أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جابر الجنابي - أَعْيانُ دَوْلَةِ المُتَلَبِّسينَ بِالدِّينِ مَشْهورونَ بِالخِلاعَةِ وَالمُجونِ وَالتَعَلُّقِ بِالغُلْمانِ!!!.















المزيد.....

أَعْيانُ دَوْلَةِ المُتَلَبِّسينَ بِالدِّينِ مَشْهورونَ بِالخِلاعَةِ وَالمُجونِ وَالتَعَلُّقِ بِالغُلْمانِ!!!.


محمد جابر الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 5922 - 2018 / 7 / 3 - 03:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أَعْيانُ البَلَدِ : سادَتُها وَأَشْرافُها، مَجْلِسُ الأَعْيانِ: مَجْلِسٌ يَضُمُّ مَجْموعَةً مِنْ الأَشْخاصِ يُعيِّنُهُم الحاكِمُ أَوْ يَنْتَخِبُهُم الشَّعْبُ.
تُعْتَبَرُ عَمَلِيَّةُ إِخْتِيارُ رِجالِ الدَّوْلَةِ مِنْ أَهَمِّ وَأَدَقِّ المَوضوعاتِ، وَإِذا كانَتْ الأُمَمُ المُتَحَضِّرَةُ، اتَّخَذَتْ أَساليبًا وَمَعاييرًا مُتَنَوِّعَةً فِي إخْتِيارِ رِجالاتِ الدَّوْلَةِ فِي جَميعِ المَجالاتِ، فإِنَّ النِّظامَ الإِداريَّ فِي الإِسْلامِ كانَ لَهُ السِّبْقُ فِي وَضْعِ الضَّوابِطِ وَالمَعاييرِ لاخْتيارِ القِياداتِ وَالرِّجالاتِ، لِكي تَنْهَضُ بِمَسؤلياتِها تُجاهِ الدَّوْل وَالمُجْتَمَعات، عَلى أَساسِ الصَلاحِيَّةِ والأَهَلِّيَّةِ التَي تَعْتَمِدُ عَلى العَدالَةِ وَالصِّدْقِ وَالأَمانَةِ وَالكَفاءَةِ.
لَكِنْ التأريخُ وَخُصوصًا الإِسلاميُّ يَنْقُلُ لَنا صُوَرًا مُشِينَةً، تَكْشِفُ عَنْ حَجْمِ الإِبْتِعادِ عَنْ تَلْكَ المَعاييرِ الشَّرْعِيَّةِ وَالعِلْمِيَّةِ وَالأَخْلاقِيَّةِ وَالحَضارِيَّةِ، بِلْ إِنَّها سُحِقَتْ تَمامًا مِنْ قِبْلِ المُتَلَبِّسينَ بِالدِّيِن، وَاسْتُبْدِلَتْ بِما يُنافِيها، حَتى صارَ الجاهِلُ وَالفاشلُ وَالفاسِدُ وَالوَضِيعُ وَالغُلامُ وَالنَّديمُ وَالتَّابِعُ... هُم مَنْ يُشَكِّلونَ مَنْظُومَةَ رِجالَ الدَّوْلَةِ وأَعْيانَها، وَالأَنْكى مِنْ ذلِكَ أَنَّهُم يُحاطَوْنَ بِهالَةٍ مِنَ القَداسَةِ يُضْفيها عَلَيْهِم أَئِمَّةُ الضَّلالِ وَوُعاظِ السَّلاطين،
فَمِنَ الشَّواهِدِ عَلى ذلِكَ ما كَشَفَ عَنْهُ الأُسْتاذُ المُعَلِّمُ الصَرْخِيُّ بِخُصوصِ أَحَدِ أَعْيانِ دَوْلَةِ إبنِ تَيْمِيَّةِ القُدْسِيَّةِ!!!، وَهوَ الشَّاعِرُ الْإِسْعَرْدِيُّ الْمَشْهُورُ الخَلِيعُ المُولَعُ فِي الغُلْمانِ والشَّعْرِ فِيهم وَلَهمُ، فَكانَ مِنْ جُمْلَةِ ما ذَكَرَهُ المُحَقِّقُ الصَرْخيُّ:« المَوْرِد20ُ: شَبِيهُ الشَّيْءُ مُنْجَذِبٌ إِليْهِ، عَوْدَةٌ إِلى ابنِ تَيْمِيَّةِ وَمَنْهَجِهِ المُقَدَّسِ وَدَوْلَتِهِ النّاصِرِيَّةِ القُدْسِيَّةِ وَأَقْباسَها الأَقْدَسِيَّةِ التِي لا تُحْصى، وَأَتْرُكُ لَكُمْ المَجالُ فِي تَصَوُّرِها بَعْدَ أَنْ أَذْكُرَ لَكُم ما يُمْكِنُ ذِكْرُهُ مَعَ تَحَرُّجِي وَاسْتِحيائِي وَاعْتِذاري الشَّديدُ جِدًّا جِدًّا عَنْ ذَلِكَ، وَهَنِيئًا لِلْمارِقَةِ التَّكْفيريِّينَ بِأَقْباسِهم المُقَدَّسَةِ القُدْسِيّةِ الأَقْدَسِيَّةِ:
