أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سرجون شار - اثنان أهل الأرض، ذو عقل بلا دين، وآخر ديّن لا عقل له















المزيد.....

اثنان أهل الأرض، ذو عقل بلا دين، وآخر ديّن لا عقل له


سرجون شار

الحوار المتمدن-العدد: 1498 - 2006 / 3 / 23 - 09:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين رؤية خاصة يتخذها العقل البشري ويقوم على الولاء والتصديق والثقة بأمر روحي ، والدين من أقدم أوجه نشاط الإنسان وأوسعها شمولا ،وهو شأن شخصي له أهمية كبيرة عند الكثيرين ففي العالم المليء بالقلق والشكوك والتناقضات ، نرى البعض يتمسكون بالدين ظنا منهم بأنه يعيد البشرية إلى طريق الأمان ، وهناك من انصرف عنه نهائيا ويلتمس في العقل وحده خلاص الإنسان وتقرير مصيره . دون أن ننفي أن للقيم الدينية أصالة حقيقية في نفس كل إنسان شريطة ألا يتعداها. والدين كما يقول عنه عالم النفس "يونـــــغ" ( بأنه مراقبة دقيقة صارمة غير ناشئ عن فعل إرادي تحكمي بل هو على النقيض من ذلك يستولي على الذات البشرية ويخضعها لسلطانه فتكون دائما ضحيته بأكثر مما هي خالقة له ) .

فهو اذا شان نفسي وشخصي يعود إلى الإنسان نفسه .. ونكون أصحاء عندما نراقب الأحداث مراقبة دقيقة واعية تنعكس بالخير على الجميع بكافة طوائفهم ومذاهبهم ومعتقداتهم الدينية دون التوغل في إحساس كل معتقد ودون أن نشرك معتقداتنا في علاقاتنا كأفراد أو كجماعات . ففي الغرب المسيحي خرج عدد كبير من المثقفين عن سلطة الكنيسة ، تحت تأثير التنور العلمي ، مع العلم بان كثيرا منهم متدين ، ولولا هذا الانفصال لما وصلوا إلى ما هم عليه الآن .
ونحن أصحاب الفكر الإنساني ، أصحاب العقول المتنورة التي نذرت نفسها لخدمة قضايا هذه الأمة والإنسان (أولا) علينا أن نحول عقولنا لخدمة من اقفل نافذة عقله، لأن هناك قوة العقل السليم والفكر السليم التي تبعدنا عن الغوغائية والاستهتار بهذا العقل الذي هو الشرع الأعلى.

فالعنف سمة تقترن بالجهل والإنسان معرض في أية لحظة للجوء إلى العنف فيما إذا شعر بالخطر يحدق فيه لكنه بقوة العقل ورزانته يستطيع أن يزيل أو يتجنب هذا الخطر دون اللجوء إلى العنف أو التكفير أو الخروج عن قواعد الأدب والسلوك البشري الصحيح... والإنسان العاقل هو الذي يلتزم حكمة العقل... فالمسيحية "مثلا" بغض النظر عن طوائفها المتعددة تختزل بكلمتين (المحبة والتسامح).
وان كان للعالم الذي يدين أبنائه بالمسيحية جانبا مضيئا وآخر مظلما فهذا شأن طبيعي مع اختلاف الظروف الطبيعية والسياسية والإستراتيجية ، وما كان للحروب الصليبية أن تخرج عن دائرة (الجانب المظلم) لكنها لم تستند إلى أي نص إنجيلي ، وها قد تجاوز هذا العالم تلك المعتقدات والأفكار الدينية وفصلوها عن علاقاتهم الاجتماعية والدولية فكتب لهم التطور العلمي والإنساني أيضا.
وكم يحز بالنفس أن تجد بعضا من أبناء هذا العالم العربي يثورون وكأنهم فاقدي الوعي أو مفلسين عقليا أو فكريا لتكفير كل من لا يتفق وأرائهم متناسين أن لغة الحوار هي الأسلوب الوحيد لمعالجة مشاكلنا والنهوض بها إلى الرفعة والرقي، خاصة وان البعض ما زال يستخدم لغة أكل الزمان عليها وشرب منذ 1400 عام دون أدنى احترام للإنسان أو للعقل الحر. فان كان البعض يبصقون في الصحن الذي أكلوا منه فان ذلك لن يدفع بهم إلا إلى هاوية التاريخ ولن يحرر عقولهم المسيطر عليها إلا المنطق ، وبالرغم من أن الكثير من المفكرين العرب قد عالجوا هذه النقطة في مجمل مؤلفاتهم داعين المجتمعات العربية إلى إعادة النظر في السلوك والأخلاق، وإلى نبذ العنف واحترام الآخر وعدم لفظه، فإننا نجد اليوم شريحة ربما لم تدرك مخاطر المرحلة القادمة وما تزال تصر على مشروع بن لادن والزرقاوي اللذان لم يجلبا مع أفكارهما أي جديد بل كلها مستوحاة من عصور الزمن الفائت.
ولا شك بان من يجرهم القلم إلى العنف عاشوا لسنوات في الغرب (الكافر) كما يسمونه أو الغرب (القاتل) والحاقد ، لكنهم لم يستطيعوا الاندماج في هذه المجتمعات المتحضرة ولم يكسبوا منها إلا زيادة في الحقد والبغض والكراهية لكل من هو أفضل منهم ، بالرغم من أنهم يستخدمون كل ما صنعه هذا الغرب (الكافر والقاتل).

