أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - مامن أحدٍ يستطيع إختيارمصيره .... Apocalypto















المزيد.....

مامن أحدٍ يستطيع إختيارمصيره .... Apocalypto


هاتف بشبوش

الحوار المتمدن-العدد: 5918 - 2018 / 6 / 29 - 15:09
المحور: الادب والفن
    



مامن أحدٍ يستطيع إختيارمصيره .... Apocalypto
فلم من صناعة المخرج والممثل الشهير( ميل جبسن) الذي يكره اليهود حد اللعنة بحيث انه يطلق السباب عليهم بمناسبةٍ أو بدونها ، فذات يوم أوقفته شرطة المرور لسياقته السريعة وبينما يسجلون غرامته الماليه قال لهم اللعنة على اليهود ...فقالوا له ضاحكين وماعلاقة اليهود هنا . فقال هكذا هي الأمور تسير ، وغادرهم سعيدا ساخرا.
في بداية الفلم تظهرعبارة في غاية الأهمية تقول (لايمكن إحتلال حضارة عظيمة من قبل قوة خارجية اذا لم تدمر نفسها من الداخل ... ويل ديورانت) ..وهذا ماحصل للعراق وكيف جعل المجرم صدام حسين الطاغية سقوط بغداد على يد عدوة الشعوب أمريكا في وقتٍ قياسيٍ لامثيل له في تأريخ سقوط الحضارات .
الفلم يصوّر لنا مدى وحشية البشرية وقتالها المستمر في العصور البدائية منذ انْ كان الإنسان بدائيا عاريا الاّ من ورقة التوت التي تستر عورته وكيف كان القتال قبل صناعة السيف بالفأس والخناجر والسهام وماهي أبشع صورالقتل وكيف كان الألم من جراء حز الرقاب بالسكين او غرز السهام في البطون ومن دون مورفين أو دواءٍ يخفف من حدة الأوجاع عدا الأعشاب التي لايمكن لها أن تخمد ألماً يتفجر في الجسد الآدمي أنذاك من جراء طعنة خنجرٍ أو سهم .
يبدأالفلم برجالٍ بدائيين أشداءٍ عراة وهم يطاردون خنزيرا بريا بين الأدغال والأوحال وبعد جهدٍ جهيد يصطادوه ويبدؤون بأكله نيئاً بطريقة تثير القيء ، البطل هو من يوزع لحم الخنزير المذبوح على الآخرين وحسب مقام الشخص فقسم منهم يأخذ القلب او الكبد أو لحم الكتف بينما أحدهم كان عقيما لاينجب فيعطوه الخصيتين لغرض السخرية مابين الأصدقاء اللاهين المرحين ولكنه لايستطيع إستساغتها ولم يتقبل السخرية فيبدأ العراك الذي لاينتهي الا بتدخل رئيس القبيلة وهو الأب الآمر الناهي . فمنذ ذلك الوقت هناك صراعا عظيما في سبيل المأكل والكلأ .
هذا المحارب الذي لاينجب تسخر منه أم زوجته العجوز بمناسبة او بدونها لأنه بنظرها لايعرف النكاح ولا الإنجاب فذات يوم تجبره أن يدخل الخيمة هو وزوجته وأمام القبيلة بأجمعها ولايخرج منها حتى يضاجع زوجته وينجب منها توأما في ذات اللحظة ، فيالشدة الجهل العجيب غريب أنذاك لدى هذاالإنسان الذي في خلقه شؤون .
ذات مرة يصادف ان الأب زعيم القبيلة قبل يوم قد أعطى إبنه العقيم دواءاً لاذعاً إسمه ( السوانزو) وأوصاه أن يضعه على عضوه ثم يضاجع زوجته فهو دواءُ فعال للإنجاب وكان ألاب يريد من ذلك أن يخلق جوا ضاحكا ليس الاّ . وبالفعل يدخل مع زوجته للماضجعة واذا بعد دقائق تصرخ زوجته وهي في خيمتها من شدة اللذع وهو يخرج صارخا متألماً عاريا ماسكاً أيرهُ أمام القبيلة المنذهلة من هذا الموقف واذا بألاب يضحك وتضحك القبيلة كلها وتمرح بينماهو يرمي نفسه في جردل الماء ضاحكا هو الآخر كي يخفف من ألمه اللاذع . منذ ذلك الوقت والإنسان يتعاطى في إبداعه لصنع السخرية والضحك واللهو ولاسيما في الجنس الذي يأخذ الجانب الأول في حياته لأنه أساس البقاء والتناسل .
وفي يوم بينما القبيلة تضحك وتمرح وتحتفل وتشعل النار والأطفال يلعبون في الباحة والنسوة تسرّح شعرها وجدائلها يهجم عليهم قوم آخرون بغتةً ليسرقوا فرحهم وضحكهم فيقتلون منهم مايقتلون من الرجال والنساء ويحرقون خيامهم ويأخذون البقية أسرى مقيدين .
يموت أغلب مافي القبيلة حتى رئيسها الذي يهدي لأبنه قبل أن يموت خنجرا ويقول له هذا لك فهو خنجر قد حصد الكثير من الأرواح ، هذا هو العرف السائد أنذاك في إعطاء الهدايا والهبات حيث لايوجد غير لغة القتل والقتل ، والاّ ماذا يهديه ساعة ً يدوية مثلا ً أو طابة للعب كرة القدم أو موبايلا أو ماشابه ذلك.
