أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 5















المزيد.....

ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 5


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 5935 - 2018 / 7 / 16 - 17:48
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الأجزاء الأربعة السابقة من هذه الأطروحة قالت للأحزاب الشيوعية - التي لم تعد شيوعية - أن برامجكم السياسية باتت لزوم ما لا يلزم وليست إلا من ثرثرة البورجوازية الوضيعة وهي العدو الرئيسي والأصعب للإشتراكية، لكن أحداً من هؤلاء الشيوعيين المفلسين لم ينأم بحرف . الأمر وارد جداً فالبورجوازية الوضيعة لها رطين خاص بها ولا ترغب في أن تستفهم أية مفاهيم ماركسية . والاحتمال الآخر بعد الإفتراض أن ثمة شيوعيين سابقاً في هذه الأحزاب المفلسة وقد خرجت نهائيا عن مسار البروليتاريا، فلعل هؤلاء الشيوعيين سابقا يرونني شيوعياً مفلساً أشد إفلاساً منهم وأنني أطرح أطروحة لا يقبلها العقل . أما أن لا يقبلها العقل فهذا صحيح عندما يكون المتعقل من البورجوازية الوضيعة فأطروحتي تعتمد أساساً على المفهوم اللينيني الذي يقول ..
we must expose the error of those who fail to see the petty-bourgeois economic conditions and the petty-bourgeois element as the principal enemy of socialism in our country . [Tax in Kind]
يتوجب فضح أولئك الذين لم يدركوا بعد خطورة ما تقوم به البوزرجوازية الوضيعة في الإقتصاد وأنها العدو الرئيسي – مؤكداً كلمة الرئيسي - للإشتراكية في الوطن .
في أطروحتي هذه أقوم بما استوجبه لينين مني وأفضحكم، أيها الشيوعيون المفلسون، كعدو رئيسي للثورة الإشتراكية في العالم وقد غدوتم حزباً نشطاً من أحزاب البورجوازية الوضيعة التي نشطت في تهديم اقتصاديات العالم، كل العالم منذ حمسينيات القرن الماضي في العالم الإشتراكي، وسبعينياته في العالم الرأسمالي . البورجوازية الوضيعة اليوم وانتم فريق منها هي العدو القاتل للإنسانية . ليس من وسيلة لفضحكم كونكم فريق من طبقة البورجوازية الوضيعة وأنكم العدو الرئيسي للإشتراكية منذ موالاتكم للإنقلابيين على الإشتراكية في الخمسينيات وليس فقط بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في العام 90 والذي كنا قد أكدناه بنفس هذا التاريخ في العام 63، ليس من وسيلة أخرى لدي سوى استخدام لغة ماركس والتي عليكم أن تجهدوا لفهمها كي تعرفوا من أنتم على الأقل .
الأساس الذي بنى عليه ماركس كل عمارته النظرية العلمية هو أن العالم ومنذ أن سلك طريق التطور الرأسمالي قبل ثلاثة قرون كان قد غدا وحدة واحدة لا تنقسم رغم كل التناقضات التي تكتنفها . ومن هنا تحديدا إنتهى ماركس إلى القول بتغيير العالم بثورة واحدة تدوم حتى نهاية التغيير . وعليه ينبغي على الحزب الشيوعي الذي دعا ماركس لتأسيسه ألا يتجاهل هذا المبدأ الأساس وألا يحيد عنه . الأحزاب "الشيوعية" اليوم تدبج برامجها لتحسين أحوال الشعب في الوطن !! وليشرب العالم البحر !! ماركس يقول .. أنتم تشربون البحر وليس العالم .
