أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نجيب وهيبي - على هامش قضايا الحريات الفردية:ما هي الحدود ؟ أو كيف نعيد صياغة أسس التفكير















المزيد.....

على هامش قضايا الحريات الفردية:ما هي الحدود ؟ أو كيف نعيد صياغة أسس التفكير


محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)


الحوار المتمدن-العدد: 5925 - 2018 / 7 / 6 - 01:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اغلب النقاشات في تونس تتمحور حول ما ورد في تقرير لجنة الحريات وخاصة قضيتي المثلية الجنسية و و"الزنا" و"الخناء" وما يترتب عنهما من تهديد للأسرة "نواة المجتمع" وكل هذا اللغط بين أنصار الحرية الفردية المفترضين (ومنهم كتبة التقرير الهزيل شكلا ومحتوى وهدفا) وأعداء الحرية الفردية المفترضين (ايضا) المنعوتين بالمحافظين الإسلاميين للسبب البسيط أننا في دولة اغلبيتها المفترضة تدين بالاسلام ) ولكن سلاح كلا الطرفين المشترك ترسانة من النصوص والقوانين والتشريعات والأعراف...الخ "الدولاتية" التي تقحم نفسها بالقوة في حياة الأفراد لتحديدها وتوجيهها وفق فهم/تصور ما قبلي ، مسقط يلغي الفرد بوصفه فردا مستقلا بذاته وواعي بمصلحته وحاجياته لحساب "المجتمع" الذي يسهر هؤلاء (كتبة تقرير الحريات) وأولئك (أنصار الشريعة) على حمايته من التفكك على حساب حرية الأفراد وإن كانت كل من مرجعية فريق"الكتبة" ومرجعية "أمراء الكتاتيب" تظهر لنا متضاد ومتناقضة من زاوية الدين (ليس الاسلام فقط بل ومعه كل الاديان الاخرى حتى الاكثر وضعية وانسانية بينها ) والعرف ..الخ الا أنهما يشتركان/يتشابهان في آلية الضبط الصارمة التي تجيز لهم التدخل السافر في حياة الأفراد لضبطها وتوجيهها في أدق تفاصيلها بما يخدم المصلحة "العامة" ! طيب دعونا نمارس بعض الرياضة الذهنية "الفردية" ولنفترض أن أحدهم/ احداهن رغب في إقامة علاقة مع أحدهم/احداهن سيقول بعضنا تلك حريتهم الخاصة طالما يعون ما يصنعون ويستدركون في نفس الوقت ولكننا لسنا منهم فهم أقلية رغم حقهم في ذلك ثم يضيفون لهم تصنيفا استثنائيا "المثليين" ليفردوا لهم في ما بعد قانونا خاصا و استثناءات قانونية خاصة ومحاور نضالية ...الخ خاصة بوصفهم أقلية!! و سيقول آخرون إنها أمراض اجتماعية لا تستوجب العقاب بل تستوجب العلاج والتقويم ...الخ ولكن وفق ضوابط اجتماعية وقانونية ...الخ تحفظ للمجتمع سطوته على الفرد ، وستقول الأغلبية هذا ضد نواميس وشريعة الله تستوجب ردعا وتوبة وإصلاحا ... الخ أو نكرانا للفرد حماية لنواميس "الله" وقوانينه الأزلية التي تعني شأن الفرد (استخلفته في الارض وحملته وحده دون سواه ما يحمل معه من اثقال للجنة او النار ) لأن الله بحاجة لنا لنحسن نواميسه وقوانينه حتى لا ينفرط عقد الكون الذي خطه بكل دقة بداية ونهاية !! .ويغفل كلهم انهم اهرقوا دم الحرية الفردية على مذبح سطوة "المجتمع" التي تحددها بعض رموزها وأنبيائها بدعوى حماية "الناس" !! دعونا من كل هذا اللغط حول "المثليين من الذكور" ولنحاول سبر أغوار "مجتمع" المثليات من الإناث!! سنجد أن الجميع بكل نصوصهم وضوابطهم وموانعهم الشرعية والقانونية والأخلاقية على حد السواء تتناوله بشكل جانبي وعرضي حتى في علنية تصنيفه العلمي كمرض !! لا لشيئ الا لأن مسألة "المثلية الجنسية" الخيار الجنسي ليست مسألة مبدإية متعلقة بالأفراد عند كلا الطرفين بقدر ما هي مسألة أخلاقية أخلاقوية (تكرار الجذع في صيغتين للتأكيد ) عند كلا الطرفين مرتبطة بالنضرة الذكورية (الباطرياركية) حتى للمجتمع البرجوازي الحداثي الغير متدين لأنهما (المتدينين وغير المتدينيين) ينتصران بنفس القدر لسيادة العنصر الذي يحقق أقصى درجات الربح ويضمن أعلى درجات الاستغلال ضمن علاقات الانتاج التي تمنح وتؤبد علاقات التمييز على قاعدة سيد ومسود ، ولا يهم كثيرا أصلها أو منشؤها طالما الرب يحقق مصلحة سادة الربح في تنمية أرباحهم .
