أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - متاهة الحوار















المزيد.....

متاهة الحوار


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1498 - 2006 / 3 / 23 - 09:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الازمات ظواهر ، لها ملامحها ، وتحولاتها ، ونقاط لقائها ، وتبايناتها ، واختلافاتها ، واسبابها المتداخلة ، ونتائجها ، وامتداداتها ، وانعكاساتها ، وعوامل دوامها ، وتلاشيها .
وفي المنطقة العربية تتلازم الازمات مع الحياة السياسية لتاخذ طابع العناوين العريضة للمشهد اليومي .
وغالبا ما تعود هذه الازمات الى تشوهات بنيوية راكمتها اخفاقات اجتماعية واقتصادية خلال عقود مضت .
وعلى مدى الاسابيع الماضية قفزت ازمة الحوار الى واجهة الازمات المستعصية لتساهم في بلورة الجغرافيا السياسية خلال المرحلة المقبلة .
ورغم تباين تفاصيل الحالات الثلاث ـ التي تحولت الى عناوين لهذه الازمة ـ لا يخلو الحوار احادي الجانب في العراق ، ولبنان ، والاراضي الفلسطينية من اوجه شبه تظهر عجز الاطراف المتحاورة عن الالتقاء في منتصف الطرق .
ففي العراق تصطدم الجهود الحثيثة التي تقوم بها القائمة العراقية الوطنية لتشكيل حكومة ائتلاف وطني باصرار الائتلاف الشيعي على الاستفراد بالحكم .
ويظهر تصادم المشروعين اختلافا في اولويات قوتين سياسيتين ترى احداهما في حكومة الائتلاف الوطني سبيلا وحيدا للحفاظ على وحدة العراق واحترام حقوق كافة طوائفه وفئات شعبه في الوقت الذي تندفع القوة الاخرى باقصى سرعتها نحو الاستجابة لشروط حرب اهلية تنتهي بتقسيم البلاد .
وحينما انحشر الائتلاف في زاوية ما يشبه الاجماع الوطني استعان بعمقه الاقليمي الذي تحيط الشبهات بدوره في التصعيد الذي يحصد يوميا ارواح العشرات من الابرياء العراقيين .
وتعبر دعوة ايران للتفاوض مع الاميركيين حول الملف العراقي عن قبول الاطراف الفاعلة في الائتلاف بتسليم اوراقها التفاوضية لطهران،وبامكان الحكومة الايرانية في هذه الحالة استخدام اوراق الائتلاف للمساومة حول قضايا لها طابع الخلافات الثنائية بين طهران وواشنطن مثل المفاعل النووي الذي قفز الى واجهة الاحداث منذ اشهر ليسمم العلاقات الدولية ، وينذر بازمات اقليمية حادة .
وكان بامكان اصحاب دعوة ايران تجاوز خطر تداعيات الحوارالثنائي ـ في حال حدوثه ـ من خلال توجيه دعوات مماثلة الى الدول العربية والاقليمية المجاورة للعراق .
وباعلان عجزه عن الحوار الداخلي ، ومحاولته الاستقواء بالثقل الايراني يدفع الائتلاف تطورات الازمة العراقية نحو مزيد من التدويل الذي يؤدي الى فلتان ما تبقى من اطراف الخيوط ، وتكريس ازمة الثقة ، ووضع المزيد من العراقيل امام تشكيل حكومة عراقية .
ولتجاوز النتائج الناجمة عن التوجهات الطائفية للائتلاف تواجه القوى المكونة للقائمة العراقية تحديات اعادة الاعتبار للحوار باعتباره حاضنة المشروع الوطني ، وضمانة الحفاظ على وحدة العراق ، وتنفيس الاحتقانات الطائفية ،وفتح افاق جديدة امام اصطفافات بعيدة عن الحسابات الضيقة .
ولا يبتعد حوار الاطراف اللبنانية الذي جاء انعكاسا لمخاوف العودة الى الحرب الاهلية عن مشهد الحوار العراقي .
فمازالت اطراف المشهد الحواري اللبناني بعيدة عن تكوين رؤي واضحة يمكن التقريب بينها .
ولا يخفي بعض هذه الاطراف اندفاعه نحو الاستقواء بقوى خارجية تتعامل مع لبنان باعتباره ورقة للمساومة .
وتضخمت هذه الحالة لدى البعض الى الحد الذي باتت لديه سياسة خارجية مستقلة وربما موازية لسياسة الدولة .
وقد تقدم هذه المعطيات تفسيرا لعجز الحوار اللبناني عن الوصول الى نتائج ذات قيمة .
