أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - سليمان سلطان الحواتة...















المزيد.....

سليمان سلطان الحواتة...


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 5932 - 2018 / 7 / 13 - 17:00
المحور: الادب والفن
    


سلطان الحواتة......
----------
[..انا سلطان السلاطين.
وملك الملوكمانح التيجان للملوك على وجه البسيطة/ظل الله في الارض/سلطان البحرين الابيض والاسود/وخاقان البرين/ملك الروملي/والاناضول/وبلاد الكرمان/وبلاد الروم/وزكدريا/وديار بكر/وكردستان/واذربيجان/وفارس/ودمشق/وحلب/والقاهرة/ومكة المدينة والقدس/وكل البلاد العربية/واليمن وبلاد كثيرة..افتتحها ابائي واجدادي..الاماجد بقوة السلاح..وجعلتها جلالتي المعظمة تابعة لسيفي..ومهندي المنصرم..
انا السلطان سليمان خان.
ابن السلطان سليم خان.
ابن السلطان بايزيد خان...
ابعث اليك انت...بان تخطب باسمنا الاعظم في المنابر.وتضرب السكة باسمنا...والسلام..!]..
قالت الراس التي لم تقطع بعد..
لن اجيب /سلطان الحواثة/..الا اذا كنت في مصر ومنها سأخط جوابي...!
في خضم الاحداث المتسارعة كانت الرؤوس البشرية تموج..تعلو وتنخفض وبالتدريج توقظت منها سلاسل من العيون اللامعة و المتراصة من الفضوليين المتطلعين ..وكذلك تتطاول تعانق بعضها فقط لرؤية تلك الشبكة النحاسية المتدلية من فوق رتاج الباب العالي..والباب هو باب من ابواب قصور بنو عثمان..الذين اعادوا تاسيس نظام الخلافة الاسلامية من جديد..وقسموا دار العالم الى دارين ..دارالسلم ..ودار الحرب..كما ان الباب العالي له تاريخ طويل في قطع الرؤوس الكبيرة من مختلف الشعوب والامم. ..وتعليقها على ابواب القلاع..وابراج الساحات.. وذلك تاريخ تاريخ يعرفه من نبش قليلا في بطون كتب المعرفة التاريخية وهي متوفرة للجميع ..في كل صباح تجتمع الحشود للتفرج على الراس المقطوعة المعروضة في القفص النحاسية..يتابعون التحولات التي تظهر على وجه الراس وعلى ملامحه.التي لا تتبدل ..ولا يصدر منها سوى الروائح الزكية .و.تنتشر روائح العطر الغربي في اركان الساحة المقابلة للباب العالي. ..والراس كانت لاتريد ان تجف وتأبى ان تتحول الى جمجمة صفراء..الى جيفة نتنة ..منذ مدة ليست بالقصيرة وهي معلقة على ابواب عاصمة الخلافة الاسلامية...اسلامبول ..او اسطمبول ..وهو امر مهم جدا..قطب الرحى في تاريخ الدولة الاسلامية.. ..انه وفي تلك المساءات الشرقية النذية كانت تحرسها مليشيات مسلحة بالسيوف والحراب من فرق السباهية ..اي الخيالة في بزات عسكرية ملونة .وخودات من نحاس وبرونز ..اشكال مهيبة في الاعراف التركية..وحولنا نحن المغاربة هذا الاسم السباهية الى دال اخر يقترب من الاول ويختلف عنه في مدلوله وهو (السبايسية.)..وكان حينها وبعدها للقايد السبسي.اهمية ومكانة عظمى لاجل تحقيق المتع والتسلية..وتطعيم حكاياتنا وقصصنا الشعبية بنكهة السبايسية..ومول السبسي حين ينفخ فيه عشبة القنب الهندي تزداد النشوة والالهام ويطيب الكلام ويطول بل يتشعب كثيرا...حول....الراس المقطوعة المعروضة في قفص من نحاس ..قلت لهم انها راس مغربية كانت قد دوخت سلاطين الاتراك في القرن السادس عشر الميلادي.يوم كان يحكم العالم العروبي السلطان سليمان القانوني..وكانت دولة الخلافة لاتغيب عن اراضيها الشمس وو ...وكانت الناس تتهامس بينها حينها..عن اسرار الراس المقطوع. ..ومن اشد الغرائب .غرابة قصة هذا الراس.. ..لمن تكون هذا الراس المعلقة على الباب العالي والمعروضة على الناس في شبكة من النحاس..؟..
كيف يخاف السلطان العثماني من الراس المقطوع الى حدود سجنها في القفص النحاسي ..؟..
ومنهم من اشاع بين الناس ان الراس تغرد في الليل ..تغريدا يقض نوم من في القصر .وهو يردد الابيات التالية..
الناس كالناس..
والايام واحدة
والدهر كالدهر..
والدنيا..
لمن غلبا..؟
