أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - محمد صالح أبو طعيمه - قبلةٌ وسجن؟!














المزيد.....

قبلةٌ وسجن؟!


محمد صالح أبو طعيمه

الحوار المتمدن-العدد: 5908 - 2018 / 6 / 19 - 21:13
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


لماذا يُخضِعُ نظام الأمن تصرفاته حيال حدثٍ ما لتفاعل الناس مع ذلك الحدث؟
شابين في غزة، التقطت لهما صورةٌ أثناء تقبيل بعضهما البعض من الفم بطريقةٍ مثيرةٍ تنافي العادات والعرف السائد في غزة، ولكن الشاهد من الأمر أن هذه الصورة التقطت لهما بإرادتهما وأدل دليلٍ على ذلك أن أحدهم نشرها على صفحته عبر الفيس بوك وعلق عليها بما يشير إلى الإيحاء الجنسي في ظاهره، لكن الحقيقة قد لا تكون كذلك، فمعروفٌ أن المثلية عملٌ مرفوضٌ البتة في المجتمع العربي عموما وفي غزة التي تحكمها حماس من باب أولى، فكيف لهذين الشابين أن يفضحوا أنفسهما ويواجهوا تسلط المجتمع بأسره حيال هذا الفعل البعيد كل البعد عن أخلاق المجتمع، وفي مكانٍ عام من متنزهات غزة، وبتوثيقٍ للصورة، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، ليلتقط أحد الفيسبوكيون هذه الصورة ويستغلها لعمل بلبلته وبروبجندا العيد بين الناس، وتبدأ الصورة بالانتشار ويرافقها التعليقات الغليظة "أين الأخلاق" "ضاع الشباب" "سلام على الدين والدنيا" وبعضهم أولها تأويل سياسي "سلموا غزة نكبتوها" "كلوا بسبب الحصار والجفاف لدى الشباب" نعم قبلة صديقٍ لصديقه هزت أركان المجتمع الغزي، لتتدخل أجهزة الأمن وتعتقل الشابين صاحبا الصورة وتنشر صورتهما مكبلين بالأغلال الحديدية، إلى جانب الصورة الأولى، ويعلق الناس "اعتقلوا الداشرين" والله وحده يعلم أي تهمةٍ سيتلقاها هذين، فلم تكون فعل فاضح في الطريق العام بطبيعة الحال، فالمثلية من الأمور المحظورة عرفًا وعادةً، ولكن الحقيقة أن ما خفي أعظم، ونكران الداء وسريانه، طبيعي جدًا بالنسبة للمريض، وهذا مجتمعنا بكل بساطة، فالناس ينكرون هذه الفعلة وقد يكون أبناءهم يمارسوها في بيوتهم مع أصدقاءهم الذين يزوروهم لساعات دون أن يعرفوا ماذا يصنعوا في الغرفة المغلقة! ولا ينبيك مثل خبير عن حجم القصص التي نسمعها عن هذه الممارسات الجنسية في المجتمع، ويتم التعمية عليها، وانكار حدوثها في مجتمعنا، ولكن للأسف كان هذان الشابان ضحية فعلهما الذي كان على أغلب الظن، فعل مزحةٍ وطيش بين صديقين، وكم من الصور المنشورة على صفحات الفيس للشباب يقبلون بعضهم فيها على الخدود، وهذه مثلها فللوهلة الأولى من يراها يظنها مزاحا وصداقة عادية، ولكن الهالة التي أخذتها تلك الصورة انحرفت بها عن التفكير الأولي البسيط إلى تفسيرات جنسية بحتة، تنم عن كمونِ ذلك الفعل في نفس مثيرها، وخذ عندك عشرات الإشاعات والأخبار عن صاحبي الصورة، حتى انتهى الأمر بخبرٍ مقتضاه: أن هذين الشابين صورا تلك الصور لصالح مؤسسة تتبع للاحتلال مقابل 1200-$- لتشويه صورة المدينة الفاضلة الغزية، وشر البلية ما يضحك، عندما سمعت أحد الشباب يقول: "ليتني أصل لهذه المؤسسة وسأجعل صديقي يغتصبني أون لاين، يا ترى كم سأجني من الدولارات مقابل ذلك؟!" لقد أخذت تلك الصورة أكبر من حجمها، في الوقت الذي تعاني فيه الناس مرارة الفقر والجوع والحصار وقطع الرواتب، وتمر فيه القضية بشكل عام في أسوء مراحلها من التصفية، تلتفت أنظارنا إلى صورةِ صديقين يقبلان بعضهما، ولنجعلها قضية الساعة.



#محمد_صالح_أبو_طعيمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة -المرافقة-
- من ضيع القدس؟
- من جديد، من لا يملك، لمن لا يستحق
- اسمٌ من كل شيء...
- سلبُ الحياة.
- عربيٌ في تسفا هَجَناه ليشرائيل
- الأولُ من أيار.
- لم يخلقوا متطرفون.
- نصيب وكالة الغوث من اسمها؟!!
- حين تفشل، هيّج العاطفة...
- آفة السياسة الكذب...
- كفوا، فالدين لم يقل.
- حتى الرئيس موظف لديك
- نفسي نفسي، وإن كان أخي
- أي جمعةٍ هي إذا ؟
- مقامات الموت


المزيد.....




- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - محمد صالح أبو طعيمه - قبلةٌ وسجن؟!