أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ماتيو رونو - لينين تعامل مع الإسلام بصفته دين أمة مضطهدة















المزيد.....

لينين تعامل مع الإسلام بصفته دين أمة مضطهدة


ماتيو رونو

الحوار المتمدن-العدد: 6916 - 2021 / 6 / 2 - 22:39
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


وليد شرارة, محمد بلوط

الاستراتيجية والتكتيك

قال لينين في تقريره أمام الأممية الثانية إن السؤال حول تطبيق الاستراتيجية والتكتيك الشيوعيين، في سياق ما قبل الراسمالية، قد طرح علينا أوّلاً انطلاقاً من جمهوريات آسيا الوسطى وفي مستعمراتنا. كان للبلاشفة حقل تجارب داخل الإمبراطورية الروسية نفسها. وكانوا أحياناً يتفاعلون مع مسألة الشعوب المستعمرة، ويجبَرون على الاستجابة العادلة لبعض التطورات التي لم تكن لتخطر ببالهم. وكانوا يتفاعلون أحياناً بطريقة سيئة. أما لينين، فكان مقتنعاً أنه إذا كان لا بد من تصدير الثورة إلى الشرق، فينبغي على السوفيات أن يسلكوا داخل روسيا نفسها سياسة معادية للإمبريالية، وخصوصاً في آسيا الوسطى.

ماتيو رونو، مفكر فرنسي وأستاذ الفلسفة السياسية في جامعة باريس الثامنة، ومؤلف كتاب «إمبرطورية الثورة الروسية»، يعتبر في مقابلته مع جريدة «الأخبار» اللبنانية أن الثورة البلشفية هي التي ساهمت بشكل حاسم بجعل الماركسية نظرية صالحة للتغيير الثوري خارج السياق الأوروبي.

* لينين ترجم الماركسية إلى الروسية، أي أعاد تكييفها لتتناسب مع السياقات السياسية والاجتماعية والثقافية في روسيا. ما هي الخطوط العريضة لعملية التكييف هذه، خصوصاً في نقل الماركسية من مركزيتها الأوروبية نحو البلدان المستعمرة؟

ــ رونو: نلاحظ في نصوص لينين الشاب من السجال مع الشعوبيين الروس، في روسيا نهاية القرن التاسع عشر، وحتى كتابه «ما العمل»، هاجساً حاضراً باستمرار هو كيفية تطبيق الماركسية على الواقع الروسي.
فمع معارضته للشعبويين الروس الذين يقولون إنه لا بد من شقّ طريق خاص نحو الاشتراكية في روسيا، بما أنّه من غير الممكن للرأسمالية أن تتطور وتتجذر في روسيا. عارض أيضاً القول إنه يكفي تطبيق الوصفات الماركسية التي وضعت لأوروبا الغربية كي تقوم الاشتراكية. وكان يرى أن هناك خصوصية روسية لا تتناقض مع تطور الرأسمالية. التطور الرأسمالي في روسيا انطلق فور إلغاء نظام القنانة، بطريقة موازية ومشابهة وقريبة لما شهدته الولايات المتحدة بعد إلغاء العبودية الزراعية.

وقد تبيّن للينين أهميّة المقارنة بين روسيا والولايات المتحدة حيث لا يزال النظام الإقطاعي قائماً. واستخلص أن الديمقراطية الاجتماعية في روسيا، لا يمكنها أن تتطور بالطريقة نفسها التي تطورت بها في ألمانيا، وبشروطها. كانت عملية تطبيق الماركسية على الواقع الروسي ضرورية جداً، وسترتدي، في وقت لاحق، أهمية نظرية وعملية في آن معاً. فقد حفّزه ذلك على ابتكار شعارات ووسائل دعاية، وخطط عمل ملائمة لها، كلما كان يتجه بتفكيره نحو الشرق.

* ألا تعتقد أن أطروحة لينين القائلة بأن الإمبريالية هي أعلى مراحل الرأسمالية، قادت إلى مراجعة مواقف الماركسية الكلاسيكية حول نضال الشعوب ضد الاستعمار، وإلى اعتباره نضالاً ثورياً؟

ــ رونو: هذا صحيح. في أطروحاته حول النضال ضد الاستعمار، وقضايا التحرر الوطني خارج أوروبا، قارن لينين بين الجزائر في الإمبراطورية الفرنسية، وتركستان في الإمبراطورية الروسية. وشبّه أيضاً نضال الشعوب المستعمرة في روسيا الإمبراطورية، بالنضالات للتحرر من سلطة الإمبراطوريات الاستعمارية الأخرى. كان لينين يقول للبلاشفة إن عليهم ألا يعتقدوا أن الثورة لا يمكنها أن تكون الا اشتراكية، وإنه لن تقوم الثورة من دون التلاحم بين النضال من أجل الثورة الاشتراكية في أوروبا والتحرر الوطني في البلدان المُستَعمَرة. ومن خلال هذه الفكرة تبلورت لديه القناعة بوجود أكثر من طريق للوصول إلى الاشتراكية، ولا يوجد طريق واحد تاريخي يمكن الوصول عبره إلى الاشتراكية.