أـ فِي البِدايَةِ وَالنِّهايَةِ13: قالَ ابنُ كثير: وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ(656هـ) مِنَ الْأَعْيَانِ: النُور أبو بَكِر بِن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَبْدِ العَزيز ابن عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ رُسْتُمَ الْإِسْعَرْدِيُّ: الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ الخَلِيعُ، كانَ القاضي صَدرُ الدِّين بن سناء الدَّوْلَةِ قَدْ أَجْلَسَهُ مَعَ الشُّهُودِ تَحْتَ السَّاعَاتِ، ثُمَّ إِسْتَدْعاهُ النّاصِرُ صاحِبُ البَلَدِ فَجَعَلَهُ مِنْ جُلَسَائِهِ وَنُدَمَائِهِ، وَخَلَعَ عَلَيْهِ خِلَعَ الْأَجْنَادِ، فَانْسَلَخَ مِنْ هَذَا الْفَنِّ إِلَى غَيْرِهِ»،
وُهُنا يُعَلِّقُ المُحَقِّقُ الصَرْخِيُّ:« هَلْ يَقْصِدُ ابنُ كثير بِكلامِهِ هذا، أَنَّ النّورَ الْإِسْعَرْدِيَّ قَدْ تابَ؟، وَلكِنْ، هَلْ هذِهِ التَّوْبَةُ أَتَتْ مِنْ ذاتِهِ أَوْ أَتَتْ لِأَنَّهُ أَرْسَلَ عَلَيْهِ الخَلِيفَةُ وَبِسَبَبِ مُجالَسَةِ الخَلِيفَةِ وَمُنادَمَتِهِ وَنُصْحِ وَهِدايَةِ الخَلِيفَةِ لَهُ؟ لاحِظ هذا التَدْلِيسَ وَالتَّغريرَ، يَسْتَخْدِمُ عِباراتٍ تَحْتَمِلُ أَكْثَرُ مِنْ وَجْهٍ لِخِداعِ الآخَرينَ، لَكِنْ الحَقيقَةُ قَدْ دَعاهُ الخَلِيفَةُ لِمَجْلِسِ الشَّرابِ وَالفُسوقِ وَالرَّذِيلَةِ»،
ثمَّ يُكْمِلُ المُحَقِّقُ ما يَذْكُرُهُ ابنُ كثير:« وَجَمَعَ كِتَابًا سَمَّاهُ (الزَّرْجُونْ فِي الْخَلَاعَةِ وَالْمُجُونْ)، وَذَكَرَ فِيهِ أشْياءً كَثيرَةً مِنَ النَظْمِ والنَّثْرِ وَالخَلاعَةِ، وَمِنْ شِعْرِهِ الذي لا يُحَمَدُ:
((لَذَّةُ الْعُمُرِ خَمْسَةٌ فَاقْتَنِيهَا * مِنْ خليعٍ غَدَا أَدِيبًا فَقِيهَا
فِي نَدِيمٍ وقينةٍ وحبيبٍ * ومُدامٍ وَسَبِّ مَنْ لَامَ فِيهَا)).
وُهُنا يُعَلِّقُ المُحَقِّقُ الصَرْخِيُّ:« أَقولُ: جَلِيسُهُ وَنَدِيمُهُ فِي مَجالِسِ الخُمورِ(المُدام) وَالفُجُورِ التي يُقِيمُها جَلِيسُهُ وَنَدِيمُهُ المَلِكُ السُّلْطانُ أَمِيرُ المُؤمنينَ وَلِيُّ الأَمْرِ النّاصِرُ صَلاحُ الدِّين(الثّاني) بن العَزيز(مُحَمَّد) بن الظّاهر(غازي) بن صلاح الدِّين الأيوبيّ!!»،
وفي نقطةٍ أخرى ينقلُ الأُسْتاذُ الصَرْخِيُّ حَوْلَ نَفْسِ الشّاعِرِ:
« الوافي بالوفيات1: الصَّفَدي:
وَمِنْ شِعْرِه فِي مَليحٍ (وَسِيم) رَآهُ بِالزيادةِ فِي دِمَشْقَ:
((يا خليليّ في الزيادةِ ظبيٌ ... سلُبَت مقلتاه جَفْنى رُقادَه
كَيْفَ أَرْجوَ السُّلوَّ عَنْهُ وَطَرْفي ... ناظرٌ حُسْنَ وَجْهِهِ في الزيادة))
وُهُنا يُعَلِّقُ المُحَقِّقُ الصَرْخِيُّ:« لَيْسَ عِنْدَهُ شُغْلٌ وَلا عَمَلٌ إِلّا مُتابَعَةِ الغُلْمانِ، وَمُراقَبَةِ الغُلْمانِ، وَمُعاشَرَةِ الغُلْمانِ، والتَّعامُلِ مَعَ الغُلْمانِ، وَإِتْيانِ الغُلْمانِ، وَالكَذا مَعَ الغُلْمانِ، وَالشُّعْرِ للغُلْمانِ، وِالتَفْكِيرِ بِالغُلْمانِ، وَالأَمْرَد وَالشّابِّ الأَمْرَد، وَالرَّبِّ الأَمْرَد، وَصُوَرِ الأَمْرَد، وَالأَجْسامِ وَالصُوَرِ المِلْيارِيَّةِ، وَالمُجَسَّماتِ المِلْيارِيَّةِ». إنْتَهى المُقْتَبَسُ.
أَمّا أَعْيانُ الدُّوَلِ وَرِجالاتُها وَمسْؤولوها فِي هذا الزَّمانِ فَحَدِّثُ وَلا حَرَجٌ عَنْ انْحِرافِهِم وَفَسادِهِم وَفشَلِهم وَعَدَمِ كَفاءَتِهم وَتَبَعِيَّتِهم وَأنانِيَّتِهم؛ فالنَّتِيجَةُ الطَّبيعيَّةُ، ضَياعُ وَهَلاكُ المُجْتَمعاتِ وَخرابُ الأَوْطانِ، وَخَصوصًا تِلْكَ التي يَتَحَكَّمُ فِيها المُتَلَبِّسونَ بِالِّدينِ.
نَعَمْ، هكذا يُكونُ الحالُ، عِنْدَما تُسْحَقُ المَعاييرُ الشَّرْعِيَّةُ وَالعِلْمِيَّةُ وَالأَخْلاقِيَّةُ والمِهَنِيَّةُ وَالحَضارِيَّةُ، فِي عَمَلِيَةِ الاخْتيارِ وَالتَعيينِ والتَنْصيبِ.