لنواصل العملية ، ولننطلق من مسلمة الحرية الفردية القائمة على الاتفاق الطوعي والواعي بأن تقبل اربع نساء (4) قياسا القاعدة الدينية (الاسلامية) الذكورية أن يتزوجن/يضاجعن رجلا واحدا !! بل وأكثر من ذلك أن تقبل إمرأة خارج الاربع بذلك وان ينقدها هذا الفحل حقها قبل أن يجف عرقها وعرقه (وفق سنة الاولين في الإسلام ) !! ما دخل الدولة القانون والعرف والأخلاق ولجنة الحريات وحتى الطاهر الحداد و الفاتيكان والأزهر في هذا ؟!! طالما الاتفاق شخصي وطوعي بين مجموعة من الأفراد الراشدة !!! اكيد سيفرح الكهنة وحراس الدين بهذا بدعوى أنها سلطة الله في خلقه ووعده لهم في الجنة !! وسينتفض رفضا الفريق الاخر "مجموعة الحداثة" بأن المرأة ليست بضاعة ولا تشيء ...الخ وأنها قاصر لا يعتد بقناعتها ووعيها في قبول التعدد ....الخ لذلك وجب حمايتها بترسانة من القوانين . هذا جيد من حيث الشكل ، ولكن يغفل أصحاب الاطروحتين أنهم يعاملون المرأة (بوصفها فرد) معاملة متساوية ومتشابهة تنتقص من قيمتها ومن قيمة كل فرد حيث في الأولى يجبرها شرع الله على أن تكون خاضعة وفي الثانية يحميها شرع اعداء الله من أن تكون خاضعة !!! ويبقى السؤال في الحالتين اين هي ، ذاتها ، وما يجب أن تكون لذاتها ؟؟ دون إعتبارها قاصرا !! وهنا يصدمنا الحجاج الاخر "العقلي" بأن المجتمع ذكوري (باطرياركي) وجب تقييده باطروحات غير باطرياركية حتى يعود لرشده . طيب هي أطروحة جميلة فلنجرب جماعة دفعها لاقصاها ولنحرر المرأة والرجل على حد السواء من قيد الباطرياركية ولنفترض معا للحظة أن إمرأة واحدة تزوجت في نفس الوقت رجلين أو ثلاث أو اربع (أو ما ملكت ايمانها) عن طوعية وسابق إعلام وحسن وعي وقابلية من الطرفين !! . مالذي سيحدث ؟
هنا ستثور ثائرة كلا الطرفين معا ، أحدهما سينتفض دفاعا عن النسب واثباته (رغم أن عيسى نبي الله نسبه أمه) والثاني بدعوى نقاوة المرأة ورمزيتها في ثبات قيم المجتمع ( رغم أن مريم ذاتها انجبت نبي الله دون إثبات واضح لأبيه الواضح ) ...الخ وسندخل في نقاشات لا طائل منها حول مسلمات لا طائل منها بأن المرأة الواحدة للرجل الواحد والرجل الواحد للمرأة الواحدة ...الخ وننسى كلنا المسألة الأساسية الأولى المتعلقة بالحريات الفردية !! حرية الاشخاص ذكورا واناثا بوصفهم افرادا يصوغون علاقاتهم الفردية الحرة والخاصة دون حاجة لتسلط أو وصاية او حتى تدخل من نساء الدين أو رجال القانون أو كهنة العرف والمجتمع والتقاليد !!
الحرية الفردية لا تتجزأ محورها واساسها الفرد ، الانسان وزينتها "أكسسورها" لا غير (لا اكثر ولا اقل )هي الحرية المزعومة ، حرية العلاقات ، حرية الحب ...الخ . طالما الإنسان غير حر في ذاته ولذاته ، طالما هو مسلوب الإرادة يبيع نفسه/ذاته يوميا بالجملة أو بالتفصيل لتحصيل قوته ومعيشته من أجل تجديد شروط بيعها مرة أخرى وفي اليوم التالي ضمن نفس القوانين "المجتمعية" الباطرياركية ونقيضها الصوري في جبتيه العلمانية والدينية ، ستظل حرياته مسلوبة و مساواته مشوهة وسيبقى غريبا عن كل العلاقات التي تبيح ل"انبياء الله" أن يأتوا ما شاء لهم من "الخبيثات" ول"أعداء الله" أن يصادقن ما شاء لهن من بني جلدتهن ويبقى الحب غائب في الطرفين ومن الناحيتين لغياب الإرادة الحرة في مجتمع حر ، مجتمع لا تحكمه سطوة قوانين الجماعة ومصلحتها على حساب حق الفرد في تملك نفسه ، وما تنتجه وما تنتج به مصالح الجميع !! الحب يا سادة هو أس المشاكل وهو أصل الحلول ولا حب أنقى واطهر من حب الذات ولا ذات دون تملك مقومات ووجودها واهمها تملك وسائل انتاج الحياة وإعادة انتاجها ، وسائل العيش ووسائل الانتاج المادية التي من خلالها تتحدد كل علاقات البشر.