الا انه لمن يشمل بعلمه ومعرفته للتاريخ كان يعرف القصة بحذافرها. وليس كما يتوهمها عموم الناس..كحكاية هذه الراس التي تمردت على السلطان العثماني...يجتمع الناس حولها ويلكون الخرافات والاساطيرويزيدون فيها وينقصوص.واحيانا يتطرفون في حبك فصولها..كان تكون راس غريم السلطان .وفاتن سباياه الفاتنات .من بلاد فارس او من بلاد مصر وبلاد الاقباط او الاكراد .وتلك الشعوب يرتعد منها الاتراك ..ولا احد خمن تحديد مسقط الراس المقطوعة وميزها من ملامحها سواه.هذا الشيخ المجهول...كان يجلس على كرسيه ممددا يده على الطاولة يحلل ذلك النص..الذي يقول ما يلي.(..قرأ الراس كتاب العثماني ..ووجد فيه انه يدعوه بالوعيد والتهديد ان يدعو له على المنابر.واكثر من ذلك ان يكتب اسمه على النقود اي السكة كما كانوا يسمونها في ذلك القرن اي 16 م..كما كان يفعل معه بنو وطاس....الخ...وحمى انف الراس وابرق وارعد ..واحضر الرسول وازعجه..لاحظ ازعجه..بمعنى قال له كلاما مزعجا..حجم الكاتب عن ذكره..لاسبابه التي لا يعرفها غيره..فطلب منه الرسول الجواب..!!..فقالت الراس......لا جواب لك عندي..حتى اكون بمصر..لكني افضل لو قال الراس..حتى اغزو مصر.ان شاء الله ..ومنها اكتب جوابي لسلطان القوارب..القوارب بمعنى الفلايك .الصغيرة استصغارا منه للاسطول العثماني..الذي كان يجوب البحر الابيض المتوسط..ولم يستطع ان يفعل شيئا..لمسلمي الاندلس..الخ ..من الكلام تحت النص..وخرج الرسول العثماني من بلاط الراس المغربي الذي لم يقطع بعد.اوالذي لم يكن حينها قد قطع بعد..خرج من عنده مذعورا..يلتفت الى الوراء..الى ان وصل الى سلطانه..العثماني..الخ..الخ.. .)..الراس المغربي اذن منا شعب الامازيغ ..امازيغ القرن 16..وبلاد الامازيغ واسعة وغنية بالاحرار والحرائر يعرفها الجميع ..تمتد في شمال غرب افريقيا .. .في اقصى اطراف الامبراطورية ..كانت شوكة في حلق السلطان وحريمه.ومخابراته..اتعبت الجيوش التركية في استتباب حكمها فيها..بالرغم من المجاعات والاوبئة..والتفرقة والاحتلال لسواحلها وعجز السلطة المركزية على استتباب الامن والاستقرار..لكون الناس عولوا على قدراتهم الاجتناعية..وجاهدوا وقاوموا..من خلال الزوايا والتجمعات القبلية .. ...ورغم تلك الوضعية الهشيشة لم يقدر السلطان العثماني على احتلالها..!بعدما احتل كل العالم الاسلامي... وقفت في طريقه هذه الراس..لاعلان سطوته الاسمية على المغرب الاقصى ..للاعتبارات التي ذكرها الراوي المجهول في نصه السابق الذكر..
تعود السلطان سليمان القانوني ان يعرض رؤوس الاعداء والمتمردين على سلطته على ابواب المدينة اسطمبول ..وفي ساحة الباب العالي ..في ظروف الصراع والقتل وحبك الدسائس . اصبحت الساحة الكبرى تحتفل بالرؤوس..وغدت للرؤوس سوقا للعرض فقط ..و روائحها يستأنس بها التجار والمارة والسماسرة والاسرى والرقيق وكل من لا شغل لهم من البصاصين واللصوص والمتامرين واولئك المتشدقين والمنافقين المؤيدين للسلطان في الظاهر و الشامتين في سلطته في الخفاء..يسخرون من سلطانة الحواتة..ويتلذدون بالتهام حوته.. اناس من كل فصل ونصل. ..تصلها البضاعة والاشياء التافهة والنفيسة على للسواء من كل العالم ....ويدللونها هناك كانت الخضر و الفواكه تعرض جنب رؤوس الاعداء الكباروالصغار...ويظل الراس المغربي في شبكة النحاس ملفتا لتلك الانظار ..مثيرا تلك النقاشات الساخنة التافهة في فضاء الساحة ..وفي كل لحظة يهيمن فيها الصمت في سماء الباب العالي..كانت الراس المغربية تغني..ويسمعها السبايسية ..وهي تغني بصوت حزين..لا يفهمونه..:
الناس كالناس..
والايام واحدة
والدهر كالدهر..
والدنيا لمن غلبا ...
