أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ذياب فهد الطائي - الريح والبوصلة - رواية - الفصل السادس















المزيد.....



الريح والبوصلة - رواية - الفصل السادس


ذياب فهد الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 5917 - 2018 / 6 / 28 - 11:10
المحور: الادب والفن
    


الفصل السادس

ما ان يحل المساء حتى تغرق المدينة في الظلام ويعود أصحاب السيارات الذين لم يسعفهم الحظ بالحصول على بضعة لترات من البنزين الى بيوتهم حالمين بالحصول على الوقود لسياراتهم في اليوم التالي، ويلملم الباعة على ناصية الشوارع حاوياتهم البلاستيكية من البنزين المغشوش بالماء، أما اصحاب المولدات الكهربائية اللذين يجهزون البيوت بالتيار الكهربائي والذين يصعدون بالأسعار ببطء ولكن بإصراروفقا لقوانين السوق الجديدة ويتولون الحراسة المسلحة لأجهزتهم، في حين تشاهد خيالات لأشباح بدون ملامح تتخفى في منحنيات الطرق وظلمة ألأزقة ، تسمع رشقات من رشاشات أو بنادق الكلاشنكوف تخترق السكون المشحون بالتوتر، وتتناثر الإشاعات في كل زاوية عن استهداف الشرائح المتعلمة في المدينة وعلى نحو منهجي منظم، ألأطباء ،أساتذة الجامعة ، الرياضيين .

في هذا الخضم المليئ بالفوضى والجنون وروح الخراب التي تنشر ملامح وحشية على وجه المدينة قال فوزي
: علينا ان نخرج بمواقف مناهضة ومجنونة بحب الحياة ، ان نرفع مصباح الضوء ليكشف ألأشباح المتسللة الى عمق حياتنا

: كيف ؟ قال رياض

: ان نحتفل بذكرى الموسيقار الموصلي المبدع (زكي ابراهيم ) وان يكون هذا ألاحتفاء بصرح موصلي (صالون نينوى ألثقافي )، يجب ان لانسمح ان يكون عنوان زمننا هو هذا الخراب ،هذا الهذيان الجنوني الذي لاينفك يسمعنا اياه شيوخ الأشباح

: قال اشرف : سأبحث عن جرجيس فهو أ فضل من سمعته يغني ( ياقرة العين)

كان الحفل رائعا غنى فيه جرجيس من سويداء قلبه واعاد ذكريات الزمن الوردي وكان الفولكلور الموصلي قد أعاد تشكيل الأمل الذي نثرته وحشية الأشباح المسلحة واشرقت وجوه الحاضرين كشموس صغيرة تعيد الدفئ في زوايا الحياة التي غزتها الظلمة ، كرر الحاضرون طلبهم باعادة ( كشك وعدس ما أحبو ) ومع( كبرت بان ) بدا وكأن ستارة قد اسدلت على Hحزان الحاضر لتسمح بشيء من الترويح ولتختفي صور البشاعة اليومية للتفجيرات العشوائية ، أية مفارقة يعيشها انساننا ، بعد الجسور الجاثمة على دجلة كقدر تقرر بإرادة تملك قوة مطلقة تقف ألأشباح ، التي تعشق دكنة الظلال، متربصة في عمق الظلمة لتطلق النار على كل ما يتحرك مسلحة بتفويض هو الآخر مطلق يضمن الجنة بنسبة تتوافق وعدد الضحايا ، وهنا في هذا ألأحتفال تنطلق النفوس رضية يجمعها تآلف حميمي مشترك يتخطى المخابئ الحجرية التي تنز برياح الموت وينطلق بحنين ألإيمان بالحياة وحيث الشمس تغمر الكون بضوء يمتد حتى خفايا الروح ،

ظل فوزي يشعر بنشوة غامرة لنجاح الاحتفال ولأنه خلق بالضد حالة جديدة من التفاعل مع الحياة وألتحدي ،وفي العدد الجديد من جريدتنا ( نينوى اليوم ) كتب مقالا موسعا حول الموضوع وفي النهاية قال ( نحن النور والهواء وانتم الخراب والظلام ، نحن الأمل للأنسان وانتم هذيان الجنون ).

قلت لوداد : لدي ما اريد قوله وكم أشعر بالرغبة في أن تطّلعي عليه قبل ان اسلمه لأشرف ؟!
بدت جادة وهي تقرأ

: رائع ! يمكن القول ان صحفيا حقيقيا قد باشر عمله!

