أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل احمد - ديمقراطيتهم الطائفية ومجالسنا الانسانية!














المزيد.....

ديمقراطيتهم الطائفية ومجالسنا الانسانية!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5928 - 2018 / 7 / 9 - 00:00
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


مرت على الانتخابات في العراق حوالي شهرين تقريبا ولم تبرز الى الافق اي بوادر لتشكيل الحكومة. وتتسارع الكتل والائتلافات في عقد حوارات وجلسات ولقاءات مع بعضها البعض ولم تخرج بشيء كما يقال خرجت خالية الوفاض.. ولن يتنازل اي من هذه الاطراف للطرف الأخر مهما يكن والكل يحاول الأستحواذ على القطعة الأكبر من الكعكة أذ أستطاع.. ولم يخرج احدا خارج حدود التقسيم والمحاصصة المرسوم لها والكل يحاول تقوية طرفه بالسلاح والمال وتقوية مليشاته وفرض الواقع بقوة السلاح.. كل هذا اضيف الى الصيف الحار وانقطاع الكهرباء والغلاء والصعوبة في ايجاد فرص العمل وسياسة التقشف بمساعدة صندوق النقد الدولي وانعدام الامان والخوف من خلايا داعش المتفرقة والنائمة و...الخ. ان هذه هي حال الديمقراطية التي وعد بها الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن بالعراق الجديد. الديمقراطية التي كانت ولا يزال يحلم بها الناس الفقراء والمعدومين من العمال والكادحين والتي قارنتها توهوما بالحرية والرفاه والمساواة.
ان من ينظر الى ديمقراطية امريكا نفسها، يرى بان الديمقراطية هي انتخاب ترامب الفاشي وسياساته الغير انسانية والهمجية لمدة اربعة سنوات وليس بامكان احد تنحيته حتى تاتي الدورة الثانية بترشيحه من جديد او عدم ترشيحه، والأتيان بشخص اخر وحكومة اخرى لا تختلف كثيرا عنه الا قليلا، وهكذا تكمل الدورة كل اربع سنوات لعملية الديمقراطية البرجوازية. هذا بالاضافة الى اوضاع الطبقة العاملة والكادحة في امريكا والتي تعاني من ساعات العمل الشاقة رغم تقدم التكنولوجيا والعلم، أضافة الى البطالة المليونية والاجور الزهيدة لليد العاملة والضريبة الصاعدة والفواتير الكثيرة وضعف الخدمات الصحية لمحدودي الدخل.. اذا كان هذا حال اوضاع الطبقة العاملة في ارقى الدول الديمقراطية فما عسى ان يكون في دولة قامت بيد هولاء الفاشيين الغربيين بمشاركة اكثر الطبقة السياسية العراقية تخلفا وفسادا واكثر حمقى ووحشية وطائفية!! ان الانتظار ان ياتي قطار الديمقراطية مثل المثل الشعبي القديم "الانتظار ان ياتي القطار الى مدينة السليمانية". اي لا ياتي ما تحلم به الناس.. والحقيقة ان الانتظار من الديمقراطية بأن تأتي بجنة للناس الفقراء هو الوهم البرجوازي زرعته في عقول المجتمع وتحاول مقارنته بالحرية والرفاه والمساواة. وان زراعتها بالعراق منذ الاحتلال الامريكي وبمساعدة الدمى العراقية من القوميين والطائفيين والاسلاميين لم يكن الا خلق الاوضاع الغير انسانية، بحق الطبقة العاملة والكادحين وامتصاص دمائهم ونهب ثرواتهم وتوزيعها بينهم.. اذن الديمقراطية بكلتا شطريها الامريكي والغربي او العراقي القومي والطائفي لها نفس الوجه والصورة مع الفارق الضئيل..
