أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - هل سيكتمل عقد أهل الكساء؟














المزيد.....

هل سيكتمل عقد أهل الكساء؟


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5919 - 2018 / 6 / 30 - 02:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتبر توظيف الدين في السياسة أمر إستراتيجي عند الأحزاب والحركات الإسلامية كي تعبد الطريق نحو السلطة، كون الدين هو من أشّد العوامل جذبا في إستمالة قطاعات واسعة من الجماهير في البلدان الإسلامية وعلى الاخّص تلك التي لا تمتلك الوعي الكافي في بحثها عن مستقبلها ومستقبل أوطانها. كما وأنّه يعتبر سلاحا قويّا في مواجهة الحركات اليساريّة والعلمانيّة وعموم الحركات الديموقراطيّة في تلك البلدان، فسلاح الدين هو رأس الحربة في حسم المواجهات بين التيارات الإسلامية والعلمانيّة ومنها اليساريّة.

في المجتمعات المتخلفّة كما المجتمع العراقي يستطيع أي رجل دين شحن آلاف البسطاء للوقوف ضد من يدافع عن مصالحهم، بإستخدامه وتوظيفه لآيات قرآنية أو أحاديث نبويّة أو مرويّات عن أئمة الشيعة أو السنّة. وإن فشل رجل الدين هذا في إقناع هذه الجماهير لأسباب منها عدم ثقة الجماهير بالدولة أو السلطة التي يعمل رجل الدين في ظلّها، فأنه يذهب الى سلاح أمضى وأقوى وهو إتّهام العلمانيين واليساريين بالإلحاد. والأحزاب والتيارات الدينية لا تفرق كثيرا عن رجل الدين في توظيفها للدين وهي تواجه الحركات اليسارية والعلمانية عموما في حسم معركتها من أجل السلطة، فالإثنان أي رجل الدين والذي يمثل المؤسسة الدينية من جهة والأحزاب الدينية من جهة أخرى لها هدف واحد وهو قيام الدولة الإسلاميّة.

منذ بدء أوّل ممارسة يقال عنها ديموقراطية في العراق، وظّفت المؤسسة الدينية والأحزاب والحركات والميليشيات ، المذهب خدمة لمصالحها. وكان تأويل الأرقام والشعارات وترجمتها مذهبيا لدغدغة مشاعر وقلوب البسطاء حاضرة في كل إنتخابات "ديموقراطية !!" جرت بالبلد لليوم. فالتحالف الشيعي والذي كان يحمل الرقم 555 وشعاره الشمعة، إعتبرته الأحزاب الشيعية ومعها المؤسسة الدينية رقما إعجازيّا منحه الله لهذا التحالف كي يقود العراق، فكانت الخمسة الأولى رمزا لأهل الكساء والثانية رمزا للصلوات الخمس والثالثة لأركان الإسلام الخمسة. وقد ذهب رجال الدين والساسة الشيعة الى أبعد من ذلك وهم يستخدمون الأرقام وفق حساب الجمل كي تشير الى رمز شيعي وهو المهدي، فكانت قراءتهم للرقم "555" هو "يا مهدي بن الحسن أدركني". لكن يبدو اليوم ومن خلال التجربة العملية لحكم الأحزاب الشيعية بالعراق أنّ المهدي لم يدرك هؤلاء اللصوص ولا حتى فقراء الشيعة ولن يدركهم وأنّ شمعتهم قد حرقت البلد.

في الإنتخابات الأخيرة ومن على شاشة أحدى الفضائيات، صرّح نائب شيعي من أنّ التحالفات الشيعية الخمسة وهي "النصر ودولة القانون والفتح وسائرون والحكمة" هم كأهل الكساء الخمسة. ويبدو أنّ قراءته لشكل التحالفات التي ستهتم بأمر تشكيل الحكومة وعلى الرغم من النقد الذي وُجّه إليه وقتها هو أكثر عمقا من قراءة قوى يسارية وعلمانية لشكل الحكومة القادمة، كما وأنّها حددّت بالضبط عدد القوائم الشيعية وأسمائها من تلك التي ستشكل الحكومة مع أطراف أخرى، فلا نجد مثلا المجلس الأعلى وبعض التنظيمات الشيعية الأخرى ضمن أهل الكساء الذين ذكرهم.