كنت اشرف على صفحة الطلبة من الناحية السياسية واعلق احيانا ببضع عبارات وقد اشطب على بعض المقالات التي تصلنا ولكني لم اكن افكر بالكتابة في الصفحات الأولى ، كانت وداد مندهشة حقا ، هذه الروح هي التي نحتاج ان تسود ،كررت ذلك أمام رياض ، من هذا الركام تعود الروح العراقية، البحث هو جوهر الأشياء وسنجد ان في أعماقنا ، خلف شلال الدم وركام الخراب ورائحة الموت لاتزال هناك إرادة في البناء وكنس كل هذا الحطام ونشر الضوء في كل الأمكنة بحيث لن تجد الأشباح مكانا للاختباء، سننهي هذا الزمن لأنه زمن يحمل فناءه وسنبني ثانية الزمن المشرق زهوا والذي ينبض بحب الحياة.

استغربت لأن ابي لم يبدي ردة الفعل التي توقعتها وانا أعرض عليه ان نعيد بناء البيت.
قال: متى ستباشر ذلك ؟
قلت: هذا يتوقف على توفر المال الكافي وبالطبع بعد تحديد الكلف !
قال : لاعليك اتفق مع مقاول معروف ولاتفكر بالكلفة !
قلت: يبدو ان أبا سمير لديه اسراره !
ابتسم وربت على كتفي وقال: عليك ان لا تنسى عند اعداد المخططات ان تخصص غرفتين للأطفال !

قفزت أمامي صورة وداد ، الأمر ألآن دخل في مساحات الجد! حسنا ايها الجد الذي يحلم بالمستقبل في وسط عنفوان استباحة الدم وتسيّد الأشباح مقتربات الجسور الموصلية ليلا واصوات القنابل ألأمريكية وانفجاراتها وهي تهز المدينه وحشرجات الضحايا وهم يغادرونا ، كيف يولد الأمل من رحم ألاحباط!

قالت وداد : نعم أعرف مهندسا مدنيا يعمل في مقاولات البناء وبالطبع لا تنسى السيد رياض فهو مهندس ايضا ! ولكن قل لي ،لماذا يفكر ابوك بألأطفال وبالطبع بالزواج ؟ هل لديك مشروع سري ؟!

: نعم!

بدا عليها شيء من الارتباك وكان من الواضح انها تتحرج ان تذهب الى أبعد من ذلك في (استعلامها) فالمسا حة الآن بالغة الخصوصية ولاتريد ان تتطفل، كانت تتفادى نظراتي وكأنها تخشى ان أكتشف سرأ لاترغب ان أراه في عينيها كزهرة ( عصفور الجنة ) حلوا متفتحا، ولأنها لاتريد ان تبدو كمراهقة يسكرها الحب ،اتخذت سمت الجد وقالت انها تعتقد ان لي مستقبلا واعدا مع الصحافة ، كانت انتقالة غير موفقة ! هذا ماقلته لها، ابتسمت فيما تورد خداها وأضاءت شموس صغيرة عينيها الكستنائيتين وشعرت ان لمعانا مدهشا قد تسرب من كل الأشياء ، وان ِشجيرات الحديقة تبتسم بحلاوة وهي تزهو بألق ربيعي وكأنها على موعد مع تويجات القداح ، شعرت اني قوي بما يكفي لأقول لها اني أحبك ، وان عنفوان الحلم الذي يتملكني يزرع في روحي شجاعة ألف رجل واني يمكن ان أعيش طموحاتي الشخصية في زمن الموت والردة والظلام ، ان اليوم هو وقت اعلان بدء رحلة المستقبل معك أيتها الأثيرة ( وداد ) , ربما قلتها بصوت عال فقد ردت ،

: نعم !

كانت أمامي كوردة كاردينيا تفيض بالرقة وتنشر عطرها الناعم وتشيع من حولها سحابة شفافة من العذوبة ، لازالت الحياة مليئة بمتع لم نكتشفها بعد ولن تصل اليها الأشباح ، متع ألانسان المختبئة في مداخل روحه .

: لابد لي من ان أعترف لك !

