أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وديع بتي حنا - صدام / الجعفري / ليلى فريفالدس وعقدة المفاتيح














المزيد.....

صدام / الجعفري / ليلى فريفالدس وعقدة المفاتيح


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1500 - 2006 / 3 / 25 - 04:35
المحور: كتابات ساخرة
    


قدمت وزيرة الخارجية السويدية ليلى فريفالدس استقالتها من منصبها إثر الحملة الاعلامية التي قامت ضدها بسبب موقفها من احد المواقع الالكترونية في ازمة الرسوم الكارتونية. لسنا هنا بصدد مناقشة اي من الطرفين, الوزيرة ام اصحاب الحملة ضدها كان محقا في موقفه بل ان ما نحن بصدده هو وصول الوزيرة السويدية الى قناعة مفادها بانها لاتستطيع ان تقدم جهدا جديا لعملها يمنحها الحافز للاستمرار فيه , ولذلك فقد قررت ان تتخلى بهدوء عن هذا المنصب وتنصرف للاستمتاع بحياتها الخاصة. وهكذا بدأت مباشرة دوائر الضرائب وكتاب الاعمدة الاقتصادية في الصحف السويدية في حساب الراتب التقاعدي للوزيرة المستقيلة بصورة دقيقة دون اهمال الكرونة السويدية الواحدة ,ونُشرت الارقام التي تشير الى ان ليلى فريفالدس البالغة من العمر الان 63 عاما ستتقاضى حتى عمر الثمانين رواتب تقاعدية تقارب الاحد عشر مليون كرونة سويدية اي مايعادل تقريبا المليون ونصف المليون من الدولار الامريكي, وستكون مجبرة على التصريح عن اية مبالغ اخرى تدخل حسابها وعن مصدر تلك المبالغ.

عقدة السلطة والمنصب هي احدى المشاكل الكبيرة التي يعاني منها السياسيون في العالم العربي والعراق بطبيعة الحال وقد كانت ولاتزال هذه العقدة سببا جوهريا في النتائج الكارثية التي لحقت بدول المنطقة , ففي الوقت الذي يتقدم فيه السياسي الغربي ليكون في منصب معين قد تم اختياره له فانه اي هذا السياسي الغربي لاينسى ان يحتفظ بحقه في امتلاك مفاتيح غرفة هذا المنصب في جيبه الخاص ليقرر حين يشاء مغادرتها , اما في العالم العربي فغالبا ما تحدث الحالة المرضية اذ ما ان يتمكن السياسي من الوصول الى المنصب بطريقة ما ( حتى ولو كان ذلك عن طريق الانتخابات ) فيدخل الغرفة ثم يتعمد ان يعطي مفاتيحها من احد الثقوب الى احد اتباعه ليذهب فيلقي بها في احدى الابار العميقة المهجورة التي لايستطيع الوصول الى قرارها الاخرون فيعتقد انه بذلك قد ضمن تسجيل المنصب ملكا صرفا له ثم تاتي تلك الساعة اللعينة فتصبح مهمة إخراج ذلك السياسي من الغرفة واجبا عنيفا غالبا ماينتهي بتهشيم الابواب والفتحات إن لم يكن بتهديم البناء بكامله على من فيه.

وهكذا ليس مرض إلقاء المفاتيح مرضا حصريا بالسياسيين العراقيين فهاهو الرئيس اللبناني قد سمَر نفسه في قصر بعبدا وينتظر ان يصدر امرا يُرغمه على إخلائه بالقوة كما يحاول الرئيس السوري وبجهد فعال ان يرقع هنا هناك تجنبا لصدور الامر نفسه. لسنا هنا بصدد الترويج للمخطط الامريكي حيث لايمكن لمن يملك ذرة من الغيرة الوطنية وهو يعيش المشهد العراقي إلا ان يلعن السياسة الامريكية جملة وتفصيلا, ولكن يبقى التساؤل مشروعا عن الزمن الذي يستفيق فيه الحاكم او المسؤول العربي فلايتوانى عن إنضاج مشروع وطني للتغيير ويقوم بترجمته فعلا واقعا على الارض فلايصتصعب التضحية حتى ولو اقتضى الامر بنفسه فيقطع الطريق امام الاجنبي لفرض مشروع للتغيير من الخارج تكون له عواقب كارثية على المجموع.

