أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الكاتبة ميرنا دقور وتأملاتها الوجودية في الكون والحياة !!














المزيد.....

الكاتبة ميرنا دقور وتأملاتها الوجودية في الكون والحياة !!


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5929 - 2018 / 7 / 10 - 19:30
المحور: الادب والفن
    


اطلعت على بعض من كتابات ميرنا دقور، وكان هاجسها الوحيد الانسان الاخر بما يحمل من نفحات جمالية، بما يحمل من ارهاصات انسانية تتمسك بالحياة، والإنسان ـ كما نعلم ـ هو عبارة عن كائن اجتماعي بطبيعته، له طرقه الفريدة والبارعة في استخدام نظم التواصل في سبيل التعبير عن الذات والتنظيم وتبادل الأفكار، كذلك لديه القدرة على تنظيم هياكل اجتماعيّة معقدة بالتعاون مع مجموعاتٍ متشاركة ومتنافسة بدءاً من تكوين الأسرة وانتهاءً بالأمم، وما يميز الإنسان حسه المرهف وتذوقه للجمال مما أدى به إلى التعبير عن هذه الأمور الذاتيه بالإبداع الفني والثقافي والأدبي، ويسعى الإنسان دوماً إلى أن يكون فعّالاً في الوسط الذي يعيش به عن طريق الفهم العميق للأمور وتطوير مهاراته، والسعي إلى تطوير ذاته، وأدى هذا إلى ظهور العلوم المختلفة كالفلسفة والميثولوجيا والدين ، ويملك الإنسان النظرة الفضولية في تفسير كل ما يحدث في محيطه والسعي الى التحليل وإطلاق التفسيرات المختلفة، وهذا ما أدى به إلى ما وصلنا اليه من تطور في يومنا هذا، ليحول هذا الإنسان بفكره العالم إلى قريةٍ صغيرة ..ومن هنا ركزت الكاتبة ميرنا على هاجس الانسان الحساس الذي يستثمر قدراته في خلق بعدا جماليا للحياة، لا الانسان الكسول الذي يعتاش على فتاة افكار بالية .. تقول الكاتبة ميرنا :

(نصنع من الخيال واقعآ يشبهه
نرسم ملامحنا بريشة الأيام
ونمسح عنها غبار الزمن بألوان الحياة
نحتفي بمشاعرنا خلف جدار النبض
نحكم قيود الصمت بضجيج الكلمات
نستحضر الوقت من غياب الوقت
نعتزل كل الأشياء
إلا توقنا وشوقنا لليراع
نعطيه بعضنا ويعطينا كله
نُزهق دماء حبره
وينزف عطرآ لأجلنا
نعشقه بغرور ويحبنا بكبرياء
نثور أحيانآ ونتمرد عليه
يحاورنا ويرتقي بنا لأعلى السموات
يهدينا ذاته ونعتقل وجوده
وبين الذات والوجود
نتبع بوصلة الحياة
ونسير بدروب لم تدنسها خطايا الزمن
نعبر بخطى ثابتة فوق رمال عذراء
ونحفر أسماءنا
بألوان من ..... ماس)

فكان صراع الذات والوجود، والمشارك الانسان الاخر تمثل بقولها : (نعتزل كل الأشياء/إلا توقنا وشوقنا لليراع)، أي القلم وماادراك ما القلم؟؟ قال تعالى : (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) لعظمة القلم وتأثيره في بيان الحقائق التي اختفت عن الاذهان لولا القلم ... وهناك رواية تقول : (إن الله خلق القلم من شجرة في الجنة يقال لها الخلد، ثم قال لنهر في الجنة كن مدادا فجمد النهر، وكان أشد بياضا من الثلج وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم اكتب قال وما اكتب يا رب قال اكتب ما كان وما هو كأين إلى يوم القيامة، فكتب القلم في رق أشد بياضا من الفضة وأصفى من الياقوت، ثم طواه فجعله في ركن العرش، ثم ختم على فم القلم فلم ينطق بعد ولا ينطق ابدا، فهو الكتاب المكنون الذي منه النسخ كلها، أو لستم عربا فكيف لاتعرفون معنى الكلام).. اذن الكاتبة ميرنا تعاملت مع القلم لتدوين رؤيتها وموقفها من الكون والحياة والوجود، وما يكتنف هذا من العلاقات .. فميرنا تقول : (وبين الذات والوجود/نتبع بوصلة الحياة/ونسير بدروب لم تدنسها خطايا الزمن/نعبر بخطى ثابتة فوق رمال عذراء/ونحفر أسماءنا بألوان من ..... ماس)، فالخطى الثابتة تعني الوثوق بالذات، حينما تدرك معنى الحياة، ومن حالة الوثوق يتولد الخلود، والخلود هو الاثر الذي يتركه الانسان، وينتفع به الانسان الاخر.. ثم ماتنفك الكاتبة ان ترفع شعار الحب، وتجعل منه موازيا للايمان، تقول :

(حطم سيفك وفك قيدك
العبادة لا تحتاج إلى صراعك مع الآخر
السماء تحتاج لنصرة روحك
أن تملك السيطرة على إدارة ذاتك
وتسافر لأعمق نقطة بقلبك
أن تضع موازين أعمالك
في محبتك لكل حي
في مساندتك لكل محتاج
في احتضانك لجراح الإنسان
إمنح كل حواسك لهذا الوجود
وفي طريقك إلى قلبك
ستكتشف أنك المؤمن الصادق)

وتستمر الكاتبة ميرنا دقور في بلورة رؤيتها الخاصة، كما اسلفت عن الكون والحياة والانسان والعلاقات التي تسودها، فحينما تقول : (إمنح كل حواسك لهذا الوجود/وفي طريقك إلى قلبك/ستكتشف أنك المؤمن الصادق)، بمعنى حالة التأمل واكتشاف الذات يؤديان الى اكتشاف الايمان الصادق، فيكون الاحساس المرهف بالحياة والوجود، وبالتالي يحدث الحب لكل الاحياء، ثم تتوثق العلاقات الانسانية من خلال آصرة المحبة والتعاون ...



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرة ليلى غبرا، مختبر لانتاج طاقة الحب .. !!
- سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقصيدته (عراق...... يا منار ...
- الكاتب أياد خضير وايحاءات الرمزية ، قصة (ثوب الثعبان) أنموذج ...
- الفواز والحقيقة البيضاء ، يكسران خاطر الحرب !! اهداء للزميلي ...
- الرقص الدرامي: الحركة لغة..!
- ديوان (جسر من طين) للشاعر المغفور له رحيم الغالبي لفتات احتج ...
- الكاتب حسن عبدالرزاق، والواقع المعقد في روايته (تل الذهب) .. ...
- الفنان -ابو عهد الشطري- شَكّلَ جَوادَ الحُسين كرمزٍ للشجاعة ...
- الشاعرة واجدة العلي، تحاول التمرين على لعبة التخفي .. !
- الشاعرة جنان الصائغ، رؤية ذاتية بانفعال التوقيعة الشعرية ..!
- الشاعر الدكتور حازم هاشم، بين التصور الذهني والتصور البصري . ...
- الكاتب علي لفتة، يعيش صراع الازمنة ..! رواية (الصورة الثالثة ...
- الشاعرعبد جبر الشنان.. نصوصه تعلن حالة التخفي!!
- الكاتب الباقري، وأشاراته الخفية في المعالجة ..!
- الشاعرة اسماء الحميداوي ، بين تجربة الشعر والنزعة الانسانية ...
- التجريد افتراق ولقاء لتأصيل الوعي الفني .. لوحات الفنان اسعد ...
- التشكيلي مظفر لامي، وحالة البحث الموجع عن الجمال ..!
- الشاعرة آمال عواد رضوان، وأنموذج المثقف الباحث عن تأصيل هويت ...
- الشاعر امير ناصر، مسار شعري وتجربة ..!!
- الشاعرة اسماء الرومي، بين التيه وبين نسبية القيم المتحققة .. ...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الكاتبة ميرنا دقور وتأملاتها الوجودية في الكون والحياة !!