فقائمة سائرون بزعامة رجل الدين الشيعي وأحد أهم أهل الكساء نفوذا اليوم "مقتدى الصدر" ومن أجل تشكيل حكومة أبويّة تحت رعايته بعد أن أصبحت حكومة التكنوقراط من الماضي، فتحت أبواب التحالف معها على مصاريعها، لتتنصل من برنامجها الذي يشترك فيه عدد من الأحزاب العلمانية ومنها الحزب الشيوعي العراقي، كونها قائمة عابرة للطائفية وهدفها الرئيسي هو محاربة الفساد وحصر السلاح بيد الدولة. فدخل من بابها هذا ثلاثة من أهل الكساء وهم "النصر و الحكمة وتحالف الميليشيات المدعومة من إيران أي الفتح" ولم يبق الا دولة القانون ليكتمل عقد أهل الكساء، والذي وكما تقول الأخبار أنّهم ، اي "دولة القانون" سيدخلون تحت الكساء عن طريق فتح حوار مع "محمد شياع السوداني" بدلا عن "نوري المالكي" الذي يواجه فيتو من الصدر والعامري. وأهل الكساء هؤلاء هم من حكموا البلد ولازالوا بمحاصصة طائفية قومية لم تنتج سوى الفساد الذي حوّل العراق الى واحد من أكثر بلدان العالم تخلفا وفقرا مقارنة بما دخل خزائنه من أموال.

أنّ مجرد إجتماع هذه الكتل الشيعية من جديد هو إعادة تدوير للطائفية والفساد وجنوح أوضاع البلد نحو الأسوأ، في ظل تراجع كبير ومريع للخدمات ونشاط لتنظيم داعش الإرهابي ووضع أمني غير مستقر وقابل للإنفجار في أيّة لحظة نتيجة إمتلاك 18 ميليشيا ستكون ضمن السلطة للأسلحة المختلفة وعدم إلتزام أعضائها بالقوانين المرعية، وما حادثة شارع فلسطين وترويع المواطنين الآمنين في الأحياء السكنية الا نموذج بسيط لشكل الحكومة القادمة.

الحكومة القادمة لن تكون أفضل من سابقاتها، وستفشل في إيجاد الحلول الجذرية لمشاكل البلد والشعب. وعلى الأحزاب الوطنية أن تنأى بنفسها عن مثل هذه الحكومة لسببين، أولهما أنها وإن أُسْتوزِرتْ فأنها ستحصل على وزارة هامشية وغير مؤثرة ولا تستطيع من خلالها تقديم شيء للناس، والثانية أنّ تشكيل حكومة وفيها جميع أهل الكساء والقوى السنّية والكوردية يعني عدم تطبيق ما جاء في برنامج تحالف سائرون وحينها نستطيع القول للذي يصرّ على المشاركة في تشكيل حكومة محاصصة طائفية قومية والبقاء ضمن حدود المربع الأول "كأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا".



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة فن لكنه بالعراق هابط ومبتذل
- شكراً لله
- المدن الغبيّة والثورة
- اللامعقول واللامعقول في المشهد السياسي العراقي
- السبت القادم ستعرض بلادي للبيع من يشتري؟
- السيّد السيستاني على مسافة واحدة من الخوش ولد والموخوش ولد!! ...
- البارزاني يطالب بإستمرار نهج المحاصصة
- وداعا دانا جلال .. وداعا أبن الوند
- الكورد الفيليون الشيعة والعرب الشيعة بين قانوني جهرم ورفحاء
- 31 آذار و پ. ب. راي وذيوله
- نفس العضّة ونفس الدكتور
- خمسة عشر عاما على الأحتلال ... وعود ونتائج وآمال
- نوروز بلون الدم وطعم العلقم
- طاعون فساد الإسلام السياسي سيلتهم ما تبقى من العراق
- ماذا يريد الصدر بحقّ السماء !!
- المجموعات الشيعية وتدمير الدولة الوطنية العراقية في أوّل تجر ...
- السيستاني يبايع الدعوي الفاسد حيدر العبادي
- إيران وإحياء فتوى إبادة الشيوعيين .. لِمَ اليوم !؟
- قراءة في بعض ما جاء بخطاب العبادي أمام مؤتمر -إعمار- العراق
- تحيّة للقائد الظافر .. تحيّة لفهد في يوم الشهيد الشيوعي


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - هل سيكتمل عقد أهل الكساء؟