أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - اليسار بين النقد والجلد الذاتي .. - حشع - نموذجاً














المزيد.....

اليسار بين النقد والجلد الذاتي .. - حشع - نموذجاً


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 5920 - 2018 / 7 / 1 - 19:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



على أعتاب مرور 30 عاماً على انهيار دول المنظومة الاشتراكية تباعاً وآخرها الاتحاد السوفييتي مازال اليسار العربي يجتر انتقاداته المتكررة للأسباب التي أدت إلى تراجع وتضعضع قواه وأحزابه ، بعض هذه الانتقادات وضع أصابعه على الأخطاء الخطيرة التي وقعت فيها هذه القوى واستشرف سُبل معالجتها وآفاق النهوض ؛ وبعضها اكتفى بالنقد الذاتي الحاد من برجه العاجي والذي يرقى إلى الجلد الذاتي دون أن يقدم البدائل الواقعية الممكنة ؛ وفي المقابل ينبغي الاعتراف بلا جدال ان الازمة ما برحت تراوح مكانها إللهم إلا في أدنى الحدود النسيبة وتتفاوت أيضاً من حزب يساري إلى آخر تبعاً لظروفه الذاتية والموضوعية سياسيا واجتماعياً ، كما ينبغي القول بأن هنالك قوى وأحزاب يسارية وشيوعية تحولت على مدى الثلاثة عقود الفائتة بامتياز إلى مجرد مقرات لبضع عشرات أومئات من النُخب السياسية من الاعضاء الكبار السن ( من خمسين فما فوق ) والمفتقدة لأي تواصل أو علاقة جماهيرية ؛ وثمة أحزاب يُناضل أعضاؤها ما في وسعهم لأن يكون لهم تواصل مع الجماهير الشعبية في مختلف أصقاع الوطن بأي قدر ممكن تسعفه به طاقاتهم وجهودهم ، وفي عدادهم نسبة من الشبيبة ، وحققت على الأقل بصورة او اخرى نجاحاً ولو جزئياً. وأحسب الحزب الشيوعي العراقي هو واحد من قلة من هذه الاحزاب في عالمنا العربي .



والحال إذا شئنا القول فإن هذا الحزب من الاحزاب التي يتعرض الآن إلى حملة جديدة قديمة ظالمة ليس من قِبل أعدائه فحسب بل ممن يُفترض بهم أقرب الناس إليه سواء ممن ابتعدوا عنه أو ممن هم في معازل المهجر بعيداً عن ظروف ومتغيرات أوضاع الوطن الهائلة والمستجدة . سواء من يكتب منهم في صحافة سعودية وخليجية أم حتى من يكتب في مواقع إليكترونية يسارية صديقة . لستُ هنا بطبيعة في وارد تنصيب نفسي مُدافعاً عن الحزب الشيوعي العراقي فهو أقدر بالدفاع عن نفسه ؛ ولا أعتقده كتنظيم سياسي يحسب نفسه فوق النقد معصوم عن الاخطاء والزلل ، ولست هنا استتباعاً مبرراً لاخطاء اليسار العربي عامةً والاحزاب الشيوعية العربية بخاصة ؛ ولي في هذا الشأن مقالات ودراسات تحليلية نقدية شديدة صحفية عديدة منذ الانهيارات مطلع تسعينيات القرن الماضي ، لكن من الإنصاف أن نقول إذا كانت كبوة اليسار قوى اليسار تتحكم فيها عوامل موضوعية وذاتية ففي المرحلة التاريخية الراهنة التي نحن شهود عليها تكاد أن تكون العوامل الموضوعية لاعتبارات عديدة أشد تأثيراً من العوامل الذاتية ، ودون أن يعني ذلك الاستكانة إليها دون بذل ما يمكن في التأثير والتغلب عليها ، وهذا بحاجة إلى وقت مديد دونه أشواط وجهود نضالية مرحلية تراكمية وصبر ذو نفس ثوري ويملك أفقاً بعيداً من التفاؤل لا بث الاحباط واجترار دوّامة الانتقادات .

