أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - حول عمل التنسيقيات والمنتديات الاجتماعية














المزيد.....

حول عمل التنسيقيات والمنتديات الاجتماعية


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 5932 - 2018 / 7 / 13 - 00:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحيى الجديد دون ان يكون حاضرا في وعينا الذاتي، فالنضال الذي كانت احزاب اليسار والنقابات العمالية هي من تؤطره ، أصبح اليوم، نظرا لما آلت إليه الظروف من تدجين هذه الاجهزة من طرف القوى المهيمنة والمسيطرة سياسيا في شخص الدولة الحاكمة نفسها، من حيث شل قدرتها على الفعل والتفعيل، أصبح اليوم هذا النضال تقوم به التنسيقات والمنتديات الإجتماعية، أصبحت هذه الآليات هي من يؤطر الشارع ويفعل فيه بشكل يحتم على النقابات والأحزاب السياسية إعادة النظر في هيكليتها الكلاسيكية التي لم تعد تتوافق مع العصر، هذه التنسيقات والمنتديات الخارجة عن فعل التدجين هي من يمارس بحرية أكبر مهمة النضال الجماهيري الحقوقي والإجتماعي والسياسي.
صحيح جدا ان هذه المنتديات والتنسيقات تشارك فيها جميع القوى السياسية إلا أنها عمليا، في تصريف المواقف، تخضع لآلية ديموقراطية مختلفة تماما عن شكلها التقليدي، بشكل لا يعود هذا التصريف إلى توجهات حزب معين وفرضه على حساب مواقف أخرى تشكل عناصر التنسيقية او المنتدى بل إن الطابع التشاركي لمختلف عناصر التنسيق هي من يصنع القرار او التوجه النضالي حول قضية معينة .
إن الشيء المميز في هذه التنسيقيات أو المنتديات هو تنوع عناصرها واختلاف مذاهبهم ، إنها تمثل شكلا مناهضا لشيء مرفوض دأب الجميع على نبذه من قبيل الالتزام بتوجه تيار معين إذ ان ما يفرض التنسيقية هو شكل وزمان وجغرافية المشكلة القائمة أي أن اي مشكلة اجتماعية قائمة في مكان ما وزمان ما تفترض حلا معينا ، هذه المشكلة ربما لا تحظى في سياسة حزب معين بأهمية كبرى نظرا لتبريرات معينة يتقن التبحر فيها أو اولويات معينة لديه، لكن بالنسبة للمحلي لها اولوية فائقة وتفترض توجها ملحا لحلها كما تفترض مواجهة المشكل محليا، أما إذا كان هذا المشكل له طابع عام بحيث لا يمس فقط محليا بل يمس مناطق اخرى فتفترض مواجهته تنسيقا أكبر يوحد المواجة إضافة إلى كونه كان ضمن أعمال تنسيقيات محلية لجهات أخرى، على أن مفهوم التنسيقية قد اتخذ أخيرا في إطار المنتديات الإجتماعية فهما مغايرا لما كان عليه سابقا حيث كان عبارة عن تنسيق داخل نفس الجهاز الحزبي أو النقابي أو المدني بشكل خاص، أي ضمن إطار واحد أو ضمن إطارات توحدها أيديولوجية معينة، بمعنى كانت سجين رؤية نخبوية معينة مؤطرة إيديولوجيا وسياسيا، أما المفارقة التي تطرحها الآن المنتديات والتنسيقيات الإجتماعية فهي كونها تنويعية تتجاوز الإيديولوجية نسبيا من خلال التعاطي مع مشكلة اجتماعية معينة، فمثلا مشكل غياب الماء في بلدية معينة يفترض إجماعا يتجاوز القراءات الأيديولوجية سواء كانت يمينية أو يسارية أو محايدة كما يتجاوز أولوياتهم السياسية، فالتنسيقية هنا حول هذا المشكل تأخذ طابع الأولوية القصوى سواء عند اليميني أو اليساري أو اللامنتمي .
نحن الآن امام نمط جديد من التنسيقيات يتجاوز التحديدات أو التعريفات السابقة ، إذ لم تعد شأنا حزبويا أو نقابويا أو جمعويا داخل نفس الإطار المحدد بل هي تنسيقات اجتماعية تخترق الأحزاب والمنظمات نفسها وتفرض عليها تفتحا نحو الآخر كما تقصي توجهاتها الانفرادية .
