أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - الانقسام وشماعة العقوبات على غزة















المزيد.....

الانقسام وشماعة العقوبات على غزة


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5909 - 2018 / 6 / 20 - 19:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


مشاكل غزة ومعاناتها لم تبدأ مع ما تسمى العقوبات التي فرضتها السلطة على غزة منذ مارس 2017 كردة فعل على تشكيل حركة حماس لجنة لإدارة غزة فحتى لو تم التراجع عن (العقوبات) فستستمر معاناة غزة والحصار والانقسام ، كما أن المصالحة لم تفشل بسبب محاولة تفجير موكب رئيس الوزراء يوم الثالث عشر من مارس 2018 فحتى لو لم يحدث التفجير ما كان للمصالحة أن تنجح ، هذه أمور مستجدة وعابرة أو مجرد نتائج وتداعيات و ليست الأسباب الحقيقية للانقسام ولفشل المصالحة والتركيز عليهما يخفي نية مبيتة لإخفاء إما العجز أو التواطؤ على الأسباب الحقيقية للانقسام وفشل المصالحة .
لا يُعقل أن تفشل مئات جولات الحوار وجهود عديد الدول العربية وغير العربية واستمرار معاناة أهلنا في قطاع غزة وشلل النظام السياسي برمته بسبب وجود خلافات بين فتح وحماس . هناك ما هو أكبر وأخطر من هذه الخلافات ، وقد رصدنا اركيولوجيا مسلسل الانقسام وصناعة دولة غزة في كتابنا (صناعة الانقسام : النكبة الفلسطينية الثانية) الصادر عن دار الجندي في القدس في طبعتين الأولى في عمان 2014 والثانية في القدس 2015 ، وعن منشورات الزمن في الرباط - المغرب 2016 .
ولنعد للبدايات ، فمنذ انطلاق تسوية أوسلو لم يكن وارد عند الإسرائيليين أن تكون دولة فلسطينية تجمع غزة والضفة بل كانت تخطط لدولة غزة فقط ، وقد افشلت ودمرت إسرائيل كل جهود الرئيس أبو عمار لدمج الضفة وغزة وتسهيل التواصل بين أهل غزة والضفة وأعاقت الممر الآمن ودمرت لاحقا مؤسسات السلطة واجتاحت الضفة وحاصرت الرئيس أبو عمار واغتالته ونشرت حالة من الفوضى في قطاع غزة حيث انتشرت الجماعات المسلحة خارج الأجهزة الأمنية الرسمية وعمليات الخطف والسرقة والتغول على السلطة وتوجت كل ذلك بانسحابها من غزة 2005 من طرف واحد .
كان فصل غزة عن الضفة مخططا إسرائيليا لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني قبل سيطرة حماس على القطاع في يونيو 2007 ، وكانت المخططات تسير قُدُما نحو الفصل وتسليم غزة لقيادات محلية في قطاع غزة . هذا المخطط وجد دعما له في مستجدات الاستراتيجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط حيث قررت واشنطن تطوير حملتها لمحاربة الإرهاب التي دشنتها بعد تفجيرات 11 سبتمبر 2001 لتدخِل عليها سياسة (الفوضى الخلاقة) في إطار مشروع الشرق الأوسط الكبير 2004 وما يتطلبه من أدوات داخلية بديلا عن الأنظمة القديمة التي شعرت واشنطن أنها استنفذت اغراضها وباتت عائقا أمام السياسة الامريكية الجديدة ،هذه الادوات الجديدة هي جماعات الإسلام السياسي المعتدل ، وكان جماعة الاخوان المسلمين الحلفاء التقليديين للغرب منذ منتصف القرن الماضي هم حصان طروادة في هذا السياق .
لم تكن فلسطين بعيدة عن هذا المُخطط ، وكانت دولة قطر عراب التطبيق الفلسطيني للمخطط وتحديدا وزير خارجيتها آنذاك حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي باشر اتصالات مكثفة مع قيادة الإخوان المسلمين حيث اقنعوهم بأن إسرائيل لن تمنح الفلسطينيين أكثر من قطاع غزة وعلى الجماعة أن تقنع حركة حماس بالأمر وأن على حركة حماس أن توقف عملياتها العسكرية ضد إسرائيل وتهيئ نفسها لدخول النظام السياسي حتى تكون مستعدة لحكم قطاع غزة .
بعدها جرت اتصالات مباشرة بين قطر و إسرائيل ، بالإضافة الى اتصالات بين قيادات من حماس وشخصيات سياسية أوروبية كان هدفها التأكد من استعداد حماس لدخول النظام السياسي من بوابة الانتخابات والاستعداد لاستلام قطاع غزة .
وهكذا انسحبت إسرائيل من قطاع غزة خريف عام 2005 وأعلنت حماس استعدادها للمشاركة في الانتخابات - وهي الانتخابات التي كانت محرمة عند حماس وأصدرت فتاوى عام 1996 بتحريم المشاركة فيها - وكانت البداية المشاركة في الانتخابات البلدية 2004 / 2005 ، وفي يناير 2006 جرت الانتخابات التشريعية التي فازت فيها حركة حماس وفي أجواء كانت شعبية حماس واضحة للجميع ووضع السلطة وسمعتها في تراجع ، وفي 14 يونيو 2007 سيطرت حماس على قطاع غزة . خلال هذه الفترة الحرجة تواجد في قطاع غزة وفد أمني مصري استمر إلى حين إتمام سيطرة حماس على القطاع !!!.
كون الانقسام جاء في سياق مخطط إسرائيلي أمريكي لا يعني اسقاط المسؤولية عن الفلسطينيين ، وفي إطار هذه المسؤولية فإن حركة حماس تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية عن الانقسام ، وأن تعترف الحركة لاحقا بخطأ الانقلاب على السلطة كما صرح خالد مشعل أمام مؤتمر للحركات الإسلامية في الدوحة في سبتمبر 2016 وأن تعمل القيادة الحالية للحركة على الخروج من الورطة التي أوقعتها بها جماعة الإخوان المسلمين ، لا يغير من حقيقة مشاركتها الأولى في المخطط .
حركة حماس ومنذ تأسيسها طرحت نفسها بديلا لمنظمة التحرير وعملت كل ما من شأنه إفشال السلطة الفلسطينية والتشكيك فيها ،ثم استمرت بعد سيطرتها على قطاع غزة في اتخاذ قرارات وممارسة سلوكيات تكرس الانقسام وتعزز سلطتها تحت مبررات أيديولوجية عقائدية كالقول بأنها تؤسس لسلطة ربانية بديلا عن السلطة العلمانية لمنظمة التحرير ، أو مبررات سياسية ،كالقول بأنها أقدمت على ما جرى في اليوم المشئوم لتحسم مع جماعات متمردة لا تعترف بشرعيتها وخارجة عن الإجماع الوطني – جماعة محمد دحلان - ، أو انها تؤسِس لسلطة مقاومة لتحرير كل فلسطين ،أو بسبب عدم جدية السلطة في استلام قطاع غزة ،وقد كشفت الأيام كم هي واهية هذه المبررات حيث تحالفت حماس مع جماعة محمد دحلان ، ووقعت اتفاقية هدنة مع إسرائيل وتحولت لمقاومة للدفاع عن سلطتها في قطاع غزة ، كما ماطلت في تمكين حكومة الوفاق من ممارسة صلاحياتها في القطاع .
في المقابل فإن السلطة وحركة فتح والمنظمة يتحملون جزءا من المسؤولية بداية للتقصير الذي حدث أثناء وقبل يوم الانقلاب بسبب ضعف السلطة آنذاك والخلافات داخل حركة فتح – جماعة محمد دحلان وجماعة أبو ماهر حلس - ، مرورا بسوء إدارتهم لملف الانقسام طوال أحد عشر سنة على حكم حمساوي للقطاع يتم تغذيته بأموال ومشاريع من السلطة ومن جهات دولية وأموال ومشاريع من دول عديدة وخصوصا من قطر وتركيا حلفاء حركة حماس ، ومن الإمارات العربية عن طريق محمد دحلان ، دون أن تقوم السلطة بأي إجراء ضد هذه الدول أو مجرد معاتبتها ، هذه الأموال والمشاريع وإن كان ظاهرها إنساني إلا أنها صبت في خدمة تعزيز الانقسام وصناعة دولة غزة وكانت على مرئى ومسمع إسرائيل ،وانتهاء بإجراءات الرئيس بشأن رواتب موظفي غزة وإجراءات أخرى تم اتخاذها بشكل مرتجل دون وجود استراتيجية أو رؤية واضحة للتداعيات المترتبة عن هذه القرارات ،وهي إجراءات رمت الكرة في ملعب الرئيس أبو مازن الذي بدا بنظر كثيرين وكأنه بإجراءاته يعاقب كل قطاع غزة ويُعلن الانفصال والتخلي عن مسؤوليته كرئيس لكل الشعب و يشارك في تنفيذ صفقة القرن بتخليه عن قطاع غزة .
مما سبق نخرج بنتيجة أن معادلة الانقسام ليست فلسطينية خالصة وأن فتح وحماس ليسا طرفي الانقسام كما يتم تداوله ، وللأسف فإن الاتهامات المتبادلة بين حركتي فتح وحماس واتهام كل منهما الأخرى بالمسؤولية عن الانقسام وإفشال المصالحة يصب في خدمة إسرائيل لأنه يبرئها من المسؤولية عن كل ما جرى .
واليوم وبدلا من البحث عن ذرائع للهروب من الحقيقة يجب توحيد جهود أطراف المصالحة الفلسطينية وهي كل الأحزاب والقوى الوطنية والشعب لمواجهة أطراف الانقسام الحقيقيين ولمواجهة صفقة القرن التي تهدف لتحويل الانقسام إلى الانفصال وتصفية القضية الفلسطينية .