ففي مقال تحت اسم الجريمة والعقاب..سرق احدهم هذا العنوان من ديستافسكي ..الجريمة والعقاب في مغرب القرن 16م.اي المغرب السعدي..لمن يريد قرائته..عليه بالرجوع الى مجلة حوليات /تاريخ/علوم انسانية.العدد 3 من اعداد السنة 51..لعام 1996..بلغة الصبليون ..نقرأ التالي..(محمد الشيخ السعدي..كان قاتل العلماء..وعلى الخصوص علماء..فاس..وارباب الزوايا..وكل..الذين كانوا لايزالون على ولائهم وبيعتهم للوطاسيين..المتحالفين مع الاتراك العثمانيين..ومن هؤلاء العلماء عبد الواحد الونشريشي..والزقاق..وغيرهم..وكان يقطع اعضاءهم..انوفهم ..بالسكاكين الحادة وهذا السلوك لا يصدر سوى عن البلطجية والسياب..والمخزن السعدي..كان يوظف هذه الشرائح لترهيب الاعداء والمتمردين..عندما تمكن من الضاء على ابا حسون ومحو اثر الدولة الوطاسية..استدعى الفقيه الزقاق..الذي رفض بيعة السعديين واعتبر حروبهم لا شرعية..وظل صامدا على مواقفه ..وساله محمد الشيخ عن القتلة التي يفضلها...فرد عليه الفقيه الزقاق..باش تقتل باش تموت ..المرء مقتول بنا قتل به..فصاح محمد الشيخ السعدي ..جزو راسه بشاقور...!
ويكتب الناصري في مؤلفه الاستقصاء في اخبار المغرب الاقصى..ما يلي ...(اسم الكتاب الاستقصاء..ولها معناها المحدد في معجم التاريخ المغربي..وليس الاستسقاء..كما كتب احد الدكاترة الجدد في هذا العلم..)..في الاستقصاء..يقول الناصري..مايلي :./ هؤلاء الاتراك...خرجوا من ايالة الحزائر..الى مراكش.. يتظاهرون بانهم فروا من سلطانهم..ولهم رغبة في خدمة الشيخ..وقد توسط لهم القائد صالح الكاهية..وهو انكشاري تركي مدسوس..توسط لهم في الدخول على الشيخ..محمد الشيخ ..واطمعه في تعاونهم معه لضم الحزائر..الى مملكته..ونزعها من الاتراك..واستمر الحال الى ان عثروا على الفرصة في بعض حركاته..خارج مراكش..فاستفردوا به في خيمته مع بعض مساعديه..وقطعوا راسه..بقرية في الاطلس الكبير..جبل درن..اسمها اكلكال..وهو موضع مشهور نواحي مدينة تارودانت..بالجهاد ومقاومة البرتغال ..جعلوا الراس..في مخلاة ملؤوها بالنخالة والملح..وعبروا به احشاء الظلماء..الى الجزائر..ثم عبروا البحر..الى السلطان العثماني..الى الباب العالي..وقيل كذلك ان الذي نزع راسه عن جثته هو صالح الكاهية واستعمل في ذلك الشاقور./..وصلت الراس اذن الى السلطان العثماني في مخلاة..!!..وانتقم لنفسه من تلك العبارات التي هزت كيانه واشعرته انه لا اعتبار له عند المغربي الحر ..شعب الامازيغ..ليس الا سلطانا للقوارب..الفلايكي....
قال الراوي المجهول وكانه بتوخى الموضوعية والانصاف في تقييمه لما حدث ويحدث..ان التقصير كان من الجهتين ..الجهة الاولى الراس التي وتقت في الاعداء من الاتراك..وقربتهم اليه..ووضعت كل الثقة فيهم بحسبانهم من المسلمين..وكيف للمسلم ان يغدر باخيه المسلم....ومن الجهة الاخرى..الخلط في تاريخنا مابين الدين والسياسة..فالغالب ان الفقهاء..يفسدون السياسة..ويساهمون في تعميق الانكسارات والهزائم التي عاشتها وتعيشها الشعوب التي تتكلم العربية وتدين بالاسلام ..عبر تاريخها الطويل.
وطوى بذلك سجله وغادر تلك الحشود ..المحلقة حول الراس المغربي الحر ( الامازيغي )..
الذي لا يكل من ترديد..
الناس..كالناس
والايام واحدة..
والدهر كالدهر..
والدنيا..
لمن
غلبا..!!!

عبد الغني سهاد
2011



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوق المسمار...(2)
- فوق المسمار...(1)
- هل سيعود للشمس وهجها الاول..!
- مجنون...من يثق بها..!
- بويكوطاج الى ان تزول...
- ربطة عنق سوداء...
- اليهودية وتهمة معاداة السامية...
- تحت شجرة فلوبير...
- القوميديا والطراغوديا العربية ..
- محاورة قملة ...(شاربوراس )
- يوم مات علال ولد عيشة...
- حمام ....(السعادة ..)
- مع جرادة ...
- صياد الليل...يلقاها..يلقاها..!
- مذلة ..مابعدها ..مذلة.
- يكون ....خير ...2
- يكون....خير.....!
- لابد ..ان يعود.
- سقوط من السماء.
- اوجاع قريتي ...ف 22


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - سليمان سلطان الحواتة...