أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - بين رعب ( أم القنابل ) وهشيم ( أم المعارك ) ... أمة في مهب الريح ؟















المزيد.....

بين رعب ( أم القنابل ) وهشيم ( أم المعارك ) ... أمة في مهب الريح ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 424 - 2003 / 3 / 14 - 04:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


      

هل هي من نكات التاريخ العربي الكبرى ، أم أنها المكابرة الفارغة والخيلاء الوهمي والمرض النفسي وحالة البارانويا الحادة التي تنتاب بعض القادة وتدفعهم لتصرفات أقل مايمكن وصفها هو السخف بمعناه المجرد والواضح ؟ ففي الوقت الذي كان فيه ( قائد ) أم المعارك السيئة الصيت والسمعة يتوسط جنرالاته المهزومين و( ينصحهم ) بنصائح تافهة حول ضرورة إيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية بين صفوف الأميركيين ؟ كان البنتاغون يجرب فاعلية وقوة القنبلة الأميركية الجديدة والتي نعتوها نعتا مشابها لنعوت السلطة العراقية الرنانة ب ( أم القنابل ) التي تزن حوالي عشرة آلاف كلغم وبقوة تدميرية هائلة تقترب من قوة قنبلة نووية صغيرة ؟ وهي سلاح مرعب ورهيب قد يلقى على شعب أعزل وبائس ولاحول له ولاقوة ؟ لتدفع الأجيال العراقية البريئة الثمن كالعادة في كل الحروب الفاشلة بينما يتحصن النظام وقادته في مواقعهم الحصينة ليحتمون بمعاناة الناس ودمارهم وليتهيأؤا للإستعداد لأعياد الميلاد الرئاسية القادمة ؟ فهل هنالك سلطة في العالم تستهتر بأرواح مواطنيها لهذه الدرجة المرعبة من السادية والحقد والرغبة في التزعم على الحطام والدمار ؟ رئيس النظام يهدد ويتوعد بتهديدات خيالية فارغة وهو يعلم أنه لو وقع بيد العراقيين فلن يبقى له أثر ؟ وهو يتلفظ بعبارات الصمود والنصر المثيرة للسخرية والغثيان فيما عائلته ونسائه وحاشيته المقربة هربها مع الرفيق ( يفغيني بريماكوف ) لتستقر في روسيا البيضاء لحين إنجلاء الموقف وإنتظار معجزة الإفلات من الفك الأميركي والعقاب الجماهيري العراقي والذي سيكون دون شك أشد قسوة من العقاب الأميركي الذي قد يكتفي بإبعاد ( الريس ) وتغييبه في منتجع فاخر ومريح ليستقر مع مطاردة أرواح ضحاياه له ؟ أما العقاب الشعبي العراقي فسيكون مريرا وقاسيا بحجم القسوة التي دمر فيها النظام العراق وشعبه ، ومماثل للرعب الذي أحاط بالعراق منذ ذلك الصيف التموزي المشؤوم عام 1979 ؟ مصير أسود وبشع ستظل الشعوب تتدارسه في تواريخها ليظل شاهدا على مصير كل ظالم جبار غشوم ومتخلف ، ففي العراق تتجمع اليوم نذر غضب شعبي عارم سيطيح بالنظام ومؤسساته بهبة جماهيرية ساحقة تعبر عن كل غضب السنين المكبوت ؟ وفي العراق اليوم نيران حقد متأججة لن يهدأ أوارها إلا بمعجزة ؟ وفي العراق اليوم تخنزن كل الرعود والعواصف ، ومن العراق ستنطلق الصورة الجديدة للإنسان العراقي الحر المتحرر من أشكال وصيغ عبادة الفرد ، والمتعطش للحرية بأسمى معانيها ؟ وفي سماء وأرض العراق اليوم تتجمع كل المتناقضات ، ومع ذلك فالنظام العراقي المهزوم مازال يدير الصراع بفشل مأساوي وبنفس أساليب التسعينيات من القرن الماضي ؟ ومازالت عبارات المبالغة في القدرات والإمكانيات سيدة الموقف ، ومازال يدير الصراع الدولي بعقلية ( فتوات حارتنا )!! متصورا أن المؤسسة العسكرية الواهية التي يتربع على أطلالها ستحميه من سوء المنقلب وبشاعة المصير ؟ مازال النظام يتأمل وبسادية غريبة أن يحتفل العراقيون معه بعيد ميلاده الميمون ؟؟ وهو في ذلك يشبه الزعيم النازي هتلر الذي إحتفل بعيد ميلاده في العشرين من أبريل / نيسان عام 1945 تحت أنقاض المستشارية بعد أن تزوج من عشيقته إيفا براون وإنتحر معها في موقف شجاع لايجرؤ زعيم البعث العراقي على إتخاذه فهو يحب الحياة بنفس الدرجة التي يحب فيها الموت لشعبه ؟ وهو حريص على السلطة قدر حرصه على إبادة أكبر عدد ممكن من العراقيين ليتمكن عن طريق الرأي العام الدولي من النفاذ بجلده ؟