من مميزات التنسيقيات والمنتديات الاجتماعية أنها تنشأ حول مشكل معين وتفسخ بمجرد انتهاء المشكل وحله، وقد تبقى حية لظروف خاصة موروثة عن طابع التنسيقيات الحزبية الكلاسيكية أو لأن المشكل لم يعالج بصفة نهائية، ففي الحالة التي يعالج فيها المشكل الذي تشكلت لأجله بشكل نهائي يبقى وجودها ترفا إلا في حالة تحولها إلى تناول مشكلات أخرى لذلك نجد بعض التنسيقيات تاخذ طابعا عاما من قبيل تنسيقيات الرباط، او البيضاء أو غيرهما من المدن.. وتعمل على أساس خلق تنسيقيات صغيرة خاضعة لها من قبيل لجنة كذا أو كذا إلا أن مفهوم اللجنة هنا تأخذ حركتها طابعا عكسيا لما دأبنا على تآلفه في اللجن الحزبية، فهي ليست لجنة موجهة من طرف حسب أو منظمة، بل لجنة موجهة من طرف تنسيقية لها طابع خاص وهذا طبعا يقلب التعريفات التقليدية سواء كانت ذات طابع برلماني حكومي أو كانت ذات طابع حزبي أو أي مؤسسة، هذه التنسيقيات لا تخضع لمنطق المأسسة، فهي وليدة حركة اجتماعية حول قضايا معينة يشترك في تحديدها كل أعضاء المجتمع، هي تتطلب حلا لا يستند إلى رؤية زعيم معين، بل قراراتها هي قرارات تشاركية بين مكوناتها على اختلاف مذاهبهم، هي شكل نبذ الزعامة، رفض آخر لما يشكل سيادة رمزية معينة ، مسح لقانون تبرير الأولويات عند تيار معين يعتقد انه يسود، رفض للنمطية التدجينية التي تمارسها الاحزاب والنقابات والجمعيات الكلاسيكية، وهي في الأخير تحول ناجح في تطور المجتمع.
التنسيقيات الإجتماعية او المنتديات، لا ترفض أي رأي حتى لو كان من عناصر غير مرغوبة، إذا كانت الفكرة فعالة في حل معضلات هي تأسست لأجل حلها ، فلا يهم من اقترح الحل ، ما يهم هو نجاح الفعل.
التنسيقيات اصلا هي ثمرة تراكم تجمعات معينة مستقلة نسبيا،غالبا هي مدنية محلية قد تتطور إلى وطنية حسب طبيعة الموضوع الذي يراد معالجته، هي نتيجة سيل أفكار (مطر فكري حول قضية معينة)، سيل فكري هو مجموع تدخلات المواطنين في جمع عام قد يكون جماهيري أيضا (مع تحفظ خاص، أقصد الجموع التي انتهضت حول مشكل معين وليس تجمع جماهيري يخطب فيه زعيم سياسي معين فهذه التجمعات الخطابية لا تمثل مطرا فكريا حتى وإن تنوعت اطروحات الزعيم، إنما نقصد بالمطر الفكري تدخل الجماهير في طرح أفكارها)، هذا المطر الفكري هو ما يحدد التوجه العام للتجمع وهو أيضا من يحدد طابع التنسيقية ومهمتها وهو أيضا من يحدد توجه اللجن وتكوينها، هذه بتواضع معرفي هي آلية عمل ما نسميه باليسار الجديد.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جار القردة
- حول عسكرة الحسيمة
- ماركس في المغرب، لم يمت بعد!
- سكت دهرا فنطق كفرا
- المقاطعة المغربية وردود الفعل
- حول المقاطعة المغربية
- كل يوم يمضي يكتشف ترامب أنه ليس وحده الحاكم
- المعايير الدولية!؟
- الفرجة الدبلوماسية من خلال صدام قوى وازنة
- إذا تهت فاقبض على الأرض
- الكوارث المضحكة
- الله عاهر
- أزرو وحدها الشاهدة!
- إضرابات -القفاز- بمناجم جبل عوام
- عودة إلى أزمنة مهدي عامل الرائع
- التجمع الوطني الكاتالاني
- تحية خالصة للحوار المتمدن في ذكراه 16
- الزفت وقانون تغريم الراجلين
- إلى الجحيم من لا يتضامن مع فلسطين
- هل يجب أن نستغل الإنسان كما نستغل البغال


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - حول عمل التنسيقيات والمنتديات الاجتماعية