أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - حسين رشيد في روشيرو(2) ......















المزيد.....

حسين رشيد في روشيرو(2) ......


هاتف بشبوش

الحوار المتمدن-العدد: 5910 - 2018 / 6 / 21 - 14:39
المحور: الادب والفن
    



حسين رشيد في روشيرو(2) .......

بعد رؤيا الإسكافي للصور وحسرته على أخيه نرى حسين يسرد لنا حكاية من الواقع الفعلي لعراق اليوم والغد القريب فيكتب ( تصاوير) بمعانيها الأخرى :
بوح يختصر لنا عهدين مورس فيهما الضحك على ذقون العراقيين وكيف كانت صورالرئيس القائد المجرم أصبحت مزارا في الليل وفي النهار . كذلك الحال اليوم مع حكم العمائم حين ذاق ذرعا أحدهم من القمامة التي بجانب دكانه حيث يرمي جميع من في الحي مزابله فراح بدهاء عظيم يضع صورا لأحد السادة القديسين في منتصف القمامة حتى جاءت البلدية وعملت منها مزارا رائجا مما أدى الى إزدهار صاحب الدكان في رزقه وضحكه على الناس بحجة صورة السيد وبركاته . وهل إنّ السيد هذا كما زهرة اللوتس التي تزهر في الوحل والطين . حقا لقد هزلت وبان هزالها . أتذكر كنت جنديا حقيرا في القادسية و في منتصف الليل جاء ضابط أمن الوحدة وهو يعرفني جيدا وقتها من أنني شيوعي من خلال إضبارتي في قلم الأمن فأمرني في أمرٍغريب وهو أن أحرس صورة الرئيس فقط ولماذا أحرسها وممن يخاف عليها ، من الريح مثلا ونحن في صحراء الرب في ثكنة عسكرية لاتدخلها غير الكلاب السائبة . ليس لشيء وإنما أراد استفزازي وإخافتي .
صدام حسين انتهى مفعوله وستنتهي مفعولية الحكومة الثيوقراطية الدينية في عراق التخلف ولاتنفعها أقوى مقومات العقاقير العشائرية والعرفية والدينية لأن الأكسباير سيفقد صلاحيته ويتوجب رميه لأنه لاينفع لأي ذكورةٍ قوّادةٍ في ماخور أو عمائميةٍ في صومعةٍ أوجامع . هذه المفعولية كتب عنها القاص حسين في ( أكسباير) لتندرج ضمن البوح الآيروتيكي للمجموعة :
هنا الحديث عن عقار المناطحة الجنسية ( الفياغرا) وهذا الدواء الفحولي دخل مع الإحتلال فكانت ثقافة العراقي تنحصر في عمره الجنسي ومتى ما شعر بالخمود ترك الأمور على غاربها دون أن يعرف أنّ هناك من المنشطات تستطيع دفع الدم في عضوه حتى ينتصب مثل السيف. موضوعة تتعلق أيضا بين الفناء والبقاء حيث يتخذ القاص حكاية رجل يتناول قرص فياغرا لغرض تحريك ماتحت سرواله ، فبدلاً من أن يقضي الليل مضاجعة وانتشاءً مع زوجه راح يقضيه منتظراً إنتعاضه ساعة بعد ساعة مع كل حبةٍ يتناولها ، لكنها لاتنفع في تحريك الميت منذ زمنٍ وزمن ، فلايصلح العقار والدواء ما أتعبهُ العمر.
مادام القاص حسين يعيش في زمن الإحتلال فلايستطيع أن يخرج من هذه الدوامة الكارهة للمحتل الأجنبي والمحلي الذي غيّر طوبوغرافية الثقافة العراقية السومرية والمدنية العاشقة للخمر بدلاً من ماء الورد الرذاذي في أيام عاشوراء والزيارات المكوكية لطوابير الناس التي يراها القاص حسين على مدار الساعة في كل مناسبةٍ وأخرى فكتب لنا قصة ( أدغار) :
الفنتازية المخيالية للقاص حسين تجعل منه أن يرى (أدغار ألن بو) السكير والشاعر الأمريكي الشهير شاخصاً يلعن الأمريكان في شوارع العراق شاتما غاضبا على إحتلالهم . حسين لايصدق نفسه لكنه في لحظة ما يسحب كتابا من درج دولابه كاد أن يسقط من يده فيتفاجأ حين يراه كتابا لأدغارألن بو من إهداء الصديق كريم غريب الى حسين رشيد .
أدغار ألن بو .. كان يُطرد من الحانة يوميا بركلة من النادل ترميه خارج البار لعدم دفعه تكاليف مايعبّه في جوفه من خمر ، فهل يُطرَد او يُلعن الأمريكي بركلة من شيخ الجامع في العراق لعدم دفعه تكاليف الإحتلال والدمار . فلماذا نحن نتكفل كل هذا الألم أمام إحتلالٍ ، طلبتْ منه زمرة معينة أن يحتل بلدنا فحصل هذا الدمار الهائل . وأعتقد لدينا آلافا من أمثال أدغار سكيرون يطالبون برحيل هذا الإحتلال . انا شخصيا مشكلتي ليست فقط مع حكام أمريكا بل مع الشعب الآمريكي لأنه هو المسؤول الأول والأخير على إنتخاب حكومات قاتلة على مر هذه العصور . الشعب الأمريكي واعيا ومتعلما حين ينتخب حكومات قاتلة وعنيفة أما شعبنا العراقي بسيط للغاية فينتخب حكاما جهلة ورجعيين لكنهم ذوي خبرة في اللصوصية والقتل . الشعب الأمريكي متغطرس ومصاب بمرض الغرور والهيمنة ، يفرح ويهزج للحروب كما في رواية الجميل علي بدر ( الركض وراء الذئاب ) والذي أوضح لنا مدى سعادة هذا الشعب وزيادة متوسط دخله في أوقات الحروب وقتل البشر . وأما الشعب العراقي فجرت عليه أعظم حملة إستغباء من قبل لصوص السياسة بحجة الرجاء ودعاء كميل وماشابه مثلما نقرأ في رائعة ( ربي) :
