أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال الجزولي - سُونَاتَات قَدِيمَة (شعر)















المزيد.....

سُونَاتَات قَدِيمَة (شعر)


كمال الجزولي

الحوار المتمدن-العدد: 5921 - 2018 / 7 / 2 - 04:07
المحور: الادب والفن
    


سُوْنَاتَات قَدِيمَة
كمال الجزولي

(1) أُفقٌ!
لا،
ليسَ الذي كنًّا نغـنيكَ وَهْماً،
ولا حكاياكَ المجيداتُ قبضَ ..
الريحٌ
لأنَّكَ أنتَ انــدلاعُ الحـرائِـقِ فـينا،
وإنَّكَ أنتَ انفجـارُ الحـقائِـقِ فـينا،
وإنَّك،
في قَتامِ الصَّمتِ،
برقُ البوحِ والتَّصريحْ،
ولأنتَ .. أنتَ ضــوءُ منارِنا
الأَسمَى
حينَ الأكاذيبُ تعلو، يا حقيقتَنا
الكُبرَى،
فوقَ هامـاتِ الرِّجـالِ، والنَّخـلَ،
والأشياءُ تصْدَأُ،
والمدَى يعمَى،
لا،
ليسَ الذي كـنًّا نغـنيـكَ وَهْمـاً،
ليس الذي كُـنَّا
نغـنيـكَ
وَهمَا!
(سواكن 1989م)

***

(2) منفَى!
سـماءٌ رمـاديَّـةٌ .. هـذي السَّـماءْ،
والشِّتاءْ ..
يفردُ أجنحةَ الغَيمِ على بوَّابةِ
الشرقِ،
يغسِلُها بالنَّثيثِ الهَتونِ،
طوالَ النَّهارِ،
وبالطَّللِ الثَّلجىِّ .. في المساءْ،
وأنا لا أُبصرُ البحرَ،
بحرَ العقيقِ الأجَاجِ الذي ألغَتهُ
من
عَينَىَّ
هذي الحجارةُ الصَّمَّاءْ
غيرَ أنَّي أحسُّ أمواجَهُ،
برغمِ السُّورِ،
في صَدري، وفي خاصِرتي،
وأحسُّ زُرقتَه العميقةَ ..
في شراييني،
ولسْعَهُ المِلحِىَّ
في
شفتِي،
فمنْ ذا الذي سيلغي المِلحَ ..
والزُّرقةَ،
أو من، تراهُ، سيُلغى الآنَ ..
ذاكِرتَى؟!
(سواكن 1989م)

***

(3) إيكولوجيا!
على الجِدارْ
تربَّصَ البُرصُ بالصُّرصارْ
حَلَّقَ الغُرابُ فوقَهما ..
هُنَيهةً،
ثمَّ أرخَـى عُنقَـه .. هُنَيهَةً،
ثمَّ انثنى ..
وطارْ
بجناحَيهِ الحالكَينِ .. طارْ،
مثلَ مِجدافينِ في بحرٍ
من الزِّئبقِ
طارْ!
......................
......................
لربَّما توهَّمَ الصُّرصارُ أنهَّ،
بالحقَّ،
سيِّدُ البريَّةْ،
والبُرصُ، وهو يسـحبُ ذيلهُ ..
على الأحجارْ،
أنهُ ملِكاً قد صارْ،
لكنَّما الغُرابُ
فى شهقتِهِ العُلويَّةْ
قد فكَّرَ،
ثم قدَّرَ،
ثم اختار ..
/ أشهَى من الفريسةِ الشَّهيَّةْ ..
تختالُ في جُنونِ حُلمِها
بالسَّطوةِ الأبديَّةْ،
وهيَ، بعدُ، في دائرَةِ الحِصارْ!
( بورتسودان 1989م)

***

(4) هسيسٌ!
ليسَ القتلُ ما أخافُهُ،
ليسَت
المِيتةُ
المُفجِعَةْ،
ليسَ انفجارُ هذا البابِ،
فجأةً،
أو دخولُهم،
عندَ منتصفِ الليلِ،
بالأسلحةِ
الُمشرَعَةْ،
لا،
ليسَ دَمِي الذي يسـبحُ في قيحِـهِ،
ولا جُمٌجُمَتي التي ..
تتشظَّى
على
الجِّدارْ،
لكنما أخوَفُ ما أخافهُ ..
هوَ الخوفُ ذاتُهُ،
ذاكَ الذي،
إذا غفِلتُ عنهُ،
لحظةً،
سَرَى إلى مسـامِ الرُّوحِ،
ناقـلاً ..
وساوسَ
المعاذيرِ
الُمنَمنَمَاتِ
في هسيسِ الانكسارْ،
ذاكَ
الأنيقُ
السَّاحرُ الذي يجـعلُنى ..
أرامقُ اختِضاضَ نصـلِهِ الماسِّـيِّ،
ريثما ..
أعشُو ..
لبُرهةٍ
أو بُرهَتَينْ،
لحظتَها
ينهَلُّ، بغتَةً، فيشطِرُنى ..
إلى نصفَينْ،
نصفٌ هُناكَ، في ملكوتِ وهمِهِ،
يموتُ
مرَّتينْ،
ونصفٌ هُنا
يموتُ بَينَ .. بَينْ!
......................
......................
إنَّكَ ميِّتٌ،
وإنَّهم ميِّتونَ،
ولا فَكاكْ،
فاجهَرٌ، إذن، برفضِكَ الأبيِّ ..
ههُنا،
تجهَر بهِ ..
هناك،
ومُتْ
هُنا،
تحيا .. هُناكٌ !
(بورتسودان 1990م)

