أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - الحزب الشيوعي العراقي...لصاحبه...التيار الصدري!!














المزيد.....

الحزب الشيوعي العراقي...لصاحبه...التيار الصدري!!


خلف الناصر
(Khalaf Anasser)


الحوار المتمدن-العدد: 5919 - 2018 / 6 / 30 - 15:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان حزب البعث/العراقي قد وصل إلى السلطة في العراق ـ في تموز/يوليو عام 1968 بطرق مشبوهة ـ وبانقلاب عسكري، أطلق عليه البعثيون أصحابه اسم "الثورة البيضاء!"
وقد دعا الانقلابيون البعثيون منذ أول يوم لوصلهم السلطة في البلاد، إلى قيام (جبهة وطنية عريضة) تضم جميع "القوى الوطنية" العراقية.. لكن التجربة المريرة والمحنة الكبيرة، التي عاشتها أغلب هذه القوى الوطنية العراقية ـ والشيعيون منهم خاصه ـ مع البعثيين، بعد انقلابهم الدموي الأول في 8 شباط/فبراير 1968 والذي أطلقوا عليه اسم "عروس الثورات" قد جعل أغلب تلك القوى الوطنية العراقية تحجم عن التجاوب مع دعوهم، لعدم ثقتها بالدعوة وبأصحابها وبأهدافها .

لكن، ورغم عدم الثقة الشديد هذا بين البعثين وجميع أطراف الحركة الوطنية العراقية، انفرد الشيوعيون ـ عن باق الحركة الوطنية ـ في بدأيه سبعينات القرن الماضي، وبعد مساومات ومباحثات سرية كثيرة بين البعثيين والشيوعيين، بالاتفاق فيما بينهم على قيام جبهه أطلقوا عليها اسم "الجبهة الوطنية والقومية التقدمية" تضم الطرفيين، ومعهما (كومبارس) من مسميات شكليه لأشخاص ومنظمات وهميه ـ أغلبها واجهات بعثيه ـ كديكور لجبهتهم العتيدة!
وبموجب ميثاق هذه الجبهة ـ البعثية الشيوعية ـ أصبح العمل السياسي خارج اطار هذه الجبهة ((جريمة سياسيه وعملاً تخريبياً)) يقارب "الخيانة العظمى" يحاسب عليها القانون بعقوبات، قد تصل إلى الموت أحياناً!

وقد ذهبت فعلاً كثيراً من الفصائل الوطنية العراقية والأفراد ـ من بينهم العبد لله ـ ضحية لذلك الاتفاق بين الطرفين ولجبهتهم "الوطنية والقومية التقدمية" ، ثم ذهب الشيوعيون أنفسهم ضحيه اتفاقهم هذا مع البعثيين!.
وكان البعض من هئولاء الشيوعين المساكين، يعيشون معنا جنباً إلى جنب في الزنازين ودوائر الأمن والسجون والمعتقلات البعثية، وقد أعدم في النهاية الكثيرين منهم.. رغم أن حزبهم الشيوعي عضو في جبهة البعث "الوطنية والقومية التقدمية" وله وزراء في الحكومة العراقية البعثية!!
***
المهم.. عند قيام تلك الجبهة بين البعثيين والشيوعين، شاعت نـــكــــتـــه تناقلتها ألسن العراقيين من فم إلى فم حتى وصلت إلى أصحاب الشأن من البعثيين والشيوعيين أنفسهم.. فكان البعثيون يفاخرون ويفتخرون من خلال روايتها، بينما كان الشيوعيون يطأطؤون رؤوسهم خجلاً عند سماعها!
وكانت تلك النكتة تقول :
عندما اتفق الطرفان ـ أي البعثيون والشيوعيون ـ على قيام (جبهتهم الوطنية) كان من شروطها أن يسمح للشيوعيين بالعمل السياسي العلني في عموم العراق، وأن يسمح لهم أيضاً بافتتاح مقرات للحزب الشيوعي العراقي في بغداد وكافه المحفظات العراقية الأخرى!
وتعبيراً عن صدق نيه البعثيين وجديتهم في العمل الجبهوي، فقد أعطوا للشيوعيين بنايه كبيرة في بغداد لتكون مقراً لحزبهم العتيد.. وبناء على هذا، جاء الشيوعيون بخطاط ليخط لهم اسم حزبهم الكبير، على جبهه هذه البناية الكبيرة الواسعة .