* بعكس أدبيات الماركسية الكلاسيكية، لم يكن لينين ينظر إلى الدين كعقبة في طريق الثورة العالمية. ونتذكر جميعاً شعار زينوفييف «ليعش جهاد شعوب الشرق ضد الامبريالية العالمية»، أمام «مؤتمر شعوب الشرق» في عام ١٩٢٠ في باكو. وعرف لينين بمواقف كثيرة ترى الإسلام قادراً على لعب دور حاسم في النضال ضد الامبريالية.

ــ رونو: أوافق على ذلك انطلاقاً من عبارة زينوفييف أمام «مؤتمر شعوب الشرق» في باكو، حول الجهاد المقدس ضد الإمبريالية الفرنسية والبريطانية. واعتقد أن هذا الموقف يشكّل النقطة الصفر في ابتكار لينين لماركسية شرقية.

أشعر أن عبارة زينوفييف في مؤتمر باكو، جزء من استراتيجية تعبئة لقوة لاواعية وكبيرة، وهي لم تكن من ضمن استراتيجيات لينين آنذاك، رغم الحماسة الكبيرة التي أحاطت بمؤتمر باكو. كان لينين يقول إنه «لا ينبغي أن نطلي الوطنية أو الدين بالأحمر». هذا لا يعني أنه لم يكن يمتلك مفهوماً خاصاً للدين، قريب جداً مما كان يعتقده الشيوعي مراد غالييف، رغم كل الخلافات بينهما. هذا المفهوم يمكن اختصاره بأن الاسلام هو دين أمة مضطهدة، كما أنه عنصر مكوّن للمشاعر الوطنية، ولا ينبغي النظر إليه بالطريقة التي يُنظر بها الى أي دين آخر. وطالب بألا تنطبق عليه إجراءات الدعاية البلشفية ضد الأديان. وبسبب ذلك شهد الحزب الشيوعي في تركستان السوفياتية عمليات تطهير من العناصر الروسية فحسب. وقد أوحى لينين للمنظمات الشيوعية في الأقاليم التي ينتشر فيها المسلمون، بتحاشي أي انتقاد غبي للإسلام.

* هل ترى أن وجود مستعمرات في الإمبراطورية الروسية التي ورثها البلاشفة قد صقلت فهمهم للمسألة الاستعمارية؟

ــ رونو: تعيدنا هذه المسألة أولاً إلى نصوص لينين حول النضال ضد الاستعمار والثورة في الشرق، وهي نصوص تدعو السوفيات إلى التحالف مع الشعوب التي تستعمرها القوى الغربية الامبريالية، الفرنسية والبريطانية وغيرهما. لكن مسألة شعوب الشرق تطرح في روسيا نفسها. قال لينين في تقريره أمام الأممية الثانية إن السؤال حول تطبيق الاستراتيجية والتكتيك الشيوعيين، في سياق ما قبل الراسمالية، قد طرح علينا أوّلاً انطلاقاً من جمهوريات آسيا الوسطى وفي مستعمراتنا. كان للبلاشفة حقل تجارب داخل الإمبراطورية الروسية نفسها. وكانوا أحياناً يتفاعلون مع مسألة الشعوب المستعمرة، ويجبَرون على الاستجابة العادلة لبعض التطورات التي لم تكن لتخطر ببالهم. وكانوا يتفاعلون أحياناً بطريقة سيئة. أما لينين، فكان مقتنعاً أنه إذا كان لا بد من تصدير الثورة إلى الشرق، فينبغي على السوفيات أن يسلكوا داخل روسيا نفسها سياسة معادية للإمبريالية، وخصوصاً في آسيا الوسطى

2018 / 6 / 25



#ماتيو_رونو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لينين تعامل مع الإسلام بصفته دين أمة مضطهدة


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ماتيو رونو - لينين تعامل مع الإسلام بصفته دين أمة مضطهدة