صمت محاولا ان استكشف طريقي فيما شمل المكان سكون مشحون بالترقب فالخطوة التالية هي قفزة في المجهول ، كنت من جانبي أشعر وأنا ألاحق أطيافها في خيالي بمشاعر حلوة تهب روحي الكثير من الفرح والسعادة والقدرة على تخطي المصاعب لتحقيق شكل جديد لحياتي ، كنت وأنا أسترخي عند دجلة فجرا أراقب الماء الذي تغلفة غلالة رقيقة من الضباب فيما تبدو السماء التي تغطيها ظلال الفجر وكأنها تهمس بحنين طاغ ، كنت أشعر ساعتها إن وداد هي السر الذي يحمله النهر وتهمس به السماء ليتسلل الى كياني كله فأنصت بنشوة ساحرة مرددا اسمها كتعويذة ترقي روحي .

ولكن ماذا عنها ، أعني ماذا أمثل انا بالنسبة لها ، لقد وقفت معي بشجاعة اثناء مراجعتي المنهج الدراسي ،ووقفت معي ايضا في النقاشات التي دارت حول توزيع المهام في جريدة الحركة ، واعطتني إشارات مشجعة حين تحدثت ببساطة وبوضوح عن عائلتها ، وكان في عينيها ألق يرشح الضوء والعطر ونحن نتحدث في المطعم او في نادي الكلية أو في غرفتي بإدارة الجريدة ، ولكن هل يمكن الركون الى ذلك ؟ يجب أن أباشر الخطوة نحوها وان لا أركن الى نواياي التي قد تكون زائفة ! الحب لغة مشتركة وإلا أصبح الحديث خرافة ملعونة لاتأتي الا باليأس .

: بماذا ستعترف ، أرجو ألا تكون قد ارتكبت خطأ قد يعاقبك ابوك عليه !

كانت تحاول ثانية التخفيف عني

: اني أحبك !

شعرت اني قد أنهيت شوطا طويلا من السباحة في بحر هائج واني أقف على الشاطئ فخورا اني قد نجحت وسعيدا لأني أراها امامي كأنها حورية البحر ملؤها السحر والعذوبة مطوقة بقلائد من المرجان الأحمر الملتهب بحمرة شقائق النعمان وهي تفتح تيجانها للشمس والهواء في نيسان، متماوجة على سفوح التلال عند حمام العليل ،
: لم ترّدي ؟

: ماذا اقول ! انت تحبني وهذا رائع !

كانت تتخابث ، أعرفها حينما تخفي ابتسامة ودودة ولكنها كتباشير أول زهر الرمان حين يتدارى عن شمس الصباح الكسولة التي تعابثه بعفوية الولادة الأولى للأنطلاق والتفتح ، ولكني على الرغم من ذلك شعرت بشيء من الارتباك فمثل هذه الأجوبة عادة ما تسبب لي تشتتا في أفكاري وكأنها تتوزع على مساحة لانهائية من الأفتراضات .

: فقط !
كنت ابحث عن تحديد اكثر وضوحا
: لا ..... بالطبع لا !
: ولكن ماذا يعني هذا ؟!

: يعني ببساطة اني احبك !
كرياح تحملني بعيدا، كطائر الأحلام يأخذني الى زمن المسرة مجتازا مفازات الخوف ، شعرت اني اكتشف بلادا أخرى وتتجدد أمامي صور الناس وأعيش تجليات لحظة صفاء ،

دخل فوزي وفي يده نسخة الجريدة
: بالتأكيد سنحتفل !

كنت أبحث عن سر حماسته ، فهل سمعنا نتحدث ؟علي ان أظل مراوغا حتى أستجلي غرضه، أنا لم أستكمل حديثي مع وداد بعد والوقت غير ملائم لإعلان مثل هذه العلاقة !
: ولماذا ليس ألآن ؟! هل لديك مفاجأة اخرى ؟!
: لا .... ولكن هل يستحق الموضوع ألاحتفال ؟!
: مثل هكذا مقال ومن صحفي جديد ، نعم يستحق ، الولادة تستدعي ألاحتفال، وهنا في جريدتنا ولد صحفي موهوب،
: شكرا
استأذنت وداد لتخرج في حين ظل فوزي يتحدث عن الصحافة وأهمية الإعلام في المرحلة الراهنة وضرورة البحث عن صيغ جديدة للعمل وأخيرا قال
: تعال الى مكتبي , لدي امرين يخصانك.

