أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - القاهرة و إبريق الحلوى- علي السوري الجزء الثاني-3















المزيد.....

القاهرة و إبريق الحلوى- علي السوري الجزء الثاني-3


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 5926 - 2018 / 7 / 7 - 23:21
المحور: الادب والفن
    


طيبْ..
يا مغرورَ الصُّدّفِ الحلوة..

أنا حواء ضلعِكَ..
طحنتُ الذكريات نجوماً
(خمستهنّ)
نثرتهنّ 
ملأتُ بهنّ سماءَ قلبك..

طيبْ..
افخرْ بانتصاراتِ عشقك..
لكنْ تذّكرْ:

كم مظلمٌ أنتَ عِندَ كسوفِ شمسي..
**************


بعد أن تمت الغيبة و النميمة.. كيف لذلك (الصديق) أن يدعوك في بيته مع من طعن بك أمامهم.. كيف لذلك المنافق أن يضع صورتك معه في زمن جميل؟
-نكشف الناس من صمتهم وممالا يفعلونه.. أكثر مما يقولونه و يعملونه…
-لماذا أنت متوترة يا سنية؟
-تذكرين إبريق الحلوى؟
-أجل…
-أريد مثله.. لا يهمني كنت سمينة أم نحيلة.. أهتم بكوني سعيدة… لا يهمني بكونها معارضة أم موالية أريدها صديقة…

انتهت مكالمتي الأسبوعية مع سنية.. و مازال إبريق الحلوى في مكانه منذ أعوام…

في شقتي كثير من الأشياء ذات المعنى.. لست من الناس الذين يُدخِلُون إلى بيوتهم أشياء للزينة، بل أشياء للذكرى.. أشياء على بساطتها لها حكايات تجلب الحب للمكان.. أو تستحضر روح عاطفة وعطر رحلة!
لإبريق الحلوى في شقتي حكاية لا تشبه الحكايا:
اشتراه غدي لحبيبته سيرين التي كانت حورية ماء...
الأبريق بلون ذهبي.. يشفُّ عمّا فيه.. كان ليكون إبريقاً للشاي الأخضر –كما أراده غدي- لكن سيرين المصابة بمرض نادر في البنكرياس يحتم عليها أكل الحلويات، جعلت منه ترياقاً لأعراضها وملأته بالسكاكر والحلويات.. قال لها غدي : لا يهمني إن كنت سمينة أم نحيلة.. أريدك سعيدة!
شفيت سيرين بعد ذلك..
من يومها والأبريق للحلوى، والحكاية مع سيرينها للذكرى...

هذي ليست كل الحكاية، بل نصفها الذي حكته لي نجمة الخمسينية الجميلة، التي جلست تبيع (الأنتيكا) في ميدان التحرير.. قالت لي: خذيه بسرعة: “ثمانين جنيه.. حتقسطيهم يعني؟"
رأيت سحر مصر ينعكس على مرآة الإبريق الذهبية:
أول عز وأول حضارة.. أول نصر وأول عمارة.. أول تجارة وأول طبيبة..
مصر النيل والأهرامات.. البحار والعتبات المقدسة.. قبور الأولياء والفراعنة.. جمال آسيا وجاذبية إفريقيا.. روح الإسكندر الأكبر وقلب كليوباترا..
مصر أحمد شوقي ونجيب محفوظ.. أم كلثوم وعبد الحليم.. أول حدوتة وأول سيناريو وحوار.
لعب الأبريق في مخيلتي و آراني مصر، فاشتريته...
" سنيّة" وقتها قالت لي أني "عبيطة".. :" لا يساوي أكثر من عشرين.. المهم أعجبتك أسطورتها"..
-إن كانت الحكاية أسطورة.. ف نجمة تلك أفضل مني في تحريض المخيّلات.. ثم اشتريته لأنه من مصر، هل تعرفين ما تعني مصر للعرب؟

ضحكت سنيّة: -أول أفشل الانقلابات...

-لا عزيزتي.. أول أمل.. إن صارت مصر بخير، فالكل بخير.. هي ليست أم الدنيا.. هي أم الأمل...

- نرى سوريا هكذا والعراق أيضاً.. كل الأخوة في الشقاء أشقاء...

-سنية.. أنا أعلم أن ما يحدث من غلاء.. واستعلاء من قبل المسؤولين وحرامية خبز الفقراء كثير.. لكن هذا إلى زوال.. هل شاهدتي أمل الشباب المصري أيام الثورة.؟ كانت مصر ومازالت ترفض الأصنام...

-لا يا عليا.. الوضع أسوأ مما تتوقعين.. الشعب مقسوم بين ثلاثة أطياف:
قسم مع السيسي.. قسم مع مرسي.. قسم مع مبارك.. قسم ضد الجميع وقسم مع الجميع...

-تقصدين خمسة أقسام..
- لا ثلاثة.. لأنني لا أؤمن بتطييف القسميَن الأخيرين.. في القسمين الأخيرين يكمن أمل صغير بأن حكاية إبريق الحلوى حقيقة.. وأنا لا أريد قتل هذا الأمل...
مشيت في القاهرة وسنية.. كانت هي مصر في نظري: بهية، قوية، مصممة.. يسكنها الطموح والعزم.. شعرها الأسود المضفور حكى لي حكاية الأطياف الثلاثة، فيما أبت غرتها الطفولية إلا أن تخبرني عن الأمل.
في مصر للأكل حكاية.. للهواء حكاية.. للشرب حكاية.. وللجنس حكاية.. في بلد لم يعرف العلماء حتى اليوم كيف تشمخ أهراماتها، تُصَاغُ الحكايا كل ثانية...

