ما اجتمع اثنان الا والشيطان ثالثهما

صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1498 - 2006 / 3 / 23 - 09:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

مثل او حكمة تتردد على السنة الناس مفادها انه لو اجتمع اثنان لأي غرض من الإغراض ، فالشيطان حتما سيكون ثالث الاثنين ، وبما انه حكمة ، فهي مثل الأمثال السائرة تقتضي ان نصدق بها ونرى أنها لابد ان تحدث ، لا ادري مصدر هذه الحكمة ، هل صحيح انها من الحديث النبوي الشريف ، لا اعلم ذلك ، وان كنت اشك في صحة الزعم ، ولكن دعنا نناقش هذه الحكمة التي تضرب دائما وتؤخذ وكأنها حقيقة لابد ان نصدق فحواها ، لم أجد في كتب الحديث المسند الصحيح ما يؤيد هذا الكلام ، نفرض ان الاثنين المجتمعين رجلان ، ما هي الأمور التي يمكن ان ينشغل بها الاثنان ؟ ربما العمل ، يتناقشان في أمور العمل ويتعاونان في الأساليب التي تضمن استمرار ه وتقدمه، وبذلك يتقدم الطرفان معنويا او ماديا ، قد يكون المجتمعان صديقين ، يتناقشان في أمورهما المشتركة ،ويتبادلان الأفكار التي من شانها ان تجعل الصلات بينهما أكثر تلاحما واتحادا ، قد يكون احدهما قد انفصل عن زوجته او بطريقه الى الانفصال ، فلا بد ان يكون الآخر مهموما في الطريقة التي يسلكها لبيان تعاونه مع الشخص الحزين الذي يود الانفصال ، وقد ثبت علميا ان الرجال قاطبة ، وفي بلادنا على وجه الخصوص ، يؤيدون الرجل دون ان يسمعوا وجهة نظر المراة ، وان النساء حسب ما تورده وكالات الأنباء أكثر تأييدا للرجال ، فهن يرددن دائما ان الرجل مضطر الى الاختلاف مع المراة بسبب ضيق الأفق الذي تتميز به النساء ، والذي ورثته من آبائها وأجدادها ، لا فرق ، ان الرجلين المجتمعين قد يتناقشان في الأمور التي تجعل الفراق اخف وطأة على الرجل لان المراة دائما أكثر حساسية لهذا تكون نتائج الانفصال على نفسها المرهقة اشد وطأة
قد يكون الاثنان المجتمعان امرأتين ، فعن أي شيء يدور اجتماعهما ؟قد يكونان يشتغلان في مؤسسة عمل واحدة ، فالنقاش يكون عن انجح الطرق لتحسن ظروف العمل ، وتحسن وضع العاملين ، سيناقش الاثنان الطريقة الناجحة لتحسن ظروف العمل مع زيادة العوائد المالية والمعنوية ، قد يكون الاثنان المجتمعان رجل وامراة ، واظن ان في هذه المسألة يكمن بيت القصيد ، ولكن لماذا يكون الشيطان حاضرا حين يجتمع الرجل مع المراة ؟ هل كل امراة وكل رجل يجتمعان لسبب من الأسباب يكون الشيطان ثالثهما ، قد يكون الاثنان مختلفين لا يطيق أحدهما الآخر ، كيف يكون الشيطان ثالثهما ؟ وهما رضيا ان يجتمعا بعد ان بين لهم أولو الأمر انه لابد من الاجتماع ، كيف يحضر الشيطان في اجتماع كل طرف به يرى انه واجب ثقيل لابد من القيام به ، اغلب الظن ان الاثنين يجتمعان ويتدارسان أسباب الاجتماع وكل طرف يمني نفسه ان لحظة الانتهاء لابد آتية ، وانه سيفارق صاحبه ميمما وجهه الى جهة بعيدة عنه ، الشيطان يحضر في الأمور التي يرى ان الواجب يحتم عليه الحضور ، مثلا حين يجتمع رجل وامراة متحابين متعاطفين ، قد يحضر الشيطان بينهما ليزين لهما عمل مالا يريدان ، وما كانا يؤجلان حدوثه الى حين اقترانهما ، المراة قوية لايمكن للشيطان ان يجعلها تعمل مالا تريد مع من لا تهوى ويحب قلبها ، والرجل من القوة حيث انه لا يطيع الشيطان مهما استعمل معه من أساليب الإغواء ، وسيعود الشيطان خائبا مدحورا لأنه لم يستطع ان يجعل احد المجتمعين او كليهما يقترف إثما يعاقب عليه الله والعرف والتقاليد
قد يزين الشيطان الفاحشة لزيد او عمرو من البشر ، فكيف يقترف المرء تلك المحرمات مع إنسان لم يجده أهلا لذلك الاقتراف ، الشيطان لا يستطيع امرا مع بني الإنسان إلا إذا أراد الإنسان ان يؤدي العمل المحرم

#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات