أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوهر يوحنان عوديش - ما احوجنا الى قائد مثل انجلينا جولي














المزيد.....

ما احوجنا الى قائد مثل انجلينا جولي


كوهر يوحنان عوديش

الحوار المتمدن-العدد: 5916 - 2018 / 6 / 27 - 12:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعيدا عن الدستور الذي يطبق حسب الاهواء والمصالح الشخصية للمسيطرين على مقاليد الحكم في العراق، وبعيدا عن الانتماء الطائفي الذي على اساسه توزع المناصب السيادية في العراق الديمقراطي!!، وبعيدا عن الارتباطات والتبعيات لنيل مباركة الدول الاقليمية لتسنم منصب رفيع بمستوى رئيس الوزراء!!، وبعيدا عن كل المزايدات الوطنية التي نسمعها من الوطنيين ( حتى النخاع ) الذين دمروا الوطن وساكنيه منذ تسلمهم للسلطة، وبعيدا عن كل المثاليات والشعارات الرنانة التي تلاعب مشاعر وعواطف الشعب العراقي لكسب صوته ومن ثم سرقة قوته ومستقبله، فان العراق بحاجة الى قائد نزيه ومخلص يخرج الوطن من محنته التي يتمرغ فيها، قائد يبكي على العراق وتاريخه وحضارته قبل ان يبكي على رصيده المصرفي ولالقاب التي ترافق منصبه.
من غير المعقول ان نعمم فكرة النزاهة والوفاء والاخلاص وحب الوطن على قومية او طائفة او دين او مذهب او حزب محدد، لان هذه الصفات ليست وراثية او انتمائية بقدر ما هي تربوية اجتماعية لان الفرد يكتسبها من تربيته البيتية وبيئته الاجتماعية اكثر بكثير من اكتسابه لها بانتمائه ايا كان، لذلك عند اختيار شخصية لتسنم منصب ما ( خصوصا عندما يكون هذا المنصب يحدد حاضر ومستقبل البلد ) يجب معرفة تاريخها واهوائها وليس معرفة انتماء تلك الشخصية للوثوق بها ووضعها في اعلى المناصب في الدولة، فلا يمكن ابدا ان نختار لصا لرئاسة الحكومة او الجمهورية او مجرما لرئاسة البرلمان لان انتمائه يفرض علينا ذلك ( باستثناء العراق طبعا!!! لان الانتماء طغى على كل المباديء والقيم في اختيار الافضل والانسب، لذلك ليسا عجبا ان نرى المجرمين في اعلى المناصب )، بل يجب اختيار الاوفى والافضل والاكثر اخلاصا لقيادة البلد، لان البلد ليس ورثة او ملاك عقاري مسجل باسم طائفة او مذهب او قومية او حزب معين.
في زيارتها الاخيرة للعراق قامت سفيرة النوايا الحسنة في الامم المتحدة لشؤون اللاجئين الممثلة الامريكية انجلينا جولي بتفقد مدينة الموصل والدمار الذي لحق بهذه المدينة جراء احتلالها من قبل تنظيم داعش ومن ثم تحريرها من قبل الجيش العراقي، وفي وصفها للمدينة قالت " هذا اسوأ دمار شاهدته في كل سنوات عملي مع المفوضية..".
زيارة انجلينا جولي للعراق لم تكن لعقد صفقة اسلحة مع الحكومة العراقية، ولا للتوقيع على عقود نفطية تستمر عقود من الزمن، ولا لاستلام حصتها من الاموال المنهوبة من خزينة الدولة العراقية، ولا لتسنم منصب حكومي او تشريعي لخداع الشعب وتضليله واستغلال معاناته ومآسيه لتحقيق مصالح ومنافع شخصية، بل زارت العراق لتقديم مساعدات اممية الى ضحايا الارهاب والنزاعات المسلحة، واضافة الى ذلك فانها تبرعت بمبلغ مليوني دولار من حسابها الشخصي لمدينة الموصل.
ليس هناك رابط مذهبي، طائفي، قومي او حزبي بين الممثلة الاميريكية انجلينا جولي، التي قطعت الاف الكيلومترات لتقديم المساعدات الانسانية، وبين الشعب العراقي لكن هناك رابط الانسانية الذي يربط هذه المرأة بالعالم وتتعامل به مع الضحايا والفقراء بغض النظر عن كل الانتماءات الجغرافية والاثنية والدينية، لذلك فان مواقفها موضع تقدير العالم اجمع.
على قادة ومسؤولي العراق الجدد ان يتعلموا من امثال انجلينا جولي ليس في التعامل مع كوارث العالم وفقرائه، بل على الاقل في التعامل مع ابناء شعبهم، فمنذ استيلائهم على السلطة بعد 2003 والعراق يخطو الى الوراء من جميع النواحي اضافة الى السلب والنهب والاستيلاء على المال العام وهدر الدماء والتقامر بحاضر ومستقبل الشعب من قبل كل من تسنم وظيفة ما في اجهزة ومؤسسات ودوائر الدولة ( الرشوة والاختلاس والنهب والسرقة وخيانة الامانة ليست مقرونة ومرتبطة بمنصب معين دون غيره بل تشمل الجميع من ادنى وظيفة الى اعلى واسمى وظيفة في البلد )، فلو كان من بين جميع الذين تقاسموا السلطة والغنائم واحدا فقط!!! بتفكير وانسانية وروح انجلينا جولي في التعامل مع الضحايا والفقراء لما وصل حال العراق الى ما هو عليه الان.
جاءت حكومات وذهبت اخرى الى غير رجعة واسست مجالس وبرلمانات باعضاء انتهازيين وبيادق شطرنج همهم الاول والاخير تمرير منافعهم وتحقيق مصالهم الشخصية، وجرب الشعب كافة الانواع والالوان من السياسيين والقادة و... ورغم ذلك لم يذق العراق طعم الاستقرار ولم يتهنى الشعب بخيراته ابدا، والسبب لم يكن في الذين حكموا فقط بل في الذين صفقوا وطبلوا وزمروا، والخلل كان في التسيب وسيادة قانون الغاب في البلد.
الوطنية وحب الوطن لا يكمنان في الانتماء الى بلد ما بالهوية والولادة بل يكمنان في ما يستطيع الانسان تقديمة لبلد ما، فما فائدة ان يحكمنا عراقي الهوية والمولد يدمر وينهب ويشرب بكؤوس من ذهب من دماء العراقيين لا تربطه بالوطن الا ما يدخل جيبه وخزائنه من غلات الحرام؟

