أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - الجهاد السوداني بين اليمن وفلسطين














المزيد.....

الجهاد السوداني بين اليمن وفلسطين


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5926 - 2018 / 7 / 7 - 14:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السودان بين دعم فلسطين والجهاد في اليمن
"إن طريق الاستقلال والتحرر والبناء ليس مفروشاً بالورد، وإن من ينقصه الإبداع والإخلاص والشجاعة قد ينتهي عميلاً للاستعمار"
ناجح شاهين
كان السودان في المستوى الافتراضي سلة خبز العالم الثالث، أو على الأقل الوطن العربي.
تعرفون أن الرأسمالية السودانية "الذكية" قررت بعد استشارة البنك الدولي أن القطن أفضل من القمح والمحاصيل الغذائية الأخرى. بالإمكان زراعة القطن وشراء احتياجات السودان الغذائية كلها وتحقيق ربح وفير. وقع ذلك الاختراع العجيب أواخر السبعينيات من القرن الماضي.
لكن ما حصل هو أن البنك الدولي كان قد نصح "آخرين" بزراعة القطن، فانهار سعره في الأسواق العالمية وجاع السودان بالمعنى الحرفي للكلمة.
المهم أن السودان "اكتشف" بعد سقوط النميري ومن بعده الصادق المهدي طريقاً آخر للتنمية والسياسة متمثلاً في التحالف مع إيران ودعم قضايا العروبة والتحرر وعلى رأسها فلسطين. لكن الاستعمار العالمي لم يعجبه ذلك بالطبع. ويبدو أن السودان لم يكن يمتلك من الذكاء السياسي ما يكفي لتنفيذ التنمية المستندة إلى الانفصال عن الاستعمار العالمي ومقاومتة.
ساد حكم إسلامي منذ العام 1989 بالتحالف مع عمر البشير الذي قاد انقلاباً على التحالف الذي كان يقوده "حزب الأمة" وزعيمه الصادق المهدي. لكن مسيرة هذا التحالف الذي جمع عددا من التناقضات تتوجت بمحاصرة السودان من قبل الولايات المتحدة وحلفائها وصولاً إلى إضعاف الدولة إلى حد انفصال جنوب السودان ليأخذ معه 75% من نفط البلاد. ثم عمت الإضطرابات نصف البلاد التي تعيش حروبا داخلية في مناطق دارفور وكردفان الجنوبية والنيل الأزرق، وهاجر ملايين المواطنين من مناطقهم، ويعاني نحو 40% من المواطنين من انعدام الأمن الغذائي (من إجمالي 34 مليون نسمة). كان ذلك النتيجة الحتمية للحصار الاأمريكي/الاوروبي المفروض على البلاد منذ .1997 اعتدت الطائرات الأمريكية على السودان وقصفت مصنعا للأدوية، وانخفضت قيمة العملة المحلية (الجنيه السوداني) بنسبة 60% وارتفعت نسبة التضخم إلى 40%، وخفضت الحكومة الدعم عن المواد الأساسية، وهو ما أدى إلى ارتفاع فاحش للأسعار، واضطرار أجهزة الأمن إلى قمع المظاهرات ضد غلاء أسعار الوقود، خلال شهر أيلول/سبتمبر 2013، فقتل 70 شخص بحسب أجهزة النظام، و200 شخص بحسب منظمة العفو الدولية.
لقد تم تجويع البلاد وإثارة الفوضى فيها وصولاً إلى الدولة الفاشلة أو شبه الفاشلة على الأقل. وتم التلويح باعتقال عمر البشير وتقديمه للمحكمة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. ماذا يفعل "قائد الثورة الإسلامية"؟
الجواب معروف بالطبع: لم يعد أمام حكم البشير الذي يحمل الصولجان ويرقص في الاحتفالات الشعبية من طريقة للنجاة إلا بالتنازل عن القضايا العربية المختلفة وصولاً إلى عرض ما لديه للبيع. فعرض نفسه على أردوغان ثم على السعودية وصولاً إلى "تأجير" السودانيين للجهاد في اليمن.
نود أن نقول في الختام إن قيادة السودان لم "تختر" هذا المصير. لقد كانت لديها طموحات "إسلاموية" و"تنموية" عندما قامت ب "الثورة" سنة 89 لكن النوايا لا تكفي وحدها.
باختصار إن طريق الاستقلال والتحرر والبناء ليس مفروشاً بالورد، وإن من ينقصه الإبداع والإخلاص والشجاعة قد ينتهي عميلاً للاستعمار دون أن تكون نيته كذلك. فقد يضطر مثل البشير إلى بيع البلد رخصية لإسرائيل بالذات ناهيك عن السعودية والإمارات والولايات المتجدة الأمريكية.
حاشية: نتوهم أن قيادة حماس لديها من الذكاء والإبداع والشجاعة، على الرغم من أخطائها الجسيمة في سياق "الربيع العربي" ما يحفظها من الوقوع في الحفر التي وقع فيها "الإسلام السياسي" في السودان.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكتة القرار الفلسطيني المستقل
- التطهير العرقي: كيف نواجهه؟
- هموم فلسطينية
- أفيون كرة القدم
- أهلاً إسماعيل هنية
- نضال المثقفين السهل ضد سوريا
- حراك الأردن
- التدين الشعبي والأخلاق
- قصة الأردن
- دكتوراة لكل فلسطيني
- الاقتصاد السياسي لقتل الابداع في المدرسة في فلسطين
- في حب الكلاب
- بين مشعل وترامب
- المثقف بين قطر والإمارات
- بين إبراهيم نصر ومحمد بن زايد
- تركيا والسعودية
- في يوم الشهداء العظيم
- المحلل السياسي أبوأحمد فؤاد
- أعراس الديموقراطية العربية
- فلسطين بعد المجلس الوطني


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - الجهاد السوداني بين اليمن وفلسطين