هكذا جلس إبريق الحلوى في شقتي الأمريكية، ليذكرني كل يوم برحلتي إلى مصر، يطمئنني عن علي، وعلى أن الحب يصنع المعجزات...
*************

-نحن ندينُ بالولاء لمن طعنَ ظهرنا، فلولاه لكانت الطعنةُ في منتصف القلب.. هذا ما قاله “ عمار” في آخر مكالمة له مع عبير.. كان ذلك منذ سنوات..
بقي هو في العراق، و هي في لبنان، و البعيد عن العين بعيد عن القلب..
ملأت هبة فراغ وقته بجدارة.. حتى ملأت فراغ قلبه أيضاً.. تطوعت للعمل مع الأمم المتحدة، فلحقها.. و للمساعدة في المستوصفات و المشافي، فتبعها.. كتبت ضد الأنظمة، فأصبح معارضاً.. حللّ لها شخصيات من حولها و قدم لها النصائح المجانية.. بينما هي كملكات بابل المتخيّلات تستخدم عقلها فقط، ولا تقبل القوامة.

حكت له بعد زيارتها لمستوصف المدينة عن مريضة حامل..
- (أوجعت ) قلبي كثر ما سألتني:
ماذا أفعل كي يشبه ابني زوجي..
ضحك عمار : - لماذا هل سيشبه أحداً آخر…

-لا.. كان لدى المريضة ابنة خالة قتلها زوجها بعد أن أنجبت له طفل أشقر أبيض عيونو ملونة.. و ( العيل) كلها من أقدم جد تملك اللون الأسمر القاتم.
الحقيقة التي ظهرت لاحقاً هي أن الطفل كان لديه مشكلة طبية شخصت له بعد فترة من ولادته تسمى متلازمة " الطفل الملاك" .. و لكنه من قلة العناية به ( حيث هو ابن حرام)..لحق أمه إلى حيث يوجد شرف لا ( استشراف)...
المريضة ( الدرويشة) كانت خائفة من القضاء و القدر، لأن المتحدثين باسم الله يتدخلون حتى في القضاء و في القدر.

-و يسألون .. لماذا لا تشبهنا أحلامنا في الأوطان؟!

-إما أنها ليست أحلامكم، بل أحلام من تتبعون دون تفكير.. أو أنه هناك متلازمة (زمن جاهلي) تفعل فعلها و تميت كل أحلام (الملائكة)...
*************


لم تعد سوريا كما كانت..
بكيت لوحدي في تلك الزاوية الضيقة، لم يمر أحد بي.. فما من أحد يرى الضعفاء...

بكيت جميع خيباتي.. من الطفولة التي لا أذكر منها إلا ضيق حذائي.. إلى المراهقة التي لم تغير في ضيق مكاني شيئاً.. 
بكيت كل الديانات التي اعتنقتها، وتلك التي أحسستها كبيرة عليّ..

بكيت كل بنات الجيران.. و (الفيران) اللواتي قرضن مقابض أدراج خزانتي الفارغة، وملأن الخيال (جبناً)...

بكيت الأوطان المستباحة تحت اسم الدين أو عنوان السلاطين..

كنت أبكي قليلاً، ثم التفت حولي قليلاً.. ما من أحد يراني، فأتابع الارتياح.. إلى أن وصلني صوت أمي:

-الرجال لا تبكي بخجل يا " علي"، بل تحدث البشر عن نعمة (الدموع)..

عندها فقط بكيت بصوت عال.. وارتحت...


يتبع…



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيروت و إله الحرب - علي السوري الجزء الثاني -2-
- مُتيَّمٌ في بغداد- علي السوري الجزء الثاني- 1
- ثلاثة أزمنة و كفُّ الغول- العلاج النفسي الأدبي 30-
- حضراتكم: من لعنة الفراعنة إلى لعنات الصمت- العلاج النفسي الأ ...
- عُقَدٌ واحدة من المحيط إلى الخليج-العلاج النفسي الأدبي 28-
- هيومان ترافيكينغ-العلاج النفسي الأدبي27-
- عفرين و اغتصاب الإسلام- العلاج النفسي الأدبي 26-
- بلاد العرب و غرفة النوم الكبيرة- العلاج النفسي الأدبي 25-
- سايكوسوماتيك سابقاً-العلاج النفسي الأدبي 24-
- ربيِّني! -العلاج النفسي الأدبي 23-
- الترجمة إلى الطب النفسي- العلاج النفسي الأدبي 22-
- السبع الزرق و قرص الشمس- العلاج النفسي الأدبي 21-
- رجلٌ أم ذكر؟!- العلاج النفسي الأدبي 20-
- الإسلام بين الشرق و الغرب- العلاج النفسي الأدبي 19-
- رئيسة مقيمين في ألباكركي- العلاج النفسي الأدبي 18-
- من قرطبة إلى جزيرة الدمى المسكونة! -العلاج النفسي الأدبي 17-
- حدوتة نفسيّة-العلاج النفسي الأدبي 16-
- آمين - العلاج النفسي الأدبي 15-
- أنثويّات: العلاج النفسي الأدبي 14-
- راشدون و عاهرون: في العداوة بين الطب النفسي و التعصب الديني- ...


المزيد.....




- الفنانة يسرا: فرحانة إني عملت -شقو- ودوري مليان شر (فيديو)
- حوار قديم مع الراحل صلاح السعدني يكشف عن حبه لرئيس مصري ساب ...
- تجربة الروائي الراحل إلياس فركوح.. السرد والسيرة والانعتاق م ...
- قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - القاهرة و إبريق الحلوى- علي السوري الجزء الثاني-3