أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية - مغزى ودلالة تعيين نجاح العطار نائبا لرئيس الجمهورية














المزيد.....

مغزى ودلالة تعيين نجاح العطار نائبا لرئيس الجمهورية


المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية

الحوار المتمدن-العدد: 1499 - 2006 / 3 / 24 - 11:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تعيين نجاح العطار نائبا لرئيس الجمهورية ينطوي على قيمة تحد رمزية
في مواجهة الفقه الأصولي الذي يحرم ولاية المرأة
والعبرة الوحيدة تبقى في إلغاء جميع التشريعات " الطالبانية " التي تفرغ أي خطوة من مضمونها
بيان صحفي ـ 23 آذار / مارس 2006

أصدر الرئيس بشار الأسد اليوم مرسوما يقضي بتعيين السيدة الدكتورة نجاح العطار نائبا لرئيس الجمهورية ، مفوضا بتنفيذ السياسة الثقافية . وقد أدت السيدة العطار اليمين الدستورية اليوم لتصبح بذلك أول امرأة في العالم العربي تشغل منصبا سياسيا على هذا المستوى ، رغم أن مجتمعات " إسلامية" وغير إسلامية أخرى أكثر تخلفا من سوريا بالمعنى التاريخي ، من الناحية الاجتماعية والثقافية والسياسية ، قد سبقتنا إلى ذلك . ولا داع للتذكير ببنغلادش والباكستان وسيلان .. وصولا حتى إلى عدد من دول أفريقية جنوب الصحراء !
ينطوي تعيين السيدة العطار في هذا المنصب على أهمية رمزية ، سياسية وثقافية ، رغم تأخره أكثر من أربعين عاما . وتأتي أهميته الرمزية من العوامل التالية :
أولا ـ إن منصب " نائب رئيس الجمهورية " يندرج في إطار " الولاية السياسية " التي يحرم الفقه الإسلامي ، في أغلبيته الساحقة وبما يشبه الإجماع ، إسنادها للمرأة . وإن تعيين امرأة في هذا المنصب ، يشكل تحديا رمزيا هاما جدا لهذا الفقه " الطالباني " الذي بدأ يستشري في سوريا على نحو غير مسبوق .
ثانيا ـ إن قيمة هذا الإجراء يكتسب ميزة خاصة من صاحبة المنصب بصفتها الشخصية . فهي إلى كونها شقيقة المراقب العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا ، عصام العطار ، وسليلة عائلة إسلامية محافظة ، متزوجة من اللواء الطبيب ماجد العظمة ( الذي كان مقربا من أوساط اليسار الماركسي) ، وشكلت خلال وجودها على رأس وزارة الثقافة طيلة ربع قرن تقريبا ( 1976 ـ 2000 ) واحدة من مفارقات الديكتاتورية الجديرة بالتأمل . فخلال وجودها على رأس تلك الوزارة ، تحولت وزارتها إلى ما يشبه جزيرة " أنوارية " في " بحر ظلمات" الديكتاتورية . وفي ظل إدارتها نشرت الوزارة أهم وأعظم ومعظم المنجزات الفكرية والثقافية الأنوارية التي طبعت تقدم البشرية في عصرها الحديث . ولا أدل على المفارقة المشار إليها من أن الوزارة نشرت كتاب " رأس المال" ( وهي أكمل وأدق طبعة بعد طبعتيه الألمانية والفرنسية ) ، واستقطبت ثلة من خيرة ممثلي الثقافة الوطنية الديمقراطية ( وفي طليعتهم المفكر أنطون مقدسي والروائي حنا مينة والباحث محمد كامل الخطيب ..إلخ )، ونشرت إبداعات لمثقفين مبوذين سلطويا في الوقت الذي كانت السلطات تشن حملات هولاكية ضد القوى اليسارية والديمقراطية الحقيقية ! ومما يؤكد الدور " الشخصي " الذي لعبته السيدة العطار في إعطاء تلك الوزارة عصرها الذهبي ، أن الوزارة انحطت إلى أسفل سافلين بعد مغادرة السيدة العطار ، وتحولت إلى " شعبة مخابرات ثقافية " ومستودع للعصي والهراوات التي تنتظر أي قلم مبدع لكسره وتحطيمه . وكان أول قلم حطمته هذه الهراوات في ظل الوزيرة التي خلفتها ( شاعرة البلاط ـ مها قنوت) هو قلم أنطون حمصي نفسه. فقد مارست مها قنوات عملها كوزيرة للثقافة برتبة عريف في مخفر عبد الله الأحمر وأحمد درغام ! ولم يشذ سلوك جميع الوزراء اللاحقين للسيدة العطار، ذكورا وإناثا ،عن هذه القاعدة " الثقافية" ـ المخابراتية !
مع ذلك ، إن تعيين السيدة العطار في هذا المنصب ، ورغم كل دلالاته الرمزية الإيجابية ، ورغم كل يمكن أن تقوم به في موقعها الجديد لجهة إعادة الاعتبار للثقافة و المؤسسات التي ترعاها في سوريا ، لن يعمل الوضع العام إلا على تفريغه من أي محتوى إيجابي .
ـ فهو يأتي في الوقت الذي تستمر أجهزة المخابرات بملاحقة واعتقال نشطاء حركة حقوق الإنسان والمثقفين والتضييق على الحريات العامة وخنقها ؛
ـ وهو يأتي في الوقت الذي تعطي في السلطة الديكتاتورية الضوء الأحمر لفقهاء الإرهاب ومريديهم ، من عملاء وزارة الأوقاف و " مجمع أبي النور" و " دور الأسد لتحفيظ القرآن " ، لمهاجمة السفارات وحرقها واستخدام منابر المساجد لتكفير هذا الكاتب وتلك الكاتبة ؛
ـ وهو يأتي بعد أيام من ضرب وسحل كاتبة روائية ( سمر يزبك) في الشارع من قبل قطعان " الميليشيات " الطلابية البعثية ؛
ـ وهو يأتي ، قبل ذلك وبعده ، في ظل هجمة أصولية مرعية سلطويا ضد كل قيم التنوير والعقلانية ؛ وفي ظل فشل " البعث " ، بعد حوالي نصف قرن من مشروعه " العلماني " المزعوم ، في إحداث أي نقلة نوعية لجهة ما يتعلق بالقوانين المتعلقة بالمرأة : فهي لم تزل محرومة من منح جنسيتها لأطفالها حين يكون الأب أجنبيا ؛ وهي لم تزل تخضع لتمييز إجرامي حين يتعلق الأمر بحضانتها أطفالها عند الطلاق ؛ وهي لم يزل محظورا عليها ( إن كانت مسلمة ) أن تتزوج مسيحيا تحبه إلا إذا أشهر إسلامه باعتباره ذميا منبوذا ؛ وهي لم تزل خاضعة في زواجها وطلاقها لقوانين لا تختلف كثيرا عن تلك المعمول بها في تورا بورا الطالبانية ، وليس أقله قانون الأحوال الشخصية الإسلامي الأصولي الذي يبيح تعدد الزوجات الذي أصبح شكلا من أشكال تشريع الدعارة وقوننتها !
كان من المفترض أن تكون خطوة تعيين السيدة العطار نانئبا لرئيس الجمهورية حدثا منسجما ومتساوقا ومتكاملا مع جملة إجراءات تشريعية تجد حلولا ديمقراطية علمانية حداثية للمشكلات المزمنة التي أشرنا إلى بعضها . أما أنه يأتي معزولا عن ذلك كله ، فإنه لا يمكن تفسيره وفهمه في ظل أزمة النظام إلا بكونه رسالة " سياسية " موجهة للخارج " الغربي " ، وبشل خاص الأميركي ، مفادها : عليكم أن تختاروا بين نظام يقبل أن تكون فيه المرأة نائبا لرئيس الجمهورية ولو صوريا ، ونظام آخر سيأتي على أنقاضه محملا " حتما " بالشادور وهيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجيوش من " المطاوعة " !



