أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - عن الحركات الاحتجاجية الشعبية في الممالك العربية















المزيد.....

عن الحركات الاحتجاجية الشعبية في الممالك العربية


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 5920 - 2018 / 7 / 1 - 18:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحراكات والثورات الشعبية التي هزت الوطن العربي منذ أواخر عام 2010 وبدايات عام 2011 واحدثت متغيرات في الجمهوريات العربية، كشفت عن وصول موجات التحولات الديمقراطية الى منطقتنا، جنوب وشرق المتوسط، بعد أن مرت على شماله وغربه وحتى امريكا الجنوبية. مما أعطى صورة عن مشهد سياسي جديد، لعبت فيه القوى الشبابية ووسائل التواصل الاجتماعي دورا في تلك المتغيرات، وافادت خلالها في دور حيادي لمؤسسة الجيش والشرطة منها، مثلما هو بث النشاط في عروق الأحزاب السياسية التقليدية التي حاولت أن تسهم في الحراكات، وبرزت الدينية/ الاسلاموية، منها أكثر لوجود اشكال من التنظيم والتواطؤ معها في مشاريع وضعت لإدارة التغيير في الوطن العربي.
اصبحت الأوضاع في العديد من البلدان مهيأة للتغيير والتحول، لاسيما في الجمهوريات العربية كاشفة الاستبداد والقمع والفساد مما أدى إلى سهولة التغيير واسقاط رؤوس السلطات فيها، لاسيما في تونس ومصر، اولا وتمكنت الحراكات من إنهاء اشكال من حكم عسكري استبدادي واجبار الرؤساء فيهما على التنحي عن السلطة، والهرب من البلد في تونس والقبول في الاعتقال والمحاكمة في مصر، وبروز القوى الاسلاموية في واجهة المشهد، وفوزها في أول انتخابات ديمقراطية حصلت ولكنها واصلت التسلط ومحاولة تنفيذ برامجها في السيطرة والتحكم والتمكين وإعادة تدوير شكل السلطات، او استبدال وجوه المتنفذين في السلطات، مما خيب الآمال في مجريات ما حصل مبكرا.
حاولت القوى السياسية في جمهوريتي، ليبيا واليمن، أن تكرر الصورة، ولكن التدخلات الخارجية المباشرة، دفعت بحرف صور الحراكات الشعبية الى اقتتال دموي وتصفية حسابات، إذ جرت تصفية الرئيس الليبي معمر القذافي واجبر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على تسليم السلطة إلى نائبه، بضغوط خارجية وخطط التهرب من تحقيق التغيير المطلوب. او الابتعاد عن تحولات ديمقراطية كما نشدتها الجماهير الشعبية التي خرجت إلى الشوارع وطالبت بالتغيير.
اخذ الحراك الشعبي في الجمهوريات الاخرى، لاسيما في سوريا، طابعا دمويا، تدخلت فيه قوى متعددة لا تؤمن بالحرية والديمقراطية في بلدانها أو فتحت حدودها امام عصابات الإرهاب الدولي وشاركت في وضع خطط ومشاريع حرفت الأهداف وشوهت المسارات أو التجارب التي تحققت في غيرها. وإذ تمكنت السلطات في جمهوريات الجزائر والسودان وموريتانيا من التنبه لما وصلت إليه الأمور في جيرانها وسبقت أو توقّت من انحراف المسيرة قبل أو في منطلقها، ووازنت في صراعاتها الداخلية وضغوط الخارج الأجنبي.
أما في الملكيات/ الممالك فقد استعدت السلطات إلى امتصاص غضب شعوبها بالاغراءات المالية من جهة ومحاولات الاحتواء بالاستجابات المقننة لبعض الاصلاحات او التلويح بالعصا وقمع أي حراك شعبي واسع من جهة اخرى، واستخدمت أساليب مختلفة، توزعت بين قبول بعض الاصلاحات واعطاء فرص للتحديث، كما حصل في مملكة المغرب، بفسح المجال لمشاركة أحزاب المعارضة في السلطة، أو في استمرار سياسات القمع والإنكار كما حصل في مملكة البحرين وباقي دول الخليج.
لم تتوقف الحراكات الشعبية في أغلب البلدان العربية، الجمهورية أو الملكية، ولكنها تراوحت فيها بتموجات واضحة، أغلبها مترددة في التغيير اذا ما تناقضت في خطوات الاصلاح والتحديث. ولعبت القوى الخارجية، الإقليمية أو الغربية عموما، ادوارا في تغطية الحراكات، سلبا أو ايجابا، في دعم قواها أو الصمت على اضطهادها وقمعها بأي شكل من الاشكال، بل وصلت في بعضها إلى الدعم العسكري والاستخباري لعمليات عدوان وحرب واحتلال من جديد.