فقد انتهت اولى جولاته بزيارة زعيم اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط الى واشنطن حيث ركز الاضواء على نقاط الخلاف بين الاطراف المتحاورة .
ورغم محاولات التركيز على اتفاقات الحدود الدنيا التي تحققت في الجولة الثانية بدت الانجازات اقل من الحد الادنى المطلوب لادامة حوار ناجح يقود الى حل القضايا المستعصية .
ومثل هذه النتيجة تبقي الجولة الثالثة مفتوحة على المجهول لا سيما وان الخلاف حول رئيس الجمهورية ابرز البنود المطروحة على اجندتها .
ومع استبعاد الاطراف اللبنانية لخيار الاقتتال الطائفي يبدو المجهول الذي تخبئه احتمالات نجاح وفشل الحوار اقل خطرا مما تتجه اليه تطورات الوضع الداخلي السوري .
فالمؤشرات المتوفرة تتجه نحو بلورة سريعة لكتل سياسية سورية تتعارض رؤاها ويغيب الحوار عن اجنداتها .
وقد يفوت الاوان قبل ادراك الكتل المقسمة بين حكم ومعارضة عقم التقوقع في جزر معزولة .
فما زالت المؤشرات التي توحي بقرب العد التنازلي للتغيير عاجزة عن الحد من استخفاف اطراف المعادلة السورية بامكانية تجنب الظواهر التي رافقت عملية الاطاحة بالنظام العراقي السابق .
وبعد اسابيع من الحوارات بررت الكتل البرلمانية الفلسطينية الامتناع عن المشاركة في حكومة هنية بعدم وضوح برنامج حركة حماس وخطابها السياسي .
ومن ناحيتها حرصت الحركة على القاء الكرة في ملعب هذه الكتل من خلال الاشارة الى الباب المفتوح امام الجميع للمشاركة في الحكومة .
وكادت تصريحات رؤساء الكتل النيابية وقادة حماس حول هذه المسالة ان تخفي اجواء انعدام الثقة السائدة في الوسط السياسي الفلسطيني .
فمن الطبيعي ان يحرص الجميع في مثل هذه الظروف على قنوات الحوار لاتاحة امكانية التعايش والصراع في المجلس التشريعي .
الا ان ردود الفعل التي ترافقت مع اقتحام القوات الاسرائيلية لسجن اريحا واختطاف احمد سعدات ورفاقه كانت مختلفة عن التصريحات المترافقة مع تعثر مشاورات التشكيل الحكومي .
فقد خرج القيادي في حركة حماس محمد نزال بتصريحات تهاجم الرئيس محمود عباس الذي كان يقوم بجولة اوروبية تهدف لابقاء المساعدات ، وحملت الجبهة الشعبية مسؤولية ما حدث في السجن للسلطة الفلسطينية كي تتهرب من مسؤولية تصريحاتها الداعية للافراج عن امينها العام ، وردت فتح بالدعوة الى حل السلطة الوطنية .
واللافت للنظر ان غالبية القوى الفلسطينية لم تلتفت الى مؤشرات انهيار المشروع الوطني الفلسطيني المتمثلة بوقف الدعم المالي والحماس الاميركي ـ البريطاني لخطة كاديما التي تلغي امكانيات قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل .
وينطوي "الحوار الاحادي" و " الدوران في الحلقات المفرغة " على عوامل ذاتية من بينها غياب تقاليد التعددية الفكرية والسياسية لدى البعض ، وقصر نفس البعض ، واخرى موضوعية لها علاقة باطراف خارجية تتعامل مع القوى السياسية ـ والعواصم ـ العربية باعتبارها اوراق ضغط وليست اطرافا في معادلات سياسية .
وظاهرة الاستخدام السياسي ليست مقتصرة على قوى دولية عظمى او اطراف اقليمية لها حساباتها مع العرب فهناك عواصم عربية ادمنت على هذه اللعبة وتصر عليها رغم نتائجها المدمرة .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماراثون البؤر الملتهبة
- ربيع بيروت
- مبادرة اللحظة الحرجة
- مأزق الفوز .....
- درس كويتي
- ماراثون حافة الهاوية
- صدمة اليمين الاسرائيلي
- رسائل خدام الثلاث
- زلزال البيت الفتحاوي
- اغتيال تويني ...خلط جديد لاوراق قديمة
- تشوهات التحول الديمقراطي
- شهوة القتل
- التقرير الذي هز المنطقة
- الانتحار اللغز
- حوار الدائرة المغلقة
- تراكمات العجز
- قواعد جديدة للعبة قديمة
- جدران الوهم
- تفسير احادي....لخطوة احاديه
- منصة التغيير


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - متاهة الحوار