قدم لي أولا مجموعة كتب تتحدث عن الصحافة والإعلام وكتاب موجه الى نقابة الصحفيين للموافقة على اشراكي بالدورة التدريبية لصحفي المحافظة، طلب شايا وصمت يتطلع الى الحديقة الصغيرة عبر زجاج الشباك المغبر ، لم أشأ ان اقطع عليه تفكيره وكنت أيضا ما أزال أحس بطعم كلمات وداد تحت لساني فيما شعور ناعم من الرضا يملأ كياني.
: تبدو سعيدا ؟
: آه , لماذا ؟
: قسمات وجهك تفضحك دائما ، قل لي بصراحة هل انت على علاقة ما مع وداد ؟
جفلت وانا أسمع اسمها ودق قلبي بعنف وكأني فوجئت بأن احدا ما يعرف هذ ألاسم لأنه يخصني أنا !
: أريد فقط ان انبهك الى انها تستحق كل احترام وهي من عائلة محافظة ، الحب مقبول ولكنه يسلك طريقا واحدة ! أرجو الا أكون متطفلا فأنت صديق عزيز وشاب ناجح ويهمني ان نظل اصدقاء
: شكرا ، كما اني اتفهم حرصك ،وقريبا ستسمع اخبارا طيبة
: لدي مفاجأة لك ! لقد تقرر زيادة مرتبك ! ارجو ان تسهم الزيادة الجديدة في تغطية مصاريف الحفلة القادمة !

حققت الجريدة نجاحا في التوزيع فقد بلغت النسخ المباعة حوالي الفين وخمس مئة نسخة من كل عدد كما ان الجريدة توزع ثلاثة آلاف نسخة مجانية لدوائر الدولة وادارات المدارس والمحال التجارية وهذه الأخيرة يقول فوزي تعلمها في إنكلترا أيام الدراسة ، التمويل الرئيسي للجريدة من ألإدارة ألأمريكية في المحافظة كما علمت من أشرف الذي برر ذلك ان معركة الديمقراطية متعددة الجوانب وشرسة وأمام التمويل المتعدد المصادر الذي تحصل عليه القوى المعادية تصبح قضية توفير مصدر لدعم آليات ووسائل نشر الديمقراطية مسألة حيوية ، والمصدر الثاني هو الإعلانات التي نجحت الجريدة في اقناع بعض اصحاب المصانع الصغيرة والمحال التجارية الترويج لنشاطاتهم فيها .

كانت الحلقة الدراسية التي أقامتها نقابة الصحفيين فرع نينوى مرحلة هامة بالنسبة لي، فقد تعلمت فنون الإعلام بشكل منهجي ومنظم وقد استفدت جراء المتابعة خارج حلقات الدورة من بعض المحاضرين في جوانب عديدة من العمل الصحفي ، سيّما ما يتعلق بصياغة الخبر الصحفي و تصميم البحوث الإعلامية ، رغم قلة عدد الندوات الثقافية إلا اني اصبحت أحرص ان أستمع الى مايدور فيها ، وبدأت اتعرف على عوالم جديدة ولم تعد المصطلحات ألأدبية أو السياسية تشكل مغاليق يصعب تجاوزها .

في الندوة الفكرية التي كان أهم المتكلمين فيها أشرف ، استمعت الى خصائص لم تكن تثير اهتمامي ، قال اشرف ان نينوى ومدينة الموصل على وجه التحديد لم تعرف في تاريخها التشدد الفكري ولم تظهر فيها حركات متطرفة أو أفكار مغالية ، في أحيان نادرة كان التطرف ضيفا في مدينتا ولكنه ضيف غير مرغوب به وسرعان مايغادرنا ، في تاريخنا القديم لم تظهر حركات مشابهة لحركة الزنج في البصرة او لحركة القرامطة ، كانت الدولة الحمدانية تمثل نمطا مغايرا من التسامح الديني والمذهبي ، اما حركات الخوارج فلم تعمر في هذه ألأرض لأنها نبتة صحراوية تحتاج الى تربة جافة تماما كنبات الصبار ، وأخيرا قال بان مانراه اليوم من وجود قواعد للإرهاب لن يكون الا مسألة عابرة ، وألأشباح التي تروع المواطنين لن تجد لها أماكن تتخفى بها لسبب بسيط هو ان الموصل ارض الشمس والضوء والحب فابراهيم الموصلي واسحاق الموصلي والملا عثمان الموصلي كلهم رسل حب وصفاء ، ان المخيلة الجمعية للموصل غنية بتمادياتها ولهذا فهي تتكيف مع المعطيات الجديدة دون ان تفقد خصوصيتها .