ترى ماذا كان سيحدث لو تصرف رئيس النظام العراقي السابق بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية او حرب الخليج الثانية بالطريقة ذاتها التي تصرفت بها الوزيرة السويدية. لقد حرص السوفيت على التخلص من ستالين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وربما كان ستالين نفسه هو من حرص على ذلك لانه قد سمع بالتاكيد ما نُقل ان لينين قد قاله فيه في انه ينبغي التمسك بستالين في زمن الحرب لكنه اي ستالين ليس رجل مرحلة السلام والبناء. هل ان تلك الحروب الكارثية التي ذهبت ضحيتها الارواح والممتلكات ليست سببا اقوى من الخلاف على موقع الكتروني ؟ أم ترى ماذا كان سيحدث لو سمع رئيس النظام السابق نصيحة رئيس الامارات الراحل الشيخ زايد الذي جاءت مبادرته في الايام والساعات الاخيرة فطلب منه ان يرشده الى البئر الذي رمى المفاتيح فيه ليتسنى انقاذ مايمكن إنقاذه قبل ان تحين ساعة الصفر. كان سهلا على الابواق الانتهازية والمأجورة يومذاك ان تنعت صاحب النصيحة باقسى الصفات وتحاول ان تُلصق به تهمة السعي الى الوصول الى اسرار الامة ( ومفاتيح بواباتها ) بهدف وضعها في يد الاعداء!


اما بعد الاحتلال حيث يبدو ان الوجوه تغيرت ولكن المعضلة بقيت ملازمة للوضع السياسي العراقي ومرة اخرى اذا كان الموقف من موقع الكتروني يمثل واحدا من ملايين المواقع على الشبكة العنكبوتية قد ادى الى استقالة ليلى فريفلادس فان مايحدث في العراق يوميا من قتل ونهب وتدمير وافتقار لابسط مقومات الحياة وحقوق الانسان غير قابل للمقارنة , بل وقياسا على هذا فان الوضع العراقي يستوجب ان تتضمن نشرات الاخباريوميا اخبار حجب الثقة عن فلان وترديد اليمين لاخر. ان تشبث الدكتور الجعفري برئاسة الوزارة رغم النتائج المتواضعة جدا التي حققها خلال الاشهر المنصرمة والحالية انما يندرج ايضا في الرغبة , ربما بطريقة متحضرة, في القاء المفاتيح في احدى الابار المظلمة. فمامعنى ان يتشبث السياسي بمنصب يرى ان اغلب الاطراف الاخرى تضع قيودا رهيبة على حركته بل قد زرعت المنطقة القريبة المحيطة بالمنصب بالالغام الجاهزة للانفجار بوجهه مع كل خطوة , وسينتهي به المطاف في حالة الموافقة عليه الى تشكيل حكومة مشلولة هي حكومة من كل قطر اغنية, حكومة يبقى الحال على ماهوعليه وعلى المتضرر ( الشعب المسكين ) اللجوء الى رحمة السماء. هل حل ماساة الوضع العراقي يتجسد في تشكيل حكومة ( لملوم ) لاتستطيع ان تحسب كم فيها من الصقور ؟ !

اذا كان بعض السياسيين يؤمن ان حال المراة في الشهادة كحال نصف رجل ( مع الاعتذار جدا للنساء ) فلماذا لايذهب هؤلاء الى ماذهبت اليه الوزيرة السويدية ويمتلكون قدرا مساويا لنصف شجاعة الوزيرة السويدية سيكون بالتاكيد كافيا لان يقرروا ان يخلعوا السلطة قبل ان تخلعهم.



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قادة الكتل السياسية وعيد الام
- يا لبؤس ما بَنيْتُم – يا لهَوْل ما حَطَمْتُم
- الحركة الاشورية والبريسترويكا
- مسيحيَون حتى النخاع ونحترم الاخرين حتى النخاع
- بين عطلة السويدي وبرنامج صاية وصرماية
- هل إشترت ايران احدى قنابل كوريا الشمالية ؟
- ليلى المسيحية في العراق مريضة
- ايران – هل أصبحت القنبلة النووية خبز النظام
- الانتخابات العراقية – عرس وإستفتاء وفضيحة
- انشقاق خدام - لحظة تسامي أم طرح فضلات
- حُبلى
- نتائج الانتخابات و عودة الابن الضال
- هل ينجح السيد يونادم كنة في ان يكون مارادونا
- الرئيس الامريكي ينتخب - رجل المرحلة – رجل المستقبل
- جيرنوفسكي الجبوري – ما أحوجنا الى ( المشاغب ) الوطني
- الجنرال الدكتور الجعفري – الهجوم افضل وسيلة للدفاع
- ماضَرًنا لو نكتبُ ايجابا
- هل كان حقا أَشبهُ بصراع الضراير؟
- حظ يانصيب
- الدكتور محمد البرادعي ووكالته – ابطال سلام ام حصان طروادة لل ...


المزيد.....




- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وديع بتي حنا - صدام / الجعفري / ليلى فريفالدس وعقدة المفاتيح