كل مصائبنا من الإله الحقيقي أو الإفتراضي لأنه عونُّ للسياسيين وسفلة هذا الكون ناهبي قوتنا وثرواتنا. حيث بعد أن يُنتخب يقول هذا من فضل ربي وليس من فضل ممن إنتخبوه وأوصلوه في غفلة من الزمن (لاتركنن الى الزمان فربما خدَعت مخيلتهُ الفؤادَ الغافلا / فالدهركالدولاب يخفضُ عاليا من غير قصدٍ ويرفعُ سافلا... محمود سامي البارودي) .
بعد أن يصل البرلماني الى مبتغاه في التجارة والربح نراه يقضيها بين الجوامع والحسينيات ناسياً مايترتب عليه (إذا اردنا أن نفهم الإسلام يجب أن نفهمه على انّ النبي محمد كان تاجرا، أبو بكر كان تاجرا ، عمر ثم عثمان تجارُّ كبار ، ومن هذا المنطلق علينا أن نفهم بما يدور.....أدونيس) . هذه هي الحياة في بلدان التخلف والسجون العبثية بلاطائل والتي يدخلها من كان معتزاً بشاعريته وكرامته وحياته المألوفة البعيدة عن مغرياتها كما في القريحة التالية للقاص حسين ( إليه) :
مجموعة بريئة من الشعراء يدخلون السجن البعثي يقول لهم المحقق مستغرباً : لماذا لاتصلّون مثلما الآخرين ، فيقولون : نحن لانصلّي ، فيقول الجلواز فلماذا انتم هنا إذن : فيُطلق صراحهم وفي قاعة الإنتظار للرحيل ، أحد السجناء ينسى فيقوم يصلي فرضاً قربة الى الله لأنه أنقذهم من الموت ولكنه سرعان ما يَلمح الجلواز ينظر اليه فيترك الصلاة . فهنا اشارة الى عدم الخوف من الله بل الخوف من البشر والجلاد أو انّ الصلاة هي صرخة الضعيف كما قالها ماركس . وهنا مع هذا السجين رغم عدم إيمانه لكنه شكرَ الرب في لحظة ضعفٍ معتقدا من انّ الرب هو من أخرجه من السجن . شعوب خائفة على الدوام فكيف نريد لها أن تنهض اذا كانت بهذا المستوى المتدني العجيب غريب . ثم يستمر حسين مع الحرب والقتل والدمار في ثلاث قصص ( شنكالي ..مقطع ..رصاصة) :
حيث يقوم أحدهم بجمع الخوذ في الحرب الاولى ثم البساطيل في الثانية والثالثة جمع أشلاء أصدقاءه حتى قال لأمه بفنية وتقنية بارعة وإنزياحية مؤلمة من قبل القاص حسين : انّ الوطن يسرقنا ياأمي . أمهُ التي تموت حرقةً وحزناً حين ظنت انّ الجنازة القادمة في الحرب العراقية الإيرانية لإبنها . ما أقساك ايها الوطن الثقيل على قلوب إمهاتنا .
ثم في قصة (رصاصة) وكيف كان القناص يقضي عليهم واحدا تلو الآخر وهو يريد أن ينقذ أصدقاءه وفاءأ وحبا بهم وشجاعة لكنه هو الآخر تنحشر في لحمه طلقة الرب . نعم طلقة الأديان التي تتقاتل على موروثية السلطة بين علي وعمر . فلاغبار أن يكون القتل بدم بارد كما في فلم (إطلاقة الرب) للمثل الشهير ( لي فان كليف ) في ستينات القرن المنصرم وكيف تتخذ الكنيسة كذريعة في تطبيق العدالة فيتم القصاص قتلاً بقتل في دوامةٍ لاتنتهي من الدم والعنف والرصاص.
ويستمر سرد المجموعة عن خراب الوطن في رائعة حسين أدناه ( جسد...خيط ) وهي من ضمن قصص ثلاثية الشكل السردي ، الجديد في القصة القصيرة جدا والذي يعد محاولة تجريب جريئة بهذا الجنس القصصي وأشكاله المثلثة :
جثة مقطوعة الرأس لكنها منتفخة فينقلوها الى المشفى وكانت قد خيطت من البطن .. يفتحوها فيجدوا الرأس داخل البطن الذي تسبب في إنتفاخها ، فأي حقدٍ وإنتقام لدى هذا المسلم الذي إرتكب هذه الجريمة . ويأتيك أحدهم ويقول هذا ليس مسلما بل متطرفاً خارج عن الدين ويزيد علينا ويقول بل كافرا لايعرف الله . بينما الكافر هو أرقى سموا وأخلاقا كما في الفيلم البديع( الميل الأخضر) The Green Mile للروائي (ستيفن كينج) ومن إنتاج 1999 وإخراج (فرانك داريونت) حيث نرى أعظم محاورة في تأريخ السينما العالمية بين (توم هانكس) والسجين الأسود والهائل في الضخامة (ميكائيل كلارك دنكان) الذي أراد الإنتحار بطريقة أخرى فيطلب من مأمور السجن ( توم هانكس) أن ينهي حياته بإعدامه بالكرسي الكهربائي فيجيبه توم هانكس ( في يوم محاسبتي عندما اقف أمام الله ويسألني لماذا قتلت واحدا من عبادي الصالحين وقتها ماذا سأقول ، هذا عملي .. إنه عملي ... يجيبه( ميكائيل كلارك) ستقول عطفاً منك ففعلتها ، وأعرفُ أنك قلق ، لكنني متعب ياسيدي ، متعب من كوني وحيدا مثل عصفور في المطر ، تعبت من وحشتي بلا رفيق ولاصديق ، في الغالب تعبت من البشر ، كونهم قبيحون مع بعضعهم ، تعبت من كل الآلام التي أشعر بها ، انها كل يوم في هذا العالم ، إنها مثل قطع الزجاج في رأسي طوال الوقت ....هل تفهمني ) .
هذه هي حياة الكفرة والملحدين في ساعات الضيق ، لهي أرقى بكثير من مجرمي البعث والعِمامة وزيف الأديان ، حيث يُعدم سجناؤنا في تلك الأيام السوداء بالجملة ويؤخذ ثمن الطلقة من جيب أهاليهم( وهل تتوقع من ذئبٍ أن يدفن فريسته) ، أما في حرب القادسية فالعراقي كان كما الأرنب يُقتل غير مأسوفٍ عليه كما في قصة ( أربعة) :