الحرية والديموقراطية والتعددية والعدالة الإجتماعية والتي تلوكها اليوم كل الأحزاب الشيوعية في العالم العربي هي أصلاً لم تقم في العالم المتقدم على عالمها . نذكر في هذا السياق كيف أن رئيسة وزراء بريطانيا المرأة النيولبرالية كانت في العام 1984 وبمساعدة عينية من الحكومة السوفياتية قد طردت من العمل حوالي 600 ألف عاملا بريطانيا، طردتهم دون مخالفة مبادئ الحرية والديموقراطية البورجوازية المقدسة في بريطانيا .
الشيوعيون المفلسون الأغرار في العلوم الماركسية يستملحون بعض الأفكار المتعلقة بالبنية السياسية الفوقية لكن أحداً منهم لم يلتفت إلى البنية التحتية، إلى الإقتصاد وعلاقات الانتاج . هم يختارون البناء الفوقي السياسي دون أدنى اعتبار للبناء التحتي . ليس هناك أي نظام للأنتاج في العالم العربي . أتحدى الأحزاب الشيوعية العربية جميعها أن يحدد أي حزب منها اسم نظام الإنتاج السائد في بلده . العديد من الدول العربية تعتمد على ريوع النفط وما تبقى تعتمد على المساعدات . يغيب الإنتاج غيابا تاما ومع ذلك تنتقي الأحزاب المسماة زورا بالشيوعية النظام السياسي الأحلى والأجمل كما تختار ربطة العنق .
أن تنكر هذه الأحزاب من الشيوعيين المفلسين ثورة أكتوبر البلشفية وتداعياتها وتعتبرها كأن لم تكن فلعل فهمها للماركسية يعاني من نشفان أو أنها مصابة بقصر نظر فلا ترى تداعيات ثورة أكتوبر المتجلية على مختلف الصعد في العالم . لكن ما عساها تقول في قانون المادية الديالكتيكية ونفاذه في المجتمعات البشرية ؟ هل تعطل هذا القانون عن العمل !؟ في التطور الإجتماعي يحكم قانون الديالكتيك بالترابط الديالكتيكي الوثيق بين البنية التحتية وهي قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج من تحت ومختلف الأفكار والسياسات في المجتمع من فوق . كل تغير من تحت يقابله بالضرورة تغير من فوق والعكس صحيح أيضاً . لكن شيوعيينا المفلسين يتحدثون عن تغيير نوعي من فوق أي نظام سياسي يعتمد الديموقراطية والتعددية وتداول السلطة والعدالة الإجتماعية ويصيبهم البكم فلا يتحدثون بكلمة عن الإنتاج وعلاقات الإنتاج !!
عندما كان هناك في الغرب نظام رأسمالي ينتج ما يفيض عن قدرة الشعب على الاستهلاك إنعكس ذلك في بنية سياسية تحتوي على هامش ضيق من الحرية والديموقراطية حيث الرأسماليون يراكمون الأموال من جهد العمال فبالإضافة إلى الأجور التي يصرفونها للعمال يصرفون أيضاً قسطاً شكلياً من الحرية والديموقراطية البورجوازية وهو ما ينعكس إيجاباً على فعالية الشغل .
لكن كيف لهذه الأحزاب الشيوعية المفلسة أن تدعي بأنها ستقيم الحرية والديموقراطية والتعددية وتداول السلطة والعدالة الإجتماعية في حين أن أكثر من 90% من شعوبها لا ينتج حياته !؟ وهكذا يصل الأمر بهذه الأحزاب أن تفصل السياسة عن الإقتصاد . جماعات من الشعب تمتهن السياسة وهم منها وجماعات أخرى تمتهن الإقتصاد وهم ليسوا منها !! ذلك هو النفاق السياسي الذي انحدرت إليه الأحزاب "الشيوعية" في العالم العربي دون حياء أو خجل . وهي تنافق أكثر عندما تتحدث في الإقتصاد عن ضبط الإنفاق ومكافحة الفساد، أما الإنتاج ذاته، وسائل الإنتاج وقوى الإنتاج وحجم الإنتاج، فليس لها شأن فيه . الحديث العالي عن ضبط الإنفاق ومكافحة الفساد دليل القبول والموافقة على حال الإنتاج كما هو من غير تعديل أو تبديل وهو ما يعني أن هذه الأحزاب تحرث في البحر وتضلل العمال والشيوعيين وذلك أحط ما تقوم به البورجوازية الوضيعة .
