أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - سيروتونين-الطب النفسي الاجتماعي- حكايتي 2















المزيد.....

سيروتونين-الطب النفسي الاجتماعي- حكايتي 2


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 5931 - 2018 / 7 / 12 - 00:13
المحور: الادب والفن
    


- لا تهتمي سيستيقظون يوماً، يبدو أن كل هذا الدم لا يكفي لإعادة تشغيل العقول.. في كل حديث لكِ هناك انتصار للعقل، أما أنا فقتلتُ الاكتئاب في داخلي.. و هذا كان نصري الأكبر.
هل تعلمين يا " هبة" أنك لا تشبهين أحداً، حتى مشاكلك الكثيرة تستحق الاحترام.
يعيش البشر في " مجموعات"..(قطعان).. ( أسراب)..هم جميعاً يصنعون هذه الدنيا على هذه الأرض..
يوجد دائماً من لا يشبه المجموعة..
من يلعن القطيع.. من يغرد خارج السرب.. هذا " الإنسان" هو من يصنع " الحياة" و يكفل اتصال الأرض بالسماء..
أنتِ أيتها المتمردة من صُناع المستقبل شئنا أم أبينا... بينما المتشابهون لا يصنعون أي تاريخ.. هم فقط يكررونه!

من رواية علي السوري بقلم :" لمى محمد"
**************


نحكي اليوم قصة عزم:
عزم شاب وصل إلى حلم محدد في الحياة، بعده توقف عن الحلم: مقتطف مما قاله: “كنت شاب طموح لا يتوقف عن الحلم وتحقيق ما يسمو له .وحققت الكثير مما كان حلماً لي يوماً ما إلى أن وصلت إلى الولايات المتحدة..المشكله الآن التي تواجهني هي: لا أجد تلك الشعلة في داخلي التي تدفعني لحلم جديد وأفتقد ذلك الدافع والطموح.”.


هذه مشكلة كثير من شبابنا.. يعانون منها عندما يغتربون و بفعل الصدمة الثقافية cultural shock و بفعل اختلاف المحيط.. وقد تحصل عندما يغتربون في الوطن الأم و يحسون بانعدام قيمة الهدف بسبب استحالة تحقيقه دون اللجوء إلى وسائل مشبوهة، أن رؤية الحراميّة و السّراق.. الفجار و المولودين بملعقة ذهب مسروقة في فمهم، لكفيلٌ بخلق بيئة مناسبة للاكتئاب و غيره من أمراض النفس…

ولأسباب مختلفة في كل حالة يهجم الاكتئاب على الجميع:
الاكتئاب لا يأتي بصورة عجوز حزين فقط.. بل يأتي و قد تنكر في أي صورة...
انعدام الدافع، التوقف عن الحلم، شلل الطموح.. نقص تقدير الذات.. رؤية الناس كأعداء.. تكبير الصغائر.. كلها قد تشير إلى كون الشخص ضحية اكتئاب عتيّ…

في عام 2015 قُدِّرَ عدد المصابين بالاكتئاب ب 216مليون شخص أي ما يقارب 3٪من عدد سكان العالم، هذا و نحن نعلم أنه بسبب الوصمة المصاحبة للمرض النفسي، فإن غالبية من يعانون بصمت، لم يراجعوا الأطباء و بالتالي لم يدخلوا في الإحصائيات.. فالعدد الحقيقي أكبر بكثير مما يشار إليه علناً…

بحسب أحد الاحصائيات الفرنسية، فإن أكثر من 20٪من السكان في فرنسا مصابون بالاكتئاب. وفي الأدب الطبي تختلف أعراض الاكتئاب بحسب الثقافة و البلد.. فشعوب الشرق مثلاً مشهورة بالأعراض الجسمانية للاكتئاب: ألم المعدة، نفخة البطن، ألم العضلات.. الخ و نرى أن المريض يراجع كل اختصاص في الطب، بينما ينأى -بجهل تقاليد و أميّة شائعات- عن مراجعة الطبيب النفسي، و إن راجعه فتراه ينتظر التحسن بعد جلسة واحدة وكأن الموضوع تسوس في الضرس و ليس نخراً في الروح!