بعد الهجوم لم يبق غير الكلاب التي تحوم والأطفال يتباكون حول جثث أمهاتهم بينما بطل الفلم الذي يحمل إسما لامألوفا ( تقريبا) يقوم بإخفاء زوجته وطفله في حفرة عميقة لاتستطيع الخروج منها وأوعدها بالرجوع فهو حبيبها الأوحد الذي لاينساها مهما كلف الأمر . لكنه لم يعرف مصيره المجهول حيث يصبح أسيرا ويرحل مع رتل الأسرى مودعا قبيلة قد أبيدت أغلب نسائها ورجالها . هذه هي الطبيعة البشرية منذ ذلك الوقت حتى اليوم على منهاج القتل والإبادة ولكن بفارق التكنلوجية التي تحصد أضعاف القتلى عما كان عليه البشر في البدائية . قتال شرس وأمة تبيد أمة من أجل الطعام والقوت والمال وأحيانا يتم القتل من أجل التسلية وقضاء الوقت والتدريب بالرمح والخناجر على أجساد بشرية حقيقية تأن وتتألم كما سنمر لاحقا ، فما أشرس هذا الذي يسمي نفسه إنساناً رحيما رؤوفا شفيعا بينما هو أسدا ونمراً بل أشد فتكا وشراسة ووحشية لاتطاق .
يساق الأسرى من نساء ورجال وأمهات وفتيات على شكل رتل موثقين من أرساغهم بعمود خشبي بالتوالي واذا تعب أسير من السير سوف يرمى في الهاوية وكأنه صرصار غير مأسوفٍ عليه . وفي مشهد حزين من الفلم عند مرور الرتل بعدد من الأطفال المتباكين على امهاتهم الموثقات مع الأسرى فيقوم أحد المحاربين بقتل أحدهم ويركل الآخرين حتى قالت له طفلة عرافة ستموت بسم الأفعى يوم يكون النهار ظلاما ويوم يطارد الفهد رجلا منكم ويمزقه اربا أربا . وبالفعل تتحق نبوءتها في آخر الفلم كما سنعرج لاحقا . انه عالم حكم الطوطمية والأساطير والخرافات الغريب والمثير للغاية .
يصل الأسرى بعد جهد مضنٍ الى مدينة حمراء من سفك الدماء والقتل حيث يبرع المخرج والمصور والموسيقي في صنع هذا المشهد بالذات في التلوين واللحن الدامي والحركة البشرية المساقة للموت والمعتقلون المحكومون بالأشغال الشاقة ورفع الأحجار الكبيرة لبناء الشاهقات مثلماالإهرامات وجبروت الفراعنة وانسحاق العامل والعبيد ، وكأنّ الواحد منهم سيزيف ومايعانيه من المٍ أبدي . في المدينة سراق ، عاهرات ، قطاع طرق ، مشعوذون ، سحرة ، مصاصي دماء ، رؤوس آدمية معلقة على الشواخص كما يفعلها الدواعش المسلمون ، مشاهد مرعبة للغاية أبرع فيها المخرج أيما براعة في وصف هذه المدينة التي تعتبرأكثر رقيا من تلك الغابة التي عاش بها الأسرى ، مثلما عالمنا اليوم حيث الفارق بين الريف البسيط وأنسامه العذبة والمدينة وماتحويه من طحن للإنسان وسرقة عمله وزجه في السجون وقتله .
يصل رتل الأسرى في المكان المخصص لبيعهم من رجال ونساء في سوق النخاسة كل وحسب صحته وشبابه ، أما تلك الأم التي كانت تسخر من زوج ابنتها عرضت في المزاد ولم يشتريها أحد لأنها لاتنفع في الجنس والدعارة ولا في شيء يذكر لشيخوختها وأسنانها المسوسة فيطلق سراحها في الساحة لاتعرف الى اين تذهب فمصيرها التسول في الطرقات والموت جوعا في منفاها القسري بينما هي تنظر بحرقة والم شديدين الى زوج ابنتها العقيم الذي مازال مكبلا بالقيد ذاهبا الى مصيره المجهول مع الأسرى الشباب الأقوياء حيث يتم بيعهم على أحد الملوك لإستخدامهم كأضحية لكسوف الشمس حيث كانت تقاليد القبيلة البدائية تقتضي تقديم أضحية بشرية شابة وذبحهم أمام الناس حين تصاب الشمس بالكسوف. وفي هذا المشهد من الفلم والمرعب للغاية والذي لايمكن لأحد أن يصدق أنّ البشرية بهذا المستوى الرهيب من القتل والوحشية والمذبحة التي لاتضاهى بحيث حين يحدق المرء للمشهد يخجل من نفسه أن يكون حفيدا لهؤلاء على مدى السنين الطاعنة في الدهور ولكنه وفي لحظة ما يتذكر جريمة سبايكر البشعة وجرائم أمريكا بحق الهنود الحمر وهيروشيما وناكازاكي وفيتنام وإبادة الأرمن من قبل الأتراك وغيرها من ملايين الجرائم المؤلمة التي تجعله متيقناً من انه مشروع دائم للقتل والإبادة . في أغلب المشاهد يدرك المرء أنّ المستوى المتدني للانسان هو هذا الذي يرتقي الى صنف الوحوش ومصاصي الدماء رغم إدعاءه بإمتلاك العقل وياليته لم يمتلك فعلى الأقل لايستطيع أن يخطط ويحتال ليقتل الآخرين ثم يتألم ويندم وينسى لكنه يكرر الجريمة مرارا ومرارا بعد نسيانٍ ونسيان .
يتبـــــــــــــــــــــــع في الجــــــــــــــــــــــــــــــزء الثانـــــــــــــــــــــــــــي



