أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - سوريا: هل تسلم الجرة كل مرة؟














المزيد.....

سوريا: هل تسلم الجرة كل مرة؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 5935 - 2018 / 7 / 16 - 20:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قد نتفق في بعض العموميات والعناوين العريضة فيما يخص سوريا كسوريين وتتفق معنا، ولا شك، شخصيات في سدة الحكم والقرار حولها وتكلمت بها علنا لجهة وجود تقصير هنا وإهمال وسوء إدارة هناك وفساد ها هناك وو لكن نحن كاستراتيجيين وإعلاميين ومتابعين غير عاديين للحدث السوري من زمن سحيق، ولم نبرح سوريا للحظة حتى في أوج احتدام الحرب رغم الخطر الماثل وقربنا من جبهات ساخنة جداً حيث كانت الصواريخ تنهال يومياً وتعبر من فوق رؤوسنا، وحتى لو همـّشنا النظام وأجهزته، وحاول جاهدا التعتيم علينا كجزء من استراتيجياته الإقصائية المعروفة لتيارات وطنية بعينها وتقريبه لأخرى "بعينها" من جهة أخرى، فما حصل في سوريا كان فصلاً طويلاً في مسرحية باتت معروفة للجميع ربما حملت، ظاهرياً، بعض الهموم والأوجاع والشعارات البراقة الداخلية، لكن "باطنياً"، (المعنى ملغوم قصداً بشكل مزدوج أي دينو-سياسياً) لا يمكن فصلها عن استراتيجيات وسياسات خارجية معروفة بفوضى كوندوليزا رايس وخراب الشرق الأوسط، وما تلاها وقبلها قانون معاقبة سوريا المعروف (وحين نقول قانون أمريكي أي يجب تنفيذه حين يوضع بالعرف الأمريكي فلا يوضع أي قانون لمجرد الفرجة عليه وكان على الاستراتيجيين والمستشارين والمستشارات العبقريات التنويه لذلك وهذا أحد جوانب التقصير الكبرى والخطيرة في الإدارات السورية العليا) والقانون موجود من 2004 إن لم تخني الذاكرة، وحينها كنت خارج سوريا وكتبت وأشبعته "طرقاً" وقرعاً يومها، وهناك الكثير مما يمكن قوله في تفنيد زعبرة وخزعبلة "الثورة" التي ارتكبت أخطاء كارثية قاتلة لا يمكن غفرانها ولا نسيانها تحت أي مبرر ومسامحتها فيها كما لا يمكن لعاقل أو وطني سوري أو حتى أي آخر حيادي أن يسميها "ثورة" بأفعالها وخطابها ورهاناتها وحماقاتها إن لم نقل جرائمها الرعناء..
بالمقابل أخطاء النظام المستمرة من يوم يومه، وتبدو عملية مراكمة الأخطاء والأزمات والتطنيش عليها وعدم الاقتراب من هموم وأوجاع السوريين التي لعب عليها المتآمرون لليوم في صلبها وهي استراتيجيته الوحيدة الواضحة والملموسة، فالنظام، ومسؤولوه، لا يلقي ولا يعطي أي بال للداخل، ويأنف من ذكر كلمة شعب سوري أحياناً، وكأن أمره لا يعنيه وكل حديثه عن العرب وإيران والمقاومة وحماس وهذا أمر خطير جدا على النظام أولا قبل غيره وكما يقال: "مو كل مرة بتسلم الجرة".
وإضافة لعودة التحالف العلني مع التيارات الداخلية الرجعية والسلفية والظلامية، وهو الخطر الوجودي الأكبر على النظام بتكرار منفر ومكروه لتجربة الثمانينات، فلليوم لا يوجد أي قرار جدي وإنساني لمعالجة ملايين الحالات الإنسانية في سوريا والتخفيف عن كاهل الفقراء والجياع والمحرومين وضحايا الحرب، لا يوجد أية منظومة حمائية للمواطن ولا مرجعية قانونية يلجأ لها لإنصافه وإعادة حقوقه المغتصبة...لا قوانين ضمان اجتماعي أو تقاعد عادلة وصناديق شيخوخة وتأمين صحي وتعويضات عادل والأهم بطالة تستشري وتضرب وتفتت أوصال المجتمع وتدفع خيرة عقوله وأبنائه للهجرة والرحيل...