فصعد الخطاط إلى واجهه البناية العالية، ليخط على جبهتها الواسعة اسم الحزب الشيوعي الكبير بالخط الأحمر العريض!
لكن عندما خط هذا الخطاط الحرف الأول من كلمه (المقر) ونظر إلى أسفل، وجد أحد رجال الأمن ينظر إليه بنظره ذات مغزى يعرفه جيداً.. وعندما خط الحرف الثاني من الاسم، وجد رجال الأمن قد زادوا فرداً آخر وجميعهم يصوبون أنظارهم القاسية إليه، وكانوا يزدادون بمتوالية عددية، مع زيادته لكل حروف من حروف اسم الحزب الشيوعي على واجهه مقرهم الكبير العتيد!
وعندما أكمل الخطاط ما طلب منه، وأكمل كتابته لــ ((المقر العام.. للحزب الشيوعي العراقي/بغداد)) ونظر إلى أسفل، وجد أن رجال الأمن البعثيين قد ملأوا أركان الباحة أسفله بكاملها، وكل واحد منهم يتوعده بنظرات تشي "بالويل والثبور وعظائم الأمور" عند نزوله إلى باحتهم.. وبدوا وكأنهم ينتظرون نزوله بفارغ الصبر!
فتمهل قليلاً قبل نزوله ومفكراً بطريقه للخلاص من أنياب هذه الوحوش الجائعة.. ثم هتف مع نفسه "لقد وجـــدتـــهــا ، وجدتها ، وجدتها"! ثم استدار إلى وجهه البناية وكتب من جديد :
((الحزب الشيوعي العراقي........لصاحبه......حزب البعث العربي الاشتراكي!!))
***
واليوم كالأمس، وكأنه يعيد تفاصيله من جديد.. فكما انضوى الشيوعيون بالأمس تحت جناح "حزب البعث" ، فقد انضوى ـ الشيوعيون: أعرق وأقدم حزب عراقي ـ تحت جناح "التيار الصدري" أحدث تنظيم سياسي عراقي، ولم نعد نسمع لهم صوتاً: جهراً أو همساً خيالاً أو لمساً، وكأنهم قد اختفوا من الوجود والمشهد السياسي العراقي تماماً!

ففي جميع المباحثات التي نسمع عنها بين "التيار الصدري" والقوائم والقوى السياسية الأخرى، والجارية على قدم وساق لتشكيل حكومة عراقية جديده، لم يُذكر الشيوعيون باعتبارهم طرفاً فيها أو أنهم طرفاً في هذه التحالفات الجديدة!
فهل رضي الشيوعيون لأنفسهم اليوم من "التيار الصدري" ، ما رضوه لها بالأمس مع البعثيين في جبهتهم "الوطنية والقومية التقدمية"؟؟ .. وهل تصح (حكمه وحذلقه خطاطهم القديم) مع "التيار الصدري" اليوم ، كما صحت مع البعثيين بالأمس، بحيث يمكن إحياء حكمه ذلك الخطاط.. بالقول والكتابة من جديد:
[الحزب الشيوعي العراقي..........لصاحبه........التيار الصدري]

[email protected]



#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الفوائض العربية!!
- أوراق ملتبسة؟ ....... (ورقه/9) البلاغة العربية.. والاستبداد ...
- أوراق ملتبسة؟؟ ........ [ورقه/8] الحراك الأردني : موجة ثانية ...
- أوراق ملتبسة؟؟ .............. [ورقه/8] الحراك الأردني : موجة ...
- ((المجرب لا يجرب))(4) ......... الأشخاص فقط.. أم النظام السي ...
- ((المجرب لا يجرب))(3) ......... الأشخاص فقط.. أم النظام السي ...
- ((المجرب لا يجرب))(2) ......... الأشخاص فقط.. أم النظام السي ...
- ((المجرب لا يجرب))(1) .............. الأشخاص فقط.. أم النظام ...
- قراءات في أوراق ملتبسة؟ .....(ورقة/7) ورقة الانتخابات/4..... ...
- قراءات في أوراق ملتبسة؟ (ورقة/(6 ورقة الانتخابات/3.......... ...
- قراءات في أوراق ملتبسة؟ (ورقة/(5 ورقة الانتخابات/2.. ((مشروع ...
- قراءات في أوراق ملتبسة؟ (ورقة/(5 ورقة الانتخابات/2.. ((مشروع ...
- قراءات في أوراق ملتبسة؟ ........ (ورقه/4) ورقة الانتخابات.. ...
- سورية وروسيا ونظرية ((المستنقع الأفغاني))؟ ..(ج/4 والأخير).. ...
- سورية وروسيا ونظرية ((المستنقع الأفغاني))؟ ............... ( ...
- قراءات في أوراق عراقية وعربية ملتبسة؟ ......... (الورقة/3) ا ...
- قراءات في أوراق عراقية وعربية ملتبسة؟ ...... (الورقة/2) الكي ...
- أوراق ملتبسة
- سورية وروسيا ونظرية -المستنقع الأفغاني-؟ .............. (ج/2 ...
- سورية وروسيا ونظرية -المستنقع الأفغاني-؟ ........... (ج/1) س ...


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - الحزب الشيوعي العراقي...لصاحبه...التيار الصدري!!