#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليومَ تسكرُ سيسيليا
- حسين رشيد في روشيرو(2) ......
- نساء (22) .......
- أنا صائمُّ وحسبي
- حسين رشيد في روشيرو (1)....
- حال العرب والمسلمين (3) ... في إحتقار الكلب
- حميد الحريزي ومحطات مظلوم (3)........
- معها.. في الواحدِ من آيار..
- حميد الحريزي ومحطات مظلوم (2)
- أزمة الكسكس المغربي اللذيذ
- حميد الحريزي ومحطات مظلوم(1).......
- زكية المرموق ، حين ترتدي فساتين القصائد(3) .....
- خمريات ..( نصوص قصيرة 18)
- زكية المرموق ، حين ترتدي فساتين القصائد (2)......
- زكية المرموق ، حين ترتدي فساتين القصائد (1)......
- نساء(21).....
- حامد فاضل وبلدة في علبة(3)...........
- نصوص قصيرة(17)
- حامد فاضل وبلدة في علبة (2).......
- عبد الحسين كحّوش ، شهيدُّ شيوعي


المزيد.....




- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 67 مترجمة على موقع قصة عشق.. تردد ...
- شاهد.. تشكيك في -إسرائيل- بالرواية الرسمية حول الرد الإيراني ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - مامن أحدٍ يستطيع إختيارمصيره .... Apocalypto