حين طلبت الكلام شعرت بشيء من الرهبة أمام الأعين التي استدارت بتعابير متباينة تشملني بتفحص متأن ، كنت اريد التعليق حول نقطة وجدت انها مهمة، طرحها رئيس اتحاد ادباء نينوي على شكل تساؤل عن مدى شرعية التحالف بين عناصر الارهاب وبعض التيارات السياسية ، قلت ان هذا التحالف لن يكون إلا مؤقتا لأنه تحالف هش ، قد يصطاد بيت العنكبوت الذباب ولكنه يظل اوهى البيوت، ان هذا التحالف قضية ملتبسة والدفاع أو الترويج لها ليس أكثر من تدليس .

كانت وداد تتطلع نحوي باستغراب لم أفهمه، في البداية خمنت انها لم تكن تتوقع ان اتحدث أمام مثل هذا التجمع الذي ضم الكثير من المثقفين وأساتذة الجامعة والصحفيين ، ولكن معان أخرى لاحت في نظراتها فهمت أخيرا انها تستغرب ان أتحدث بهذا الوضوح والتحدي والمدينة تغرق في تيارات السموم وتحكم ليلها سطوة التوحش وتمسك بمنافذ الحياة أشباح الموت .

جرت مناقشات متنوعة وفي فترة الاستراحة توجهت نحو وداد

: سأجلب لك شايا

: شكرا

كانت حروف الكلمة تعبر عن قلق ،الصوت يفضح أحيانا خلجات النفس ، نظراتها تعبر عن أسف عن شيء ما ، شعرت اني ربما ارتكبت خطأ

قبل ان استدير قالت : سمير، قهوة....رجاء!

صممت ان أحسم الموقف ونحن نشرب القهوة صامتين فيما كان لغط عال يدور حولنا ، كان الجميع يتحدث ولم يكن أي من المتكلمين يعطي نظيره الفرصة ، كان الحديث متقاطعا وصاخبا يدور حول السياسة والاقتصاد والفلسفة وأمور أخرى لا أجد من المناسب ألإشارة اليها ولكن على إفريز الشباك اتكأت فتاتان كانتا تتحدثان بصوت هامس كأنه الفحيح عني و وداد.

قالت وداد : تصور ان موضوعا مثل موضوعنا يشغل البعض على الرغم من كل مايدور هنا وما يجري في الخارج ، ان روحنا لم تتغير وأنت تتحدث عن صلابة علاقاتنا ألأجتماعية !

لم أعلق فالتعارض التي استنتجته سيدخلني بمناقشة لا أعتقد اننا في المكان الملائم للمضي فيه .

: ولكن لدي موضوع آخر اكثر أهمية !

: ماهو

: أزوركم في البيت برفقة ابي !

: ولكن لماذا ؟

ثانية نبرة الصوت كانت تشي بانها تخمن السبب ولكنها تتجاهله

: حسنا ..... في البدء كانت الكلمة، هل نحن ضيوف مرحب بهم ؟
: نعم..... ولكن متى ؟

: اليوم هو ألأحد،نقول الخميس الساعة الرابعة

: ملائم فأبي في عطلة أيام الخميس

رن الهاتف المحمول خاصتي ، كنت أشكو لوداد قلق ابي حين أتأخر فاقترحت علي ان أشتري جهازين أترك احدهما لديه والثاني معي ، حين قلت انه قد لايعرف استخدامه ، قالت حسنا خزن رقمك لديه ويمكنه بسهولة ان يطلبك , وبالطبع تستطيع ان تطمئنه انت بكل ألأحوال ، كان ابي على الخط ، قال بان البنزين قد نفد وان مضخة الماء معطلة والمزروعات عطشى كما ان نفط ألإضاءة على وشك النفاد.

المدينة تغرق في الظلام بعد السابعة فالطاقة الكهربائية تتوقف بعد كل ساعتين ولمدة أربع ساعات ،وعود وزارة الكهرباء لاتنقطع مبشرة بألأمل بتحسن إمدادات الطاقة ، ولكنها وعود لم تستطع ان تقاوم الواقع المر الذي نعيشه ،كما ان طوابير السيارات المنتظرة دورها للتزود بالوقود تتضاعف ، ويحظى وزير النفط باكبر كمية من الشتائم اليومية ، اما النسوة اللواتي تعبن من البحث عن قنينة غاز للمطبخ فقد عمد بعضهن الى استخدام الخشب او بقايا جذوع الأشجار .