السياسة النفاق التي تستمرؤها هذه الأحزاب التي لا تمثل إلا نفسها هي ادعاؤها أن استراتيجيتها المرتكزة على الحرية والديموقراطية والتعددية وتداول السلطة تعمل على فتح الآفاق نحو الإنتقال إلى الإشتراكية الحقيقية وليست كاشتراكية لينين التي ثبت بطلانها . الزعم ببطلان اشتراكية لينين هو زعم المفلسين الذين لا يدركون أن العالم ما زال بكل سكناته وحركاته يعيش تداعيات ثورة اكتوبر الاشتراكية ؛ السياسة النفاق التي تتمثل باستراتيجية هؤلاء المفلسين هي القول بأن السياسة تلد اٌلاقتصاد ؛ ليس هذا فقط بل تنافق هذه الأحزاب وتدعي بأنها ستبني نظاما سياسيا لا علاقة له بالإقتصاد القائم في بلدانهم ويسمح بالإنتقال إلى الإشتراكية ؛ أي نفاق مثل هذا النفاق !! ليأخذ هؤلاء المفلسون المنافقون العبرة من لبنان . في لبنان ومنذ أكثر من سبعين عاما هناك أكثر مما يحتمل الشعب اللبناني من حرية وديموقراطية وتعددية وتداول السلطة ومع ذلك لم يتطور الإقتصاد اللبناني قيد أنملة فما زالت السياحة مورده الرئيسي وهو اليوم مدين ب 85 مليار دولار بسبب هبوط السياحة لأسباب أمنية وتواجد عصابة ارهابية فوق أراضيه .
الأحزاب الشيوعية المفلسة تجر الشيوعيين إلى محفل الخطايا . البورجوازية الوضيعة التي انضمت إليها الأحزاب الشيوعية المفلسة هي أعدى أعداء البشرية وليس عمال العالم فقط .
العودة إلى الثورة الإشتراكية ومشروع لينين في عبور مرحلة الإشتراكية الذي طبقه ستالين بكل عبقرية الماركسية بحيث خلال عشرين عاماً فقط جعل من الاتحاد السوفياتي عملاق العالم لم تكن أمامه النازية والفاشية والإمبريالية أكبر من أقزام، وتكتب عنه المخابرات الأميركية (CIA) لدى إنشائها في نهاية الأربعينيات في إول بيان تكتبه تقول فيه .. كان بإمكان الجيوش السوفياتية ألا تتوقف في برلين وتستمر زاحفة إلى الغرب حتى الوصول إلى واشنطن .
اليوم تدعي البورجوازية الوضيعة على ضعتها أنها قدرت على العملاق السوفياتي وقطعته إربا حتى لا يعود مرة أخرى وخلصت العالم من شروره !!
(يتبع)



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 4
- ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 3
- ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 2
- ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية
- يا أيها الشيوعيون المفلسون !!
- الحزب الشيوعي الأردني عدو الشيوعية
- المُسْتثقِفون..-المثقفون- !!
- الشيوعيون المفلسون والمرتدون لا يقرؤون التاريخ - 2
- الشيوعيون المفلسون والمرتدون لا يقرؤون التاريخ
- اليسارَويّة مجرد نفاق سياسي
- في الهذر المذر لحسين علوان حسين
- من ينفي الشيوعية وكيف !؟
- إختبار لأدعياء الشيوعية
- السؤال للرفيق كريم الزكي !
- السياسة النفاق (درس متقدم في السياسة) -2
- السياسة النفاق (درس متقدم في السياسة)
- أي حزب شيوعي هو هذا الحزب الفلسطيني !؟
- هل فشلت البورجوازية في إنتاج حفاري قبرها !؟
- الشيوعيون المفلسون وتعدد الأقطاب
- مرحى لكارين بيرس وبرحى لحنا غريب


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 5