في الاكتئاب ببساطة تصبح الحياة مجرد سلسلة من الأيام واجبة العيش، و يقال أن أحد أهم الهرمونات التي تسبب ذلك هو نقص السيروتونين.
للسيروتونين حكاية لا تشبه الحكايا، فبعد اكتشافه في جهاز الهضم و الجهاز العصبي و تحديد اسمه في عام 1952، فُتِحَ الباب إلى كثير من الاكتشافات…

زيادة السيروتونين تسبب الإحساس بالطمأنينة و تحسّن المزاج، كما يلعب هذا الهرمون الجميل دوراً لا يضاهى في تجديد الخلايا الكبدية التالفة، و يعمل كمضاد للشيخوخة!

عندما يأخذ مريض الاكتئاب أدوية مسببة لزيادة السيروتونين يتحسن، من أشهر هذه الأدوية : SSRI: Selective serotonin reuptake inhibitorمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.

إن زيادة السيروتونين لا تنقص الاكتئاب فقط، بل تحسن أعراض القلق و تحسن نوعية النوم، لكن لا يبدأ عمل هذه الأدوية إلا بعد أربعة إلى خمسة أسابيع من أخذ الدواء بشكل يومي.
لهذه الأدوية آثار جانبية كأي شيء في هذه الحياة - مثلاً كجهاز الهاتف المحمول - ، تناقش الآثار الجانبية مع الطبيب مع حلول لها- إن حدثت-.

يقول الفيلسوف الانكليزي برتراند راسل: “ يسعى الانسان دوماً إلى السعادة وفي طريقه الى ذلك يحتاج إلى ثلاثة أشياء: الأمل و المغامرة و التغيير”.
يموت أحد الأشياء الثلاثة أو كلها في مرض الاكتئاب و عندها تصبح الحياة موتاً بطيئاً…
لا تحرق حياتك بالاستسلام لذلك.. راجع الطبيب النفسي.
**********

أكتبُ لأنشر الأمثلة و أساعد الناس و ليس لخلق أصنام جديدة…
لا أحد كامل.. و عندما أرى الشخص أرى سلبياته قبل إيجابيته، فأتقبلها.. و أعلم أنني أتعامل مع بشر مخطئ - وكلنا كذلك-.. لهذا عندما أرى إيجابيات الشخص، فإني أستخدمها لوصفه، و أتغاضى عما هو طبيعة بشرية.. هذه وصفة من وصفات السعادة في الحياة…

في رحلتي بين الاختصاصات الثلاثة : طب الجلد، الطب الباطني و الطب النفسي.. ثم في تعميق الاختصاص (الفيلوشيب ) في الطب النفسي الجسدي/الاستشاري النفسي، قابلتُ الكثير من الأطباء، تعلمتُ من كل فرد، من أخطائه قبل محاسنه..
احترمت الغالبية و أحببت الكثيرين، لكن ما لن أنساه أبداً هو أن ما يجعلك طبيباً ناجحاً هو: الصبر والترفع عن الصغائر.. وضع نفسك مكان مريضك، عدم انتظارك مقابلاً لعمل الخير أو لكلمة الحق.
تعلمتُ أيضاً أن الوصوليين يريدونك سلماً فلا تقبل أن يستخدمك أحدهم كجسر عبور.. كن أنت المحطة!

