أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - صمود نساء الخان الأحمر تعرية للنظام الرسمي العربي















المزيد.....

صمود نساء الخان الأحمر تعرية للنظام الرسمي العربي


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5924 - 2018 / 7 / 5 - 12:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صمود نساء الخان الأحمر تعرية للنظام الرسمي العربي
بقلم :- راسم عبيدات
منذ الغزوة الصهيونية الأولى لفلسطين عام 1882 وجوهر الصراع مع المحتل القائم والمستمر يدور على الأرض،تلك الأرض التي نجح العدو في إحتلالها بدعم إستعماري غربي،وجد ضالته في زرع هذا العدو في قلب الأمة العربية، كأداة لضرب أي حالة نهوض او وحدة عربية تهدد مصالحه واهدافه في المنطقة،وبإحتلال العدو لهذه الأرض،نجح في طرد وتشريد أكثر من نصف شعبنا واحل محلهم المستوطنين،بعد أن دمر اكثر من 531 قرية ومدينة فلسطينية،معتقداً وواهماً بأن ذلك سيمكنه من السيطرة على فلسطين،وينهي وجود شعبها،وكان قادة الإحتلال من بن غوريون وصولاً حتى نتنياهو وليبرمان وبينت يحلمون بأن كبار شعبنا سيموتون وصغارنا سينسون،ولكن هذا الحلم الذي ظل يراود قادة الحركة الصهيونية والدولة العبرية،رغم إحتلال كامل مساحة فلسطين التاريخية،لم يسهم في تحقيق هذا الحلم الصهيوني،وايضاً رغم كل مشاريع التهويد والإقتلاع والتشريد التي مارستها بحق شعبنا الفلسطيني،فهذا الشعب ملتصق بأرضه وحقه التاريخي في الوجود عليها،وهو لن يسمح بأن يشرد ويطرد من أرضه من جديد،ولن يذوب او يتبخر،بل سيبقى يقاوم المشروع الصهيوني،ما دام يستهدفه بالإقتلاع والطرد والتشريد والتطهير العرقي.
الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة اعتبرت الإستيطان ثابت من ثوابت برامجها،ولم تجرؤ أي قيادة او حكومة إسرائيلية أن تقترب من هذا " التابو"،فوجودها قائم على تكثيف الإستيطان وتصعيده في كامل فلسطين التاريخية،ومن يقول بوقف الإستيطان او تفكيك ليس مستوطنات قائمة،بل بؤر إستيطانية معزولة يقدم المستوطنين على إسقاطه.
القدس كانت حلقة مركزية من حلقات الصراع مع المحتل الصهيوني،والذي شرع بضمها عقب إستكمال إحتلال فلسطين التاريخية بعد حرب عام 1967،تحت شعار بأن "اورشليم" هي العاصمة الأبدية لدولة الاحتلال،وضمن هذه الرؤيا والإستراتيجية،إستهدفت المدينة من أجل إحكام السيطرة وتثبيت السيادة الإسرائيلية عليها،بتكثيف الإستيطان الصهيوني فيها،وليس فقط في الشطر الغربي منها،بل بإقامة بؤر إستيطانية في قلب احيائها العربية،اكبرها البؤرة الإستيطانية "نوف تسيون" في قلب قرية جبل المكبر.
رغم كل إجراءات التهويد والطرد والتطهير العرقي التي مورست وما زالت تمارس بحق العرب المقدسيين في المدينة،فإنها لم تنجح كثيراً في قلب الواقع الديمغرافي في المدينة لصالح المستوطنين،وبقي الفلسطينيون العرب يشكلون نسبة 37% من مجموع سكان المدينة،ولذلك تغيير المشهد المقدسي وفرض رواية صهيونية مزورة على مسار التاريخ،يحتاج الى استراتيجية جديدة تقوم على السيطرة على اكبر مساحة أرض في المدينة وأقل عدد من السكان العرب،ولذلك طرحت عدة مشاريع ومخططات للإنفصال عن سكان القدس الشرقية،او فرض القوانين العسكرية الإسرائيلية على القرى والبلدات المقدسية الواقعة خلف جدار الفصل العنصري.
المحتل أغرق المدينة ب" تسونامي" إستيطاني،واجراءاته القمعية والتنكيلية بحق السكان المقدسيين،بلغت حد الطغيان و" التغول" و" التوحش"وطورد المقدسيون في أدق تفاصيل حياتهم اليومية،ولكن كل ذلك لم يمكن من كسر إرادتهم وفض عضدهم وتطويعهم وطردهم،بل كانوا يزدادون تمسكاً وتشبثاً بوجودهم وبقائهم في قدسهم وعلى أرضهم.
بعد تولي الرئيس الأمريكي اليميني ترامب وفريقه المتصهين للحكم في أمريكا في أوائل عام 2017،وجدت القيادة الصهيونية،بأن هناك فرصة تاريخية،تمكنها من شطب وتصفية القضية الفلسطيبنية ومشروعها الوطني،وأولى حلقات ذلك القدس،ولذلك مارست الضغط على الرئيس الأمريكي لكي يعترف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال وينقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى مدينة القدس،ضمن مشروع ما يسمى بصفقة القرن الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية.
وبعدما تحقق ذلك لدولة الاحتلال عمدت الى محاولة الإستثمار السياسي للقرار الأمريكي،بما يثبت شرعية إحتلالها للمدينة،وبما يجرد العرب المقدسيين من حقوهم في أرضهم ومقدساتهم،وضمن ذلك المخطط أقروا جملة من القوانين والتشريعات العنصرية،التي تعتبر القدس عاصمتهم الموحدة وبأنه ممنوع التنازل في أي تسوية سياسية قادمة عن أي جزء منها،لسلطة أجنبية،والمقصود هنا السلطة الفلسطينية،وعملوا على توسيع حدود مدينة القدس،لكي تصبح 10% من مساحة الضفة الغربية،وبما يشمل ضم التجمعات الإستيطانية اليها من جنوب غرب القدس،مجمع مستوطنات" غوش عتصيون" الى شمال شرقها ،تجمع مستوطنات " معاليه ادوميم"،وبما يعني هذا من ضخ ل 150 ألف مستوطن للمدينة،وطرد اكثر من 100 ألف فلسطيني مقدسي،وبما يقلب الواقع والميزان الديمغرافي لصالح المستوطنين في المدينة.
وتحقيق هذا الحلم يحتاج الى إقتلاع الوجود البشري الفلسطيني في منطقة الخان الأحمر،حيث تعيش التجمعات البدوية الفلسطينية المهجرة من تل عراد في بئر السبع منذ 1953،لأن هذا الإقتلاع والتهجير للتجمعات البدوية هناك،والتي تعرضت أكثر من مرة لعمليات طرد وتهجير وإقتلاع على يد جيش الاحتلال الصهيوني،يغلق البوابة الشرقية لمدينة القدس بالكامل،ويشطر ويفصل الضفة الغربية شمالها عن جنوبها،ويحول الضفة الغربية الى "كنتونات" معزولة،وبما يشطب أي إمكانية للدولة الفلسطينية.
وهذا يتطلب الإستيلاء على الأراضي في المنطقة المسماة (E1)،والتي تبلغ مساحتها 12 ألف دونم،ولتحقيق هذا الغرض ،لا بد من من طرد وإقتلاع التجمعات البدوية هناك،تجمع أبو نوار والخان الحمر،معتقدأً وواهماً المحتل،بأن عمليات الطرد والإخلاء ستكون سهلة،وبأن قواته كبيرة العدد والمتوحشة،وما تملكه من إمكانيات وقدرات كبيرة،ستحدث صدمة عند سكان تلك التجمعات،وستنال من معنوياتهم،ولكن في الواقع الميداني أثبت أبناء شعبنا من الفلسطينيون البدو،بأنهم يموتون ولا يرحلون،ومشاهد القمع والتنكيل التي مورست بحق أهلنا وشعبنا هناك،أظهرت ليس فقط مدى وحشية هذا الاحتلال،بل سجلت نساء شعبنا حالات صمود أسطورية،وملاحم بطولية في سفر النضال الوطني الفلسطيني، في تصديهن لجيش الغزاة الصهيوني،مما يؤكد بأن هذا الشعب المضحي والمالك لإرادته،لو توفرت له قيادة بحجم نضالاته وتضحياته،لصنع الشيء الكثير الكثير،وكذلك هذا الصمود الأسطوري يكشف بشكل جلي عن عورة النظام الرسمي العربي المتعفن،والذي عقد آخر قمة في جدة بالسعودية،وسميت باسم القدس زوراً، لم تقدم أي دعم لا مادي ولا سياسي لمدينة القدس،بل لسان حال المقدسيين يقولون " تتآمرون على القدس،وتشاركون فيما يسمى بصفقة القرن الأمريكي لشطبها وتهويدها وتتباكون في العلن عليها،وفي السر جزء من المؤامرة عليها"،بل أصبحتم لا تخجلون من تطبيع علاقاتكم وتشريعها مع دولة الاحتلال علناً،وعلى حساب حقوق شعبنا المشروعة،والقول بأن إسرائيل لم تعد عدوتكم،وها هي ماجدات فلسطين والخان الأحمر تعري كل انظمتكم الفاسدة والمتعفنة،وتثبت أنكم جزء من المؤامرة على القدس.