وعلى الأقل فإن مثل هذه الأحزاب كالحزب الشيوعي العراقي وهي تخوض في الظروف الراهنة نضالاً شاقاً في منتهى التعقيد والضراوة على نحو لم تخض مثله منذ عقود طويلة من تأسيسها تبني مواقفها بناءً على تلامس واحتكاك مع الجماهير بأي صورة من الصور وبأي قدر ممكن من الاقدار وهو ما يفترق عن بناء المواقف الفردية المتسرعة البعيدة عن ملامسة الواقع والاحتكاك مع الجماهير .

ولنا أن نتخيّل أحاسيس مناضليه وقيادييه بعد معركة انتخابية حامية الوطيس وهي مجرد واحدة من معاركه النضالية اليومية وما اكثرها وقد استنزفت من جهده وجهود مناضليه الكثير وبشق الأنفس حصل على مقعدين برلمانيين أن يُقابل حصاد نضالاتهم بالتشكيك والتحبيط في جدوى تحالفاته ومازال الوقت مبكراً في الحكم على ذلك !

واذا كانت قوى اليسار العالمي عامة والاحزاب الشيوعية في عالمنا العربي طفقت وفي مسعى منها بعد انهيارات المنظومة الاشتراكية والاتحاد السوفييتي إلى لملمة صفوف اليسار العربي بوقف حملاتها ضد اليسار العربي الجديد وضد النموذج الصيني للإشتراكية وسعت للتقارب والتنسيق أيضاً مع القوميين الديمقراطيين وحتى الاشتراكيين الديمقراطيين في اوروبا ، أليس الأولىٰ أن تكون القوى والشخصيات اليسارية المستقلة التي كانت محسوبة على خط الحزب الشيوعي العراقي أو الاحزاب الشيوعي تتفق مع هذه الفكرة والهدف أن تحاذر وأن تضع نصب أعينها لئلا يتحوّل نقدها المُجتر والقاسي الى معوّل هدم بدون وعي منها ومهما كانت حسن نواياها للاحزاب التي تربت نضالياً وسياسياً في كنف أحضانها ؟




#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهاب الرسمي بين افريقيا والعالم العربي
- درويش وكنفاني .. وإشكالية الإبداع في ظل الإلتزام الحزبي
- دور اليسار العراقي في بناء الوحدة الوطنية
- وداعاً للكاتب والمناضل المصري صلاح عيسى
- الديمقراطية هي السبيل الوحيد لاشتراكية المستقبل
- مئوية ثورة اكتوبر الاشتراكية .. آفاق نهوض الشيوعيين العرب من ...
- مئوية ثورة اكتوبر .. كيف تحققت نبؤة ستالين في الشرق الأوسط - ...
- مئوية ثورة اكتوبر .. الشيوعيون العرب وقرار تقسيم فلسطين - 4 ...
- مئوية ثورة اكتوبر .. مراجعات الشيوعيين العرب للتجربة السوفيي ...
- مئوية ثورة اكتوبر .. إلهامها في العدل الإجتماعي عالمياً ( 2 ...
- مئوية ثورة اكتوبر .. تأثيرها الحاسم في تاريخ القرن العشرين ( ...
- البحرينيون والعرب بين الضحك والاكتئاب
- مئة عام وعد بلفور .. نصف قرن على التقسيم
- مستقبل المعارضة البحرينية بعد حل - وعد -
- مغزى ثلاثة مواقف عربية مناوئة لإسرائيل
- دروس انتزاع المرأة في السعودية حق السياقة
- آفاق نزع فتيل أزمة أستفتاء كُردستان
- محنة المغردين في العالم العربي
- ماذا جرى لبطرس غالي في غرفة نوم عيدي أمين ؟
- العبارة الانجليزية التي أفقدت عبد الناصر صوابه !


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - اليسار بين النقد والجلد الذاتي .. - حشع - نموذجاً