#المجلس_الوطني_للحقيقة_والعدالة_والمصالحة_في_سورية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضابطان سوريان ، أحدهما من المخابرات العسكرية ، يشرفان على تر ...
- مشروع أميركي لنشر الفساد المالي والسياسي والأخلاقي في أوساط ...
- مغالطات خدام وخداعه للرأي العام بصدد مسؤولياته تعقيب على بع ...
- الرئيس السوري يصدر توجيهات صارمة بمنع فتح ملف النفايات النوو ...
- يوم العار في دمشق : من يحرق السفارات اليوم .. سيحرق البشر غد ...
- ملاحقة عبد الحليم خدام أمام القضاء الفرنسي بثمانية جرائم ، ا ...
- مفارقات عصابة - آل كابوني- في دمشق : نزار نيوف ملاحق من قبل ...
- قضية كمال اللبواني .. بعيدا عن ديماغوجيا السلطة والمعارضة
- التقرير الفضيحة والتسييس .. معكوسا !!
- فضيحة طائفية بدأت تتسرب من دهاليز - إعلان دمشق - والاتصالات ...
- في ظروف تعيد إلى الأذهان مقتل اللواء مصطفى التاجر ، مقتل غاز ...
- بعد عشرين عاما على اختفائه ، العثور على سجين لبناني في السجو ...
- مؤسسة - إنتيليجنس أون لاين - تمارس عملية قرصنة قذرة على تقاي ...
- هل هناك علاقة بين اغتيال اللواء مصطفى التاجر واغتيال رفيق ال ...
- هل التقى المحقق ديتليف ميليس ضابطا سوريا منشقا في جنيف ؟ ومن ...
- وثائق حول علاقة رئيس الوزراء السوري السابق مصطفى ميرو بنظام ...
- معلومات ووثائق حول اغتيال سمير قصير بتصرف محامي أسرته وليم ب ...
- فتنة - الكشح السورية - : هل يمكن للديكتاتوريات والأنظمة الشم ...
- ما وراء البلطجة الاقتصادية السورية على الحدود اللبنانية
- قتله النظام السوري مرتين ، فيما اكتفت إسرائيل بقتله مرة واحد ...


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية - مغزى ودلالة تعيين نجاح العطار نائبا لرئيس الجمهورية