القدس المحتلة – فلسطين
5/7/2018
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تكون هناك مصالحة وفق المقاسات الأمريكية....؟؟؟
- هل تنجح دبلوماسية - كأس العالم- التي يقودها بوتين..؟؟؟
- حتفال روسيا باليوم الوطني في -الإمبسادور- لماذا كل هذا التحر ...
- عيد بطعم القمع والتنكيل والسحل
- كم نكسةٌ نحتاج لكي ننهض..؟؟
- الأردن ...وخيارات معالجة الأزمة
- حيتان الفساد ومؤسسات النهب الدولية تدفع بالأردن نحو المجهول
- مرثية اللطم والبكاء والندب لن توقف انهيارنا المجتمعي
- الهجوم على التعليم الفلسطيني في القدس يتكثف
- حيفا تنتصر لغزة والقدس
- متى ترتقي قرارات القمم العربية والإسلامية الى مستوى الجريمة. ...
- دلالات مشاركة الملك عبدالله الثاني في قمة إسطنبول
- في المجزرة المرتكبة وحفلة نقل السفارة
- في نقل السفارة ومسيرات العودة
- في الإنسحاب الأمريكي من الإتفاق النووي وتداعياته
- شعبنا لن ينتصر بمقولات -غلابة يا فتح- ولا - الشعبية تاج اليس ...
- حول مسرحية نتنياهو عن البرنامج النووي الإيراني
- في ذكرى عيد العمال العالمي إستغلال يتعمق وعدالة إجتماعية غائ ...
- الوطني إما القطع مع اوسلو وإما تعمق الإنقسام
- أين حصة القدس من المجلس الوطني...؟؟


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - صمود نساء الخان الأحمر تعرية للنظام الرسمي العربي