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع في الجـــــــــــــــــــــــــــــــزء الثالـــــــــــــــــــــــــــــــــــث
هـــاتف بشبــــــوش /عراق/دنمارك



#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء (22) .......
- أنا صائمُّ وحسبي
- حسين رشيد في روشيرو (1)....
- حال العرب والمسلمين (3) ... في إحتقار الكلب
- حميد الحريزي ومحطات مظلوم (3)........
- معها.. في الواحدِ من آيار..
- حميد الحريزي ومحطات مظلوم (2)
- أزمة الكسكس المغربي اللذيذ
- حميد الحريزي ومحطات مظلوم(1).......
- زكية المرموق ، حين ترتدي فساتين القصائد(3) .....
- خمريات ..( نصوص قصيرة 18)
- زكية المرموق ، حين ترتدي فساتين القصائد (2)......
- زكية المرموق ، حين ترتدي فساتين القصائد (1)......
- نساء(21).....
- حامد فاضل وبلدة في علبة(3)...........
- نصوص قصيرة(17)
- حامد فاضل وبلدة في علبة (2).......
- عبد الحسين كحّوش ، شهيدُّ شيوعي
- نينا ريسي .... عطرها المفضّل
- نساء (20)..............


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - حسين رشيد في روشيرو(2) ......