#محمد_جابر_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التَّكْفِيرُ وَسَفْكُ الدِّماءِ،مَنْهَجُ عَبَدَةِ الشّابِّ ا ...
- اقْتِلوهُم إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ!!!.
- إنَّها جاهِليّةٌ مُقنّنَةٌ مُشَرْعَنَةٌ بفتوى أئِمَّةِ التكف ...
- الفِكْرُ المعتدلُ الوَسَطيُّ، يَنْتَصِرُ على الفِكْرِ المُتَ ...
- أحْقَرُ وأخْبَثُ وأقْبَحُ صراعٍ على السُلْطَةِ والكَراسي وال ...
- عَلِيُّ شَهِيدُ الوَسَطِيَّةِ والإعْتِدالِ.
- حُبُّ عليٍ عقلٌ وحكمةٌ وإنسانيةٌ.
- حافِظوا على أرواحِ الناسِ والمسلمِين قَبْلَ الحِفاظِ على الم ...
- رَمَتْنِي بِدَائِهَا وانْسَلَّتْ، منهجُ المارِقةِ والمُتلبِّ ...
- يا عقول مارقة...هذا ليس محمد ،هذا رسولكم الشيطان.
- التقديس المسيَّس سلاح المتلبسين بالدين.
- المُنتظَر ينتظِر!!!.
- إن هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا...
- الحسين خارجي...والمصلح خارجي!!!.
- استعمارٌ بلباس الدين!!!.
- حراك... نفس الطاسة وذاك الحمام.
- تخريب تخريب، سبي سبي، أسر أسر، نهب نهب...
- الأخ يقاتل الأخ، والأب يقاتل الأبناء، والأخ يقاتل العم...
- الحل ليس بالضجيج، وانما بالنضيج وإصرار الحجيج.
- زوال داعش إن تم لا يعني زوال الإرهاب.


المزيد.....




- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...
- جميع الإصابات -مباشرة-..-حزب الله- اللبناني ينشر ملخص عمليات ...
- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- -بوليتيكو-: شي جين بينغ سيقوم بأول زيارة له لفرنسا بعد -كوفي ...
- كيم جونغ أون يشرف بشكل شخصي على تدريب رماية باستخدام منصات ص ...
- دمشق: دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي استهدف ريف دمشق
- هبوط اضطراري لطائرة مسيرة أمريكية في بولندا بعد فقدان الاتصا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جابر الجنابي - أَعْيانُ دَوْلَةِ المُتَلَبِّسينَ بِالدِّينِ مَشْهورونَ بِالخِلاعَةِ وَالمُجونِ وَالتَعَلُّقِ بِالغُلْمانِ!!!.