أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حامد الحمداني - مسؤولية الولايات المتحدة عن المأزق العراقي الراهن















المزيد.....

مسؤولية الولايات المتحدة عن المأزق العراقي الراهن


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1500 - 2006 / 3 / 25 - 09:24
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ما كان يدور في مخيلة الشعب العراقي أن يشهد مثل هذا الوضع الكارثي الذي يعيش في ظله اليوم ، حيث يجري تفجير السيارات المفخخة والعبوات المزروعة على جوانب الطرق والشوارع والأحزمة الناسفة لتحصد كل يوم أرواح العشرات بل والمئات من أبناء الشعب ، وقوات الشرطة والحرس الوطني ، وتدمر الممتلكات العامة والخاصة على نطاق واسع .
لقد أصبح المواطن العراقي يعيش في ظل كابوس رهيب يتربص به الموت من كل الجهات على أيدي الإرهابيين القتلة المجرمين من عصابات الجلاد صدام حسين ، وعصابات صنيعة الولايات المتحدة المجرم الخطير ابن لادن ، الذين يقودهم المجرم المتوحش الزرقاوي ، ومن قبل فرق الموت المرتبطة بالأحزاب الدينية ، الذين تمرسوا على الجريمة والقتل بدم بارد ، متخذين من الإسلام شعاراً لهم .
لقد تحول العراق بفضل السياسة الأمريكية الحمقاء إلى ساحة للصراع بين الولايات المتحدة والقوى الإرهابية التي خلقتها هي نفسها فيما مضى ، يوم كان الاتحاد السوفيتي قائما، والصراع بين القوتين العظميين جارياً على قدم وساق ، على حساب أمن المواطنين العراقيين ، الذي أصبح اليوم الشغل الشاغل لهم ، ناهيك عن المعانات الشديدة والقاسية نتيجة التدهور الحاصل في كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والخدمية منذ أن تم إسقاط النظام الدكتاتوري الصدامي في التاسع من نيسان 2003 ، في حين كان الشعب العراقي المظلوم يراوده الأمل بعد التخلص من ذلك النظام القمعي الذي استعبد العباد واستباح البلاد إن يستعيد الشعب حريته المسلوبة وكرامته المهانة ، وتحقيق الحياة الكريمة ، فإذا به اليوم يعيش في وضع مأساوي لم يشهد له مثيلاً من قبل ، فلا كهرباء ، ولا ماء صالح للشرب ، ولا وقود ، ولا رعاية صحية ، ولا رعاية اجتماعية ، ولا اهتمام بالثقافة ، بل لقد غدت الثقافة في خبر كان كما يقال ، وتحولت الجامعات والمؤسسات الثقافية على حسينيات أو جوامع بفضل السياسة الأمريكية الرعناء التي صنعت لنا نظاماً طائفيا ، وشكلت على أساسه مجلس الحكم [البريمري] ، وفسحت المجال واسعاً للعناصر الطائفية ، مستغلة التخلف الواسع النطاق الذي خلفه لنا نظام الطاغية الجلاد صدام حسين من خلال حملته الإيمانية المزيفة ، ومن خلال إنعاش العلاقات العشائرية المتخلفة ، والتي كان الشهيد عبد الكريم قاسم قد وضع حداً لها بعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958، ومن خلال ترك الحدود الدولية للعراق مفتوحة على مصراعيها للقوى الظلامية السنية والشيعية على حد سواء لتدخل العراق من دول الجوار إيران وسوريا والأردن والسعودية لتمارس أعمالها الإجرامية الوحشية البشعة .
كما وضعت لنا دستوراً يكرس النظام الطائفي ، ويشجع على تفتيت العراق كوطن ، وعلى تمزيق البنية الاجتماعية على أساس ديني طائفي أو عرقي يتعارض بشكل صارخ مع مصالح الشعب والوطن .
وها هو الشعب العراقي اليوم بوضعه المتخلف قد وقع ضحية استقطاب طائفي لم نشهد له مثيلا من قبل ، الشيعة من جهة ، والسنة من جهة أخرى ، وبات الشيعي يقتل أخاه السني ، وبات السني يقتل أخاه الشيعي ، وجرى ويجري على نطاق واسع إجبار أبناء الطائفتين على الهجرة الجماعية كل إلى ساحته تحت وطأة التهديد بالقتل وحرق المساكن ، استعداداً لتوسيع الحرب الطائفية اللعينة لحرق البلاد والعباد على مذبح المصالح السياسية للأحزاب الإسلامية الشيعية منها والسنية ، وكل ذلك يجري باسم الدين الإسلامي الذي يجري استغلاله بصورة بشعة لتحقيق أهداف سياسية غير مشروعة ، وغير إنسانية.