#محمد_نجيب_وهيبي (هاشتاغ)       Ouhibi_Med_Najib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليساند كل الأحرار في العالم لجنة الحريات الفردية والمساواة ب ...
- فوق تركيا وسلطانها -الطيب- : تونسيتنا الحقة من كونية مواطنيت ...
- نقطةة نظام انتخابية : تونس بلديات 2018 ، المقاطعة خيار ديمقر ...
- في الدعوة الى إنتخابات مبكرة في تونس ورهانات اليسار
- الرئاسية الفرنسية للمرة الاخيرة : ماكرون إستثناء -شكلاني- او ...
- كيف يجب ان نحتفل بالعيد العالمي للعمّال
- إعتصام الكامور تونس : تحرك وطني من أجل التوزيع العادل للثروة ...
- رئاسية فرنسا 2017 بين اليسار واليسار تمهيدا للتغيير الجذري
- الاستفتاء التركي : رغم التصويت بنعم تبخّرت أحلام -السلطان- ا ...
- مهمة الثوريين الملحة : توحيد الصفوف وتوجيه البوصلة رأسا مع ا ...
- الذكرى 17 لوفاة الحبيب بورقيبة : قراءة نقدية في أحداث 2011
- جبهة الانقاذ و التقدم تونس قراء إيجابية لواقع مرير !!
- الانتخابات الفرنسية ورهانات اليسار الاشتراكي مرة أخرى
- -إن الناس يصنعون تاريخهم بيدهم ، إنهم لا يصنعونه على هواهم-
- البنوك العمومية بخير وهي بحاجة الى ترشيد التصرف فيها الى الت ...
- الشاهد : من قائد فريق حكومي الى قائد أركان حرب
- في ملف نشطاء الحركة الطلابية -المفروزين أمنيا -!!
- تمهيدية اليسار الفرنسي... أو خطر اليمين
- نواب الجبهة الشعبية يركنون مرة أخرى لخيار اسناد استقرار المن ...
- بخصوص -الجبهة الجمهورية- : تساؤلات مشروعة حول وحدة -مشروعة - ...


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نجيب وهيبي - على هامش قضايا الحريات الفردية:ما هي الحدود ؟ أو كيف نعيد صياغة أسس التفكير