أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - احمد البهائي - رسالة الى من يهمه الامر(تحديد الأسعار)














المزيد.....

رسالة الى من يهمه الامر(تحديد الأسعار)


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 5933 - 2018 / 7 / 14 - 18:53
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


من المعروف أن التضخم يحدث نتيجة لعدد من العوامل والأسباب ، والتي تختلف في البلدان الصناعية المتقدمة عنها في البلدان النامية، ويؤدي اخـتلاف تلك العوامـل والأسـباب إلى اختلاف الآثار الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن التضخم في البلدان الصناعية المتقدمة عن الآثـار التي تتعرض لها البلدان النامية ، وبالتالى تختلف الحلول تماما في كلا منهما ، فحلول التضخم في البلدان المتقدمة قد لا تصلح تماما عند تطبيقها في البلدان النامية ،وهذا ما يجب ان تضعه الحكومات في الحسبان عند معالجتها للضغوط التضخمية .
وجه الرئيس السيسي في إجتماعه الاخير مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بتكثيف إجراءات ضبط الأسواق وتفعيل منظومة الرقابة على الأسعار، وإجراءات حماية المستهلك، والعمل على القضاء على ظاهرة الاحتكار والغش التجاري ، فتلك التوجيهات التي يطالب بها الرئيس السيسي هي دائما حاضرة في كل اجتماع منذ 2016 ، ومع ذلك نشاهد ارتفاع متزايد للاسعار وخاصة اسعار السلع الضرورية ، والرغبة المتزايدة للمؤسسات الاحتكارية في زيادة أرباحها، عن طريق زيادة أسعار بيع منتجاتهـا، من خلال تحديد كمية الإنتاج بما يتناسب مع رغبتها في التحكم بكميات العـرض السلعي، وبما يمكنها من رفع أسعار منتجاتها دون وجود عائق أمام قراراتها الاحتكارية، سـواء مـن حيـث التحكم في كميات منتجاتها أو رفع أسعارها ، اي بمعنى أصح فشل الحكومات المتتالية في تحقيق تلك المتطلبات ، إذن فالحل لم يعد قائم على تلك التوجيهات وجدها ، ويجب اللجوء الى أدوات اخرى اكثر فاعلية .
فمصر من الاقتصاديات التي تعاني من تفاقم الضغوط التضخمية، ويعد الاعتماد على قوى العرض والطلب لتحقيق التوازن في سوق السلع وتحقيق الاستقرار الاقتصادي محـدود الفعالية ، وقد أدى الى نتائج عكسية على المجتمع ، ولذلك يجب على الحكومة استخدام أدوات أخرى أكثر فاعلية تهدف من خلالها إلى تحقيق الاستقرار في مستويات الأسعار، ويعد تحديد أسعار السلع اداريا من أهـم تلـك الأدوات في الوقت الحالي ،والتي يرجع الهدف من استخدامها إلى وضع ضوابط قانونية تعمل على وقف الارتفـاع الجنوني فـي مـستويات الأسعار، ، وبما يعمل على توفير السلع الأساسية بأثمان تناسب القدرة الشرائية لمختلف شرائح المجتمع ، حيث يجب تحديد أسعار السلع الاستهلاكية الضرورية بما يكفل عدم تحكم كبار المنتجين والمـستثمرين بأسعارها، بهدف حماية الأفراد (محدودي الدخل واصحاب المعاشات) من الاحتكار، خاصة في ظل تلك الظروف التي تمر بها مصر ، وبالتالي يـتم تثبيـت الأسعار من خلال وضع حداً أعلى لأسعار السلع، بحيث تحدد الأسعار عند مستوى أقل من المستوى الذي يمكـن ان يتحدد نتيجة التفاعل بين قوى العرض والطلب ويتم إتباع هذه الوسيلة بهدف منع الأسعار مـن الارتفـاع،وذلك لأن حدوث ارتفاع في الأسعار يؤدي إلى المطالبة برفع الأجور لمواجهة الزيادة في الأسعار، والذي يـؤدي بدورة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، ومن ثم ارتفاع مستويات الأسعار ......وهكذا.
غير أن هناك من يقول أن استخدام هذه الوسيلة قد تؤدي إلى انتشار حالات التعامل في السوق السوداء وتخـزين الـسلع لحـين ارتفاع أسعارها. ولذا يجب على الحكومة ان تتدخل بقوة واستخدام سياسة تقنين الاستهلاك وذلـك مـن خلال نظام البطاقات مع رقابة دورية علية وبطريقة منتظمة في توزيع السلع، ويتم الاعتماد على نظام البطاقات في توفير السلع الضرورية وذلك على اعتبار أن تعرض الاقتصاد لموجات تضخمية، يعني حرمان شريحة كبيرة في المجتمـع مـن الحـصول علـى الـسلع الاستهلاكية الضرورية بأثمان مناسبة، وخاصة خلال تلك الفترات التي يمر بها الاقتصاد المصري ، وذلك بهدف المحافظـة على استقرار مستويات الأسعار.
وليس كما يدعي البعض ان تحديد اسعار السلع إداريا ليس أسلوبا صحيحا فى إدارة الاقتصاد حاليا بحجة انه يضر بالمستهلك سواء ارتفعت أسعار السلع أو انخفضت ، بل يجب العمل به من أجل حماية المستهلك وحماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، فنظام اقتصاد السوق الحر لا يعنى عدم تدخل الدولة في الأسواق وضبط حركتها، ومواجهة حالات احتكار السلع والمنتجات الضرورية للمواطن .
فهناك فرق كبير بين دول اقتصاديات النظام الحر ومصر ، ومنها ما يوافق موضوعنا : * حيث السوق الذي يمتاز بحجم الانتاج المحلي الكبير عكس الانتاجية المحدودة في مصر والسوق القائم على السلع المستوردة لتغطية احتياجات المواطن ، ومع ذلك هناك رقابة ومرصد للأسعار وحساب التكاليف لمعرفة تكلفة الإنتاج لكل سلعة خاصة السلع الرئيسية الغذائية وبناء عليها تتحدد الاسعار ، * كذلك تمتاز الطبقة العاملة في الدول الرأسمالية بحسن تنظيمها ووجود نقابات عمالية قوية لحمايـة حقوقهـا، واتخاذ قرارات تحمي طبقة العاملين فيها من تقلبات الاسعار والاحتكار، * أيضا .تطور تطور الأنظمة المصرفية في دول الاقتصاد الحر واتساع نشاطها، ومرونة أجهزتها في خلق النقود عـن طريـق خلق الودائع، حيث أن من مصلحة البنوك التجارية والشركات التجارية الكبرى العمل على زيادة كمية النقـود المتداولة في السوق بما يكفل تحقيق التوازن الفعلي والعملي بين قوى العرض والطلب ، وبالتالي تحقيق مستويات الأسعار على النحو الذي يخدم الاقتصاد .
أخيرا ، ما نطالب به العمل على إتخاذ تلك الخطوة قبل فوات الاوان ، قبل ان يأتي وقت نريد تطبيقها ولكن دون جدوى ، والامثلة لدينا كثيرة على هذا الحال .