وهنا لا بد لي أن استشهد بمقولة للمفكر السوري "بسام درويش" حيث يقول (يغسلون وجوههم وأطرافهم قبل الصلاة والأحرى بهم أن يغسلوا أولا قلوبهم من الكراهية) .


ولم تأت السيدة وفاء سلطان بجديد في حديثها الرائع لقناة الجزيرة بل وضعت النقاط على الحروف عندما قالت بان ما يحدث اليوم ليس صراع حضارات ولكنه صراع بين زمنين بين العصور الوسطى والقرن الواحد والعشرين، فهو صراع بين العلم والهمجية وصراع بين حرية المرأة وإنسانيتها وبين استعباد هذا المخلوق البشري صاحب القلب الجميل. وسرعان ما تهافتت عليها مجموعة من المسلوبين لحريتهم العقلية مهددين بالقتل وموجهين لها أبشع الشتائم .

هل للزميل خضر عواركة أن يفسر لنا ما قيل في المرأة : ((الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانئات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا) النساء 4/34 . فالي هذا يدعو مفكرنا الإسلامي الجديد للعودة إلى عصر وأد جديد للمرأة وضربها لمجرد الشك فقط !.

هل سيتخطى الزميل خضر عواركة هذا الحاجز الأبدي ويسمح لمسيحي أن يرافقه إلى الحج ؟ أم انه سيعمل بما تمليه عليه الآية (إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وان خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم) التوبة 9/28 .
وكيف سيتعامل الزميل خضر عواركة في الدعوة إلى إسلام جديد لا ينبذ الآخر ولا يكفره؟ مستندا إلى هذه الآية!: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدهم وهم صاغرون) التوبة 9/30.
نعم احترم الأديان التي تدعوا إلى المحبة والتسامح ، احترم الأديان التي تحرر من الأنانية ومن آثارها المتنوعة ، فروح المحبة تعطي القدرة على التعامل مع الآخرين باللطف والوداعة التي لا تخلو من الحكمة المطلوبة لجعل المحبة مفيدة وعميقة.
نترك الكلمة الجميلة هي التي تقودنا والتي تخضعنا لسلطانها في كل تصرفاتنا، فلنسرع للصلح مع الكلمة الجميلة وندخل المحبة إلى قلوبنا ، فنحن أقوياء متى استطعنا أن تتجنب الفشل، وعلينا أن نؤمن بأنه في داخلنا قوة كافية وحرية فريدة تنير طريقنا إلى الانتصار على الفشل. ما أعظم الإنسان الذي يستطيع أن يحرر نفسه ويعطيها قدرة وجرأة وشجاعة لمواجهة ظروف الحياة .
عندما نؤمن بهذه القوة المتحررة في داخلنا ونتحرر من الخوف سيكون نصيبنا النجاح لا محالة فبالكلمة يصنع الإنسان وبالكلمة يهوي إلى الثرى.



#سرجون_شار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة مع الزميل نضال نعيسة


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سرجون شار - اثنان أهل الأرض، ذو عقل بلا دين، وآخر ديّن لا عقل له