***

(5) سُبَاتٌ!
"إلى علي عبد القيُّوم وعمر الدُّوش"
وطنٌ من الصَّحوِ الوضِئِ في ..
عيونِكُمْ،
يا أصدِقاءْ،
كان لِي،
وطنٌ من الهـوَى النَّديـفِ صـافياً،
ومن رقائِقِِ البُكاءْ،
كان لِي،
وطنٌ شفيفٌ في حفيفِ وجدهِ ..
الحَفِي،
من قبلِ أن تباغِتوه بالسُّباتِ،
فجأةً،
هذا المساءْ،
فينطفىْ!
(أم درمان ـ1999م)


***

(6) شجوٌ!
"إلى أبو ذكرى"
أيُّ الحدائِقِ ..
تخلعُ الآنَ خُضرَتَها
لتنامَ عاريةً
كالتوابيتِ
تحتَ
الجليدْ،
أيُّ الشَّوارعِ تركُـضُ الآنَ هاربـةً
من تحتِ أقدامِنا الحافِيةْ،
نظلُّ نطلبُها لوجهِ الحُبَّ،
ولا تطلبُنا،
مرَّةً واحدةً ..
لغيرِ
التَّضحيَةْ،
أىُّ أفئِدةٍ مـن الصَّــوَّانِ والحَـديـدْ
هذى التي ..
لا تبصرُ النَّزيفَ
دافقاً
عبرَ انشطارِ الأغنيَةْ
وأيُّ وطنٍ رائعٍ هذا الذي ..
تتوهَّمُهُ
في حقائبِ القادمينَ،
فلا يلبثُ أن يتبدَّدَ ..
بعدَ
دمعتكَ
الثَّانية؟!
......................
......................
ها هيَ الرِّيحُ تسفُو جنازةَ الشِّعرِ،
في أوَّل الليلِ، قافيةً قافية،
فاسكُن عميقاً في سكوتِكَ الُمدلهمِّ،
لا يمنحُ اكتئابَكَ تاجَهُ الملكىَّ وسطَ
كلِّ هـذا العـزيفِ المُجَلجِـلِ، غـيرُ ..
سَكتتِكَ الدَّاويَة!
(بورتسودان 1989م)

***

(7) حَرْبٌ!
منديُلهُ القُزَحِىُِّ رَفرَفَ
لحظةً
ثمَّ
اختفى،
مخَلَّفاً هالَتهُ على الأفقْ
مثلما تُخَلَّف الشمسُ،
وهي تغرقُ
في الشَّاطئِ الآخَرِ،
هالَتَها
الشَّبحيَّةَ
في
قماشةِ
الشَّفَقْ
..................
..................
يستنجِدُ
كانَ؟!
أم يُلَوَّحُ بالوَدَاعْ؟!
...................
...................
فكَّرتُ
لحظةًًً،
ثمَّ استغرقَنى دَوىُّ الحَرِبِِ
في
الِمذياعْ!
(بورتسودان 1990م)

***



#كمال_الجزولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورقةٌ مستعادةٌ من رُزنامة قديمة: الحَاكِميَّة بَيْنَ القَضَا ...
- ورقةٌ مستعادةٌ من رُزنامة قديمة وَجَاءَ يَوْمُ شُكْرِهِ!
- الجنس كاستراتيجية عسكرية!
- رَفْعُ الصُّلْبَانِ فِي بَافَارْيَا!
- شذور من متاعب الترابي!
- الزُّنُوجة وسط شواغل الفكر الأفريقي
- رُوَانْدَا: طَائِرُ الفِينِيقِ الأَفْريقي!‎
- ورقةٌ مستعادةٌ من رزنامةٍ قديمة: شُرْبُ القَهْوَةِ فِي المَت ...
- سياسات الذاكرة
- ورقةٌ مستعادةٌ من رُزنامة قديمة: مَارْكْسْ .. بِالبَلَدِي!
- كُوبَا فِي مُفتَرَقِ الطُّرُق!
- درس الجنائية الدولية .. الكيني!
- قيامة دوما: هل العالم على شفير الهاوية؟!
- هباء حقوق الإنسان المنثور!
- المُهَاجِرُونَ غَيْرُ الشَّرْعِيين: فَظَاظَةُ الدَّوْلَةِ وَ ...
- جوبا تطرق باب الجامعة العربية .. فلا ينفتح!
- ستيلا: صَفْحَةٌ مَاجِدَةٌ فِي أَدَبِ الحَرْبِ الصَّافِع!
- آخِرُ العِلاجِ الآيْ سِيْ سِيْ: الرُّوهينغَا والاستِجَارَةُ ...
- مقتلة الغوطة!
- بَيْنَ القَوْمِيينَ الجُّدُدِ والسُّودَانِ الجَّدِيد!


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال الجزولي - سُونَاتَات قَدِيمَة (شعر)