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة في سطور - أتت تحمل مفاتنها -
- خفض سعر الفائدة .. قرار غير موفق
- تيلرسون في القاهرة يامرحبا.. يامرحبا
- الى الرئيس..هم ذئاب وليس أشقاء
- الحراك الإيراني بين النطفة والعلقة..هل تجهضه أمريكا؟
- يوسف زيدان بين البارانويدية والعمالة
- بورسعيد .. صنعت تاريخ
- ملف سد النهضة..من الإحتواء الى الإجهاض
- أذون الخزانة المصرية..إتساع الفجوة التضخمية
- فعل بن سلمان ما كنا نطالب به السيسي- تأميم الترستات -
- الاقتصاد المصري..صندوق النقد بين الأخطاء والفشل
- أحمد موسى..بين الطوارئ والقضاء العسكري
- بارزاني... الإستفتاء فيه سُم قاتل
- التصنيف الإئتماني لمصر وآثاره على المديونية الخارجية
- التضخم ..أخطاء الحكومة المصرية وتأثيرها على برنامج الإصلاحات ...
- اليك بعض السطور ( نفرتيتي انت السمراء )
- إتفاقية الحدود البحرية بين مصر والسعودية تعيين أم ترسيم؟..هن ...
- أدوات مكافحة التضخم في مصر نقدية أم مالية؟
- قياس التضخم ..تحديد أسعار السلع إداريا
- التضخم .. ورفع أسعار الفائدة


المزيد.....




- حرب غزة تصرف صندوق بيزوس عن استثمار 30 مليون دولار في إسرائي ...
- وزير المالية الأوكراني يعترف بوجود صعوبات كبيرة في ميزانية ا ...
- تباطؤ نمو الاقتصاد الأميركي وارتفاع معدلات التضخم بالربع الأ ...
- انخفاض أسعار مواد البناء اليوم الخميس 25 أبريل 2024 في الأسو ...
- نمو الاقتصاد الأمريكي 1.6% في الربع الأول من العام
- بوتين: الاقتصاد الروسي يعزز تطوره إيجابيا رغم التحديات غير ا ...
- الخزانة الأمريكية تهدد بفرض عقوبات على البنوك الصينية بزعم ت ...
- تقرير: -الاستثمارات العامة السعودي- يدير أصولا بنحو 750 مليا ...
- البنك الدولي: توترات الشرق الأوسط تهدد التقدم العالمي بشأن ا ...
- معضلة الديون في فرنسا.. وكالات التصنيف قلقة ونظرتها سلبية


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - احمد البهائي - رسالة الى من يهمه الامر(تحديد الأسعار)