أذكر اليوم ديما إحدى زميلات اختصاص الجلد.. طبيبة مميزة، خلوقة، صادقة.. لو احتجت طبيبة جلد في المستقبل ديما من أول الأسماء التي سألجأ إليها..
هي إنسانة بكل معنى الكلمة، جمال شكلها يعود إلى د-ن-ا هجين.. و على ما أذكر فجدتها إيطالية.. ديما تعرف الله أكثر من كثر يدعون معرفته.. كانت الوحيدة التي إن تكلمت أحسست بقدرة النساء على أداء خطبة الجمعة أكثر من الرجال.. بحب.. بعدل، و بتواضع فريد…
قالت لي يوماً قبل أحد امتحاناتنا:
-كيف لا تعانين من القلق قبل الامتحانات؟ كلنا قلقون…
لم أجد جواباً كاملاً لسؤالها في ذلك الوقت، لكن اليوم أعرف أن الطموح الكبير يجعل من الامتحانات جسوراً و من النجاح و الفشل محطات…

و أعرف أيضاً أن ديما رأتني بعين الله الطيبة فينا.. و أن عين الله في كل منّا لا ترى إلا إن كان الضمير حيّاً…

انظر لمن حولك و تذكر من بكى معك.. من ساعدك.. من رآك بعين الله.. روح ديما الجميلة موجودة في محيط كل منّا.. شاهدها قبل أن يضيع عمرك في مد الجسور لمن تسلى معك.. ضيّع الوقت معك.. ضحك معك…
الغاية هنا هي مساعدة الغير و الوسائل هي محطات لا جسور.
************


بشكل مباشر، شديد البساطة و خفيف جداً، سأستمر في " حكايتي"...

طرح الحكاية قد يفيد صاحبها قليلاً، لكنه يساهم بشكل كبير في زيادة التوعية بالطب النفسي و محاربة الوصمة تجاه الأمراض النفسية.
إن مراجعة الطبيب النفسي بشكل شخصي هي الحل في كثير من الأحوال.
في القرن الحادي و العشرين إن شاهدت من يقول لك، لم و لن ألجأ إلى الطب النفسي في حياتي.. اعرفْ أنك تتحدث مع شخص لا يعاني فقط من أعراض بسيطة، بل قد يطول علاجه لسنوات.

أنتَ كما تحلم أن تكون...

لا تنسوا أرسلوا حكايتكم إلى موقع الطب النفسي الاجتماعي: https://www.sociosomatics.com

يتبع...



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايتي - الطب النفسي الاجتماعي 1-
- القاهرة و إبريق الحلوى- علي السوري الجزء الثاني-3
- بيروت و إله الحرب - علي السوري الجزء الثاني -2-
- مُتيَّمٌ في بغداد- علي السوري الجزء الثاني- 1
- ثلاثة أزمنة و كفُّ الغول- العلاج النفسي الأدبي 30-
- حضراتكم: من لعنة الفراعنة إلى لعنات الصمت- العلاج النفسي الأ ...
- عُقَدٌ واحدة من المحيط إلى الخليج-العلاج النفسي الأدبي 28-
- هيومان ترافيكينغ-العلاج النفسي الأدبي27-
- عفرين و اغتصاب الإسلام- العلاج النفسي الأدبي 26-
- بلاد العرب و غرفة النوم الكبيرة- العلاج النفسي الأدبي 25-
- سايكوسوماتيك سابقاً-العلاج النفسي الأدبي 24-
- ربيِّني! -العلاج النفسي الأدبي 23-
- الترجمة إلى الطب النفسي- العلاج النفسي الأدبي 22-
- السبع الزرق و قرص الشمس- العلاج النفسي الأدبي 21-
- رجلٌ أم ذكر؟!- العلاج النفسي الأدبي 20-
- الإسلام بين الشرق و الغرب- العلاج النفسي الأدبي 19-
- رئيسة مقيمين في ألباكركي- العلاج النفسي الأدبي 18-
- من قرطبة إلى جزيرة الدمى المسكونة! -العلاج النفسي الأدبي 17-
- حدوتة نفسيّة-العلاج النفسي الأدبي 16-
- آمين - العلاج النفسي الأدبي 15-


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - سيروتونين-الطب النفسي الاجتماعي- حكايتي 2