في الليل تندفع ألأشباح في كل الزوايا ،على تقاطع الطرق وعند مداخل الجسور تنتشر رائحة الموت و الدم والخراب ، وتخضع المدينة لقسوة وحشية على إيقاع كل أنواع الانتهاكات للكرامة الإنسانية وفي ملاذات الأشباح وألأمكنة الخفية لها ترتكب المحرمات بحق كوكبة من شباب المدينة ، عقوبة شيطانية لأن المدينة ترفض ألاستسلام ، كان ابي الخائف دائما حين أتأخر ليلا يكظم غيضه بصعوبة ولكنه لايلومني ، أصبح صمته قناعا على ملامحه الحنطية وظلالا عميقة في نظراته الثابتة ، وغدا يتنقل في البيت أو المزرعة كطيف رقيق ، يعبر السواقي الصغيرة ويرفع السواتر الترابية ويقطف المحصول بهدوء حد السكون المطلق ، وبعد ان اكتمل البناء الجديد رفض ان يستبدل سريره الخشبي الذي بات يصدر أصوات أنين مكتوم وهو يتحرك فوقه، قال لا ، هذا المكان الوحيد الذي بقي لي من أمك ، شعرت بشيء من ألإحراج .
ولكن وداد قالت : الآن استطيع ان أطمئن الى مستقبلي معك ! فالجينات بالتأكيد ستكون متشابهة وستظل خيالاتي في ذاكرتك !

قلت لها: سيظل حبك النهر الذي يطهر روحي

ابتسمت بعذوبة

قالت : لابد ان تذهب فالظلام مع الوحدة لابد ان يرفعا من درجة الكآبة ، الوالد بأنتظارك !

كانت الساعة التاسعة حينما غادرت المكان ، دراجتي البخارية قوية وسريعة بما يكفي لأن اجد منفذا للهرب ، الشوارع مظلمة وفي الليل لا يتواجد عادة الا نوعين من البشر ، ألأمريكان الذين يقيمون نقاطا للتفتيش وبالطبع يساعدهم رجال ألأمن الوطني والشرطة ، وهناك أيضا ألأشباح الملثمة عادة حتي لو كانت درجة الرؤيا معدومة، والذين يقيمون نقاطا للتفتيش عند نقاط التفتيش ألمشتركة يتعرض المواطن فيها الى بعض المضايقات التي قد تصل الى الإهانة المتعمدة خصوصا اذا ماوجدوا في إجابة المواطن رائحة التذمر او عدم ألإستجابة الفورية لأسئلة مستفزة في الغالب، بالطبع قد يتعرض المواطن الى نتائج أسوء من هذا بكثير ، اما عند نقاط تفتيش "ألأشباح" ( ذلك لأني طوال أربع سنوات لم اتعرف على أي منهم وحتى من عرضتهم القناة الفضائية العراقية كانوا مجهولين تماما رغم انه تم نزع لثمامهم ) فان المواطن عادة يكرر الشهادة مرتين لأنه قد لا يتسنى له ذلك اذا ما شكّوا بأمره وهم كثيروا الشكوك !

استوقفتني دورية أمريكية ، كان المترجم مرحا ،أعاد لي هوية نقابة الصحفيين وقال بأن أتوخى الحذر فقد تم اختطاف حوالي خمسين شخصا كما ان قتالا مايزال يجري في منطقة الغابات وعند ألأقسام الداخلية للطلبة ، حين تواصلت رشقات من الرصاص غادرتني سيارة الهمر المصفحة على عجل وتمنى لي المترجم ليلة سعيدة .

بدأت حدة القتال تتصاعد وأخذت ثلاث مروحيات تجوب سماء المنطقة للحظات ثم بدأت بإطلاق بضعة صواريخ ودفعات من الرصاص وأخيرا صمت كل شيء ، حين وصلت الدار كان ابي يجلس القرفصاء على صخرة عند الرصيف القريب ، نهض دون ان يوجه لي كلمة ، في الداخل أشعل سيكارة كان احتراقها يبعث رائحة قوية .