لنقل هناك تقريبا 2 مليون موظف(أو كما يسمونهم عامل بالدولة حسب جهابذة الاشتراكية المرحومة المنتقلة لرحمة الليبرالية المتوحشة)، يتقاضون رواتب من الدولة وهؤلاء بمعظمهم من المقربين والبعثيين والأمنيين والمرضي عنهم والمؤلفة قلوبهم والقائمين عليها وووو ولنقل معهم 6 ملايين آخرين من الأخوة والوالدين والأخوات والأبناء يعيشون على رواتبهم، فسيبقى لدينا حوالي 16 مليون سوري لا علاقة لهم بسوريا لا من قريب ولا من بعيد ولاشيء يربطهم بسوريا، وهذا على كافة المؤشرات الدولية كالبطالة والتنمية والعمل والدخل الوطني والعدالة الاجتماعية والمساواة والتمييز والمهمشين والفقر والفقراء ووو فشل وانهيار جماعي وكارثة وطنية وإنسانية وأخلاقية حقيقية قل وجودها، فلا يعقل إخمال شؤون حياة ومصائر هذه الملايين من قبل نخب حاكمة تتحكم برقاب السوريين، وهذا لليوم جزء من حالة الاستعصاء الداخلي والأزمة السورية التي تتطلب حلا سريعا وفوريا وهنا مربط الفرس وهنا خلاص النظام الأخلاقي قبل الوجودي وترميم للعلاقة التاريخية الطويلة"المعروفة" وهو ما يجب أن يـُعنى به وليس الأرقام التلفزيونية لعدد العائدين لحضن الوطن المفكك الممزق المدمـّر الجائع الفقير المفلس الخاوي على عروشه ...فهذا العائد لحض الوطن وغيره يريدون، أيضاً، الأمان والاستقرار الاجتماعي والمعيشي، وهو أولاً، قبل أن يفكروا بالرحيل وخلق "المشاكل" والمشاغبات من جديد، وقبل تحرير القدس وتحقيق حلم البعث والرفاق بالقيادة القطرية بالوحدة العربية، ذلك الحلم المشبوه المريب بطيء الكواكب الطويل البعيد.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية قلبية حارة للفريق الفرنسي وسحقاً لفرق الترللي
- إبطال أراجيف وتضليل ودجل شيوخ الدين
- الانحطاط الأخلاقي والقيمي عند العرب والمسلمين
- في قراءة مقتضبة لكارثة غزو دواعش يثرب ومكة:
- غزوة المونديال: يا عيب الشوم يا عرب
- كيف ولماذا اختفت سوريا من الوجود؟
- الجهاد تهديد خطير وإعلان حرب دائم على البشرية جمعاء
- سوريا: الدولة الطائفية والتمييز الطائفي
- من مظاهر تفكك وانهيار وسقوط الدولة السورية
- إلى فيصل المقداد: ماذا عن إمبراطورياتكم الإخوانية وحلفكم مع ...
- الحلم الإيراني: إعلان الحرب للسيطرة على العالم
- عن أية انتصارات تتحدثون: اضحكوا مع المهرجين الاستراتيجيين؟
- عزّت الدوري: من يحيي العظام وهي رميم؟
- لماذا أكره إله المسلمين؟
- كارثة الغزو البعثي
- لماذا لا يحشر هؤلاء الوزراء بالباصات الخضر؟
- اضحكوا على نتنياهو: يا ويلكم من الله يا إسرائيليين!!!
- أمريكا: ولّى زمان الزعرنة
- الأنظمة العربية والإسلامية مارقة وخارجة عن القانون الدولي
- ما بعد التفاهة (ميتا تفاهة): كارثة كوكب سوريوس المنقرض


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - سوريا: هل تسلم الجرة كل مرة؟