قدمت الحراكات الشعبية دروسا كثيرة واعطت دفعا لنبض الشوارع العربية ورفع الصوت والغضب والتحدي لإرهاب السلطات والإستبداد والفساد والتواطؤ مع المشاريع العدوانية. ومنها ما هو مستمر الى الآن في الأغلب لفقدان عمليات التحول إلى قواعد وقوى ساندة أو مؤثرة فيها. وتحولت بعضها إلى جمر تحت رماد استمرار تسلطية السلطات المتحكمة في الدول العربية. ورغم ذلك تنطلق بين فترة وأخرى مبادرات وتظاهرات عفوية أو ارتدادات لتدهور الأوضاع الاقتصادية اساسا ومحاولات الكبت لتطلعات الشعوب الى الحرية والديمقراطية وحقوقها المشروعة.
تصاعد الحراكات الشعبية في ثلاث ملكيات عربية في الفترات الاخيرة، وتحديها لكل أساليب منعها أو اسكاتها أو حبسها، في البحرين والمغرب والاردن، خصوصا، أو بالشكل الصارخ والواضح والمعلن، وليس الكامن أو المضمر في أحشاء الأجيال الجديدة في باقي البلدان العربية، يكشف خطل محاولات تشويه صورة الحراكات الشعبية واندفاعاتها وحرف وصفها بأسماء ليست منها أو لها، ومحاولات السخرية من سيرها أو تموجها أو حتى سكوتها الى حين. كما يبين هذا الصعود إلى حيوية الأجيال الشابة وتعلمها الدرس وعدم صمتها على ما يحصل لها أو أمامها في البلدان الأخرى. كما يوضح أن وعي الشعوب لمصالحها ودورها في رسم مستقبلها له أهميته ووقته اليوم في الحراكات الشعبية العربية، في الشارع السياسي والمشهد البارز في الأغلب الاعم.
وقائع الحراكات الشعبية اليومية تضع امامها مهمات الاستمرار والبرامج وإدارة المواجهات وتقبل التحديات، وصولا إلى أهدافها الواقعية، في الإصلاح والتغيير، في العمران والتنمية، في الحقوق والمتطلبات. إذ لا يمكن في هذا الزمن المكشوف أن تستمر الصورة أو المشهد كما هو من عقود طويلة، أو في انحراف الوجهة أو في تفاقم الأزمات الاقتصادية والمعيشية على حساب الأغلبية الصامتة واستغلال واقعها في استمرار ضغوط التحكم والتسلط والانتهاك. كما أن الصمت لا يعني الخضوع أو الركوع، فلكل وضع درجته ولكل حالة مستواها وحجمها. وما شاهدناه في أغلب البلدان العربية، وليس غيرها، يضع أمام الجميع مسؤولية الالتزام والاستجابة للمطالب والأهداف الواقعية واحترام المصالح الوطنية والقومية والصمود أمام الضغوط الخارجية المعادية والعمل الجدي لمواجهة التحديات المستمرة.
ما حصل في الاردن مؤخرا أعاد الصورة التي شاهدناها قبل سنوات، بمستوى متطور من الوعي والإدراك للمهمات والمتطلبات وتقديم صورة متقدمة بوضوح للحراك الشعبي وقدراته على التصدي والمواجهة، وانتظام قوى واسعة من القطاعات الاجتماعية فيه، وبروح سلمية وتنظيم عملي وفعال. إن مثل هذا المشهد يمكن أن يكون نموذجا اخر لغيره في البلدان الاخرى، وفي آفاق المسؤولية والإجماع العربي على المواكبة لمتغيرات الزمان والمكان والتأثر بما يحيط وما يلزم أن يكون.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيرمي كوربين يزور المخيمات
- كلمات من دفتر الاحوال...(16)
- الاعتراف الجديد يتطلب المحاكمة والعدالة
- ما بعد الانتخابات في العراق!
- المتباكون على الامبريالية
- باريس وثروة البغدادي
- تحية إلى نبيلة منيب
- في محنة بعض زملاء المهنة
- ملايين العرب بلا غذاء كاف
- الفقر في بلاد الرافدين
- في لندن مؤتمر يبحث في تدهور أوضاع العراق المائية والصحية
- في ذكرى المناضل الراحل صباح جواد
- غصن الزيتون المغمس بالدم
- نبيل رجب في البحرين
- انتفاضة الشعب السوداني وضرورة التغيير
- كلمات من دفتر الاحوال... (15)
- اخبار مؤسفة من الكويت
- في وداع اليساري المشاغب
- ما بقي من -داعش-.. واخطاره
- كلمات من دفتر الاحوال... (14)


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - عن الحركات الاحتجاجية الشعبية في الممالك العربية