: الشيخ عبد الله كان هنا منذ ساعتين ولكنك تأخرت ، لقد طلب ان تقابله في الجامع عند صلاة الفجر
: ولكنك تعلم اني لا أذهب للجامع لإداء الصلاة

: قال اذا لم تستطع فانه ينتظرك في بيته الساعة العاشرة

كان الشيخ عبد الله إمام وخطيب أحد الجوامع الصغيرة المنتشرة في الموصل والتي شجع النظام السابق على بنائها كجزء من الحملة الإيمانية التي تم تبنيها في مواجهة المخاطر السياسية التي شملت المنطقة بعد غزو الكويت ،بناء الجوامع كان قد تم التوسع به نظرا للامتيازات التفضيلية التي تقررمنحها لمن يتبرع بالبناء وعلى وجه الخصوص الاعفاءات الضريبية وألأولوية في الحصول على مواد البناء من المصانع الحكومية وتسهيلات الاستيراد بالنسبة لمواد الحديد والخشب.

لم يكن الشيخ عبدالله شخصية معروفة في المنطقة فقد كان شخصا قليل ألاختلاط حذرا في تعامله لا يتجاوز في خطبته ألأمور المتعلقة بالتوجيه الأخلاقي والدعاء للرئيس القائد ، كنت أعرفه من تردده على السوق لشراء احتياجات عائلته وكان يكلفني احيانا ان اشتري له بعض المواد التي تأتي بها القرويات في الصباح الباكر ، كان طويل القامة نحيلها ، وجهه صغير دائري الشكل وعيناه صغيرتان بنظرات قلقة وكأنه يتوقع سماع خبر غير سار فهو يتلفت باستطلاع ، سمعت أحد الذين يؤمّون الجامع للصلاة يقول ان لغته العربية سليمة وحينها لم أكن أهتم لذلك وكنت اعتقد ان صوته لايصلح لأداء ألأذان لأنه لم يكن جميلا أو مؤثرا ، لديه ثلاث بنات تزوجت الكبرى بعد سقوط النظام بعدة اشهر من شخص لايعرف عنه أحد في المنطقة شيئا، ترددت إشاعات انه من نجد وانه يسكن معه في البيت ولكنه يقيم بدون موافقة رسمية ، على العموم حصلت الكثير من التغيرات بعد هذا الزواج فقد أصبح الشيخ عبد الله موسرا وبدأ يرتدي العباءة من النوع الفاخر، جدد أثاث منزله بالكامل وفي المدرسة المتوسطة للبنات لاحظت الفتيات ان ابنتية بدأتا اكثر اهتماما بمظهرهن فيما بدا سلوكهن متعاليا مع ميل للعزلة ،تؤكد الصغرى ان ام حكمت (الدلالة) لاتفتح بضاعتها ألأجنبية الا في بيتهم ! أم حكمت تقول (البخل طبع ! بنات الموصل قبل الأثرياء الجدد أسهل في التعامل، كل شيء قد فقد مذاقه! )

حين سمح لي بدخول المنزل كان الشيخ عبد الله يجلس على سجادة حمراء ويضع خلف ظهره وسادة من الصوف كبيرة الحجم ، حين سلمت لم يقف كما هي العادة في بيوتنا وكان يعبث بلحيته التي لم تكن واضحة المعالم قبل سقوط النظام فقد كان يحرص على حلاقتها بماكنة ناعمة .
كانت الإضاءة في الغرفة المستطيلة كافية رغم ان ستائر ثقيلة كانت مسدلة على الشبابيك ،كان هناك مصباحين كهربائيين يشعان ضوء أبيضا ، على الجانب الأيسر كان زوج ابنته الذي بدا صارم النظرات على شيء من اللؤم والبلادة ، رمقني بنظرة طويلة متفحصة .

قال الشيخ عبدالله: تفضل بالجلوس

خمنّت ان هناك أمرا بالغ ألأهمية ، جلست الى الحائط ولكن بدون وسادة لتسند ظهري ، لماذا جئت ؟ كان الفضول يحرضني على الحضور ، خشيت ان يذهب بنا الحديث الى مديات يصعب التحكم بها وخصوصا وان الرجل ذو اللحية المثلثة والوجه ألأسمر بملامحه اللئيمة كان مايزال يتطلع نحوي بصمت موح ، حاولت ان أسيطر على مشاعري وان لا أذهب مع شكوكي فتداريت بالتطلع الى الغرفة المؤثثة بإسراف ولكن دونما ذوق ، كانت مفروشة بسجادة حمراء كبيرة فكرت انه ربما أوصى المصنع بطلب خاص لحياكتها اذ لم يكن الحجم من الشائع تجاريا ، وعلى الشبابيك ستائر من القديفة بلون داكن مزينة بحواش عريضة من الابريسم الأخضر وبدا من الواضح انه تم دهان الحيطان حديثا فقد كانت رائحة أصباغ خفيفة تنتشر في جو الغرفة .

