أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر ضياء محيي الدين - لغة الصفير














المزيد.....

لغة الصفير


ماهر ضياء محيي الدين

الحوار المتمدن-العدد: 5917 - 2018 / 6 / 28 - 15:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لغة الصفير

في إحدى قرى تركيا يستخدم أهلها لغة تخاطب واتصال تختلف عن كل لغات العالم ، فهم الوحيدون اللذين يفهمون محتواها ، وماذا يطلب الآخرين منهم ، ولو أردة احدهم أمر ما من أخر يخاطبه عن طريق الصفير .
في بلدنا لغة تتميز عن كل لغات العالم فهي فريدة من نوعه ، فلا احد يستطيع فهمة ويعرف محتواها إلا قلائل من الأشخاص ، فهم الوحيدون القادرون على فهمها وتفسير تفاصليها والرد على الطرف المخاطب لهم بنفس اللغة ، وما يصعب المهمة على الآخرين في تعلمها أو التحدث بيه ، لكن نستطيع فهم محتواها من خلال ما ينتج منهم بعد الحديث أو قبله على الواقع ، لأنها اللغة التي لا تحتاج إلى تفسير أو تأويل أو تحليل .
سنوات ونحن نسمع ساسة البلاد اليوم يتحدثون من الصباح إلى المساء ، عن مشاكل البلد وأهله ، وان همومهم الوحيد معالجة مشاكلنا ، ووعود في الإصلاح والتغيير, دون تغيرات حقيقة أو إجراءات فعلية منهم ، ونسير إلى الهاوية والمجهول المخيف ، ولا نعلم ماذا ستكون نهاية هذا الطوفان ، لنعيش تجربة أصعب من التي قبلها .
خطابتهم ضد بعضهم اغلبها لغة تصعيد ووعيد وإسقاط للأخر، وفي بعضها تصل إلى حد التهديد المباشر وأكثر من ذلك بكثير ، ومحاولات افشل إي خطوة قد تودي إلى إصلاح ولو جزئي ، لا تنسجم مع مصالحهم الشخصية والحزبية .
في اغلب كلامهم سواء كان في خطاباتهم لقاءاتهم منشوراتهم ، حتى على مستوى الدعائية الانتخابية ليس على مستوى المسؤولية لرجال دول يتعاملون مع يمر بيه البلد والمنطقة من صراعات محتدمة بين الكبار ، هي شعارات فارغة المحتوى ، ولا يفكرون ماذا ستكون انعكاساتها على المجتمع ، بل كانت سبب رئيسي لأغلب مشاكلنا على كل المستويات ، حتى في الطائفة الواحدة ومع الطوائف الأخرى .
لو كانت لغتهم وأثارها السلبية تقتصر على وقت أو مكان معين ، ومرحلة وتنتهي ، لكنها أسست لثقافة وصلت بلدنا إلى هذا الحد المتدني جدا ، وأصبحت ورقة رابحة لكثيرين في تحقيق غاياتهم ، وما يخشى منها قد تتعمق وترسخ في عقول الأجيال القادمة ، ليصعب علينا السيطرة عليها ، أكثر من فكر التنظيمات الارهابية المجرمة ، ولعل القادم أسوء مما نتصور في ظل هكذا لغة الأحزاب المدمرة .
خطورة المسالة ليست سهلة ، لسبب بسيط جدا ، ولو فرضنا تغير الحكم القائمة اليوم بحكم جديد ، ونكون مع شعارات جديدة من التغيير والإصلاح ، هل سيتقبل مجتمعنا بكافة فئاته هذه الشعارات ، إما ستكون دائرة الاتهام والتشيك بوعدهم حاضرة جدا ، لأننا ذقنا تجربة مريرة من دعاة الديمقراطية المزيفة ، ليكون من يحاول أو يسعى للإصلاح محاربة فكر رسخ في عقولنا ، لا إصلاح ولا تغير حقيقي ،مثل السابقون وعود كاذبة .
لغتهم لا تحتوى على غير دمار البلد وأهله ، وغايتها السلطة والنفوذ لا شي أخر مطلقا ، لأنهم لا يعرفون غيرها .




ماهر ضياء محيي الدين



#ماهر_ضياء_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش
- المهمة الكبرى
- 1 + 1 = 1
- السر
- اللقاء الوطني
- حصر السلاح
- النظام الرئاسي العسكري
- الحرب الاهلية
- الوجه الاخر
- بالحرف الواحد
- ضد مجهول
- بلاغ للراي العام
- المقاطعة والخيارات البديلة
- صفقة القرن
- الى اين
- كل الطرق تودي الى البرلمان
- الاستاد الكبير
- الكتلة الاكبر
- درعا الخط الاحمر لامريكا
- الانتخابات المقاطعون المشاركون الحاكمون الجميع فائزون


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر ضياء محيي الدين - لغة الصفير