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظاهرات رام الله وانقلاب حماس وحكم العسكر
- المساعدات الإنسانية ليست مقياسا للمواقف السياسية
- المشكلة ليست فيمن يقاوم الاحتلال بل في الاحتلال ذاته
- حرب حزيران 1967 بين روايتين
- ضرورة الخروج من عبثية حوارات المصالحة إلى خطة انقاذ وطنية
- خلافة الرئيس أبو مازن بين القانون والسياسة
- دور تركيا وإيران في معادلة الشرق الأوسط الجديد
- الأمم المتحدة كشاهد زور
- النكبة : من هنا تبدأ القضية
- مستجدات متلازمة المال والسياسة في ظل العولمة
- بعد انتهاء دورة المجلس الوطني : تفاؤل حذر وتخوفات مشروعة
- حتى لا تتحول منظمة التحرير لحزب السلطة
- قضية القدس واستشكالات الديني والسياسي في فلسطين
- المجلس الوطني : إما التحرر من نهج أوسلو أو يفقد شرعيته
- على أية منظمة تحرير يتحدثون ويتصارعون ؟
- يدمرون سوريا ويتباكون على شعبها
- حتى لا تصبح (الدولة الوطنية) حالة افتراضية
- المال والسياسة في فلسطين
- صفقة القرن : تنفيذ من طرف واحد وليس تأجيل
- تدهور الوضع الأمني في غزة وصفقة القرن


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - الانقسام وشماعة العقوبات على غزة