: كيف حال أبيك ؟

: بخير !

: كنا ننتظر حضورك الى الجامع يوم الجمعة ؟!

: تعلم اني أعمل وأدرس وأساعد والدي فيما اذا توفر فراغ

: ولكن الله أمرنا ان نذر البيع يوم الجمعة وان نؤم الصلاة !

: صحيح واعترف اني مقصر والله غفور رحيم, بسم الله الرحمن الرحيم
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم


: على اية حال نحن نتابع نشاطاتك وبالطبع نحن غير مقتنعين بموقفك مع الكفرة والمرتدين

: ولكن ياسيدي الشيخ ...

قاطعني ذو اللحية المثلثة : لنحدد أرضية النقاش يقول إنك مع الحكومة وهي من شريحتين ألأولى كافرة والثانية مرتدة ، الأولى تستحق القتل والثانية تستحق الحد

كنت أود ان أقول له ....ولكن من أعطاك الحق في تصنيف الناس والحكم عليهم، ولكني كنت أدرك جيدا ان النقاش سيكون مسدودا وان حكما ما قد صدر وان البراءة غير ممكنة مع الوقوف في الجانب ألاخر ، كان لابد من الاعتراف اني بدأت أشعر بالخوف فالدعوة لم تكن لاستمالتي اليهم ولكنها كانت لإبلاغي الحكم.

: صحيح ،ولكن ألا تعتقد انه من الواجب ان نعمل من الداخل لتصحيح المسار

: لا ، لقد انتهى الوقت وجاء دورالعمل

: والمطلوب ؟

: ان تكون معنا ! وإلا حق فيك قول الله جل وتبارك ( بسم الله الرحمن الرحيم :قل للمخلفين من الأعراب ستدعون الى قوم أولي بأس شديدتقاتلوهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وان تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما )

: سأفكر بالموضوع

: أمامك يومين .

كانت لهجة الشيخ عبد الله قاطعة تتضمن تهديدا واضحا ،لم تكن الحروف ذاتها هي التي نقرأها ونكتب بها، كانت حروف وحشية تنز منها رائحة الدم ، تقف أولا بين أسنانه وكأنه يختبر صلابتها ثم يطلقها فيما يأخذ وجهه شكلا شيطانيا خطيرا .



#ذياب_فهد_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الريح والبوصلة - رواية - الفصل الخامس
- الريح والبوصلة - رواية - الفصل الرابع
- الريح والبوصلة - رواية - الفصل الثالث
- الريح والبوصلة -رواية -الفصل الثاني
- الريح والبوصلة رواية -الفصل الاول
- تغير هيكل التجارة الخارجية العالمية
- لايموت الصبار عطشا -رواية (من حكايات انتفاضة 1991 ) الفصل ال ...
- لا يموت الصبار عطشا /رواية /من حكايات انتفاضة اذار 1991 الفص ...
- لايموت الصبار عطشا /رواية (من حكايات انتفاضة اذار 1991 )الفص ...
- لايموت الصبار عطشا /رواية (من حكايات انتفاضة آذار 1991 )الفص ...
- لا يموت الصبار عطشا /رواية -من حكايات انتفاضة اذار 1991 /الف ...
- لايموت الصبار عطشا /رواية / من حكايات انتفاضة 1991 -الفصل ال ...
- لا يموت الصبار عطشا (من حكايا انتفاضة آذار 1991 )الفصل الثال ...
- لايموت الصبار عطشا - رواية - الفصل الثاني
- رواية/ لا يموت الصبار عطشا /حكايات من انتفاضة 1991 /الفصل ال ...
- رواية -ثلاثة اصوات من البصرة /الصوت الثالث -ألأب
- رواية - ثلاثة اصوات من البصرة /الصوت الثاني
- ثلاثة اصوات من البصرة /الصوت الاول -الإبن
- من حي الزنجيلي في الموصل الى حي النصر في بغداد /الفصل الثالث ...
- من حي الزنجيلي في الموصل الى حي النصر في بغداد-الفصل الثاني ...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ذياب فهد الطائي - الريح والبوصلة - رواية - الفصل السادس