همسة:- انجلينا جولي ليست عراقية ولم تنهب او تستفد من اموال العراق سنتا واحدا لكنها قطعت الاف الكيلومترات لتفقد الضحايا والدمار وتبرعت بمليوني دولار لمدينة موصل، اما العراقيين الذين يحكموننا نهبوا مئات المليارات وضحكوا على عقولنا كل هذه السنين لم يجهدوا نفسهم يوما بزيارة عائلة مهجرة او طفل يتيم او مدينة مدمرة لتقديم الدعم المعنوي وليس للتبرع!.



#كوهر_يوحنان_عوديش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوتا لتدمير المسيحيين
- الانتخابات العراقية وجريمة بيع الاصوات
- وتبقى نار العراق مشتعلة
- عظمة الاستقالة
- مؤتمر لاعادة اعمار العراق ام لتذليله؟
- حوار ام مماطلة وتخدير؟
- الخطاب التحريضي ضد المسيحيين الى متى؟
- ماذا تعلمنا من درس داعش؟
- محاربة الفساد، دعاية انتخابية ام خطوة لتصحيح المسار؟
- يغتالون الطفولة ارضاءاً لشهواتهم
- حوار ام فرض للذات؟
- اوقفوا تدمير العراق
- مهزلة التمثيل المسيحي في المفوضية العليا اللا ( مستقلة ) للا ...
- المشكلة العراقية ليست في الاعلام
- ما هو ثمن قتل الشعب الكوردستاني هذه المرة؟
- الخلل في الدستور ام في العقول؟
- لا تجعلوها كوردية عربية
- استقلال كوردستان ووحدة العراق المتباكي عليها
- استقلال كوردستان خطوة لتعزيز الامن والاستقرار في المنطقة
- دعوة صريحة لاخلاء البلد من المسيحيين!


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوهر يوحنان عوديش - ما احوجنا الى قائد مثل انجلينا جولي