الفنان -ابو عهد الشطري- شَكّلَ جَوادَ الحُسين كرمزٍ للشجاعة والوفاء ..!!

وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5910 - 2018 / 6 / 21 - 19:36
المحور: الادب والفن
    

كانت ثورة الامام الحسين "ع" سنة 61هجرية ، تجسدت كملحمة بابعادها الانسانية والفكرية والتاريخية ، حتى تحولت الى مادة غنية ، يمكن ان تنهل منها مختلف نواحي الحياة البشرية الدينية والسياسية والاجتماعية وغيرها .. ومن ضمن هذه النواحي الفن وخاصة الفن التشكيلي موضع بحثنا ، ومن جانبين : الاول صدقها ، والثاني ديمومة تاثيرها الروحي ، فالانسانية والجمال والابوة والوفاء والحنان والمظلومية والاخوة الحقيقية والشجاعة وكل المعاني السامية كلها امور اشتركت في اظهارها الثورة الحسينية. وبهذا كان الفن التشكيلي لغة عالمية للود والوئام ونقل الحوادث والتخاطب بين الشعوب ، فلا غرو ان تكون ثورة الحسين احدى الموضوعات الاكثر تأثيرا في هذا الفن ، لذا نلاحظ ان المتاحف العالمية تزدهر بأعمال الفنانين من مختلف البلدان والثقافات وتعرض على الجمهور بغض النظر عن لغة الفنان لكون اللوحة والعمل المجسم لغة مشتركة بين الشعوب المختلفة ، ومن هنا اصبحت عاشوراء لوحة واقعية تُنير الدرب في طريق الانسان الذي يُريد التكامل ، فكانت نشاطات الفنان الفطري كاظم جبار خضير ، المعروف في مدينة الشطرة باسم "ابوعهد الشطري" مكرسة لابراز التأثير الصادق لقضية الحسين على نفسه ، فكانت جل تماثيله خاماتها ورق ومادة الغراء ، وكان مهوس في نحت خيول واقعة الطف وباشكال القوة والثبات ، وكأنها تستجدي شجاعتها من شجاعة الحسين وابطال الواقعة . فهو ينهمك في صياغة خاماته في مكان اكثر ما نقول عنه ، انه يفتقد لابسط المقومات التي لابد ان تتوفر لفنان ، كما الحال مع الفنان الشطري ، رغم انه فنان معروف وقام بعدة معارض في مدينته الشطرة والمحافظات الاخرى ، فابو عهد الشطري عضو نقابة الفنانين العراقيين عضو جمعية التصوير العراقيه عضو فرقة لكش للتمثيل .. واتساقا مع موضوعة الفنان الشطري ، يقول محمد الشهدي : (أستُدعي الحصان إلى أغلب المساحات التعبيرية في الفن التشكيلي، وقد اعتمد كاستعارة رمزية في آليات عديد الفنون ، كالشعر والمسرح والنحت وصولا إلى السينما، وليس في الأمر تفاضل بين هذه الفنون على مستوى استهلاك هذا العنصر، إلا أنه يجب التقييم فيما يخص نوعية وعمق استثمار «الحصان» كمادة تعبيرية بامتياز، فمن الرسم التشريحي كآلية استبيانية في الحقل العلمي مرورا برسم الجياد منفصلة أو في زمالة الطبيعة أو الإنسان أو هما معا، وصولا إلى الإسقاط الخطابي على الفرس في مهمته الحديثة كجِسر تعبيري في بُعد عن التعاطي السالف معه كمادة بصرية ليس إلا.) ، واظن ان الفنان الشطري بفطرته ، جاءت اسقاطاته الخطابية على تشكيلاته المختلفة في محاولة منه ، لاظهار معاني الشجاعة والثبات ، فالحصان رسمه الفنان فى كل مدارس الفن بلا استثناء ، فهو مرسوم على جدران الكهوف فى الفن البدائى ، وهو مرسوم على جدران المعابد فى الفن الفرعونى ، كما اشتهر العرب بالاحتفاء بالحصان وجماله وهناك رسوم اسلامية للحصان بشكل زخرفى ، اما مدارس الفن الحديث ، فقد تناولت الحصان كموضوع بأشكال عديدة تجريدية وسريالية ، كما اشتهرت الميادين بتماثيل الأبطال ، يركبون الحصان من خامات مختلفة كالنحاس والبرونز والحديد ، فللحصان مكانة خاصة لدى الفنان التشكيلى القديم والحديث والمعاصر .. وبفطرة الفنان "ابوعهد الشطري" شكل جواد الحسين ، كرمز للشجاعة والوفاء ...

#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات