أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - هل تونس على أبواب الحرب الأهليه ....؟















المزيد.....

هل تونس على أبواب الحرب الأهليه ....؟


سالم المرزوقي

الحوار المتمدن-العدد: 5932 - 2018 / 7 / 13 - 18:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل تونس على أبواب الحرب الأهليه...؟


ليس سهلا إقناع النخب التونسيه وخاصة المتحجره منها أن تونس على فوهة بركان الحرب الأهليه كما حصل في لبنان منذ أربعين عاما ولم يعد الوقت يسمح بترتيب البيت الوطني لمواجهة هكذا احتمال (نتمنى عدم حصوله وأن يكون تحليلنا الآتي خاطئا في تقديراته )،لكن لا بد وضع السينارو الأسوأ للحاله التونسيه الراكده في مستنقع الأزمه ، لقد لاحظ كل المتابعين كيف امتصت منظومة الحكم وحتى المعارضه صدمة العمليه الارهابيه الغادره للحرس الوطني في جندوبه وذلك عبر البيانات والبيانات المضاده وتبادل التهم في تحميل المسؤوليه وحتى بعض التحاليل الموضوعيه التي وجهت إصبع الاتهام للاخوان وحزب النهضه تحديدا اكتفت بقراءة العمليه سطحيا ولم تقرأ أبعادها وتوقيتها إلا بما يخص الوضع الداخلي أي اتهام أحزاب الاخوان وحلفاءهم ولم تتطرق لعلاقة الارهاب بالخارج ورسائله،ذلك أن أحزاب الاخوان وخاصة الارهابيين المعلنين والسريين لا يتحركون إلا وفق ضوء أخضر من وكالات المخابرات المشغله وهذا ما انكشف طوال الحروب والارهاب الذي انطلق بالتزامن مع "ثورات الربيع العربي " ،إذن فلا يمكن بأي حال أن تكون عملية جندوبه معزولة ومخطط لها داخليا فقط بل أكاد أجزم أن أغلب قيادات حزب النهضه وتوابعهم المندسين في الدولة لا علم لهم بها رغم أن المنفذين من روافدهم الاخوانيه.

الوضع التونسي لم يعد يتحمل الفراغ:

الكل يجمع سلطة ومعارضه أن أزمة الحكم وصلت للاّرجعة فإما تحول نوعي إنقاذي أو سقوط وانهيار الدولة والدخول في المجهول والسبب الرئيس في الوصول لهذه الحاله بالاضافة للموضوعي أي أزمة النظم الرأسماليه التابعه( بطاله وركود اقتصادي ومديونيه) هو عامل ذاتي ونقصد به وصول أحزاب الاخوان للسلطه وهيمنتهم على المشهد السياسي وتغلغلهم في مفاصل الدوله والمجتمع، وقد طفى على الساحة شبه إجماع على مسؤوليه الاخوان في الأزمه وشبه اجماع كذلك على ضرورة استئصالهم أو على الأقل تحييدهم عن السلطه يقابله إصرار وتعنت من حزب النهضه على البقاء ومواصلة قضمه للدوله والمجتمع مهما كان الثمن حتى أن بعضهم هدد الناس في قوتهم (الوزير النهضاوي محمد بن سالم) ،سوف لن نتطرق أكثر لهذه السجالات وخفاياها لكن علينا أن ندرك أن الاخوان لا يتحركون من فراغ وكل سياستهم مبنيه على الخداع والغدر عبر الكمين والتربص للخصم وهو مربط الفرس في موضوعنا أي أن جهازا مخابراتيا مّا وراء هذا الاصرار المغلف بالشرعيه الانتخابيه للتمويه وهذا ما أثبته تاريخ الاخوان السياسي من مصر الى السودان و الجزائر وسوريا وليبيا وفي كل بقعة من العالم،ففي كل حرب أو مشروع تحرك فيه الاخوان إلا واكتشفنا فيما بعد أنهم ينفذون ما لا تستطيع الدول الأطلسيه فعله علنا فهم جيش المخابرات الغربية السري.
بناءا على ما تقدم فإن التحدي الذي يرفعه حزب النهضه نيابة عن بقية الروافد الاخوانيه في وجه من يفكر في استئصالهم هو مؤشر أن الغرب وعلى رأسه أمريكا لازال بحاجة لهم وإلا فإن مكالمه هاتفيه من موظف درجه ثانيه في وزارة الخارجيه الأمريكيه كاف للجمهم وتحييدهم عن الاشتباك مع معارضيهم حتى لو اقتضى الأمر التضحيه ببعض قواعدهم وقياداتهم كما حصل إبان الصدام مع بن علي في تسعينات القرن الماضي عندما أراد الغرب الاستقرار لانقلاب السابع من نوفمبر.

أمريكا والغرب واسرائيل على الخط في أزمة تونس:

لا أحد يصدق أن الحلف الصهيوأطلسي سينكفأ ويتراجع بعد الهزائم المتتاليه في سوريا واليمن وكوريا الشماليه وغيرها بل سيزداد عنفا وتوليدا للحروب نتيجة أزمته وانحصار دوره أمام الصعود الصيني الروسي لكنه هذه المره سيختار المناطق الرخوه لمشاريعه الاستعماريه حتى لا يتكرر السيناريو السوري واليمني الفاشل لقوة المقاومات وحلفاءهم الروس والايرانيين هناك ولو انتبهنا للتغاضي المتعمد عن حلحلة العقد السياسيه للوضع في تونس وليبيا وكل شامل افريقيا لأدركنا أن الغرب يبيت لهذه الدول عدم الاستقرار ويصر على بقاء الفوضى السياسيه والارهاب والهجره السريه ويجهز الأرضية لاطلاق حروبه باستثمار الارهابيين المهزومين في الشرق العربي وإنعاش سوق السلاح وإفساد المناخ أمام التمدد الاستثماري خاصة الصيني في افريقيا أي بعبارة أخرى نقل الفوضى "الخلاقه" الى شمال افريقيا ومنه الى افريقيا،هذا يقودنا الى الربط بين تعنت الاخوان والفوضى السياسيه وعميلة جندوبه الارهابيه التى تزامنت( وهذا ليس صدفة) مع مناقشة لجنة الأمن في الكنغرس الأمريكي لتقرير وضع الاخوان على لائحة المنظمات الارهابيه ويقودنا أيضا للتساءل عن جدية هذا التقرير وخفاياه ولو عدنا للأزمه السوريه لوجدنا أنه نفس التمشي أي صناعة داعش وباقي التنظيمات الارهابيه سرّا ثم التدخل المباشر والاحتلال بتعلة محاربتها علنا وحتى نتبين الأمر بعقل المتفحص اخترت للقارئ رأي القيادي الاخواني السابق ثروت الخرباوي في هذا الشأن والذي يقول:
" مناقشة الكونجرس مشروع قانون إدراج الإخوان على قوائم الإرهاب هو من باب الضغط على الإخوان حتى تحصد المخابرات الأمريكية على ما تريده من الجماعة، فى كل الدول المتواجدة فيها" وتظيف صحيفة اليوم السابع في مقال بعنوان الكونغرس لن يدرج الاخوان على لائحة الارهاب وC.I.A تستخدم التنظيم ( بتاريخ 12 جويليه 2018) أن القيادى السابق بجماعة الإخوان أشار " أنه تواصل مع ناشطة أمريكية من أصول مصرية تدعى "سينفيا فرحات" كانت تهتم بإدراج الإخوان على قوائم الإرهاب وقد تواصلت مع أعضاء فى الكونجرس ومدتهم بوثائق تؤكد ضلوع الإخوان فى أعمال إرهابية، مضيفًا :" هذه الناشطة تواصلت معى شخصيا وقد وفرت لها العديد من الوثائق والمستندات التى تؤكد إرهاب جماعة الإخوان، وقد عرضتها هذه الناشطة لأعضاء الكونجرس الأمريكى الذين تحمسوا لوضع الإخوان على قوائم الإرهاب ولكنهم قالوا لها نصا :" لا نعتقد أن قرار الكونجرس سينتهى بإدراج الإخوان على قوائم الإرهاب نظرا لأن "السى آى أيه" لازالت فى أمس الحاجة إلى الإخوان لتنفيذ مخططاتها فى منطقة الشرق الأوسط" ـ انتهى الاقتباس ـ
إذن وبناءا على ما سبق لا مجال للتغاضي عن ربط الحدث التونسي سياسة وارهابا بما يطبخ في الغرف الأمريكيه الأطلسيه والصهيونيه لتصدير أزمة الشرق الى شمال افريقيا وتحديدا الى البطن الرخوة فيه أي الى تونس ذات الموقع الجيواستراتيجي المتوسط لليبيا والجزائر البتروليتين وهنا تتشابك مصالح لوبيات السلاح مع لوبيات النفط في تفجير الوضع وانهاك الدول وتقسيمها وابتزاز المنتصرين في الشرق العربي وحلفاءهم لضمان حماية اسرائيل في أية ترتيبات دوليه مستقبليه وربما تقرر أن تكون تونس قاعدة انطلاق الحروب الأهلية بالأدوات الجاهزه مثل الاخوان والجواسيس والعملاء.
كتبت هذا لأنذر وأنبّه القوى الوطنيه والتقدميه حتى لا ينخدعوا بإدراج الاخوان على لائحة الارهاب فوراء الأكمة ما وراءها وإذا حصل هذا علنا فهو للتمويه عن الدور الأصلي للاخوان في تفجير المنطقه وتقمصهم دور المناهض للغرب لاحياءهم شعبيا بعد سقوط السبع سنوات الماضيه وإحراج خصومهم.
أختم بأن السياسي الذي لا يضع الأسوأ في حسبانه حتى لو كان ضئيل الحصول هو عقيم أعرج ينهار مع أول مفاجئه ،للأسف هذا ما نلاحظه في لامبالات ورخاوة القوى الوطنيه الديمقراطيه في قراءة المستقبل الغامض لتونس .

سالم المرزوقي ـ تونس ـ



#سالم_المرزوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءه في التحالف النداخواني الحاكم في تونس
- نبيل فياض المثقف المشتبك
- أمريكا رأس امبراطورية الرأسماليه لن تنهار،ربما تنهض
- تونس الفسفاط الغنيمه
- أضلاع التجاره البينيه وصماصرة السياسه والدين
- يعيش المثقف على مقهى ريش
- الشرق الأوسط بين الحرب والسلم
- -مطر حمص- في أيام قرطاج السينيمائيه
- القيمه الفنيه في الشعر الشعبي من خلال شاعر تونسي
- 18 أكتوبر خديعه لليسار التونسي
- رساله مفتوحه في تشظي اليسار وفقره الثقافي
- قراءة خطاب السيد حسن نصرالله
- قطوف تزهر في الصحراء
- سيريزا اليوناني،يسار تونس:العقم المشترك
- رساله مفتوحه الى سلامه كيله،دفاعا عن اليسار التونسي
- النقد والأدب والثوره
- حزب النهضه الاخواني: المقاربه بين الوحدة والبقاء أو التشظي و ...
- أمريكا ترامب والاندفاع المغامر
- الحرب على دمشق قادمه....الفاشيه تكشر عن أنيابها
- حركة النهضه الإخوانيه وعقدة الفشل في تونس


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - هل تونس على أبواب الحرب الأهليه ....؟