لقد بات الوضع الأمني يقض مضاجع جميع أبناء الشعب ، حيث تهدر الدماء البريئة كل يوم بالمئات ، وحيث تدمر الممتلكات الخاصة والعامة ، وحيث يعم الخراب والجوع والإذلال ، وحيث تنتشر البطالة والفقر بشكل واسع ، وحيث ينخر الفساد في كافة أجهزة الدولة من القمة حتى القاعدة ، وحيث السرقات للأموال العامة بمليارات الدولارات ، وحيث أصبحت الرشوة هي الوسيلة الوحيدة لتمشية معاملات المواطنين في كافة دوائر الدولة بشكل علني دون خوف أو وجل ، فلا سلطة للقانون ، ولا وازع من ضمير .

وفي ظل استمرار هذا الوضع المأساوي الحرج ، وتصاعد الإرهاب كماً ونوعاً ، تستمر أزمة تشكيل الوزارة العراقية منذ انتخاب مجلس النواب قبل ثلاثة اشهر حتى اليوم ، دون أن يظهر أي ضوء في آخر النفق المظلم ، فقادة العراق الميامين ممن أفرزتهم حرب أمريكا لتحرير العراق !! ونشر الديمقراطية الموعودة !! ، منشغلون في الصراع على السلطة والكراسي ، ولكل منهم أجندته الخاصة ، والتي لا تمت بصلة مع أجندة العراق الوطنية ، والشعب المسكين يكتوي بنير الإرهاب الظلامي الطائفي المقيت .
هل هذا ما كان يحلم به الشعب من إسقاط النظام الصدامي المتوحش ؟
هل هذه هي الديمقراطية الأمريكية الموعودة ؟
هل هذه هي الحرية التي ناضلنا من أجلها كل سنوات عمرنا ؟
هل هذه هي الجنة الموعودة حيث ينعم الشعب العراقي بهذه المفخخات والعبوات والأحزمة الناسفة ليل نهار ، وحيث تجبر العوائل على مغادرة مساكنها تحت تهديد القتل وحرق الدار .
أيها السادة الأمريكيون :
لم يعد الشعب العراقي يريد برلمانكم !
لم يعد يريد دستوركم الطائفي!
لم يريد حكومتكم !
لم يعد يريد أزلامكم القادمين وراء دباباتكم كي يحكموا العراق !
الشعب قد فقد الثقة بكم وبكل ما أنجزتموه منذ التاسع من نيسان 2003 وحتى اليوم .
الشعب يريد الأمن والسلام في ربوع العراق .
الشعب يريد استعادة عرى الأخوة والمحبة والاحترام بين أطياف الشعب بكل أديانهم وطوائفهم وقومياتهم .
الشعب يريد الديمقراطية و الحرية الحقيقية ، بعد كل تلك السنوات العجاف للطغيان البعثي الصدامي ، وهو يرفض رفضاً قاطعا استبدال هذا الطغيان الصدامي بطغيان طائفي اشد ظلاماً وأقسى .
الشعب يريد حكومة لا تنتمي إلى كل هذه القيادات التي وضعت مصلحة الشعب والوطن وراء ظهرها .
الشعب يريد حكومة ديمقراطية مستقلة من عناصر تنكوقراط نظيفة أيديها ، مستنيرة عقولها ، قوية شكيمتها ، تضع مصالح الشعب والوطن في بؤبؤ عيونها و تعيد بناء الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية بعيداً عن الأحزاب الطائفية وميلشياتها ، وتؤمن بالعراق ومصالح الشعب فقط ، وتتصدى للإرهاب والإرهابيين أينما كانوا ، وإلى أية جهة ينتمون ، وتعيد الأمن والسلام في ربوع العراق ، وتعيد بناء ما خربه النظام السابق ، وما خربته الحرب الأمريكية ، وما خربته العناصر الإرهابية ، وتعيد بناء البنية الاجتماعية المحطمة على أساس من العدالة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ، وتضع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مقدمة شعاراتها وأهدافها .
