أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق سعيد أحمد - مقال عمار علي حسن الممنوع من النشر














المزيد.....

مقال عمار علي حسن الممنوع من النشر


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5912 - 2018 / 6 / 23 - 16:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صدرت تعليمات في كل الصحف بعدم نشر أي مادة رأي تنتقد قرار رفع الدعم عن الوقود، وتبين تأثيره على حال الناس، اللهم إلا كانت تمدح القرار .. لذا لم يجد هذا المقال مكانا في أي صحيفة ..
أسعار تشتعل ودولة لا تحمي ولا ترحم وطبقة وسطى تنهار


قاد التخلي التدريجي عن تقديم الدعم، استجابة من الحكومة لشروط صندوق النقد الدولي، إلى ارتفاع أسعار مختلف السلع، في بلد تتدني فيه أغلب الرواتب والأجور والدخول إلى مستوى يثير الشفقة، الأمر الذي يعني إلقاء مزيد من الناس تحت خط الفقر الذي بات يضج بالزحام، فاتحا ذراعيه لاستقبال المزيد ممن كانوا من مساتير الناس أو طبقتهم الوسطى في سالف الأيام.
وتقول السلطة إنها لا تجد خيارا أمامها سوى الاستجابة لشروط الصندوق، متغافلة عن أنه تسبب من قبل في تخريب بلدان عدة، وشهد بعض خبرائه في كتب نُشرت وتُرجمت إلى كل اللغات الأساسية في العالم، بأنه لا يملك حلا سحريا لمشكلات البلدان المتعثرة اقتصاديا، وأن بعض من تمردوا على تعليماته القاسية نجوا ببلادهم من مخالبه الجارحة. كما تتغافل السلطة أيضا عن سؤال، لا أعتقد أن البرلمان وجهه إليها، وهو: من الذي حشرنا في الزاوية بحيث لم يعد أمامنا سوى خيار واحد؟ أين الأموال التي قدمت لمصر بعد 30 يونيو 2013 من دول خليجية، وهي لو أُنفقت في مكانها الصحيح لأغنتنا عن الصندوق وشروطه؟ وهل ما يتم اقتراضه من الصندوق يذهب إلى الاستثمار في مشروعات ستجعل اقتصادنا المريض يتعافى أم ستتبخر على غرار سابقتها؟ وفي الأساس: هل يمكن أن ينهض اقتصاد لا يقوده سوى سماسرة الأراضي والمباني؟
وإن جئنا إلى ارتفاع الأسعار بعد رفع جزء من الدعم عن الوقود فما يزيد الطين بلة أن السلطة لا تنض بما عليها من واجب في سبيل حماية المحكومين من عسف التجار والمتحكمين في النقل وفارضي الإتاوات والجبايات في الشوارع، بل إن ممثلي الحكم من بعض رجال الأمن والجهاز البيروقراطي والمكلفين بالتنظيم والضبط يتواطئون مع من يسرقون الناس، بلا ورع ولا روية ولا خوف من حساب أو عقاب، مقابل أن ينال ممثلي الدولة جزءا من المنافع الجمة التي يجنيها المتربحون برفع الأسعار كيفما شاءوا، متخطين الحدود النظرية والشفهية التي تضعها السلطة، وتظن أن دورها انتهى بمجرد الحديث عن تحديد أسعار بعض السلع، ومراقبة السوق، واقفة عند القول لا تتعداه إلى الفعل.
ويزداد الأمر سوءا في ظل تعطل المعادلة المتعارف عليها في العالم كله وهي "الضريبة في مقابل الخدمة" و"الضريبة في مقابل المشاركة في القرار" فقدرة الدولة على تقديم الخدمات تتراجع، وكثير من الأموال التي تُجمع من حصيلة الضرائب لا تذهب إلى ما يخفف عن الناس معاناتهم في تدبير ما ينفقونه على التعليم والصحة، وإن جرى فهو ضئيل قياسا إلى ما هو مطلوب ومستحق. أما المشاركة فهناك ما لا حصر له من القيود عليها، والسدود التي تحول دون انطلاقها، والحدود التي تمنع كل مواطن من حرية التفكير والتعبير والتدبير.
إن ما يجري يؤدي بالتتابع إلى تآكل الطبقة الوسطى، ثم انهيارها، وفقدان نسبة معتبرة من الشعب استقلالها المادي، وهذا معناه تراجع طلبها على المشاركة السياسية، وعلى مساءلة السلطة وحسابها، ما يزيد من انفرادها بالقرار، فيتفاقم التسلط. لكن الأخطر هو فقدان المجتمع لرمانة ميزانه، وللتيار الضروري الحامل للقيم الإيجابية، وللحلقة الوسيطة التي تحافظ على تماسكه، لاسيما مع اتجاه الأغلبية الكاسحة من الناس إلى البحث عن حلول فردية لمشكلاتهم، على حساب المصلحة العامة، التي هي أولى بالعناية والرعاية.
إن ما حدث ويحدث أكبر من أن يترك بلا حساب أو مساءلة، وليس بوسع عاقل أن ينصت إلى مجموعة من المدلسين يحملون من قاموا متنفضين ضد الفساد والاستبداد ليبنوا دولة مدنية عصرية مسؤولية ما نحن فيه، مع أن أي منصف يجب عليه أن يمد، جردة الحساب، لتقف على الأقل عند حدود 1952، ويقارن بين اقتصادنا قبل هذا العام وبعده، أو يتقدم سنوات، إن شاء، ليقف عند 1974، التي بدأ فيها ما سمى بالانفتاح الاقتصادي، ويقارن بين ما قبلها وبعدها. إنها سلسلة متعاقبة من الفشل، لم يكن سببه اقتصادي بالأساس، إنما سياسي، فحكام مستبدون بلا خبرة ولا خيال ولا تأهيل وتعليم عميق، يحول المنافقون خطاباتهم الجوفاء إلى خطط عمل، ويضع المنتفعون كل القرار في أيديهم، جعلوا بلادنا تسير من وعكة إلى أخرى، حتى وصلنا إلى ما نحن.فيه.



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصام حسين يكتب: زيف الوجود وتأزم الحاضر في-تسياليزم.. إخناتو ...
- د.مصطفى الضبع يكتب: المجال الحيوي للقصيدة في ديوان -تسيالزم، ...
- بيان المثقفين العرب بخصوص القدس ..
- في البدء كانت الدولة ج2
- في البدء كانت الدولة ج1
- خبيئة العارف.. لماذا؟
- كيف تصنع جاهلا؟ ج10
- كيف تصنع جاهلا؟ ج9
- كيف تصنع جاهلا؟ ج8
- كيف تصنع جاهلا؟ ج7
- كيف تصنع جاهلا؟ ج6
- كيف تصنع جاهلا؟ ج5
- النمل مازال يلدغ والسكين لا تقتل
- كيف تصنع جاهلا؟ ج4
- كيف تصنع جاهلا؟ ج3
- كيف تصنع جاهلا؟ ج2
- كيف تصنع جاهلا 1
- يوميات مؤلف.. التمتع ب-الإغتراب الكوني-
- عمار علي حسن: عيدك يا مصر ... متى يأتي؟
- إلى الرئيس .. أسئلة -حرجة- عن تيران وصنافير


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق سعيد أحمد - مقال عمار علي حسن الممنوع من النشر