وخلال معارك الفاو الأولى في الحرب العراقية / الإيرانية عبر عن نفسيته الساديه في فبراير / شباط 1986 حينما أخذ يدفع بحشود الشباب العراقي نحو محارق الموت دون وجل بقوله : سنرسل لهم رجالا لحين قطع النفس !!! هكذا دون بصيرة ولاخطة إستراتيجية ولاحرص على أرواح المقاتلين حتى تجاوز عدد القتلى الخمسين ألف شاب ؟؟؟ رغم أن المعركة كانت ضد الإيرانيين وليس ضد الأميركيين ؟ ورغم وقوف كل العرب والعالم بما فيه الأميركان إلى جانبه ؟ فكيف ستكون حصيلة الصراع اليوم إذن في ظل معطيات وموازنات القوة القائمة ؟

وكيف يتأمل النظام حقيقة أن يقاتل العراقيون من أجله بينما حل المسألة وإختصار المعاناة وتوفير دماء العراقيين مازال ممكنا عبر تنحي النظام ورحيله وتلاشيه ! وهي المهمة التي ستنجز في النهاية بلاريب ؟ فلماذا المماطلة في قضية محسومة أصلا ؟ ولماذا البحث عن ستالينغراد لن تقع أصلا ؟ ولماذا الإصرار على ركوب الوهم المطلق ؟ وعلى مناطحة الحقائق وهي تفصح عن نفسها ؟

هل سيقاتل المقاتل العراقي دفاعا عن نظام مهزوم لم يجد مايتعيش عليه سوى إجترار الشعارات والتمترس خلف شعب منهوك ومجوع ويبحث عن الخلاص ؟ وهل تتمكن حفنة من الجنرالات المزيفين من مواجهة أعتى قوة عسكرية كونية كانت لها أدوارها في هزيمة النازية والفاشية وتمتلك كل أدوات التفوق العلمي والحضاري ؟

عن ماذا يقاتل العراقي ؟ هل يقاتل لتثبيت حكم وراثي عشائري وطائقي متعفن قسم الشعب العراقي لطبقات ومراتب وأعتبر بعض العراقيين من طبقة المنبوذين ؟ كيف ينتصر نظام ماقام ولا تأسس إلا بناءا على رغبات الإرادات الدولية وفي إعتباره مجرد كلب حراسة للمصالح الغربية في المنطقة وكانت له أدواره الحاسمة في تدمير العراق وتكسيح الأمة العربية وزرع البغضاء والعداء في العالم الإسلامي ؟  وهو مايحصد العالم نتائجه اليوم ؟ ولكن كيف السبيل للتخلص من أتون حرب مدمرة ضارية لاتبقي ولاتذر ؟ هل باللهاث خلف الشعارات البائسة وتشجيع بعض العناصر اليائسة المتطرفة ؟ وهل يكون الحل بتشجيع النظام العراقي على المضي بعيدا في حماقاته وتحدياته الكارتونية التي جربها العراقيون والعرب أيام ( أم المعارك ) البائدة قبل إثني عشر حولا عجاف ؟ حينما إختفى بطل القادسية في حصونه المحصنة ولم يظهر له ولقيادته من أثر إلا في خيمة صفوان الإستسلامية ومن ثم إظهار المواقف البطولية والتاريخية للنظام في ذبح العراقيين بالجملة بعد الإنتفاضة الشعبية التي أجهضت بتواطؤ أميركي وغربي واضح المعالم ؟ والعراق اليوم يقف على أهبة إشعال إنتفاضة شعبية عارمة لن تطيح بالنظام العراقي ومؤسساته فقط بل ستمتد مؤثراتها طوليا وعرضيا في الأرض العربية ، فالنظام السياسي العربي المريض يعيش في حالة شلل كامل ؟ وإرادة العرب مسلوبة بالكامل في ظل عدم القدرة العربية على إقناع النظام العراقي بالتنحي رحمة بنفسه وبشعبه وبالمنطقة وبالعالم الإسلامي ؟ وتجاهل مبادرة الشيخ زايد بن سلطان ستكلف العالم العربي الكثير وساعتها لن ينفع الندم ولا الحسرة على ضياع الفرصة التاريخية للتخلص من المأزق القاتل بأقل ثمن ممكن ؟ والأميركان كما هو واضح وموثق لايمزحون في قضية باتت تمس مصداقية الهيبة الأميركية ، فمن ينقذ العراق وشعبه من شر مستطير قد إقترب ؟

ومن سينزع الفتيل عن أشنع حالات الدمار في تاريخ العرب أجمعين ؟

ومن سيزيح الغمة عن هذه الأمة ؟

فنظام بغداد مسحوق لامحالة ؟ وإنقاذ العراقيين واجب وأمانة في عنق الجميع ؟

من يحرر العراق من جلاديه ليبعد الشر الأعظم ؟ فأم القنابل ستجعل أم المعارك من مآسي التاريخ الكبرى ؟ .

 

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل السياسي العربي بين زايد بن سلطان .. ومفتي الجزيرة الهم ...
- شيعة العراق آفاق المستقبل ... والدور الإيراني ؟
- النظام العراقي ... والحرب القادمة ... أفواه وشوارب ؟
- الإتجاه المعاكس - .. في قمة الدوحة الإسلامية ؟
- أحاديث المبادرة الإماراتية ... وتنظيرات أهل الإرتزاق العربي ...
- الباقي من الزمن ساعة .. النظام العربي ومبادرة الشيخ الرئيس ؟
- قمة النفاق العربي ... ونقطة الضوء الإماراتية ؟
- سوريا والملف العراقي ... الحاجة لحركة تصحيحية جديدة ؟
- طه الجزراوي .. حوار الخنوع الأميركي .. وأسوار الدم العراقية ...
- عبد الباري عطوان .. وصمود القلة المؤمنة .. هلوسات العملاء ؟
- إجراءات ترقيعية ... نقل الأثاث .. أم نقل النظام ؟
- المرحوم د. مصطفى جمال الدين ... رمز عراقي شامخ وأصيل .
- موسم إصطياد البعثيين ؟
- قمة الهزيمة ... ومحور الشر العربي ؟ محاولة للفهم ؟
- القمة العربية .. والمعضلة العراقية ورصاصة الرحمة ؟
- نزع السلاح بمرسوم جمهوري ... ماذا بعد ؟
- بيان جبر .. وهلوسات محمد المسفر ... وفخ الجزيرة القاتل ؟
- من يحتوي كل تلك الحثالات الفاشية ... ؟
- بن لادن ) و(بن صبحة ) ... إرهاب مشترك ؟
- السيد حسن نصر الله ... والمصالحة المستحيلة ؟


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - بين رعب ( أم القنابل ) وهشيم ( أم المعارك ) ... أمة في مهب الريح ؟