الشعب يريد من حكومته أن تقول للمحتلين اخرجوا من ديارنا ، ودعونا نعيش بسلام ، نبني الوطن ، ونحقق الحياة الرغيدة لشعبنا الجائع الذي يعيش في هذا البلد الغني جداً ولا يجد من خيراته شيئاً .
الشعب يريد من حكومته أن تحقق له الاستقلال التام والناجز ، وإقامة العلاقات المتكافئة مع سائر بلدان العالم على أساس الاحترام المتبادل للسيادة ، والمنافع المشتركة ، من دون استغلال أو أستعباد .
الشعب يريد دستوراً وطنياً ديمقراطيا يفصل الدين عن الدولة ، ولا يفرق بين أحد من المواطنين بسبب دينه أو طائفته أو قوميته ، يحترم حقوق الإنسان ويحقق المساواة أمام القانون لسائر المواطنين دون تمييز .
إن الشعب العراقي يُحمّل الولايات المتحدة مسؤولية كل ما جرى ويجري في العراق باعتبارها دولة محتلة للعراق بجيوشها الجرارة ، وأسلحتها الفتاكة ، وطائراتها المخيفة ، وهي تملك كل الوسائل والسبل لإخراج العراق وشعبه من هذه المحنة إن هي شاءت .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة حلبجة ومسؤولية النظام الصدامي والمجتمع الدولي
- الأحزاب السياسية العراقية وسلال عنبها
- المخدرات وأخطارها على ابنائنا المراهقين
- واقع المرأة العراقية يتطلب نضالاً دائباً لتحقيق طموحاتها في ...
- الإسراع بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية هو السبيل لدرء أخطار الح ...
- تطوير المناهج الدراسية ضرورة ملحة لبناء مجتمع ديمقراطي
- من يقف وراء جريمة تفجير مقامي علي الهادي وحسن العسكري في سام ...
- من أجل منع تسيس الجيش العراقي وخلق دكتاتور جديد في البلاد
- السرقة ودوافعها وسبل علاجها لدى الأطفال والمراهقين
- أعيدوا لقائد ثورة 14 تموز الشهيد عبد الكريم قاسم حقوقه
- هكذا وقع انقلاب 8 شباط الفاشي عام 1963
- مسؤولية النظام السوري في الأعمال التخريبية في سوريا ولبنان
- حماس وجهاً لوجه مع إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائها الغربي ...
- التأخر الدراسي وسبل معالجته
- مخاطر الأزمة العراقية الراهنة والسبيل للخروج من المحنة
- إيران واللعبة الخطرة
- البعثيون والزرقاويون يوغلون في الجريمة
- أطلقوا سراح الكاتب الدكتور كمال سيد قادر
- الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد لأنقاذ العراق ،ونزع فتيل الح ...
- مقاومة أم إرهاب ؟


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حامد الحمداني - مسؤولية الولايات المتحدة عن المأزق العراقي الراهن