والان بعد حوالي الشهرين تقريبا اصبحت العملية الانتخابية وتشكيل الحكومة اضحوكة في الشارع العراقي، ولم يصدق احد بنتيجتها سواء الالكترونية او الفرز اليدوية، فأن النتيجة ستكون واحدة وهي قوة السلاح والتهديد هو الذي سيفرض الواقع وليس الاصوات! اوربما اندلاع القتال المسلح بين الاطراف المتصارعة سيكون هو سيد الموقف وان يحسم الامور.. وهذا سيكون كارثة تضاف الى الكوارث الاخرى بحق المواطنيين الابرياء في العراق. صحيح بان اكثرية الجماهير في العراق قاطعت الانتخابات ولم تدلي بصوتها، ولكن التوهم بالديمقراطية لا يزال باقي وينتظر بان تاتي احزاب أو قوى اخرى تكون نظيفة ومنصفة كما يقال شعبيا، ولكن هذا توهم اخر يتم اضافته الى معاناتها واطالتها. ان الحل ليس بالديمقراطية النظيفة او المنصفة وانما هي بتدخل الجماهير في ادارة حياتهم بانفسهم وبارادتهم المستقلة. ان تعين مصير الجماهير لا ياتي من الاعلى وانما من بيننا ومن أرادتنا المباشرة، علينا ان نتدخل بشكل مباشر لرسم حياتنا ومعيشتنا بانفسنا، نحن نعرف بانفسنا من هو السيء ومن هو الجيد لحياتنا وماذا نفعل لمصلحة معيشتنا.. وان في هذه الحالة لا تصلح الديمقراطية ان تخدمنا وان تكون لصالحنا ولصالح معيشتنا، وان الطريقة الوحيدة بأن نجعل حياتنا مطابقا لمتطلباتنا هي تجمعاتنا المباشرة في مكان العمل او مكان السكن وان نختار ممثلينا المباشرين في تجمعاتنا العامة لادارة شؤوننا وان هذه التجمعات العامة هي نواة التنظيم المجالسي.
ان المجالس يتم انتخابها وتشكيلها بطريقة مباشرة ويمكن تجديد انتخابها متى ما اردنا وليس انتظار اربع سنوات. وان الهيئة او المجلس في الاعلى يتم انتخابه من المجالس والهيئات السفلى اي كل شيء يعتمد على تجمعاتنا العامة والمباشرة. هذه هي الطريقة التي تحمي مصالح الطبقة العاملة والكادحة وهذا هو ارقى اشكال الطرق الانتخابية في تاريخ البشرية حتى الان، ولنا تجربة في حكومة كومونة باريس وحكومة السوفيتات الروسية. ان الوصول الى هذه الطريقة في الحكم وممارسة سياساتنا ونشاطاتنا يتم عن طريق تجربتها الان في حياتنا في المعامل والمصانع ومحلات السكن وفي الجامعات والمدارس.. ان تشكيل المجالس العمالية والشعبية والطلابية والمهنية عن طريق اجتماعات عامة ومباشرة هي نواة هذه الحكومة المجالسية.
كانت المقاطعة الشعبية في الانتخابات الاخيرة هي خطوة ممتازة ولكن بدون التنظيم الشعبي والجماهيري في المجالس سوف تضعف موقفنا الرافض لانتخاباتهم وحكوماتهم المقبلة. اي ان الخطوة الاولى لمقاطعة الانتخابات يجب ان يصاحبها التنظيم الجماهيري والثوري في الهيئات والمجالس الشعبية في كل مكان. ان هذا بامكانه ان يقلب الاوضاع لصالح الجماهير العمالية والكادحة وليس الانتظار لديمقراطيتهم وحكوماتهم عسى أن تكون نظيفة ومنصفة.. نحن راينا ديمقراطيتهم وحكوماتهم القومية والطائفية ونتائجها المأساوية والان علينا ان نطرح بديلا اخر للمجتمع، ان يكون اكثر الأشكال ديمقراطية واكثر رقي وحاميا لمصالح الافراد والمجتمع واكثر انسانية وتمدن بأن تقدم البشرية الى الامام.. وهي الانتخابات المجالسية والحكومة المجالسية.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطر ما بعد انتخاب اردوغان!
- كلمة بمناسبة اسبوع منصور حكمت!
- لماذا التحزب الشيوعي له اهمية؟
- حول ضرورة التحزب االشيوعي والعمالي!
- الازمة في القضية الفلسطينية!
- حول كارل ماركس.. في الذكرى المئوية الثانية لميلاده
- المرجعية والموقف من الانتخابات!
- لنحول يوم العمال الى يوم النضال!
- -لا- للانتخابات البرلمانية في العراق!
- من هم الارهابيين الحقيقيين؟
- الانتخابات في العراق ومصالح العمال!
- الحكومة المجالسية هي البديل عن الأنتخابات الحالية!
- داعش بين الحرب والدعم؟
- يجب ان تتوقف الحرب في سورية فورا!
- تعفن وتفسخ النظام الرأسمالي!
- الارادة من كوباني الى عفرين
- بمناسبة مرور سنة على رئاسة ترامب!
- لعبة القوائم الانتخابية في العراق واستعداداتنا!
- حول التظاهرات الاخيرة في ايران!
- حول الاحتجاجات الجماهيرية في كوردستان العراق!


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل احمد - ديمقراطيتهم الطائفية ومجالسنا الانسانية!