما معنى أن شعبي يحبني ويدين بالولاء لي ولا في خلد أي سياسي فرنسي، أنا لم يدر بخلدي كهذا السؤال أو هذه الصلة بشعبي ، كل المطلوب منهم أن يؤيدوا برامجي السياسية في وقت التصويت عليها وطبعاً بكامل قناعتهم وبأجواء ديمقراطية حرة تكفل لهم ذلك.
وطبعاً تفاجأ هذا الزعيم بهذا الجواب لأنه لم يفهم أو لا يستطيع الفهم بسبب الأطر الفكرية التي تنشأ فيها وتغلغلت في عقله الباطني وبسبب انعدام وجود الحراك السياسي والاجتماعي بفعل مجتمعاتهم المغلقة وغير المنفتحة على قيم ولغة العصر الجديدة من ديمقراطية وتعددية وحق الاختلاف ، وفي الحقيقة أن السلطات الحاكمة في العالم العربي تتحمل الكثير من الأخطاء والسلبيات في تأخر مجتمعاتهم عن الحضارة الموجودة لأنها تمتلك الكثير من الإمكانيات المادية ولكنها فقيرة جداً على مستوى الحضاري ومثال ذلك ومن الما ضي القريب ما مر علينا قبل فترة عند وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وفتح النقاش في الإدارة لفلسطينية لاختيار رئيس جديد للشعب الفلسطيني وهذا أمر طبيعي في أي دولة يحصل مثل هذا الحدث ونظرة بسيطة على الخطاب السياسي والإعلامي حول هذه المسألة نرى البيانات الرسمية الصادرة عن السلطة الفلسطينيةوالنشرات الإخبارية تبدأ بعبارة (تم الاتفاق على اختيار خليفة للرئيس الراحل ياسر عرفات) ومعناه استمرار نقس النهج ةالاساليب القديمة كأي سلطة عربية تقليدية ولا يقولون انتخاب رئيس جديد للبلاد . إن العبارة الأولى تستبطن قيم ماضيوية تقليدية موجودة في التركيبة الذهنية لنخب السياسية التي تمارس إدارة السلطة مازالت اسيرة العقلية العشائرية ولم تتفهم سملت العصر بعد وهذه القيم والمفاهيم تنتمي إلى عالم قد تلاشى وأصبح من الماضي فهل رأينا يوماً دول أوروبية تقول عند وفاة رئيسها أنها تنتخب خليفة له ، بالطبع لا ، ومن هنا نؤكد ضرورة أن تتمتع النخب السياسية في العالم العربي بوعي حضاري يتلائم مع قيم العصر ولأن الدول العظمى التي تتميز بالتفوق السياسي لايعود ذلك لامكانياتها المادية فقط بل انها نجحت إلى الدخول إلى المكانة المرموقة عاميا في العصر الحديث بما صاحبها من اعتناق وعي حضاري واكتساب المفاهيم التي تنتمي الى قيم العصر والتي تعزز هذا التفوق وبالتالي التمتع بذهنية كفوءة منحتهم استحقاق التربع على هرم التأثير في المحيط الدولي وبالتالي حققوا لبلادهم وشعوبهم قفزات كبيرة جداً في التطور والتقدم المادي والمعنوي ومن هنا ضرورة انفتاح الساسة العرب على مفاهيم العصر إيجاد نخب سياسية كفوءة ذات ذهنية ووعي معاصر وأن تكتسب كل ما هو جديد وتساهم في خلق وعي وثقافة جديدة لأن الذي لا يواكب التغيرات العالمية يندثر وكما تقول الحكمة (الأفعى التي لا تغير جلدها تموت) .



#جاسم_الصغير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمعية الوطنية القادمة ،مهام وطنية منتظرة ومظاهر سياسية ينب ...
- الاضطراب السياسي في الوضع السياسي العراقي
- النظم الشوفينية السمات والملامح والسياسات الشوفينية
- هل انزوى الأدب المعاصر بعيداً عن الاحتجاج والتمرد والتعبئة ؟
- الدستورية نزعة حضارية وصمام امان للمجتمع وصلته بالدولة
- الاعلام العربي … الواقع والتحديات؟
- شعبنا العراقي ليس مختبر تجارب لاستراتيجياتكم أيها السادة
- المجتمع العراقي المعاصر والارهاب ثقافة دخيلة ونزعة غيبة
- العملية السياسية والمخاض الدستوري ونصف الكأس المملوء
- شعراء مدح الحاكم تقليد ارجو ان ينتهي
- الحياة البرلمانية الدستورية ممارسة حضارية
- الهوية العراقية بين الضرورة الوطنيةوالتجاذبات مع الهويات الف ...
- الديمقراطية- الدولةإنعدام التبلور الموضوعي الداخلي وضعف التأ ...
- ....هل عرفنا نظام الدولة حقاًخارج الاطر المككيافيلية
- ديمقراطية ومؤسسات.. أم.. تكتلات ومراكز قوى
- أحزمة البؤس والديمقراطيةعلاقة تفاعل ام تنافر
- المرأة والرجل معا في بناء المجتمع الديمقراطي
- شعب من اجل الديمقراطية ام ديمقراطية من اجل الشعب
- من افرازات ثقافة الديكتاتورية البغيضةجماهير متماهية ونزعات د ...
- الخطاب الليبرالي العربي تبعية فكرية ام خشبة خلاص


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الصغير - ذهنية السلطة في العالم العربي واطرها التقليدية